إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. كيف أسأنا لهم؟..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    إن مشكلة الإهانة تغير طبيعتها، في الواقع، عندما تدخل المجال العام.

   في الواقع، يمكن أن تكون الإهانة موضوعا لما يسمى بحق القذف أو التشهير، ولم تعد جزءا من النقاش المباشر حول الأخلاق والذي يمكن أن يصبح في بعض الأحيان عنيفا.

    من الواضح أنه يجب تجنب الإهانات والعنف في المحادثات الفردية وفي العلاقات الأخلاقية والودية والرومانسية وجميع العلاقات الأخرى. لكن طبيعة الإهانة، عندما تدخل الفضاء العام دون مواجهة وجهاً لوجه، تكون غير متماثلة. اليوم، يصبح عدم تناسق الإهانة أكثر فأكثر عنفا، وأكثر قوة.

في الجدال، يمكننا استخدام مصطلحات منمقة، وننتقد بعضنا البعض، وعندما نذهب إلى أبعد من ذلك، نخرج أحيانًا بانفصال نهائي.

  فعندما يكون العنف والإهانة لا رجعة فيهما، تحدث أحيانًا تمزقات مأساوية وتترك لنا صورة سلبية في أذهان كليهما. هذا يمكن أن يترك جرحا حميما ومخيفا للغاية.

اليوم، تأخذ الشهرة، حتى ولو كانت عابرة، شكلا جديدا، لاسيما في عالم الشبكات الاجتماعية حيث يمكن حتى لشخص غريب أن يصبح مشهورا في لحظة وحيث تتعرض السمعة لخطر كبير يتمثل في موجة من الكراهية.

 وعندما تصبح السمعة نفسها طبقة من الوجود العام، وهنا، فإن الإهانة سيكون لها حقًا بعد عام خطير للغاية، يشبه الإعدام خارج نطاق القانون المنظم .

 هنالك لدى البعض نوع من المتعة السادية في رؤية معاناة الآخرين، لا يمكن تفسيره إلاّ بعوامل نفسية معقدة من ذلك الإحساس بالقوة أو السيطرة من خلال إلحاق الألم بالآخرين، خاصة إذا شعروا بالعجز في جوانب أخرى من حياتهم. أو نقص التعاطف، حيث يشعرون بالقليل من مشاعر الآخرين أو لا يشعرون بها على الإطلاق. أو اضطرابات لتأخذ بعدا  ساديا،  أو  سلوكيات قاسية تجاه الآخرين.

   هؤلاء  في حقيقة الأمر  يشعرون بالسوء في حياتهم ولن يجدوا أحيانًا شكلاً من أشكال الراحة أو الرضى إلاّ عند رؤية الآخرين غير سعداء، كوسيلة للتعويض عن نقصهم ومشاكلهم .

      في الجزائر يتمّ  في مثل هذا اليوم 16 أفريل من كل عام، الاحتفال بيوم العلم وهو يصادف يوم وفاة العالم الجزائري عبد الحميد ابن باديس الذي درس وتخرج في جامعة الزيتونة على غرار الرئيس الجزائري هواري بومدين.

 تعدّ هذه الجامعة أحد مفاخر تونس والعالم باعتبارها أقدم وأعرق الجامعات  .

   تخرّج من الجامعة الزيتونية أئمة تصوف بارزون مثل أبي الحسن الشاذلي وأحمد التيجاني، ومصلحون كبار ومجددون من أمثال محمد الطاهر بن عاشور وعبد العزيز الثعالبي والطاهر الحداد وشيخ الأزهر  محمد الخضر حسين وغيرهم  .

 لم تشهد نخبة من نخب شعبنا إهانة وتنكيلا وشتما مثلما حصل مع  مشايخ الزّيتونة وخريجيها، بأن تخلّفت عنهم  في مخيالنا الجمعي العام صورة من الرّعاع والسّوقة، فأصبحوا أضاحيكَ النّاس .

 تجندت لذلك الوسائل والوسائط من تلفزة، وراديو وغيرها من أدوات الاتصال والثقافة لضرب تلك الصورة المحترمة للزواتنة، حيث نسجت "حكايات العروي"، وسلسلة "أمّي تراكي" و"شناب" لتظهر أن الشخصية الزيتونية المحافظة منبوذة مرفوضة متخلفة .

 نحن أسأنا لأفضل نخب وأجيال تونس وظلمناها بفعل رغبة حكام اعتقدوا أنه بضرب الآخر سيكون لهم  شأن ومكانة .

إنّ معاشرة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، وتبعث الكآبة بالنفس .

 فما أقرب ظن السوء في الآخرين، وما أغلبه على ظن الخير، فإذا وطنت نفسك على شيء اعتادت عليه، وإذا ظننت سوءاً في الآخرين فتذكر إنّ بعض الظن إثم.

حكاياتهم  .. كيف أسأنا لهم؟..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    إن مشكلة الإهانة تغير طبيعتها، في الواقع، عندما تدخل المجال العام.

   في الواقع، يمكن أن تكون الإهانة موضوعا لما يسمى بحق القذف أو التشهير، ولم تعد جزءا من النقاش المباشر حول الأخلاق والذي يمكن أن يصبح في بعض الأحيان عنيفا.

    من الواضح أنه يجب تجنب الإهانات والعنف في المحادثات الفردية وفي العلاقات الأخلاقية والودية والرومانسية وجميع العلاقات الأخرى. لكن طبيعة الإهانة، عندما تدخل الفضاء العام دون مواجهة وجهاً لوجه، تكون غير متماثلة. اليوم، يصبح عدم تناسق الإهانة أكثر فأكثر عنفا، وأكثر قوة.

في الجدال، يمكننا استخدام مصطلحات منمقة، وننتقد بعضنا البعض، وعندما نذهب إلى أبعد من ذلك، نخرج أحيانًا بانفصال نهائي.

  فعندما يكون العنف والإهانة لا رجعة فيهما، تحدث أحيانًا تمزقات مأساوية وتترك لنا صورة سلبية في أذهان كليهما. هذا يمكن أن يترك جرحا حميما ومخيفا للغاية.

اليوم، تأخذ الشهرة، حتى ولو كانت عابرة، شكلا جديدا، لاسيما في عالم الشبكات الاجتماعية حيث يمكن حتى لشخص غريب أن يصبح مشهورا في لحظة وحيث تتعرض السمعة لخطر كبير يتمثل في موجة من الكراهية.

 وعندما تصبح السمعة نفسها طبقة من الوجود العام، وهنا، فإن الإهانة سيكون لها حقًا بعد عام خطير للغاية، يشبه الإعدام خارج نطاق القانون المنظم .

 هنالك لدى البعض نوع من المتعة السادية في رؤية معاناة الآخرين، لا يمكن تفسيره إلاّ بعوامل نفسية معقدة من ذلك الإحساس بالقوة أو السيطرة من خلال إلحاق الألم بالآخرين، خاصة إذا شعروا بالعجز في جوانب أخرى من حياتهم. أو نقص التعاطف، حيث يشعرون بالقليل من مشاعر الآخرين أو لا يشعرون بها على الإطلاق. أو اضطرابات لتأخذ بعدا  ساديا،  أو  سلوكيات قاسية تجاه الآخرين.

   هؤلاء  في حقيقة الأمر  يشعرون بالسوء في حياتهم ولن يجدوا أحيانًا شكلاً من أشكال الراحة أو الرضى إلاّ عند رؤية الآخرين غير سعداء، كوسيلة للتعويض عن نقصهم ومشاكلهم .

      في الجزائر يتمّ  في مثل هذا اليوم 16 أفريل من كل عام، الاحتفال بيوم العلم وهو يصادف يوم وفاة العالم الجزائري عبد الحميد ابن باديس الذي درس وتخرج في جامعة الزيتونة على غرار الرئيس الجزائري هواري بومدين.

 تعدّ هذه الجامعة أحد مفاخر تونس والعالم باعتبارها أقدم وأعرق الجامعات  .

   تخرّج من الجامعة الزيتونية أئمة تصوف بارزون مثل أبي الحسن الشاذلي وأحمد التيجاني، ومصلحون كبار ومجددون من أمثال محمد الطاهر بن عاشور وعبد العزيز الثعالبي والطاهر الحداد وشيخ الأزهر  محمد الخضر حسين وغيرهم  .

 لم تشهد نخبة من نخب شعبنا إهانة وتنكيلا وشتما مثلما حصل مع  مشايخ الزّيتونة وخريجيها، بأن تخلّفت عنهم  في مخيالنا الجمعي العام صورة من الرّعاع والسّوقة، فأصبحوا أضاحيكَ النّاس .

 تجندت لذلك الوسائل والوسائط من تلفزة، وراديو وغيرها من أدوات الاتصال والثقافة لضرب تلك الصورة المحترمة للزواتنة، حيث نسجت "حكايات العروي"، وسلسلة "أمّي تراكي" و"شناب" لتظهر أن الشخصية الزيتونية المحافظة منبوذة مرفوضة متخلفة .

 نحن أسأنا لأفضل نخب وأجيال تونس وظلمناها بفعل رغبة حكام اعتقدوا أنه بضرب الآخر سيكون لهم  شأن ومكانة .

إنّ معاشرة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، وتبعث الكآبة بالنفس .

 فما أقرب ظن السوء في الآخرين، وما أغلبه على ظن الخير، فإذا وطنت نفسك على شيء اعتادت عليه، وإذا ظننت سوءاً في الآخرين فتذكر إنّ بعض الظن إثم.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews