-عملية "الوعد الصادق" تمت بأسلحة وتقنيات إيرانية وهذا ما حققته ..
-دعمنا المقاومة ولكن لم نعلم بـ"طوفان الأقصى"
- لا مشكل لدينا للتفاوض مع أمريكا ولكن عليها أن تنزل من عليائها وتجلس معنا حول نفس الطاولة
- مجلس الأمن تحول إلى ساحة للعب بقضايا العالم وحق الفيتو مهزلة
-الصهاينة لم يتوقعوا الرد الإيراني..
-الصين قوة اقتصادية في العالم وكان لها دورها في عودة العلاقات مع السعودية
- إيران لديها جيش قوي وقدرة على تصنيع الصواريخ والطائرات والسفن الحربية
-هناك تغيير جذري يقوده ولي العهد في السعودية
تونس-الصباح
لا تزال عملية "الوعد الصادق" التي أقدمت عليها إيران ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت الماضي، ردا على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق تثير ردود أفعال متباينة بين مستهزئ بالعملية وبين من اعتبرها مجرد مسرحية متفق عليها ومن اعتبرها رسالة حازمة لإسرائيل وحلفائها بأن التمادي في العدوان لا يمكن أن يستمر دون رادع.. "الصباح" التقت السفير الإيراني مير مسعود حسينان الذي خصنا بهذا الحوار وقد اعتبر السفير الإيراني "أن عملية الوعد الصادق كانت دفاعا مشروعا عن النفس وأنها انتهت" إلا أنه حذر من أن أي عدوان جديد يستهدف إيران سيتم الرد عليه في الحين". وقال حسينان "قبل أيام كنا نسمع لماذا لا تتحرك إيران ولماذا لا تدافع عن نفسها وترد على العدوان الذي تعرضت له وعندما قمنا بالرد قالوا مسرحية". وشدد محدثنا على أن ما قامت به إيران في ردها على العدوان الإسرائيلي كان بأسلحة إيرانية وتقنيات عسكرية إيرانية محلية رغم الحصار.. كما توقع السفير الإيراني أن تعجل عملية الوعد الصادق بإنهاء العدوان على غزة. يذكر أن السفير مير مسعود حسينيان عمل قنصلا عاما في كربلاء كما شغل حسينيان العديد من المناصب الإدارية ضمن البعثات للجمهورية الإيرانية في لبنان وسوريا ومصر. وشغل أيضا منصب المدير العام لوزارة الخارجيّة ومساعد الوزير والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان آخر منصب له مستشار وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفيما يلي نص الحوار:
حوار: آسيا العتروس
*ماذا بعد عملية الوعد الصادق وهل حققت أهدافها وكيف تردون على من اعتبر أنها مسرحية؟
ما حدث كان دفاعا عن النفس ضد كيان غاصب تعود على ارتكاب عدوانه دون ردع. وبكل بساطة أسمح لنفسي أن أسأل من يقول إن الرد الإيراني مسرحية هل تكون المسرحية بهذا الشكل باستعمال الطائرات المسيرة والكروز؟ قبل أيام كنا نسمع لماذا لا تتحرك إيران ولماذا لا تدافع عن نفسها وترد على العدوان الذي تعرضت له؟ وعندما قمنا بالرد قالوا مسرحية!
أود التذكير أننا منذ أربعين عاما ونحن نواجه في إيران حصارا خانقا ولكننا كنا أول دولة في العالم تمنح سفارة كيان الاحتلال بعد الثورة الى الفلسطينيين، وكان ذلك بحضور الزعيم عرفات وقيادات فلسطينية. حدث ذلك بعد الثورة الإيرانية وأغلقنا سفارة أمريكا التي نسميها وكر الجواسيس. وعلى مدى أربعين عاما كانت مشاكلنا الأساسية بسبب دعمنا للقضية الفلسطينية. هناك أيضا من قال إن التحرك الإيراني جاء استجابة للمصالح الإيرانية وهذا أيضا مجانب للصواب. إيران بلد كبير جغرافيا يمتد على مليون ونصف كيلومتر مربع وديموغرافيا يضم 80 مليون نسمة وإيران بلد لديه من الثروات الطبيعية ما يعزز قدراته فهو أول مصدر غاز في المنطقة ولديه من الثروات البترولية ما يستجيب لكل احتياجاته ثم إن إيران تعرضت للاحتلال في الحربين العالميتين الأولى والثانية ولكن إيران لا تحتل أي بلد وبالتالي فإن المسألة ليست لمصالح إيران .
*إذا كانت إيران بهذه القدرة والقوة المؤثرة لماذا كان ردها منضبطا ومحدودا في نتائجه؟
أعتقد أن الصهاينة لم يتوقعوا الرد الإيراني وربما لم يأخذوا التحذيرات مأخذ الجد. ما قامت به إيران عملية تحذيرية إنذارية وقد انتهت.. ومن جانبنا سبق وقلنا صراحة سندافع عن أنفسنا في الوقت المناسب وهو ما كان. هذه عملية مقابل عملية. الوعد الصادق رد على قصف القنصلية الإيرانية وأي عملية أخرى سيكون الرد عليها أسرع وأشد ولن ننتظر عشرة أيام كما المرة الفارطة. سيكون ردنا في الحين. انتهت عملية الوعد الصادق وهي عملية محدودة جدا. وقد رأى العالم حالة الهلع داخل الكيان وحتى في مطارات العالم. نعم كل العالم يخاف من هيبة إسرائيل وقدراتها العسكرية وقبتها الحديدية ولكن جاء السابع من أكتوبر وكشف أنها أوهن من بيت العنكبوت والواقع أثبت محدودية هذا الكيان .
وإذا كان لنا أن نتحدث عن نتيجة هذه العملية فهناك نتيجتان. أما الأولى فهي انهيار هيبة هذا الكيان الذي يحتاج في كل صراعاته للقوى العسكرية الأمريكية والبريطانية وغيرها، وأما الثاني وهو مرتبط بعملية طوفان الأقصى وإيقاف مسار التطبيع ولكن ما حدث في السابع من أكتوبر منع ذلك .
ما نراه اليوم بعد الوعد الصادق أن هناك حجا معكوسا لأفواج اليهود التي تغادر الكيان الإسرائيلي وتعود من حيث جاءت.
*كيف تتوقع إيران يكون الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم الذي سمي بالوعد الصادق؟
نتوقع أي رد من إسرائيل يمكن أن تستهدف لبنان أو سوريا أو العراق. ما نلاحظه أن التكتل الغربي الإسرائيلي يعمل على مزيد الضغط على إيران بالعقوبات. ولكن نقول إن الخاسر الأكبر إذا حدث ذلك ستكون القواعد الأمريكية في المنطقة والخاسر الأكبر ستكون أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي تطالب إيران بضبط النفس وتبرر كل جرائم هذا الكيان. عموما نحن محاصرون منذ أربعين عاما ولكن أكثر من 95 بالمائة من الأدوية تنتج في إيران أحيانا نحتاج لاستيراد بعض الأدوية التي منعوها عن الأطفال في إيران. نعم حتى الأطفال في إيران تحاصرهم أمريكا .
ما قامت به إيران في ردها على العدوان الإسرائيلي كان بأسلحة إيرانية وتقنيات عسكرية إيرانية محلية رغم الحصار. ومع ذلك يدعون أن 99 بالمائة من المسيرات والصواريخ الإيرانية تم إسقاطها وحتى وإن كان ذلك صحيحا فإنه لم يكن بأسلحة إسرائيلية بل استوجب التدخل الأمريكي والفرنسي والبريطاني وحتى دول عربية. بعد الثورة الإيرانية كان الجيش الإيراني في حالة انهيار ومن لم يهرب من أمراء الجيش اعدم. اليوم إيران لديها جيش قوي ولديه قدرة على تصنيع الصواريخ والطائرات والسفن الحربية.. وهذا ما يتعين على العالم الانتباه له. إيران قوة إقليمية ولها دورها ومكانتها في المنطقة وفي العالم وإيران دولة كبيرة في العالم وإحدى الدول الكبرى في المنطقة .
*هل أعلمت إيران حليفيها، روسيا والصين، بعملية الوعد الصادق ؟
ما أعلمه أن الرئيس الروسي كان واضحا في تصريحه أنه إذا كانت هناك حملة عسكرية على إيران سنقدم لها الدعم. وزير الخارجية عبد الهيان كان واضحا قال سنرد وهناك فرق بين حرب تحترم الإنسان وحرب لا تحترم الذات البشرية، إيران لم تضرب مدرسة أو مستشفى أو بنية تحتية، ليس لأنها لا تستطيع أو ليس لها الإمكانيات. في المقابل نجد أن إسرائيل دمرت وتدمر كل شيء في غزة.. أكثر من 35 ألف شهيد و70 ألف جريح. هل هذا انتصار حربي؟ بالعكس هذا دليل عجز. مرت ستة أشهر على الحرب على غزة قالوا سنهدم حماس خلال أيام ونستعيد الأسرى ولم يصلوا الى نتيجة حتى الآن .
*ماذا عن تواجدكم في سوريا الذي لا يزال محل تساؤلات كثيرة؟
نحن موجودون في سوريا كمستشارين بدعوة رسمية من الحكومة السورية. وجودنا ارتبط بمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي وما حدث من استهداف للقنصلية الإيرانية المجاورة لمبنى السفارة الإيرانية كان عدوانا على السيادة الإيرانية وهو يتعارض مع كل القوانين الدولية ولا يمكن لأي بلد القبول به، وقد استشهد في العدوان على مقر القنصلية 16 شخصا بينهم 7 عسكريين من الحرس الثوري الإيراني وبينهم 6 مدنيين بينهم أم سورية وابنتها.
*الكثير من الدول العربية تتحسب للدور الإيراني في المنطقة ومخاطر المد الشيعي كيف تردون على ذلك؟
لقد كنا في إيران وعلى مدى أربعين عاما معنيين بدعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة كل ذلك رغم الحصار..
"إيران تدعم حماس والحركات الموالية" ..هذا ما يريدون ترويجه إيران تدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية تدعم حزب الله كما تدعم حماس والجهاد وهي ليست حركات شيعية. والمقاومة لا تفرق بين شيعة وسنة ندافع عن قضية فلسطين كقضية إنسانية وحق مشروع بالدعم العسكري والمادي وكل الإمكانيات المتاحة. والآن فقد بدأت المقاومة بإنتاج الصواريخ التي تدافع بها عن نفسها بعد أن تدربت على ذلك .
*سبق لوزير الخارجية الإيراني الأسبق أن قال إن إيران تسيطر على خمس عواصم عربية، أليس في ذلك ما يمكن أن ينفر أو يعزز مخاوف الدول العربية من الهيمنة الإيرانية والتدخل في شؤونها؟
ليس بهذا المعنى. لدينا أصدقاء في كل العالم. لا نسيطر على أحد من هذه الدول، هذا يتنزل في حرب الروايات التي يتم ترويجها. وأعتقد أننا سنحتاج قاموسا جديدا لتغيير الكثير من المفاهيم .
*ولكن هناك أيضا مخاوف بشأن ما تنشره التقارير الحقوقية حول واقع الحريات في إيران. كيف تردون على ذلك؟
طبعا هناك أصوات معارضة في إيران وهناك أطراف كثيرة في الغرب تستغل ذلك وتحاول استهداف إيران من الداخل. لكن ما لا يقوله هؤلاء إن هناك خمسة آلف يهودي في إيران وإيرانيين مسيحيين وزرادشتيين، ولكل هؤلاء حرية ممارسة شعائرهم. أمس قرأت على أحد المواقع تعليقا لأحدهم يبدو أنه إيراني يدعو إسرائيل لضرب إيران ويتبجح بدعم هذا الكيان وهذه أيضا جزء من الحملة التي تستهدف إيران ..
*التحالف الإسرائيلي الغربي يدعو لتشديد العقوبات على إيران. هل تزعجكم الدعوات لمزيد الضغط على إيران؟
طبعا تزعجنا نحن نعيش حصارا طويلا منذ أربعين عاما ونواجه عديد الصعوبات الاقتصادية ولكننا نعتبر أن كرامتنا فوق كل شيء حتى وإن اضطررنا لأكل الخبز الناشف ..
*هل كانت إيران على علم بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر؟
طبعا لا. كان قرارا داخليا واعتقد انه حتى المكتب السياسي لحماس لم يكن على علم أو على الأقل بتفاصيل العملية .
*لكن هناك من يقول إن كيان الاحتلال سيستثمر في عملية الوعد الصادق واستعادة ما فقده خلال الحرب على غزة من تعاطف ودعم شعبي وأنها ستذهب الى الانتقام بعد ذلك من غزة؟
ندرك جيدا أن لهم ترسانة دعاية معروفة وقد بدؤوا حرب الروايات. وبعد أن كانوا يفاخرون وينفون أي ضرر في الوعد الصادق عادوا يقولون إن اثني عشرة صاروخا أصابت أهدافها. لقد دأبوا على التقليل من خسائرهم وأجادوا دور الضحية والمظلومية وهم يجدون لدى الغرب كل الدعم في ذلك.. نعم هناك حاجة لفضح الرواية الإسرائيلية وهذا ما نسميه أيضا بجهاد التبيين في خوض المعارك الإعلامية للرد على هذه المغالطات. القوى الكبرى تعرف جيدا أن إيران من أكبر دول العالم وأنها قوة مؤثرة في المنطقة ولكن لا يريدون لإيران هذا الدور.
*استهدفت إيران من الكيان الإسرائيلي أكثر من مرة في الداخل والخارج، لماذا قررت إيران الرد هذه المرة؟
صحيح في السنوات الأخيرة استهدف الكثير من الإيرانيين بينهم علماء وعسكريون وغيرهم قتلوا في إيران قاسم سليماني واغتالوا راضي موسوي، صبرنا وتحملنا واعتمدنا ضبط النفس، لكن هذه المرة تجاوز الكيان الإسرائيلي الخطوط الحمراء وامتدت يده الى مقر سيادي وقد آن الأوان أن يدرك حدوده. قبل يومين سئل كامرون وزير الخارجية البريطاني ماذا كنتم ستفعلون لو قصف مقر قنصلية بريطانيا أو سفارتها في أي مكان من العالم؟ فرد إن بلاده سترد بقوة ...
ولكنهم اعتبروا أن رد إيران تجاوز ما حدث في القنصلية. فلماذا لا يريدوننا أن ندافع عن أنفسنا. عملية الوعد الصادق استهدفت منصة جبل الشيخ في سوريا عين التجسس الإسرائيلي التي كانت موقع انطلاق العدوان على القنصلية الإيرانية والمنصة العسكرية نواتيم التي تفصلها عن إيران 1200 كيلومتر وهذا أيضا يشهد على قوة إيران ونحن لم نكن نريد إراقة الدماء أو استهداف المدارس والمستشفيات .
توخينا ضبط النفس ونعم ذهبنا الى مجلس الأمن وكتبنا رسالة الى رئيس المجلس وطلبنا جلسة عاجلة لإدانة العدوان الإسرائيلي، ووجدنا دعما وتضامنا واسعا من الدول الصديقة وأود التوجه بتحية الى تونس على مواقفها إزاء القضية الفلسطينية وبعد استهداف قنصليتنا في دمشق، لكن الدول الكبرى رفضت كالعادة إدانة إسرائيل لذلك قلنا سنرد. مجلس الأمن تحول الى ساحة للعب بقضايا العالم وحق الفيتو مهزلة وعشرات القرارات لصالح الفلسطينيين ظلت حبرا على ورق .
*هل إن إيران مستعدة للحوار مع أمريكا؟
الكيان الإسرائيلي هو الكيان الوحيد الذي لا نعترف به وهو كيان قام على العصابات المسلحة. لدينا خصومات مع أمريكا وفرنسا ولكن ليس لدينا إشكال في الحوار مع هذه الأطراف. مرة أخرى أقول لا مشكل لدينا للتفاوض مع أمريكا ولكن قبل ذلك على أمريكا أن تنزل من عليائها وتجلس معنا حول نفس الطاولة ولكن المكابرة الأمريكية لا تسمح بذلك. وحتى الآن سفارة سويسرا حلقة الوصل وترعى مصالح إيران.
*بين ترامب وبادين كيف تنظر إيران الى الانتخابات الأمريكية القادمة؟
الرؤساء الأمريكيون لا ينتخبون انتخابا مباشرا من الأمريكيين بل ينتخبون من المؤسسات وبالتالي لا فرق بين ترامب وبايدن أو حتى أوباما عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية الأمريكية ولعبة المصالح .
*وماذا عن الحليف الصيني؟
بلد كبير وقوة اقتصادية. الصين متواجدة في كل العالم والصناعة الصينية تتنوع من الإبرة الى الطائرات. السيطرة الاقتصادية ستكون للصين مستقبلا. والصين لعبت دورا أساسيا يحسب لها في المصالحة بين إيران والسعودية.
*وماذا عن السعودية؟
يمكن القول إن عودة العلاقات وإعادة فتح السفارات خطوة مهمة جدا. اليوم كل السفارات الإيرانية مفتوحة باستثناء سفارة إيران في المغرب. هناك تغيير جذري يقوده ولي العهد في السعودية وهي بلد كبير ونحتاج لبعض التوافقات خاصة وأن إيران وسوريا بلدان كبيران .
*كيف تصفون علاقة إيران بدول الجوار؟
جيدة في مجملها.. فلقد أعدنا فتح السفارات وتطبيع العلاقات مع السعودية وهذا مهم جدا للبلدين وللمنطقة وهناك حاجة فعلا لتوحيد الجبهة العربية الإسلامية والقضية الفلسطينية يجب أن توحد الصفوف. مواقف الشعوب متقدمة على الأنظمة وهي التي يجب أن تضغط لمزيد الدعم لأجل فلسطين .
*في خضم العدوان على غزة اجتمعت الدول العربية والإسلامية في قمة استثنائية لكسر الحصار على غزة وإنهاء العدوان ولكن لا شيء تحقق؟
للأسف.. هذا بسبب هشاشة وضعف الموقف العربي وأيضا بسبب التطبيع ولذلك دعونا الى تجميع الصفوف..
*ما الذي سيتغير بعد الوعد الصادق؟
أتوقع نهاية الحرب في غزة وأعتقد أن ما حدث يمكن أن يدفع الى التعجيل بانسحاب إسرائيل من غزة .
-عملية "الوعد الصادق" تمت بأسلحة وتقنيات إيرانية وهذا ما حققته ..
-دعمنا المقاومة ولكن لم نعلم بـ"طوفان الأقصى"
- لا مشكل لدينا للتفاوض مع أمريكا ولكن عليها أن تنزل من عليائها وتجلس معنا حول نفس الطاولة
- مجلس الأمن تحول إلى ساحة للعب بقضايا العالم وحق الفيتو مهزلة
-الصهاينة لم يتوقعوا الرد الإيراني..
-الصين قوة اقتصادية في العالم وكان لها دورها في عودة العلاقات مع السعودية
- إيران لديها جيش قوي وقدرة على تصنيع الصواريخ والطائرات والسفن الحربية
-هناك تغيير جذري يقوده ولي العهد في السعودية
تونس-الصباح
لا تزال عملية "الوعد الصادق" التي أقدمت عليها إيران ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت الماضي، ردا على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق تثير ردود أفعال متباينة بين مستهزئ بالعملية وبين من اعتبرها مجرد مسرحية متفق عليها ومن اعتبرها رسالة حازمة لإسرائيل وحلفائها بأن التمادي في العدوان لا يمكن أن يستمر دون رادع.. "الصباح" التقت السفير الإيراني مير مسعود حسينان الذي خصنا بهذا الحوار وقد اعتبر السفير الإيراني "أن عملية الوعد الصادق كانت دفاعا مشروعا عن النفس وأنها انتهت" إلا أنه حذر من أن أي عدوان جديد يستهدف إيران سيتم الرد عليه في الحين". وقال حسينان "قبل أيام كنا نسمع لماذا لا تتحرك إيران ولماذا لا تدافع عن نفسها وترد على العدوان الذي تعرضت له وعندما قمنا بالرد قالوا مسرحية". وشدد محدثنا على أن ما قامت به إيران في ردها على العدوان الإسرائيلي كان بأسلحة إيرانية وتقنيات عسكرية إيرانية محلية رغم الحصار.. كما توقع السفير الإيراني أن تعجل عملية الوعد الصادق بإنهاء العدوان على غزة. يذكر أن السفير مير مسعود حسينيان عمل قنصلا عاما في كربلاء كما شغل حسينيان العديد من المناصب الإدارية ضمن البعثات للجمهورية الإيرانية في لبنان وسوريا ومصر. وشغل أيضا منصب المدير العام لوزارة الخارجيّة ومساعد الوزير والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان آخر منصب له مستشار وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفيما يلي نص الحوار:
حوار: آسيا العتروس
*ماذا بعد عملية الوعد الصادق وهل حققت أهدافها وكيف تردون على من اعتبر أنها مسرحية؟
ما حدث كان دفاعا عن النفس ضد كيان غاصب تعود على ارتكاب عدوانه دون ردع. وبكل بساطة أسمح لنفسي أن أسأل من يقول إن الرد الإيراني مسرحية هل تكون المسرحية بهذا الشكل باستعمال الطائرات المسيرة والكروز؟ قبل أيام كنا نسمع لماذا لا تتحرك إيران ولماذا لا تدافع عن نفسها وترد على العدوان الذي تعرضت له؟ وعندما قمنا بالرد قالوا مسرحية!
أود التذكير أننا منذ أربعين عاما ونحن نواجه في إيران حصارا خانقا ولكننا كنا أول دولة في العالم تمنح سفارة كيان الاحتلال بعد الثورة الى الفلسطينيين، وكان ذلك بحضور الزعيم عرفات وقيادات فلسطينية. حدث ذلك بعد الثورة الإيرانية وأغلقنا سفارة أمريكا التي نسميها وكر الجواسيس. وعلى مدى أربعين عاما كانت مشاكلنا الأساسية بسبب دعمنا للقضية الفلسطينية. هناك أيضا من قال إن التحرك الإيراني جاء استجابة للمصالح الإيرانية وهذا أيضا مجانب للصواب. إيران بلد كبير جغرافيا يمتد على مليون ونصف كيلومتر مربع وديموغرافيا يضم 80 مليون نسمة وإيران بلد لديه من الثروات الطبيعية ما يعزز قدراته فهو أول مصدر غاز في المنطقة ولديه من الثروات البترولية ما يستجيب لكل احتياجاته ثم إن إيران تعرضت للاحتلال في الحربين العالميتين الأولى والثانية ولكن إيران لا تحتل أي بلد وبالتالي فإن المسألة ليست لمصالح إيران .
*إذا كانت إيران بهذه القدرة والقوة المؤثرة لماذا كان ردها منضبطا ومحدودا في نتائجه؟
أعتقد أن الصهاينة لم يتوقعوا الرد الإيراني وربما لم يأخذوا التحذيرات مأخذ الجد. ما قامت به إيران عملية تحذيرية إنذارية وقد انتهت.. ومن جانبنا سبق وقلنا صراحة سندافع عن أنفسنا في الوقت المناسب وهو ما كان. هذه عملية مقابل عملية. الوعد الصادق رد على قصف القنصلية الإيرانية وأي عملية أخرى سيكون الرد عليها أسرع وأشد ولن ننتظر عشرة أيام كما المرة الفارطة. سيكون ردنا في الحين. انتهت عملية الوعد الصادق وهي عملية محدودة جدا. وقد رأى العالم حالة الهلع داخل الكيان وحتى في مطارات العالم. نعم كل العالم يخاف من هيبة إسرائيل وقدراتها العسكرية وقبتها الحديدية ولكن جاء السابع من أكتوبر وكشف أنها أوهن من بيت العنكبوت والواقع أثبت محدودية هذا الكيان .
وإذا كان لنا أن نتحدث عن نتيجة هذه العملية فهناك نتيجتان. أما الأولى فهي انهيار هيبة هذا الكيان الذي يحتاج في كل صراعاته للقوى العسكرية الأمريكية والبريطانية وغيرها، وأما الثاني وهو مرتبط بعملية طوفان الأقصى وإيقاف مسار التطبيع ولكن ما حدث في السابع من أكتوبر منع ذلك .
ما نراه اليوم بعد الوعد الصادق أن هناك حجا معكوسا لأفواج اليهود التي تغادر الكيان الإسرائيلي وتعود من حيث جاءت.
*كيف تتوقع إيران يكون الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم الذي سمي بالوعد الصادق؟
نتوقع أي رد من إسرائيل يمكن أن تستهدف لبنان أو سوريا أو العراق. ما نلاحظه أن التكتل الغربي الإسرائيلي يعمل على مزيد الضغط على إيران بالعقوبات. ولكن نقول إن الخاسر الأكبر إذا حدث ذلك ستكون القواعد الأمريكية في المنطقة والخاسر الأكبر ستكون أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي تطالب إيران بضبط النفس وتبرر كل جرائم هذا الكيان. عموما نحن محاصرون منذ أربعين عاما ولكن أكثر من 95 بالمائة من الأدوية تنتج في إيران أحيانا نحتاج لاستيراد بعض الأدوية التي منعوها عن الأطفال في إيران. نعم حتى الأطفال في إيران تحاصرهم أمريكا .
ما قامت به إيران في ردها على العدوان الإسرائيلي كان بأسلحة إيرانية وتقنيات عسكرية إيرانية محلية رغم الحصار. ومع ذلك يدعون أن 99 بالمائة من المسيرات والصواريخ الإيرانية تم إسقاطها وحتى وإن كان ذلك صحيحا فإنه لم يكن بأسلحة إسرائيلية بل استوجب التدخل الأمريكي والفرنسي والبريطاني وحتى دول عربية. بعد الثورة الإيرانية كان الجيش الإيراني في حالة انهيار ومن لم يهرب من أمراء الجيش اعدم. اليوم إيران لديها جيش قوي ولديه قدرة على تصنيع الصواريخ والطائرات والسفن الحربية.. وهذا ما يتعين على العالم الانتباه له. إيران قوة إقليمية ولها دورها ومكانتها في المنطقة وفي العالم وإيران دولة كبيرة في العالم وإحدى الدول الكبرى في المنطقة .
*هل أعلمت إيران حليفيها، روسيا والصين، بعملية الوعد الصادق ؟
ما أعلمه أن الرئيس الروسي كان واضحا في تصريحه أنه إذا كانت هناك حملة عسكرية على إيران سنقدم لها الدعم. وزير الخارجية عبد الهيان كان واضحا قال سنرد وهناك فرق بين حرب تحترم الإنسان وحرب لا تحترم الذات البشرية، إيران لم تضرب مدرسة أو مستشفى أو بنية تحتية، ليس لأنها لا تستطيع أو ليس لها الإمكانيات. في المقابل نجد أن إسرائيل دمرت وتدمر كل شيء في غزة.. أكثر من 35 ألف شهيد و70 ألف جريح. هل هذا انتصار حربي؟ بالعكس هذا دليل عجز. مرت ستة أشهر على الحرب على غزة قالوا سنهدم حماس خلال أيام ونستعيد الأسرى ولم يصلوا الى نتيجة حتى الآن .
*ماذا عن تواجدكم في سوريا الذي لا يزال محل تساؤلات كثيرة؟
نحن موجودون في سوريا كمستشارين بدعوة رسمية من الحكومة السورية. وجودنا ارتبط بمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي وما حدث من استهداف للقنصلية الإيرانية المجاورة لمبنى السفارة الإيرانية كان عدوانا على السيادة الإيرانية وهو يتعارض مع كل القوانين الدولية ولا يمكن لأي بلد القبول به، وقد استشهد في العدوان على مقر القنصلية 16 شخصا بينهم 7 عسكريين من الحرس الثوري الإيراني وبينهم 6 مدنيين بينهم أم سورية وابنتها.
*الكثير من الدول العربية تتحسب للدور الإيراني في المنطقة ومخاطر المد الشيعي كيف تردون على ذلك؟
لقد كنا في إيران وعلى مدى أربعين عاما معنيين بدعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة كل ذلك رغم الحصار..
"إيران تدعم حماس والحركات الموالية" ..هذا ما يريدون ترويجه إيران تدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية تدعم حزب الله كما تدعم حماس والجهاد وهي ليست حركات شيعية. والمقاومة لا تفرق بين شيعة وسنة ندافع عن قضية فلسطين كقضية إنسانية وحق مشروع بالدعم العسكري والمادي وكل الإمكانيات المتاحة. والآن فقد بدأت المقاومة بإنتاج الصواريخ التي تدافع بها عن نفسها بعد أن تدربت على ذلك .
*سبق لوزير الخارجية الإيراني الأسبق أن قال إن إيران تسيطر على خمس عواصم عربية، أليس في ذلك ما يمكن أن ينفر أو يعزز مخاوف الدول العربية من الهيمنة الإيرانية والتدخل في شؤونها؟
ليس بهذا المعنى. لدينا أصدقاء في كل العالم. لا نسيطر على أحد من هذه الدول، هذا يتنزل في حرب الروايات التي يتم ترويجها. وأعتقد أننا سنحتاج قاموسا جديدا لتغيير الكثير من المفاهيم .
*ولكن هناك أيضا مخاوف بشأن ما تنشره التقارير الحقوقية حول واقع الحريات في إيران. كيف تردون على ذلك؟
طبعا هناك أصوات معارضة في إيران وهناك أطراف كثيرة في الغرب تستغل ذلك وتحاول استهداف إيران من الداخل. لكن ما لا يقوله هؤلاء إن هناك خمسة آلف يهودي في إيران وإيرانيين مسيحيين وزرادشتيين، ولكل هؤلاء حرية ممارسة شعائرهم. أمس قرأت على أحد المواقع تعليقا لأحدهم يبدو أنه إيراني يدعو إسرائيل لضرب إيران ويتبجح بدعم هذا الكيان وهذه أيضا جزء من الحملة التي تستهدف إيران ..
*التحالف الإسرائيلي الغربي يدعو لتشديد العقوبات على إيران. هل تزعجكم الدعوات لمزيد الضغط على إيران؟
طبعا تزعجنا نحن نعيش حصارا طويلا منذ أربعين عاما ونواجه عديد الصعوبات الاقتصادية ولكننا نعتبر أن كرامتنا فوق كل شيء حتى وإن اضطررنا لأكل الخبز الناشف ..
*هل كانت إيران على علم بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر؟
طبعا لا. كان قرارا داخليا واعتقد انه حتى المكتب السياسي لحماس لم يكن على علم أو على الأقل بتفاصيل العملية .
*لكن هناك من يقول إن كيان الاحتلال سيستثمر في عملية الوعد الصادق واستعادة ما فقده خلال الحرب على غزة من تعاطف ودعم شعبي وأنها ستذهب الى الانتقام بعد ذلك من غزة؟
ندرك جيدا أن لهم ترسانة دعاية معروفة وقد بدؤوا حرب الروايات. وبعد أن كانوا يفاخرون وينفون أي ضرر في الوعد الصادق عادوا يقولون إن اثني عشرة صاروخا أصابت أهدافها. لقد دأبوا على التقليل من خسائرهم وأجادوا دور الضحية والمظلومية وهم يجدون لدى الغرب كل الدعم في ذلك.. نعم هناك حاجة لفضح الرواية الإسرائيلية وهذا ما نسميه أيضا بجهاد التبيين في خوض المعارك الإعلامية للرد على هذه المغالطات. القوى الكبرى تعرف جيدا أن إيران من أكبر دول العالم وأنها قوة مؤثرة في المنطقة ولكن لا يريدون لإيران هذا الدور.
*استهدفت إيران من الكيان الإسرائيلي أكثر من مرة في الداخل والخارج، لماذا قررت إيران الرد هذه المرة؟
صحيح في السنوات الأخيرة استهدف الكثير من الإيرانيين بينهم علماء وعسكريون وغيرهم قتلوا في إيران قاسم سليماني واغتالوا راضي موسوي، صبرنا وتحملنا واعتمدنا ضبط النفس، لكن هذه المرة تجاوز الكيان الإسرائيلي الخطوط الحمراء وامتدت يده الى مقر سيادي وقد آن الأوان أن يدرك حدوده. قبل يومين سئل كامرون وزير الخارجية البريطاني ماذا كنتم ستفعلون لو قصف مقر قنصلية بريطانيا أو سفارتها في أي مكان من العالم؟ فرد إن بلاده سترد بقوة ...
ولكنهم اعتبروا أن رد إيران تجاوز ما حدث في القنصلية. فلماذا لا يريدوننا أن ندافع عن أنفسنا. عملية الوعد الصادق استهدفت منصة جبل الشيخ في سوريا عين التجسس الإسرائيلي التي كانت موقع انطلاق العدوان على القنصلية الإيرانية والمنصة العسكرية نواتيم التي تفصلها عن إيران 1200 كيلومتر وهذا أيضا يشهد على قوة إيران ونحن لم نكن نريد إراقة الدماء أو استهداف المدارس والمستشفيات .
توخينا ضبط النفس ونعم ذهبنا الى مجلس الأمن وكتبنا رسالة الى رئيس المجلس وطلبنا جلسة عاجلة لإدانة العدوان الإسرائيلي، ووجدنا دعما وتضامنا واسعا من الدول الصديقة وأود التوجه بتحية الى تونس على مواقفها إزاء القضية الفلسطينية وبعد استهداف قنصليتنا في دمشق، لكن الدول الكبرى رفضت كالعادة إدانة إسرائيل لذلك قلنا سنرد. مجلس الأمن تحول الى ساحة للعب بقضايا العالم وحق الفيتو مهزلة وعشرات القرارات لصالح الفلسطينيين ظلت حبرا على ورق .
*هل إن إيران مستعدة للحوار مع أمريكا؟
الكيان الإسرائيلي هو الكيان الوحيد الذي لا نعترف به وهو كيان قام على العصابات المسلحة. لدينا خصومات مع أمريكا وفرنسا ولكن ليس لدينا إشكال في الحوار مع هذه الأطراف. مرة أخرى أقول لا مشكل لدينا للتفاوض مع أمريكا ولكن قبل ذلك على أمريكا أن تنزل من عليائها وتجلس معنا حول نفس الطاولة ولكن المكابرة الأمريكية لا تسمح بذلك. وحتى الآن سفارة سويسرا حلقة الوصل وترعى مصالح إيران.
*بين ترامب وبادين كيف تنظر إيران الى الانتخابات الأمريكية القادمة؟
الرؤساء الأمريكيون لا ينتخبون انتخابا مباشرا من الأمريكيين بل ينتخبون من المؤسسات وبالتالي لا فرق بين ترامب وبايدن أو حتى أوباما عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية الأمريكية ولعبة المصالح .
*وماذا عن الحليف الصيني؟
بلد كبير وقوة اقتصادية. الصين متواجدة في كل العالم والصناعة الصينية تتنوع من الإبرة الى الطائرات. السيطرة الاقتصادية ستكون للصين مستقبلا. والصين لعبت دورا أساسيا يحسب لها في المصالحة بين إيران والسعودية.
*وماذا عن السعودية؟
يمكن القول إن عودة العلاقات وإعادة فتح السفارات خطوة مهمة جدا. اليوم كل السفارات الإيرانية مفتوحة باستثناء سفارة إيران في المغرب. هناك تغيير جذري يقوده ولي العهد في السعودية وهي بلد كبير ونحتاج لبعض التوافقات خاصة وأن إيران وسوريا بلدان كبيران .
*كيف تصفون علاقة إيران بدول الجوار؟
جيدة في مجملها.. فلقد أعدنا فتح السفارات وتطبيع العلاقات مع السعودية وهذا مهم جدا للبلدين وللمنطقة وهناك حاجة فعلا لتوحيد الجبهة العربية الإسلامية والقضية الفلسطينية يجب أن توحد الصفوف. مواقف الشعوب متقدمة على الأنظمة وهي التي يجب أن تضغط لمزيد الدعم لأجل فلسطين .
*في خضم العدوان على غزة اجتمعت الدول العربية والإسلامية في قمة استثنائية لكسر الحصار على غزة وإنهاء العدوان ولكن لا شيء تحقق؟
للأسف.. هذا بسبب هشاشة وضعف الموقف العربي وأيضا بسبب التطبيع ولذلك دعونا الى تجميع الصفوف..
*ما الذي سيتغير بعد الوعد الصادق؟
أتوقع نهاية الحرب في غزة وأعتقد أن ما حدث يمكن أن يدفع الى التعجيل بانسحاب إسرائيل من غزة .