يرتبط فيلم "الرسالة" في الذاكرة الجماعية للعرب بأيام الأعياد والمناسبات الدينية حتى أنه عرضه صار مناسبة كلاسيكية منتظرة لجمهور شاشات التلفزيون وكأنه العمل الديني الوحيد في رصيد العرب من السينما التاريخية، يستحضره مبرمجو المّادة التاريخية والدينية في المحطات التلفزيونية مع كل عيد من أعيادنا
لا ننكر أكيد القيمة الفنية لفيلم "الرسالة"(إنتاج 1976) في نسختيه العالمية بطولة أنطوان كوين والعربية وجسد في مشاهدها عبد الله غيث دور حمزة بن عبد المطلب فهذا الانتاج الضخم للمخرج السوري مصطفى العقاد شكل جزءا هاما من الصورة الذهنية للمجتمعات العربية ومع ذلك أضاءت انتاجات تاريخية ودينية فترات من تاريخنا وثمنت مسيرة أعلامها منها "الناصر صلاح الدين" (1963) ليوسف شاهين ولئن تظل هذه الأعمال قليلة العدد مقارنة بغيرها من الإنتاجات السينمائية منذ ولادة الفن السابع قبل قرن من الزمن إلا أن حضورها في الذاكرة الجماعية للعرب راسخ إلى اليوم ..
هذا الحضور لا تترجمه القيمة الفنية لهذه الأعمال بقدر ما يعكسها الكم الضئيل من الانتاجات السينمائية المخصصة للتاريخ الاسلامي أو غيره من الحقبات المفصلية في تاريخ العرب فالسينما تمارس دورا حيويا في عملية تشكيل الوعي باعتبارها الفن الأكثر جماهيرية وتأثيرا في زمننا وحاجتنا اليوم لإنتاج فيلم تاريخي هي حاجة ثقافية ملحة خدمة للهويتنا وتموقعنا في عالم "على كف عفريت" ..
تغلب النظرة "الاستشراقية" على معظم انتاجات السينما عن التاريخ العربي والاسلامي أو تحيد عن الرواية التاريخية في معالجة درامية تعبث بالوقائع والحقائق أحيانا لأهداف تسويقية وأحيان أخرى لأغراض سياسية ايديولوجية لذلك لابد اليوم من طرح عديد التساؤلات عن علاقة الانتاج السينمائي العربي بتاريخ المنطقة القديم والحديث وتعزيز هذه الفئة من الانتاجات خاصة مع نمو صناعة السينما في عدد من الدول العربية من بينها السعودية التي سبق وقدمت سنة 2015 فيلم عن الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه حمل عنوان "بلال سلالة بطل جديد" (Bilal A New Breed Of Hero) لأيمن جمال والباكستاني خورام آلافيو.
تستعين السعودية في انتاجاتها - بعد الانفتاح الثقافي - بالكثير من الكفاءات العربية ومعظمها من التونسيين لتركيز قطاع سينمائي متكامل الأركان انتاجا وتوزيعا كما تملك الأردن وتونس والمغرب وقطر مواقع للتصوير سبق واستقبلت انتاجات عالمية ومع عراقة الصناعة في مصر وتمكن صناع الأعمال التاريخية في سوريا من هذا النوع من الانتاج وثراء المشهد الفني العربي بفنانين يتقنون العربية الفصحى وحتى لا يظل المشاهد العربي مستهلكا مسلوبا الهوية لأعمال ايرانية أو تركية أو عالمية لا نجد قيودا تعيق التعاون العربي لانتاج عمل تاريخي ديني يثري رصيد سينمائي تعود معظم انتاجاته لستينات والسبعينات القرن الماضي
نجلاء قموع
يرتبط فيلم "الرسالة" في الذاكرة الجماعية للعرب بأيام الأعياد والمناسبات الدينية حتى أنه عرضه صار مناسبة كلاسيكية منتظرة لجمهور شاشات التلفزيون وكأنه العمل الديني الوحيد في رصيد العرب من السينما التاريخية، يستحضره مبرمجو المّادة التاريخية والدينية في المحطات التلفزيونية مع كل عيد من أعيادنا
لا ننكر أكيد القيمة الفنية لفيلم "الرسالة"(إنتاج 1976) في نسختيه العالمية بطولة أنطوان كوين والعربية وجسد في مشاهدها عبد الله غيث دور حمزة بن عبد المطلب فهذا الانتاج الضخم للمخرج السوري مصطفى العقاد شكل جزءا هاما من الصورة الذهنية للمجتمعات العربية ومع ذلك أضاءت انتاجات تاريخية ودينية فترات من تاريخنا وثمنت مسيرة أعلامها منها "الناصر صلاح الدين" (1963) ليوسف شاهين ولئن تظل هذه الأعمال قليلة العدد مقارنة بغيرها من الإنتاجات السينمائية منذ ولادة الفن السابع قبل قرن من الزمن إلا أن حضورها في الذاكرة الجماعية للعرب راسخ إلى اليوم ..
هذا الحضور لا تترجمه القيمة الفنية لهذه الأعمال بقدر ما يعكسها الكم الضئيل من الانتاجات السينمائية المخصصة للتاريخ الاسلامي أو غيره من الحقبات المفصلية في تاريخ العرب فالسينما تمارس دورا حيويا في عملية تشكيل الوعي باعتبارها الفن الأكثر جماهيرية وتأثيرا في زمننا وحاجتنا اليوم لإنتاج فيلم تاريخي هي حاجة ثقافية ملحة خدمة للهويتنا وتموقعنا في عالم "على كف عفريت" ..
تغلب النظرة "الاستشراقية" على معظم انتاجات السينما عن التاريخ العربي والاسلامي أو تحيد عن الرواية التاريخية في معالجة درامية تعبث بالوقائع والحقائق أحيانا لأهداف تسويقية وأحيان أخرى لأغراض سياسية ايديولوجية لذلك لابد اليوم من طرح عديد التساؤلات عن علاقة الانتاج السينمائي العربي بتاريخ المنطقة القديم والحديث وتعزيز هذه الفئة من الانتاجات خاصة مع نمو صناعة السينما في عدد من الدول العربية من بينها السعودية التي سبق وقدمت سنة 2015 فيلم عن الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه حمل عنوان "بلال سلالة بطل جديد" (Bilal A New Breed Of Hero) لأيمن جمال والباكستاني خورام آلافيو.
تستعين السعودية في انتاجاتها - بعد الانفتاح الثقافي - بالكثير من الكفاءات العربية ومعظمها من التونسيين لتركيز قطاع سينمائي متكامل الأركان انتاجا وتوزيعا كما تملك الأردن وتونس والمغرب وقطر مواقع للتصوير سبق واستقبلت انتاجات عالمية ومع عراقة الصناعة في مصر وتمكن صناع الأعمال التاريخية في سوريا من هذا النوع من الانتاج وثراء المشهد الفني العربي بفنانين يتقنون العربية الفصحى وحتى لا يظل المشاهد العربي مستهلكا مسلوبا الهوية لأعمال ايرانية أو تركية أو عالمية لا نجد قيودا تعيق التعاون العربي لانتاج عمل تاريخي ديني يثري رصيد سينمائي تعود معظم انتاجاته لستينات والسبعينات القرن الماضي