أجمع عدد من الخبراء في الذكاء الاصطناعي، في اجتماع أمس، بأحد الفنادق بالعاصمة، على ضرورة استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع الاقتصاد الوطني، عبر تعميم استعمالاته في شتى المجالات مثل الصناعة والفلاحة والصحة، واستغلال الفرص المتاحة لبناء اقتصاد قوي، خاصة في ظل توفر مهارات تونسية عالية في مجال الذكاء الاصطناعي، نالت إعجاب واستحسان المملكة المتحدة، والتي تعد من بين الدول الرائدة في هذا المجال.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المنصف بوكثير، أمس، في تصريح إعلامي، على ضرورة استغلال الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الاقتصادية لدفع التنمية في البلاد، وخاصة في مجال الصناعة الذكية الجيل الرابع، والصحة والفلاحة، مشددا في الآن ذاته على ضرورة الوصول إلى ميثاق عالمي للمعرفة الرقمية أو وثيقة تفاهم إنساني تحدد نطاق تطور الذكاء الاصطناعي في اتجاه إيجابي.
ودعا الوزير، في كلمته خلال ندوة واكبتها "الصباح" حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تنمية الاقتصاد وآفاق استعمالاته في تونس، إلى حصر تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال عمل الجامعات والبحوث الأكاديمية ووضع ضوابط علمية لضمان عدم خروجه عن سيطرة الإنسان.
تونس في مراكز متقدمة
وأوضح الوزير أن تونس تحتل موقعًا مشجعًا في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى القاري والعربي والدولي، وفقًا لمؤشر أكسفورد الحكومي لجاهزية الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن تونس تحتل المرتبة الثانية إفريقيا والخامسة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، مبرزا أهمية ذلك بالمقارنة مع دول تعداد سكانها يتجاوز 100 مليون نسمة.
وبين الوزير أن تونس قد بعثت سنة 2018 لجنة مشتركة للتعليم العالي والبحث العلمي مع المملكة المتحدة، كما وقعت خلال السنة الفارطة مذكرة تفاهم بين حكومتي تونس والمملكة المتحدة للتعاون والشراكة الكاملة بين الطرفين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
كما لفت الوزير الى أن تونس تستعد لإطلاق معهد خاص للذكاء الاصطناعي سيشمل جميع القطاعات، ويهدف الى مواكبة التطورات في مجالات عدة تساعد على دفع التنمية الاقتصادية.
وتناولت الندوة، التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالشراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية، مواضيع متنوعة شملت دور الذكاء الاصطناعي في تنمية الاقتصاد، وآفاق استعمالاته في مختلف القطاعات، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة به ودور تونس في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي.
وشارك في الندوة خبراء من تونس وخارجها، ونظمت على هامشها جلسة نقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في تونس.
دفع التعاون مع المملكة المتحدة
من جهتها، قالت سفيرة المملكة المتحدة "هيلين وينترتون" في تصريح لـ"الصباح"، أن تونس تعد نموذجا مهما لتبادل الخبرات معها في مجال الذكاء الاصطناعي، وأيضا من أجل إرساء اقتصاد قوي، وتزخر بالمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وليس فقط على مستوى الشركات الناشئة، بل أيضا على مستوى المنظومة التعليمية في تونس.
وبينت السفيرة أن من أهداف الندوة، إيجاد الحلول بين الخبراء التونسيين، والمملكة المتحدة حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، وأيضا اغتنام الفرص التي توفرها مجالات الذكاء الاصطناعي، ودفع الشراكة والتعاون مع تونس في هذا المجال.
يُذكر أن تونس تسعى إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير إستراتيجية وطنية لتنميته واستخدامه في مختلف القطاعات.
ويُعدّ الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهمّ التقنيات الحديثة التي تُحدث ثورةً هائلةً في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الاقتصادي. وتُدرك تونس، كغيرها من الدول العربية والعالمية، أهمية هذه التقنية ودورها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز التنافسية.
إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تونس
ووفق ما كشف عنه العديد من الخبراء خلال الندوة، فإن تونس تتمتع بإمكانيات هائلة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك لعدة أسباب، منها وجود قاعدة بشرية مؤهلة، حيث تمتلك تونس كفاءات عالية في مجالات الهندسة والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات، ممّا يُشكل أرضيةً خصبةً لتطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تُولي الحكومة التونسية اهتمامًا كبيرًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تمّ إطلاق العديد من المبادرات والبرامج لدعم البحث والتطوير في هذا المجال، وتشجيع الشركات على تبني هذه التقنيات. كما تمتلك تونس بنية تحتية رقمية متطورة، ممّا يُتيح لها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ فعّال.
ويمكن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية في تونس، بما في ذلك الزراعة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية الزراعية، من خلال تحليل البيانات المتعلقة بالطقس والتربة والمياه، وتقديم توصيات للمزارعين حول أفضل ممارسات الري والتسميد ومكافحة الآفات.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمليات الصناعية، من خلال التشخيص الآلي للأعطال، والتنبؤ بالصيانة، وتحسين التحكم في جودة المنتجات، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، من خلال تقديم خدمات العملاء الشخصية، وتحليل البيانات المتعلقة بسلوكيات العملاء، وتطوير خدمات جديدة تلبي احتياجاتهم. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير علاجات جديدة، وتحسين دقة التشخيص، وتقديم رعاية صحية شخصية للمرضى.
وسيُساهم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق العديد من الفوائد للاقتصاد التونسي، منها. زيادة الإنتاجية، حيث ستُساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في إتمام العديد من المهام، ممّا سيُؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات في مختلف القطاعات.. كما ستُخلق تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من فرص العمل الجديدة في مجالات تطوير التطبيقات، وتحليل البيانات، وصيانة الأنظمة الذكية.
تحسين التنافسية
ووفق جل الخبراء، ستُساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي الشركات التونسية على تحسين تنافسيتها في الأسواق العالمية، من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة وذات جودة عالية، كما ستُساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في تونس وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنّ هناك بعض التحديات التي تواجه تونس في هذا المجال، منها نقص الاستثمارات، حيث لا تزال الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي في تونس محدودة، ممّا يُعيق عملية تطوير وتطبيق هذه التقنيات، ولا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي وفوائدها، ممّا يُؤدي إلى ضعف الإقبال على استخدامها.
سفيان المهداوي
تونس - الصباح
أجمع عدد من الخبراء في الذكاء الاصطناعي، في اجتماع أمس، بأحد الفنادق بالعاصمة، على ضرورة استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع الاقتصاد الوطني، عبر تعميم استعمالاته في شتى المجالات مثل الصناعة والفلاحة والصحة، واستغلال الفرص المتاحة لبناء اقتصاد قوي، خاصة في ظل توفر مهارات تونسية عالية في مجال الذكاء الاصطناعي، نالت إعجاب واستحسان المملكة المتحدة، والتي تعد من بين الدول الرائدة في هذا المجال.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المنصف بوكثير، أمس، في تصريح إعلامي، على ضرورة استغلال الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الاقتصادية لدفع التنمية في البلاد، وخاصة في مجال الصناعة الذكية الجيل الرابع، والصحة والفلاحة، مشددا في الآن ذاته على ضرورة الوصول إلى ميثاق عالمي للمعرفة الرقمية أو وثيقة تفاهم إنساني تحدد نطاق تطور الذكاء الاصطناعي في اتجاه إيجابي.
ودعا الوزير، في كلمته خلال ندوة واكبتها "الصباح" حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تنمية الاقتصاد وآفاق استعمالاته في تونس، إلى حصر تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال عمل الجامعات والبحوث الأكاديمية ووضع ضوابط علمية لضمان عدم خروجه عن سيطرة الإنسان.
تونس في مراكز متقدمة
وأوضح الوزير أن تونس تحتل موقعًا مشجعًا في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى القاري والعربي والدولي، وفقًا لمؤشر أكسفورد الحكومي لجاهزية الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن تونس تحتل المرتبة الثانية إفريقيا والخامسة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، مبرزا أهمية ذلك بالمقارنة مع دول تعداد سكانها يتجاوز 100 مليون نسمة.
وبين الوزير أن تونس قد بعثت سنة 2018 لجنة مشتركة للتعليم العالي والبحث العلمي مع المملكة المتحدة، كما وقعت خلال السنة الفارطة مذكرة تفاهم بين حكومتي تونس والمملكة المتحدة للتعاون والشراكة الكاملة بين الطرفين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
كما لفت الوزير الى أن تونس تستعد لإطلاق معهد خاص للذكاء الاصطناعي سيشمل جميع القطاعات، ويهدف الى مواكبة التطورات في مجالات عدة تساعد على دفع التنمية الاقتصادية.
وتناولت الندوة، التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالشراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية، مواضيع متنوعة شملت دور الذكاء الاصطناعي في تنمية الاقتصاد، وآفاق استعمالاته في مختلف القطاعات، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة به ودور تونس في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي.
وشارك في الندوة خبراء من تونس وخارجها، ونظمت على هامشها جلسة نقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في تونس.
دفع التعاون مع المملكة المتحدة
من جهتها، قالت سفيرة المملكة المتحدة "هيلين وينترتون" في تصريح لـ"الصباح"، أن تونس تعد نموذجا مهما لتبادل الخبرات معها في مجال الذكاء الاصطناعي، وأيضا من أجل إرساء اقتصاد قوي، وتزخر بالمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وليس فقط على مستوى الشركات الناشئة، بل أيضا على مستوى المنظومة التعليمية في تونس.
وبينت السفيرة أن من أهداف الندوة، إيجاد الحلول بين الخبراء التونسيين، والمملكة المتحدة حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، وأيضا اغتنام الفرص التي توفرها مجالات الذكاء الاصطناعي، ودفع الشراكة والتعاون مع تونس في هذا المجال.
يُذكر أن تونس تسعى إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير إستراتيجية وطنية لتنميته واستخدامه في مختلف القطاعات.
ويُعدّ الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهمّ التقنيات الحديثة التي تُحدث ثورةً هائلةً في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الاقتصادي. وتُدرك تونس، كغيرها من الدول العربية والعالمية، أهمية هذه التقنية ودورها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز التنافسية.
إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تونس
ووفق ما كشف عنه العديد من الخبراء خلال الندوة، فإن تونس تتمتع بإمكانيات هائلة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك لعدة أسباب، منها وجود قاعدة بشرية مؤهلة، حيث تمتلك تونس كفاءات عالية في مجالات الهندسة والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات، ممّا يُشكل أرضيةً خصبةً لتطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تُولي الحكومة التونسية اهتمامًا كبيرًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تمّ إطلاق العديد من المبادرات والبرامج لدعم البحث والتطوير في هذا المجال، وتشجيع الشركات على تبني هذه التقنيات. كما تمتلك تونس بنية تحتية رقمية متطورة، ممّا يُتيح لها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ فعّال.
ويمكن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية في تونس، بما في ذلك الزراعة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية الزراعية، من خلال تحليل البيانات المتعلقة بالطقس والتربة والمياه، وتقديم توصيات للمزارعين حول أفضل ممارسات الري والتسميد ومكافحة الآفات.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمليات الصناعية، من خلال التشخيص الآلي للأعطال، والتنبؤ بالصيانة، وتحسين التحكم في جودة المنتجات، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، من خلال تقديم خدمات العملاء الشخصية، وتحليل البيانات المتعلقة بسلوكيات العملاء، وتطوير خدمات جديدة تلبي احتياجاتهم. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير علاجات جديدة، وتحسين دقة التشخيص، وتقديم رعاية صحية شخصية للمرضى.
وسيُساهم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق العديد من الفوائد للاقتصاد التونسي، منها. زيادة الإنتاجية، حيث ستُساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في إتمام العديد من المهام، ممّا سيُؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات في مختلف القطاعات.. كما ستُخلق تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من فرص العمل الجديدة في مجالات تطوير التطبيقات، وتحليل البيانات، وصيانة الأنظمة الذكية.
تحسين التنافسية
ووفق جل الخبراء، ستُساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي الشركات التونسية على تحسين تنافسيتها في الأسواق العالمية، من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة وذات جودة عالية، كما ستُساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في تونس وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنّ هناك بعض التحديات التي تواجه تونس في هذا المجال، منها نقص الاستثمارات، حيث لا تزال الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي في تونس محدودة، ممّا يُعيق عملية تطوير وتطبيق هذه التقنيات، ولا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي وفوائدها، ممّا يُؤدي إلى ضعف الإقبال على استخدامها.