إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. "الخبيزة" في نجدة غزة من رمضان إلى العيد؟ !..

 

لا يمكن إلا لأحمق أو منافق أو غبي أن يعتبر أن غزة بخير بعد ستة أشهر من العدوان المفتوح الذي أتى على الأخضر واليابس وحول حياة أهل القطاع إلى جحيم على الأرض ..

غزة ليست بخير رغم إصرار أهلها على الثبات والحفاظ على كرامتهم والظهور في مظهر الإباء والشموخ والأنفة رغم المعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهونها منذ نصف عام بسبب غطرسة الاحتلال الذي قوض وهدم كل القيم الإنسانية وداس على كل القوانين الدولية ..

غزة ليست بخير حتى وإن قال أهل غزة جميعا أنهم بألف خير.. والسبب في ذلك أن غزة لم تجد لها في ذوي القربى نصيرا أو مساندا خارج دائرة بيانات الإدانة والاستنكار المخجلة التي آن لها أن تقبر إلى الأبد ..

غزة ليست بخير وأطفالها يتأهبون لاستقبال العيد وقد قتل منهم أكثر من أربعة عشرة ألف طفل فيما لا يزال الآلاف مفقودين.. غزة ليست بخير والحال أن أكثر من أربعين طفلا من أطفالها أضحوا أيتاما بعد أن فقدوا احد والديهما أو كليهما ..

غزة ليست بخير وهي تحصي مقتل أكثر من تسعة آلاف امرأة من نسائها دون اعتبار أيضا للمفقودات والمفقودين..

غزة ليست بخير وشحنات المساعدات الإنسانية تقف على الحدود تتحكم فيها مجندة إسرائيلية لا يهمها أن يموت الجميع جوعا ولا تطالها أيدي الجائعين.. وإن سمح بإدخال بعضها بعد طول انتظار وبعد انقضاء مدة الصلاحية فسيجدونها أطعمة فاسدة لا تصلح حتى لإطعام الحيوانات ..

غزة ليست بخير وهي تستغيث منذ ستة أشهر ولا مغيث لها ..

غزة ليست بخير وهي تحصي وفاة أطفالها جوعا تحت أنظار أمهات عاجزات وأطباء محبطين لا حول لهم ولا قوة.

غزة ليست بخير وهي تتابع التقارير الأممية والحقوقية والإنسانية حول انهيار الوضع الصحي في غزة وانهيار المستشفيات وانهيار المدارس والجامعات دون أن يكون لأي من تلك المؤسسات القدرة على القيام بأي شيء.

غزة ليست بخير وهي تحصي جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة وجلسات مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان المطالب بحظر السلاح على كيان الاحتلال فيما تتواصل شحنات السلاح القادمة من كبرى دول العالم دون توقف ..

غزة ليست بخير وهي ترصد امتداد قائمة ضحاياها ولا ترى لكل خطابات الإدانة من تأثير على أرض الواقع ..

غزة ليست بخير لان العالم بأسره ليس بخير بعد أن سقط في كل الاختبارات وعجز عن إيقاف شلال الدم الذي يحمل توقيع كيان الاحتلال بزعامة مجرم الحرب ناتنياهو ..

غزة ليست بخير بعد أن كشفت أسوأ وأبشع وأرذل ما فينا وأسقطت كل الأقنعة التي يتستر خلفها المجتمع الدولي بكل قوانينه الإنسانية التي اجتهد في وضعها وتصنيفها لتكون حصنا لأسوإ أنواع الاحتلال المتبقي في العالم وتجعل الجميع دون استثناء بما في ذلك القوى الكبرى أقزاما أمام الاحتلال وصلفه وهمجيته ..

قبل حلول شهر رمضان تواترت التصريحات والوعود بشان هدنة إنسانية وشيكة لإيقاف الحرب ومنح غزة فرصة استعادة الأنفاس بعد خمسة أشهر من الحرب المتوحشة.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث واقترب شهر رمضان دون جديد يذكر بشان إيقاف الجحيم وفرملة آلة القتل الإسرائيلية التي لا تستثني أحدا في غزة ولا تتوقف عند أي شيء رغم حجم الدمار والخراب والمجاعة غير المسبوقة.. واليوم ومع بدء العد التنازلي لحلول عيد الفطر لا يبدو أن المشهد الدموي في غزة بصدد التحول ولا يبدو أن هناك مؤشرات بأن العيد سيكون مختلفا عن شهر رمضان الذي لولا الأعشاب و"الخبيزة" لقضي أغلب أهل غزة جوعا ...

الحقيقة إن ارض غزة رغم كل الأعباء التي حملتها ورغم الحصار كانت أكثر رأفة وعطفا ورفقا بأهلها من كل العالم المتخاذل فقد انبتت الأرض من بين الأنقاض من "الخبيزة" ما ساعد أهالي غزة على استقبال شهر رمضان ومواجهة المجاعة ...

أخيرا وليس آخرا ومنذ إعلان جامعة الدول العربية قبل ثلاثة أيام أنها بصدد عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين بناء على طلب دولة فلسطين، لبحث الحراك العربي في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل والتهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني لم نر لهذا الإعلان نتيجة أو بيانا أو تصريحا أو توضيحا حول ما تم أو لم يتم، فعسى أن يكون المانع خيرا حتى نطمئن على جامعتنا الموقرة التي وعدت بالبحث في انصياع إسرائيل للقرارات بإيقاف الحرب وإدخال المساعدات ...

اسيا العتروس

 

 

 

 

 

لا يمكن إلا لأحمق أو منافق أو غبي أن يعتبر أن غزة بخير بعد ستة أشهر من العدوان المفتوح الذي أتى على الأخضر واليابس وحول حياة أهل القطاع إلى جحيم على الأرض ..

غزة ليست بخير رغم إصرار أهلها على الثبات والحفاظ على كرامتهم والظهور في مظهر الإباء والشموخ والأنفة رغم المعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهونها منذ نصف عام بسبب غطرسة الاحتلال الذي قوض وهدم كل القيم الإنسانية وداس على كل القوانين الدولية ..

غزة ليست بخير حتى وإن قال أهل غزة جميعا أنهم بألف خير.. والسبب في ذلك أن غزة لم تجد لها في ذوي القربى نصيرا أو مساندا خارج دائرة بيانات الإدانة والاستنكار المخجلة التي آن لها أن تقبر إلى الأبد ..

غزة ليست بخير وأطفالها يتأهبون لاستقبال العيد وقد قتل منهم أكثر من أربعة عشرة ألف طفل فيما لا يزال الآلاف مفقودين.. غزة ليست بخير والحال أن أكثر من أربعين طفلا من أطفالها أضحوا أيتاما بعد أن فقدوا احد والديهما أو كليهما ..

غزة ليست بخير وهي تحصي مقتل أكثر من تسعة آلاف امرأة من نسائها دون اعتبار أيضا للمفقودات والمفقودين..

غزة ليست بخير وشحنات المساعدات الإنسانية تقف على الحدود تتحكم فيها مجندة إسرائيلية لا يهمها أن يموت الجميع جوعا ولا تطالها أيدي الجائعين.. وإن سمح بإدخال بعضها بعد طول انتظار وبعد انقضاء مدة الصلاحية فسيجدونها أطعمة فاسدة لا تصلح حتى لإطعام الحيوانات ..

غزة ليست بخير وهي تستغيث منذ ستة أشهر ولا مغيث لها ..

غزة ليست بخير وهي تحصي وفاة أطفالها جوعا تحت أنظار أمهات عاجزات وأطباء محبطين لا حول لهم ولا قوة.

غزة ليست بخير وهي تتابع التقارير الأممية والحقوقية والإنسانية حول انهيار الوضع الصحي في غزة وانهيار المستشفيات وانهيار المدارس والجامعات دون أن يكون لأي من تلك المؤسسات القدرة على القيام بأي شيء.

غزة ليست بخير وهي تحصي جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة وجلسات مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان المطالب بحظر السلاح على كيان الاحتلال فيما تتواصل شحنات السلاح القادمة من كبرى دول العالم دون توقف ..

غزة ليست بخير وهي ترصد امتداد قائمة ضحاياها ولا ترى لكل خطابات الإدانة من تأثير على أرض الواقع ..

غزة ليست بخير لان العالم بأسره ليس بخير بعد أن سقط في كل الاختبارات وعجز عن إيقاف شلال الدم الذي يحمل توقيع كيان الاحتلال بزعامة مجرم الحرب ناتنياهو ..

غزة ليست بخير بعد أن كشفت أسوأ وأبشع وأرذل ما فينا وأسقطت كل الأقنعة التي يتستر خلفها المجتمع الدولي بكل قوانينه الإنسانية التي اجتهد في وضعها وتصنيفها لتكون حصنا لأسوإ أنواع الاحتلال المتبقي في العالم وتجعل الجميع دون استثناء بما في ذلك القوى الكبرى أقزاما أمام الاحتلال وصلفه وهمجيته ..

قبل حلول شهر رمضان تواترت التصريحات والوعود بشان هدنة إنسانية وشيكة لإيقاف الحرب ومنح غزة فرصة استعادة الأنفاس بعد خمسة أشهر من الحرب المتوحشة.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث واقترب شهر رمضان دون جديد يذكر بشان إيقاف الجحيم وفرملة آلة القتل الإسرائيلية التي لا تستثني أحدا في غزة ولا تتوقف عند أي شيء رغم حجم الدمار والخراب والمجاعة غير المسبوقة.. واليوم ومع بدء العد التنازلي لحلول عيد الفطر لا يبدو أن المشهد الدموي في غزة بصدد التحول ولا يبدو أن هناك مؤشرات بأن العيد سيكون مختلفا عن شهر رمضان الذي لولا الأعشاب و"الخبيزة" لقضي أغلب أهل غزة جوعا ...

الحقيقة إن ارض غزة رغم كل الأعباء التي حملتها ورغم الحصار كانت أكثر رأفة وعطفا ورفقا بأهلها من كل العالم المتخاذل فقد انبتت الأرض من بين الأنقاض من "الخبيزة" ما ساعد أهالي غزة على استقبال شهر رمضان ومواجهة المجاعة ...

أخيرا وليس آخرا ومنذ إعلان جامعة الدول العربية قبل ثلاثة أيام أنها بصدد عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين بناء على طلب دولة فلسطين، لبحث الحراك العربي في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل والتهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني لم نر لهذا الإعلان نتيجة أو بيانا أو تصريحا أو توضيحا حول ما تم أو لم يتم، فعسى أن يكون المانع خيرا حتى نطمئن على جامعتنا الموقرة التي وعدت بالبحث في انصياع إسرائيل للقرارات بإيقاف الحرب وإدخال المساعدات ...

اسيا العتروس

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews