إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صباح الخير.. خفايا ونوايا التصعيد العسكري في الشرق الأوسط

 

لم يكتف كيان الاحتلال بمواصلة اقتراف جرائمه الشنيعة في الضفة الغربية وخاصة في قطاع غزة المحاصر، الذي يشهد دمارا كبيرا ومجازر يومية ضد المدنيين العزل، في ظل تخاذل عربي ودولي غير مسبوق، هاهو يتعمد توسيع رقعة الصراع من خلال استفزاز الجانب الإيراني في محاولة لإشعال حرب إقليمية لغايات وأهداف سياسية وأمنية تخدم مصالحه الإستراتيجية من بينها خلق ضوضاء إعلامية وسياسية لتوجيه أنظار الرأي العام الدولي بعيدا عن متابعة جرائم الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة وتوثيقها..

ويأتي قرع طبول الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط والتي تصاعدت وتيرتها على خلفية استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق، وتهديد إيران بالرد على الضربة العسكرية في الوقت والمكان المناسبين، في وقت تأكد فيه فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهداف حملته العسكرية على قطاع غزة والمتمثلة أساسا في القضاء على المقاومة وتحرير ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين.. وذلك رغم دعم كامل وغير مشروط من حلفائه الأوروبيين والأمريكيين وضمان صمت معظم الدول العربية والإسلامية..

كما يتزامن تلويح الاحتلال بإشعال حرب إقليمية وجر الولايات المتحدة للتورط فيها، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انطلاق الحملة العسكرية على قطاع غزة، وتعدد جرائمه وفضائحه العسكرية، آخرها تعمد اغتيال طاقم إغاثة دولي مكون من متطوعين أجانب، ورفضه لكافة الحلول السياسية وتعمد إفشال مفاوضات إطلاق النار، والقرارات الأممية بما فيها قرار المحكمة الدولية القاضي بإيصال المساعدات وحماية المدنيين.

في الواقع، هناك أهداف ظاهرة للتصعيد الإسرائيلي لجر إيران للرد العسكري المباشر، ومن ثم توريط واشنطن في لعبة رد الفعل من خلال الدعاية لسردية الدفاع عن أمن إسرائيل وهي أهداف سياسية وعسكرية على المدى القريب والمتوسط.

وتتمثل تلك الأهداف في سعي رئيس الحكومة العبرية نتنياهو البقاء لأكثر وقت ممكن في السلطة عبر إطالة أمد الحرب وتجنب التوقيع على اتفاق إطلاق النار، وأيضا تخفيف وقع الضغوط الدولية المتصاعدة من خلال فتح جبهة جديدة مع ما يسمى بمحور المقاومة لتحقيق أهداف عسكرية ترفع معنويات جيشه المهزوم..

وبالتالي، فإن مصلحة الكيان المحتل في إشعال حرب إقليمية بتوسيع أمدها ورقعتها الجغرافية، ثابتة ومؤكدة، فهو يسعى في النهاية إلى البحث عن حلول عسكرية تأتي من خارج فلسطين المحتلة، للخروج بأقل الأضرار من الورطة التي وجد نفسه فيها في غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي..

أما الأهداف غير المعلنة والخفية من خلال تعمد استفزاز الجانب الإيراني، فهي تتمثل على المدى المتوسط والطويل في القضاء على التهديد الإيراني من خلال إضعاف قدرات إيران العسكرية كلاعب إقليمي ودولي في المنطقة، (خاصة بعد تحييد الدول العربية) وأيضا محور المقاومة في جنوب لبنان واليمن والعراق، وهي أهداف خططت لها إسرائيل وتحلم بتحققها وتنتظر اللحظة المواتية لتنفيذها..

في المقابل، فإن الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية قد ينفذ بشكل تضمن فيه طهران عدم تدخل أمريكي بتجنب مصالح أمريكية في المنطقة، وفي نفس الوقت عدم الظهور في موقف ضعف أمام حلفائها ودول الجوار..

في جل الأحوال، فالخاسر الأكبر من دق طبول حرب إقليمية في الشرق الأوسط الآن هي مصير القضية الفلسطينية والتي تسعى إسرائيل لقبرها نهائيا وحسم الصراع مع المقاومة لصالحها في هذا الاتجاه، وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية من خلال خلق واقع استيطاني جديد في الضفة وتهجير ما سكان قطاع غزة وإعادة احتلاله وتوريط دول عربية مثل مصر والأردن في ما يسمى بمخطط "الإدارة الأمنية للقطاع"..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

 

لم يكتف كيان الاحتلال بمواصلة اقتراف جرائمه الشنيعة في الضفة الغربية وخاصة في قطاع غزة المحاصر، الذي يشهد دمارا كبيرا ومجازر يومية ضد المدنيين العزل، في ظل تخاذل عربي ودولي غير مسبوق، هاهو يتعمد توسيع رقعة الصراع من خلال استفزاز الجانب الإيراني في محاولة لإشعال حرب إقليمية لغايات وأهداف سياسية وأمنية تخدم مصالحه الإستراتيجية من بينها خلق ضوضاء إعلامية وسياسية لتوجيه أنظار الرأي العام الدولي بعيدا عن متابعة جرائم الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة وتوثيقها..

ويأتي قرع طبول الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط والتي تصاعدت وتيرتها على خلفية استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق، وتهديد إيران بالرد على الضربة العسكرية في الوقت والمكان المناسبين، في وقت تأكد فيه فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهداف حملته العسكرية على قطاع غزة والمتمثلة أساسا في القضاء على المقاومة وتحرير ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين.. وذلك رغم دعم كامل وغير مشروط من حلفائه الأوروبيين والأمريكيين وضمان صمت معظم الدول العربية والإسلامية..

كما يتزامن تلويح الاحتلال بإشعال حرب إقليمية وجر الولايات المتحدة للتورط فيها، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انطلاق الحملة العسكرية على قطاع غزة، وتعدد جرائمه وفضائحه العسكرية، آخرها تعمد اغتيال طاقم إغاثة دولي مكون من متطوعين أجانب، ورفضه لكافة الحلول السياسية وتعمد إفشال مفاوضات إطلاق النار، والقرارات الأممية بما فيها قرار المحكمة الدولية القاضي بإيصال المساعدات وحماية المدنيين.

في الواقع، هناك أهداف ظاهرة للتصعيد الإسرائيلي لجر إيران للرد العسكري المباشر، ومن ثم توريط واشنطن في لعبة رد الفعل من خلال الدعاية لسردية الدفاع عن أمن إسرائيل وهي أهداف سياسية وعسكرية على المدى القريب والمتوسط.

وتتمثل تلك الأهداف في سعي رئيس الحكومة العبرية نتنياهو البقاء لأكثر وقت ممكن في السلطة عبر إطالة أمد الحرب وتجنب التوقيع على اتفاق إطلاق النار، وأيضا تخفيف وقع الضغوط الدولية المتصاعدة من خلال فتح جبهة جديدة مع ما يسمى بمحور المقاومة لتحقيق أهداف عسكرية ترفع معنويات جيشه المهزوم..

وبالتالي، فإن مصلحة الكيان المحتل في إشعال حرب إقليمية بتوسيع أمدها ورقعتها الجغرافية، ثابتة ومؤكدة، فهو يسعى في النهاية إلى البحث عن حلول عسكرية تأتي من خارج فلسطين المحتلة، للخروج بأقل الأضرار من الورطة التي وجد نفسه فيها في غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي..

أما الأهداف غير المعلنة والخفية من خلال تعمد استفزاز الجانب الإيراني، فهي تتمثل على المدى المتوسط والطويل في القضاء على التهديد الإيراني من خلال إضعاف قدرات إيران العسكرية كلاعب إقليمي ودولي في المنطقة، (خاصة بعد تحييد الدول العربية) وأيضا محور المقاومة في جنوب لبنان واليمن والعراق، وهي أهداف خططت لها إسرائيل وتحلم بتحققها وتنتظر اللحظة المواتية لتنفيذها..

في المقابل، فإن الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية قد ينفذ بشكل تضمن فيه طهران عدم تدخل أمريكي بتجنب مصالح أمريكية في المنطقة، وفي نفس الوقت عدم الظهور في موقف ضعف أمام حلفائها ودول الجوار..

في جل الأحوال، فالخاسر الأكبر من دق طبول حرب إقليمية في الشرق الأوسط الآن هي مصير القضية الفلسطينية والتي تسعى إسرائيل لقبرها نهائيا وحسم الصراع مع المقاومة لصالحها في هذا الاتجاه، وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية من خلال خلق واقع استيطاني جديد في الضفة وتهجير ما سكان قطاع غزة وإعادة احتلاله وتوريط دول عربية مثل مصر والأردن في ما يسمى بمخطط "الإدارة الأمنية للقطاع"..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews