إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من ضمنهم "برق الليل" و"شناب ".. شخصيات خالدة في ذاكرة رمضان

 

محسن بن احمد 

نودع شهر رمضان بعد أيام قليلة وفي الوجدان أكثر من ذكرى مع شخصيات كان لها حضورها المتوهج في ذاكرتنا في سنوات مضت

شخصيات عشنا معها وتابعناها بكل شغف ومحبة وهي التي أضفت علينا مسحة من الجمال الروحاني والغبطة والمرح ,,, شخصيات رسخت في البال أحببنا فيها عفويتها وطيبتها والتلقائية التي اتسمت بها من خلال انتاجات إذاعية تعد اليوم من الإبداعات الخالدة في مسيرة الإذاعة التونسية ,,, إبداعات وبرامج ما أحوجنا إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى 

** حمادي" الساعة الناطقة "

خلال ستينات القرن الماضي كانت انطلاقة تجربة " الساعة الناطقة " الإذاعية مع الأستاذ حمادي الصيد عندما يدق الجرس بعض الدقات ثم بآتي الصوت " عند الإشارة تكون الساعة ,,,, " و أصبح معروفا بـ" حمادي الساعة الناطقة " وارتبطت بأذان المغرب إيذانا  بموعد إفطار الصائمين من خلال البرنامج المباشر  الشهير " تحية الغروب " الذي كان من إعداد وتقديم الإذاعي الكبير عادل يوسف

وتجدر الإشارة إلى أن نص " الساعة  الناطقة " كتبه الشاعر الخالد مصطفى خريف وقد تولت رفيقة الصيد رفيقة درب الراحل حمادي الصيد إعلان " الساعة الناطقة " باللغة الفرنسية على موجات إذاعة تونس الدولية

ويحفظ التاريخ للراحل حمادي الصيد إضافة إلى انتمائه إلى المجال الإعلامي تأسيسه لدار النشر " سيراس " كما تولى إدارة شركة " ساتباك " والإدارة العامة لمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية وأيام قرطاج السينمائية وكان وراء مبادرة إطلاق اسم " هاني جوهرية " على إحدى القاعات السينمائية وسط العاصمة تحية منه للمصور الفلسطيني الشهيد هاني جوهرية ليلتحق بعد ذلك بالسلك الديبلوماسي. 

**" تحية الغروب " وعادل يوسف

انطلقت في رمضان 1963مع عادل يوسف  أولى سطور رحلة إذاعية متفرّدة مع "تحية الغروب"...أشهر برنامج مباشر على موجات الإذاعة الوطنية على امتداد شهر رمضان.. رحلة امتدت حتى 2005 ليتوقف طيلة ثماني سنوات قبل العودة مجددا في 2013 لفترة قصيرة

لقد أعطى عادل يوسف بصوته الرخيم مسحة إبداعية وجمالية على "تحية الغروب" وحتى بعد أن تغيّر عنوانه إلى "رمضان ملء قلوبنا"، وحافظ عادل يوسف على بصمته الخاصة والجليّة فيه... حتى موعد التقاعد القانوني.

جمع عادل يوسف في «تحية الغروب» ثم بعد ذلك في «رمضان ملء قلوبنا» بين الوثيقة التاريخية والموعظة الدينية والموقف التمثيلي الهزلي الخفيف.

محاضرات دينية للعلامة الخالد محمد الطاهر بن عاشور ونجله محمد الفاضل بن عاشور وعميد الأدب العربي طه حسين والأديب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة... أغنيات وابتهالات وأدعية وأحاديث نبوية شريفة ومواقف خالدة للصحابة وتلاوات للقرآن الكريم بصوت المقرئ الخالد علي البرّاق

**"الحاج كلوف" البداية مع البشير الرحال

"الحاج كلوف" شخصية طريفة صاغها الشاعر الكبير أحمد خير الدين من خلال أحداث ومواقف يغلب عليها الهزل والمرح والتعاليق الساخرة الممتعة... هذه الشخصية طبعت سهرات شهر رمضان في ستينيات القرن الماضي ضمن البرنامج الاذاعي الشهير "تحية الغروب"بإمضاء عادل يوسف..

ولدت هذه الشخصية من رحم المجتمع التونسي فأضفت على الصائمين وهم يتابعون مواقفها بعد أذان المغرب في رمضان مسحة من المرح والفكاهة.

ولدت شخصية (الحاج كلوف) مع الممثل البشير الرحّال الذي أعطاها وسخّر لها كل ثقافته وموهبته المسرحية... و بمشاركة ثلة من نجوم التمثيل آنذاك على غرار صالح المهدي و أمحمد الأكحل، والممثل الكبير محمد بن علي في دور (الحطاب) والزهرة فائزة زوجة (الحاج كلوف) وعبد العزيز العرفاوي في دور (مرزوق) الخادم.

هذه السلسلة الإذاعية الناجحة والخالدة في الذاكرة عمل المخرج عبد الرزاق الحمامي سنة 1970 على تحويلها إلى التلفزيون من خلال سلسلة بالأبيض والأسود بثت مباشرة

تم خلالها تكريم الممثل البشير الرحال من خلال تصوير بعض الحلقات من بطولته.

كانت مغامرة فنية إبداعية تلفزيونية هندس لها بحرفية عالية عبد الرزاق الحمامي بمعية فريق تقني متحمس لكسب الرهان 

**برق الليل" وعبدالعزيز العرفاوي

في رمضان 1968 بادر الكاتب والمسرحي محمد حفظي باقتباس رواية " برق الليل " للمؤلف الروائي الكبير البشير خريف وتحويلها إلى مسلسل إذاعي أشرف على إخراجه حمودة معالي في ثلاثين حلقة بثت ضمن البرنامج الشهير " تحية الغروب " ومن أبطاله جميلة العرابي وصالح المهدي ورفيعة بالحوت وعزالدين بريكة وفاطمة البحري وغيرهم من ممثلي وممثلات الفرقة التمثيلية للإذاعة التونسية.

وشد الانتباه في هذا العمل الممثل عبدالعزيز العرفاوي من خلال شخصية البطل " برق الليل " الخادم الأسود البشرة بأداء على اعلي درجة من الحرفية والإتقان جلب له الاحترام والتقدير

كسب عبد العزيز العرفاوي الرهان ليكون أحد الأساطين التي كان لها دورها الكبير في أن يبقى هذا العمل الإذاعي خالدا في الوجدان على مر السنوات وتستحضره الذاكرة بكل شوق وحنين في رمضان من كل سنة عبدالعزيز العرفاوي برز بشكل لافت في تقمصه المقنع والراقي لشخصية " مرزوق " خادم " ضمن سلسلة " الحاج كلوف "

ونشير من ناحية أخرى أن المخرج علي العبيدي بادر سنة 1990 إلى تحويل هذه الرواية التاريخية " برق الليل " إلى عمل سينمائي تم عرضه ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية

**"خالتي كموشة "وعبد السلام البش

كمّوشة مسلسل هزلي تم إنتاجه في سبعينات القرن الماضي وتميز بمواقفه المرحة والطريفة والضاحكة  مواقف مضحكة وساخرة بين " كموشة " وبين أفراد عائلتها والمحيطين بها وهومن اخراج فاطمة اسكندراني وتأليف محمد ماضي اقتباس عن "الكونتيسة دي سيغور" وبطولة الفنان الكبير عبد السلام البش الذي يمكن القول انه أول من تقمص دور المرأة في المشهد المسرحي والتلفزيوني الدرامي التونسي الحديث وذلك من خلال دور امرأة اسمها "كمّوشة" وبرز في هذا الدور عبدالسلام البش بالأداء التمثيلي الرائع والحضور المبهر وقد جمع فيه بين الاتقان والعفوية وهو يتقمص دور امرأة في خريف العمر ثرثارة وبخيلة   

** "شناب" وعزالدين بريكة 

كانت انطلاقة المسلسل الهزلي " شناب " في رمضان 1973 بطولة الممثل الخالد عزالدين بريكة وإنتاج وتقديم فرقة الإذاعة للتمثيل ليمتد على طول 138 حلقة اعتبارا لنجاحه الجماهيري الكبير فكان قرار إدارة الإذاعة الوطنية إنتاج وبث الجزء الثاني، ,,, نجاح التجرية كان الدافع للاتفاق مع مؤلفه صلاح الدين البلهوان على مواصلة الكتابة، ليتواصل بثه إلى شهر رمضان سنة 1978

اقترح المختار حشيشة رئيس مصلحة التمثيل في تلك الفترة على المخرج حمودة معالي ثلاثة أسماء وهم: محمد بن علي والحطاب الذيب وعزالدين بريكة لتجسيد شخصية "شناب " ليكون النجاح حليف عزالدين بريكة الذي كسب الرهان في إضفاء طابع المرح على المستمعين لكونه شخصية مذبذبة ونقل بأمانة ما يعيشه من متناقضات، فهي شخصية في خارجها قوة وفي داخلها لين وطيبة ويظهر ذلك من خلال مواقفه الإنسانية وخاصة طاعته لامه وحبه الكبير لها.

من ضمنهم "برق الليل" و"شناب "..   شخصيات خالدة في ذاكرة رمضان

 

محسن بن احمد 

نودع شهر رمضان بعد أيام قليلة وفي الوجدان أكثر من ذكرى مع شخصيات كان لها حضورها المتوهج في ذاكرتنا في سنوات مضت

شخصيات عشنا معها وتابعناها بكل شغف ومحبة وهي التي أضفت علينا مسحة من الجمال الروحاني والغبطة والمرح ,,, شخصيات رسخت في البال أحببنا فيها عفويتها وطيبتها والتلقائية التي اتسمت بها من خلال انتاجات إذاعية تعد اليوم من الإبداعات الخالدة في مسيرة الإذاعة التونسية ,,, إبداعات وبرامج ما أحوجنا إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى 

** حمادي" الساعة الناطقة "

خلال ستينات القرن الماضي كانت انطلاقة تجربة " الساعة الناطقة " الإذاعية مع الأستاذ حمادي الصيد عندما يدق الجرس بعض الدقات ثم بآتي الصوت " عند الإشارة تكون الساعة ,,,, " و أصبح معروفا بـ" حمادي الساعة الناطقة " وارتبطت بأذان المغرب إيذانا  بموعد إفطار الصائمين من خلال البرنامج المباشر  الشهير " تحية الغروب " الذي كان من إعداد وتقديم الإذاعي الكبير عادل يوسف

وتجدر الإشارة إلى أن نص " الساعة  الناطقة " كتبه الشاعر الخالد مصطفى خريف وقد تولت رفيقة الصيد رفيقة درب الراحل حمادي الصيد إعلان " الساعة الناطقة " باللغة الفرنسية على موجات إذاعة تونس الدولية

ويحفظ التاريخ للراحل حمادي الصيد إضافة إلى انتمائه إلى المجال الإعلامي تأسيسه لدار النشر " سيراس " كما تولى إدارة شركة " ساتباك " والإدارة العامة لمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية وأيام قرطاج السينمائية وكان وراء مبادرة إطلاق اسم " هاني جوهرية " على إحدى القاعات السينمائية وسط العاصمة تحية منه للمصور الفلسطيني الشهيد هاني جوهرية ليلتحق بعد ذلك بالسلك الديبلوماسي. 

**" تحية الغروب " وعادل يوسف

انطلقت في رمضان 1963مع عادل يوسف  أولى سطور رحلة إذاعية متفرّدة مع "تحية الغروب"...أشهر برنامج مباشر على موجات الإذاعة الوطنية على امتداد شهر رمضان.. رحلة امتدت حتى 2005 ليتوقف طيلة ثماني سنوات قبل العودة مجددا في 2013 لفترة قصيرة

لقد أعطى عادل يوسف بصوته الرخيم مسحة إبداعية وجمالية على "تحية الغروب" وحتى بعد أن تغيّر عنوانه إلى "رمضان ملء قلوبنا"، وحافظ عادل يوسف على بصمته الخاصة والجليّة فيه... حتى موعد التقاعد القانوني.

جمع عادل يوسف في «تحية الغروب» ثم بعد ذلك في «رمضان ملء قلوبنا» بين الوثيقة التاريخية والموعظة الدينية والموقف التمثيلي الهزلي الخفيف.

محاضرات دينية للعلامة الخالد محمد الطاهر بن عاشور ونجله محمد الفاضل بن عاشور وعميد الأدب العربي طه حسين والأديب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة... أغنيات وابتهالات وأدعية وأحاديث نبوية شريفة ومواقف خالدة للصحابة وتلاوات للقرآن الكريم بصوت المقرئ الخالد علي البرّاق

**"الحاج كلوف" البداية مع البشير الرحال

"الحاج كلوف" شخصية طريفة صاغها الشاعر الكبير أحمد خير الدين من خلال أحداث ومواقف يغلب عليها الهزل والمرح والتعاليق الساخرة الممتعة... هذه الشخصية طبعت سهرات شهر رمضان في ستينيات القرن الماضي ضمن البرنامج الاذاعي الشهير "تحية الغروب"بإمضاء عادل يوسف..

ولدت هذه الشخصية من رحم المجتمع التونسي فأضفت على الصائمين وهم يتابعون مواقفها بعد أذان المغرب في رمضان مسحة من المرح والفكاهة.

ولدت شخصية (الحاج كلوف) مع الممثل البشير الرحّال الذي أعطاها وسخّر لها كل ثقافته وموهبته المسرحية... و بمشاركة ثلة من نجوم التمثيل آنذاك على غرار صالح المهدي و أمحمد الأكحل، والممثل الكبير محمد بن علي في دور (الحطاب) والزهرة فائزة زوجة (الحاج كلوف) وعبد العزيز العرفاوي في دور (مرزوق) الخادم.

هذه السلسلة الإذاعية الناجحة والخالدة في الذاكرة عمل المخرج عبد الرزاق الحمامي سنة 1970 على تحويلها إلى التلفزيون من خلال سلسلة بالأبيض والأسود بثت مباشرة

تم خلالها تكريم الممثل البشير الرحال من خلال تصوير بعض الحلقات من بطولته.

كانت مغامرة فنية إبداعية تلفزيونية هندس لها بحرفية عالية عبد الرزاق الحمامي بمعية فريق تقني متحمس لكسب الرهان 

**برق الليل" وعبدالعزيز العرفاوي

في رمضان 1968 بادر الكاتب والمسرحي محمد حفظي باقتباس رواية " برق الليل " للمؤلف الروائي الكبير البشير خريف وتحويلها إلى مسلسل إذاعي أشرف على إخراجه حمودة معالي في ثلاثين حلقة بثت ضمن البرنامج الشهير " تحية الغروب " ومن أبطاله جميلة العرابي وصالح المهدي ورفيعة بالحوت وعزالدين بريكة وفاطمة البحري وغيرهم من ممثلي وممثلات الفرقة التمثيلية للإذاعة التونسية.

وشد الانتباه في هذا العمل الممثل عبدالعزيز العرفاوي من خلال شخصية البطل " برق الليل " الخادم الأسود البشرة بأداء على اعلي درجة من الحرفية والإتقان جلب له الاحترام والتقدير

كسب عبد العزيز العرفاوي الرهان ليكون أحد الأساطين التي كان لها دورها الكبير في أن يبقى هذا العمل الإذاعي خالدا في الوجدان على مر السنوات وتستحضره الذاكرة بكل شوق وحنين في رمضان من كل سنة عبدالعزيز العرفاوي برز بشكل لافت في تقمصه المقنع والراقي لشخصية " مرزوق " خادم " ضمن سلسلة " الحاج كلوف "

ونشير من ناحية أخرى أن المخرج علي العبيدي بادر سنة 1990 إلى تحويل هذه الرواية التاريخية " برق الليل " إلى عمل سينمائي تم عرضه ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية

**"خالتي كموشة "وعبد السلام البش

كمّوشة مسلسل هزلي تم إنتاجه في سبعينات القرن الماضي وتميز بمواقفه المرحة والطريفة والضاحكة  مواقف مضحكة وساخرة بين " كموشة " وبين أفراد عائلتها والمحيطين بها وهومن اخراج فاطمة اسكندراني وتأليف محمد ماضي اقتباس عن "الكونتيسة دي سيغور" وبطولة الفنان الكبير عبد السلام البش الذي يمكن القول انه أول من تقمص دور المرأة في المشهد المسرحي والتلفزيوني الدرامي التونسي الحديث وذلك من خلال دور امرأة اسمها "كمّوشة" وبرز في هذا الدور عبدالسلام البش بالأداء التمثيلي الرائع والحضور المبهر وقد جمع فيه بين الاتقان والعفوية وهو يتقمص دور امرأة في خريف العمر ثرثارة وبخيلة   

** "شناب" وعزالدين بريكة 

كانت انطلاقة المسلسل الهزلي " شناب " في رمضان 1973 بطولة الممثل الخالد عزالدين بريكة وإنتاج وتقديم فرقة الإذاعة للتمثيل ليمتد على طول 138 حلقة اعتبارا لنجاحه الجماهيري الكبير فكان قرار إدارة الإذاعة الوطنية إنتاج وبث الجزء الثاني، ,,, نجاح التجرية كان الدافع للاتفاق مع مؤلفه صلاح الدين البلهوان على مواصلة الكتابة، ليتواصل بثه إلى شهر رمضان سنة 1978

اقترح المختار حشيشة رئيس مصلحة التمثيل في تلك الفترة على المخرج حمودة معالي ثلاثة أسماء وهم: محمد بن علي والحطاب الذيب وعزالدين بريكة لتجسيد شخصية "شناب " ليكون النجاح حليف عزالدين بريكة الذي كسب الرهان في إضفاء طابع المرح على المستمعين لكونه شخصية مذبذبة ونقل بأمانة ما يعيشه من متناقضات، فهي شخصية في خارجها قوة وفي داخلها لين وطيبة ويظهر ذلك من خلال مواقفه الإنسانية وخاصة طاعته لامه وحبه الكبير لها.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews