إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الموسيقي أشرف الشرقي لـ"الصباح": ما نشاهده في بعض البرامج التلفزيونية لا تمثل صورة الفنان والمثقف التونسي الحقيقية

 

حوار: محسن بن احمد

هو واحد من الموسيقيين العاشقين للترحال بين أقطار العالم بحثا عن كل جديد موسيقي فيه إيقاع وتعابير تكتب الحياة في اجل وأبهى مظاهرها

الدكتور أشرف الشرقي الذي تولى إدارة دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية هو عازف محترف لآلة العود وأستاذ جامعي حاصل على الدكتوراه في علوم الموسيقى والعلوم الثقافية

يدير الدكتور أشرف الشرقى فرقة تحمل اسمه وهى فرقة "أشرف شرقى تريو" ومن معزوفاته الشهيرة "للاّ المنوبية" وتولى من قبل إدارة عدة مهرجانات متخصصة في الموسيقى منها مهرجان " فنون البحيرة " ومهرجان موسيقى العالم بمدينة الجم التونسية، ومهرجان ليالي الصالحية، وله تجارب عديدة في إدارة المهرجانات برؤية مختلفة

في هذا اللقاء معه توقف الدكتور اشرف الشرقي عند الوضع الموسيقي الحالي في تونس مقترحا حلولا لتخليص المشهد الثقافي من حالة الغموض التي هو عليها

**ماهي قراءتك للدورة الأخيرة لمهرجان الأغنية التونسية بعين موسيقي؟

  -نعم لقد واكبت فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان التونسية وهي دورة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فرحت كثيرا لهذه المبادرة وأود أن أشيد بالمستوى العالي للفرقة الوطنية للموسيقى لكن تأسفت كثيرا لأن البرنامج المقدم لم تكن في مستوى قيمة الأغنية التونسية ، إذ شهد حضورا بارز للأغاني العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ،في حال أن تونس لها رصيد مهم جدا من الأغاني التونسية الثورية والمتعلقة أيضا بالقضية الفلسطينية لكن يبقى لنا شرف المحاولة.

**" يبقى لنا شرف المحاولة " هذه العبارة لك من هذا المنطلق هل أن الأغنية في تونس في حاجة أكيدة لمهرجان خاص بها؟

-في رأيي أن المهرجانات المتعلقة بالأغنية التونسية موجودة ولكن ما ينقصها هو إدارة جدية ولجان استشارية من أهل الاختصاص تسعى إلى بعث خطة استقطاب موسيقيين و ملحنين ومطربين وشعراء للعمل على مزيد الإنتاج وإحياء التراث التونسي.

** المهرجانات الصيفية على الأبواب مالها وما عليها اليوم حسب رأيك؟

-في كل سنه نلاحظ تكرار نفس المشهد فيما يخص المهرجانات الصيفية التونسية هذا المشهد يتمثل في احتكار وزاره الشؤون الثقافية من خلال رصد اعتماداتها إلى مهرجان قرطاج الدولي بالأساس وبعض المندوبيات الثقافية في الجهات والحفاظ عموما على نفس المشرفين من الهيئات الإدارية مما ينجر عنه تكرار برمجة نفس العروض الموسيقية والتي أصبحت مملة وخاصة الأجنبية والعربية. ومن جهة أخرى اعتبر نفسي من بين الذين يشجعون على أن يأخذ القطاع الخاص من شركات ومنظمي الحفلات نصيبا هاما في البرمجة الصيفية في كامل تراب الجمهورية وهنا يظهر دور الدولة في الاستعداد والتنظيم لصائفة مختلفة عما اعتدنا مشاهدته.

** أي سر وراء العودة إلى الموروث الموسيقي التونسي والعربي في أغلب السهرات التونسية؟

  -إن الذاكرة الموسيقية للمجتمع التونسي هي ذاكرة متميزة وثرية ومنفتحة على جل الأنماط الموسيقية بتنوعها في وقت ما لاحظنا حضور موسيقى "الراب" على سبيل المثال على جل المسارح التونسية وهيمنتها على جميع وسائل الإعلام التونسية ليكتشف الجمهور التونسي تدريجيا أن هذه النوعية الموسيقية تختلف كثيرا عن الموسيقى الوترية التونسية والتي تعتمد على عازفين والحان وتوزيع موسيقي وحتى الأصوات فهي لا تخضع لمؤثرات صوتيه وخاصة في المباشر

**من وجهة نظرك هل أصبحت الأغنية الوترية اليوم مهددة في وجودها؟

-لقد بدأت تظهر ملامح الأغنية التونسية من خلال التدوينات وذلك انطلاقا من تأسيس المدرسة الحربية في فتره البايات في تونس لينتقل ذلك إلى حفظه مع "ديرلنجي" في مؤلفاته وخاصة كتاب الموسيقى ثم بعد أن احدث المؤتمر الافخارستي وهو الأول للموسيقى العربيه بالقاهره سنه 1932 حددت الملامح الخاصة والمتعلقة بكل بلد عربي ولقد كانت لتونس مشاركة هامة في هذا المؤتمر توجت بعدها بتأسيس الرشيدية سنه 1934 لتدريس الموسيقى التونسية ، كل هذه الأحداث أفرزت كما هائلا من الموسيقيين والمؤلفين ورصيدا مهما للأغنية التونسية والوترية وعندما نقارن تلك الفترة ومؤثراتها بما نعيشه اليوم نلاحظ ان الحركة الانتاجية للأغنية الوترية التونسية قد تراجع بشكل ملحوظ رغم المحاولات البسيطة من الدولة من خلال الحفاظ على بعض المهرجانات المحلية والجهوية والتي تمثل الملاذ الوحيد لإظهار الأغاني التونسية الجديدة من قبل المتخرجين من المعاهد العليا والموسيقيين المحترفين. هذا وقد كان للإعلام دور مهم حيث أن جل الوسائل الإعلامية لا تعطي مساحة وافره للأغنية التونسية بل نلاحظ أنها تعطي أكثر مساحة للأغاني الشرقية والأغاني العالمية وفيما يخص المنصات الرقمية فان غزو موسيقى "الهيب هوب" أو "الراب" نجدها تحتل مكانا أبرز من الموسيقى الوترية التونسية، وذلك لسهولة انجازها وتنفيذها تقنيا بحيث أنها لا تعتمد على عدد من العازفين حضوريا.

** المهرجانات الصيفية على الأبواب مالها وما عليها اليوم حسب رأيك؟

-في كل سنه نلاحظ تكرار نفس المشهد فيما يخص المهرجانات الصيفية التونسية هذا المشهد يتمثل في احتكار وزارة الشؤون الثقافية من خلال رصد اعتماداتها إلى مهرجان قرطاج الدولي بالأساس وبعض المندوبيات الثقافية في الجهات والحفاظ عموما على نفس المشرفين من الهيئات الإدارية مما ينجر عنه تكرار برمجة نفس العروض الموسيقية والتي أصبحت مملة وخاصة الأجنبية والعربية. ومن جهة أخرى أعتبر نفسي من بين الذين يشجعون على أن يأخذ القطاع الخاص من شركات ومنظمي حفلات نصيبا هاما في البرمجة الصيفية في كامل تراب الجمهورية وهنا يظهر دور الدولة في الاستعداد لصائفة مختلفة عما اعتدنا مشاهدته.

**كيف تقرأ توتر العلاقات بين الفنانين اليوم من خلال تبادل التهم وهتك الأعراض في البرامج التلفزيونية؟

-للأسف نحن اليوم نعيش أصعب الفترات المتعلقة بالمشهد الفني والثقافي الذي تأثر سلبيا بالصراع الأعمى على نسب المشاهدة في ظل تخلي المستشهرين وضعف اعتمادات الدولة لتمويل البرامج والأعمال الفنية

 المشهد الفني والموسيقي والثقافي من واجبه أن يعطي أفضل صورة عن البلاد التونسية لأنه يمثلها، لكن ما لاحظناه هذه الأيام هو مجرد خصومات فردية قامت باستغلالها بعض الوسائل الإعلامية وهي في رأيي لا تمثل الصورة الحقيقية للفنان والمثقف التونسي

**اخترت الترحال بموسيقاك خارج حدود الوطن ..ضرورة أم ترف؟

-لقد التجأت الى الخروج من أرض الوطن عندما وجهت لي دعوة لإنجاز "ألبومي" الأول وإقامة سلسلة من العروض الموسيقية والتعرف على موسيقيين من أنماط وبلدان أخرى ولقد فوجئت فعلا بالحفاوة والاستقبال والاهتمام الشديد بكل ما قدمته من أعمال موسيقية جديدة بواسطة آلة اختصاصي وهي العود وهو ما زاد تشبثي وحبي واعتزازي بوطني وبمخزوني الموسيقي التونسي الذي تعلمته من المعاهد العليا الموسيقية

**وأنت من المواكبين للشأن الثقافي في تونس بشكل كبير ...ماهي مؤاخذاتك وماهي الحلول التي يمكن اعتمادها؟

 -عندما ننظر إلى الهياكل الإدارية صلب وزاره الشؤون الثقافية التي في نظرنا هي اليوم في حاجه ملحه لإعادة النظر في مكوناتها وأهدافها وخطة عمل موظفيها. نذكر على سبيل المثال إدارة الموسيقى والرقص التي من بين أهم أعمالها هو الحفاظ وحماية المصنفات الملكية الفنية والأدبية التي انتقلت وسائل بثها من الراديو والتلفزيون إلى المنصات الرقمية على غرار اليوتيوب وأمازون وسبوتيفاي... من الضروري اليوم تحيين طريقه حماية هذه المصنفات مع القوانين المتطورة المعتمدة دوليا في حماية المنصات الرقمية وتسهيل استغلال مواردها المالية المتعلقة بالإنتاجات السمعية والبصرية التابعة للدولة أو الخاصة. من خلال هذا المثال نفهم أن القطاع الثقافي هو في حاجه إلى إستراتيجية متينة لإنقاذه

 وهذه الإستراتيجية تتمثل حسب رأيي في النقاط التالية

-إجراء تقييم شامل للقطاع الثقافي، بما في ذلك البنية التحتية والثروة البشرية والموارد المالية

-تحديد التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع، مثل نقص التمويل، والبنية التحتية المتقادمة، والهجرة الجماعية للمواهب.

-وضع خطة عمل استراتيجية تحدد أهداف القطاع الثقافي على المدى القصير والطويل

-تحديد الأولويات الرئيسية، مثل تعزيز الإبداع، ودعم الفنانين، وتحسين البنية التحتية الثقافية

-زيادة التمويل للقطاع الثقافي من خلال زيادة الميزانية المخصصة له

-استكشاف مصادر تمويل بديلة، مثل الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية.

-توفير الدعم المالي والفني للفنانين والمبدعين من خلال المنح والبرامج الإقامية-

-إنشاء منصات لترويج أعمالهم ودعمهم في الوصول إلى جمهور أوسع

-الاستثمار في تحسين البنية التحتية الثقافية مثل المسارح ودور السينما والمتاحف

-إنشاء مساحات ثقافية جديدة في المناطق المحرومة.

-تعزيز التعاون الدولي مع المنظمات الثقافية الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة في المبادرات الإقليمية والدولية لتعزيز القطاع الثقافي

-رقمنة التراث الثقافي والمحتوى الإبداعي لجعله متاحًا على نطاق أوسع

-دعم تطوير الصناعات الإبداعية الرقمية، مثل الألعاب والرسوم المتحركة-

إشراك المجتمع المدني في تطوير وتنفيذ السياسات الثقافية

-دعم المنظمات غير الحكومية في القطاع الثقافي

-تعزيز حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي من خلال التشريعات والسياسات -

-دعم جهود توثيق وحفظ التراث الثقافي

-تعزيز التعليم والثقافة من خلال دمج الفنون والثقافة في المناهج الدراسية.

-توفير برامج تعليمية ثقافية للمجتمعات المحلية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الموسيقي أشرف الشرقي لـ"الصباح": ما نشاهده في بعض البرامج التلفزيونية لا تمثل صورة الفنان والمثقف التونسي الحقيقية

 

حوار: محسن بن احمد

هو واحد من الموسيقيين العاشقين للترحال بين أقطار العالم بحثا عن كل جديد موسيقي فيه إيقاع وتعابير تكتب الحياة في اجل وأبهى مظاهرها

الدكتور أشرف الشرقي الذي تولى إدارة دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية هو عازف محترف لآلة العود وأستاذ جامعي حاصل على الدكتوراه في علوم الموسيقى والعلوم الثقافية

يدير الدكتور أشرف الشرقى فرقة تحمل اسمه وهى فرقة "أشرف شرقى تريو" ومن معزوفاته الشهيرة "للاّ المنوبية" وتولى من قبل إدارة عدة مهرجانات متخصصة في الموسيقى منها مهرجان " فنون البحيرة " ومهرجان موسيقى العالم بمدينة الجم التونسية، ومهرجان ليالي الصالحية، وله تجارب عديدة في إدارة المهرجانات برؤية مختلفة

في هذا اللقاء معه توقف الدكتور اشرف الشرقي عند الوضع الموسيقي الحالي في تونس مقترحا حلولا لتخليص المشهد الثقافي من حالة الغموض التي هو عليها

**ماهي قراءتك للدورة الأخيرة لمهرجان الأغنية التونسية بعين موسيقي؟

  -نعم لقد واكبت فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان التونسية وهي دورة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فرحت كثيرا لهذه المبادرة وأود أن أشيد بالمستوى العالي للفرقة الوطنية للموسيقى لكن تأسفت كثيرا لأن البرنامج المقدم لم تكن في مستوى قيمة الأغنية التونسية ، إذ شهد حضورا بارز للأغاني العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ،في حال أن تونس لها رصيد مهم جدا من الأغاني التونسية الثورية والمتعلقة أيضا بالقضية الفلسطينية لكن يبقى لنا شرف المحاولة.

**" يبقى لنا شرف المحاولة " هذه العبارة لك من هذا المنطلق هل أن الأغنية في تونس في حاجة أكيدة لمهرجان خاص بها؟

-في رأيي أن المهرجانات المتعلقة بالأغنية التونسية موجودة ولكن ما ينقصها هو إدارة جدية ولجان استشارية من أهل الاختصاص تسعى إلى بعث خطة استقطاب موسيقيين و ملحنين ومطربين وشعراء للعمل على مزيد الإنتاج وإحياء التراث التونسي.

** المهرجانات الصيفية على الأبواب مالها وما عليها اليوم حسب رأيك؟

-في كل سنه نلاحظ تكرار نفس المشهد فيما يخص المهرجانات الصيفية التونسية هذا المشهد يتمثل في احتكار وزاره الشؤون الثقافية من خلال رصد اعتماداتها إلى مهرجان قرطاج الدولي بالأساس وبعض المندوبيات الثقافية في الجهات والحفاظ عموما على نفس المشرفين من الهيئات الإدارية مما ينجر عنه تكرار برمجة نفس العروض الموسيقية والتي أصبحت مملة وخاصة الأجنبية والعربية. ومن جهة أخرى اعتبر نفسي من بين الذين يشجعون على أن يأخذ القطاع الخاص من شركات ومنظمي الحفلات نصيبا هاما في البرمجة الصيفية في كامل تراب الجمهورية وهنا يظهر دور الدولة في الاستعداد والتنظيم لصائفة مختلفة عما اعتدنا مشاهدته.

** أي سر وراء العودة إلى الموروث الموسيقي التونسي والعربي في أغلب السهرات التونسية؟

  -إن الذاكرة الموسيقية للمجتمع التونسي هي ذاكرة متميزة وثرية ومنفتحة على جل الأنماط الموسيقية بتنوعها في وقت ما لاحظنا حضور موسيقى "الراب" على سبيل المثال على جل المسارح التونسية وهيمنتها على جميع وسائل الإعلام التونسية ليكتشف الجمهور التونسي تدريجيا أن هذه النوعية الموسيقية تختلف كثيرا عن الموسيقى الوترية التونسية والتي تعتمد على عازفين والحان وتوزيع موسيقي وحتى الأصوات فهي لا تخضع لمؤثرات صوتيه وخاصة في المباشر

**من وجهة نظرك هل أصبحت الأغنية الوترية اليوم مهددة في وجودها؟

-لقد بدأت تظهر ملامح الأغنية التونسية من خلال التدوينات وذلك انطلاقا من تأسيس المدرسة الحربية في فتره البايات في تونس لينتقل ذلك إلى حفظه مع "ديرلنجي" في مؤلفاته وخاصة كتاب الموسيقى ثم بعد أن احدث المؤتمر الافخارستي وهو الأول للموسيقى العربيه بالقاهره سنه 1932 حددت الملامح الخاصة والمتعلقة بكل بلد عربي ولقد كانت لتونس مشاركة هامة في هذا المؤتمر توجت بعدها بتأسيس الرشيدية سنه 1934 لتدريس الموسيقى التونسية ، كل هذه الأحداث أفرزت كما هائلا من الموسيقيين والمؤلفين ورصيدا مهما للأغنية التونسية والوترية وعندما نقارن تلك الفترة ومؤثراتها بما نعيشه اليوم نلاحظ ان الحركة الانتاجية للأغنية الوترية التونسية قد تراجع بشكل ملحوظ رغم المحاولات البسيطة من الدولة من خلال الحفاظ على بعض المهرجانات المحلية والجهوية والتي تمثل الملاذ الوحيد لإظهار الأغاني التونسية الجديدة من قبل المتخرجين من المعاهد العليا والموسيقيين المحترفين. هذا وقد كان للإعلام دور مهم حيث أن جل الوسائل الإعلامية لا تعطي مساحة وافره للأغنية التونسية بل نلاحظ أنها تعطي أكثر مساحة للأغاني الشرقية والأغاني العالمية وفيما يخص المنصات الرقمية فان غزو موسيقى "الهيب هوب" أو "الراب" نجدها تحتل مكانا أبرز من الموسيقى الوترية التونسية، وذلك لسهولة انجازها وتنفيذها تقنيا بحيث أنها لا تعتمد على عدد من العازفين حضوريا.

** المهرجانات الصيفية على الأبواب مالها وما عليها اليوم حسب رأيك؟

-في كل سنه نلاحظ تكرار نفس المشهد فيما يخص المهرجانات الصيفية التونسية هذا المشهد يتمثل في احتكار وزارة الشؤون الثقافية من خلال رصد اعتماداتها إلى مهرجان قرطاج الدولي بالأساس وبعض المندوبيات الثقافية في الجهات والحفاظ عموما على نفس المشرفين من الهيئات الإدارية مما ينجر عنه تكرار برمجة نفس العروض الموسيقية والتي أصبحت مملة وخاصة الأجنبية والعربية. ومن جهة أخرى أعتبر نفسي من بين الذين يشجعون على أن يأخذ القطاع الخاص من شركات ومنظمي حفلات نصيبا هاما في البرمجة الصيفية في كامل تراب الجمهورية وهنا يظهر دور الدولة في الاستعداد لصائفة مختلفة عما اعتدنا مشاهدته.

**كيف تقرأ توتر العلاقات بين الفنانين اليوم من خلال تبادل التهم وهتك الأعراض في البرامج التلفزيونية؟

-للأسف نحن اليوم نعيش أصعب الفترات المتعلقة بالمشهد الفني والثقافي الذي تأثر سلبيا بالصراع الأعمى على نسب المشاهدة في ظل تخلي المستشهرين وضعف اعتمادات الدولة لتمويل البرامج والأعمال الفنية

 المشهد الفني والموسيقي والثقافي من واجبه أن يعطي أفضل صورة عن البلاد التونسية لأنه يمثلها، لكن ما لاحظناه هذه الأيام هو مجرد خصومات فردية قامت باستغلالها بعض الوسائل الإعلامية وهي في رأيي لا تمثل الصورة الحقيقية للفنان والمثقف التونسي

**اخترت الترحال بموسيقاك خارج حدود الوطن ..ضرورة أم ترف؟

-لقد التجأت الى الخروج من أرض الوطن عندما وجهت لي دعوة لإنجاز "ألبومي" الأول وإقامة سلسلة من العروض الموسيقية والتعرف على موسيقيين من أنماط وبلدان أخرى ولقد فوجئت فعلا بالحفاوة والاستقبال والاهتمام الشديد بكل ما قدمته من أعمال موسيقية جديدة بواسطة آلة اختصاصي وهي العود وهو ما زاد تشبثي وحبي واعتزازي بوطني وبمخزوني الموسيقي التونسي الذي تعلمته من المعاهد العليا الموسيقية

**وأنت من المواكبين للشأن الثقافي في تونس بشكل كبير ...ماهي مؤاخذاتك وماهي الحلول التي يمكن اعتمادها؟

 -عندما ننظر إلى الهياكل الإدارية صلب وزاره الشؤون الثقافية التي في نظرنا هي اليوم في حاجه ملحه لإعادة النظر في مكوناتها وأهدافها وخطة عمل موظفيها. نذكر على سبيل المثال إدارة الموسيقى والرقص التي من بين أهم أعمالها هو الحفاظ وحماية المصنفات الملكية الفنية والأدبية التي انتقلت وسائل بثها من الراديو والتلفزيون إلى المنصات الرقمية على غرار اليوتيوب وأمازون وسبوتيفاي... من الضروري اليوم تحيين طريقه حماية هذه المصنفات مع القوانين المتطورة المعتمدة دوليا في حماية المنصات الرقمية وتسهيل استغلال مواردها المالية المتعلقة بالإنتاجات السمعية والبصرية التابعة للدولة أو الخاصة. من خلال هذا المثال نفهم أن القطاع الثقافي هو في حاجه إلى إستراتيجية متينة لإنقاذه

 وهذه الإستراتيجية تتمثل حسب رأيي في النقاط التالية

-إجراء تقييم شامل للقطاع الثقافي، بما في ذلك البنية التحتية والثروة البشرية والموارد المالية

-تحديد التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع، مثل نقص التمويل، والبنية التحتية المتقادمة، والهجرة الجماعية للمواهب.

-وضع خطة عمل استراتيجية تحدد أهداف القطاع الثقافي على المدى القصير والطويل

-تحديد الأولويات الرئيسية، مثل تعزيز الإبداع، ودعم الفنانين، وتحسين البنية التحتية الثقافية

-زيادة التمويل للقطاع الثقافي من خلال زيادة الميزانية المخصصة له

-استكشاف مصادر تمويل بديلة، مثل الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية.

-توفير الدعم المالي والفني للفنانين والمبدعين من خلال المنح والبرامج الإقامية-

-إنشاء منصات لترويج أعمالهم ودعمهم في الوصول إلى جمهور أوسع

-الاستثمار في تحسين البنية التحتية الثقافية مثل المسارح ودور السينما والمتاحف

-إنشاء مساحات ثقافية جديدة في المناطق المحرومة.

-تعزيز التعاون الدولي مع المنظمات الثقافية الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة في المبادرات الإقليمية والدولية لتعزيز القطاع الثقافي

-رقمنة التراث الثقافي والمحتوى الإبداعي لجعله متاحًا على نطاق أوسع

-دعم تطوير الصناعات الإبداعية الرقمية، مثل الألعاب والرسوم المتحركة-

إشراك المجتمع المدني في تطوير وتنفيذ السياسات الثقافية

-دعم المنظمات غير الحكومية في القطاع الثقافي

-تعزيز حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي من خلال التشريعات والسياسات -

-دعم جهود توثيق وحفظ التراث الثقافي

-تعزيز التعليم والثقافة من خلال دمج الفنون والثقافة في المناهج الدراسية.

-توفير برامج تعليمية ثقافية للمجتمعات المحلية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews