إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في تقرير لـ"غرينبيس".. تونس تسجل سنويا 2100 حالة وفاة جرّاء ''الهواء السام''

تونس- الصباح

خلص تقرير مشترَك أعدّته منظمة السلام الأخضر "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتعاون مع غرينبيس إفريقيا، أنّ العدد الكبير من الوفيات المبكرة المسجَّلة سنويًا في القارّة الإفريقية هو نتيجة للتعرض لتلوّث الهواء.

واعتبر التقرير الصادر في 28 مارس الجاري، أن قطاع الطاقة في شمال إفريقيا، وخصوصا صناعة النفط والغاز، من أكبر المساهمين في انبعاثات تلوّث الهواء. وذلك من خلال ما حددته عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية لثاني أكسيد الكبريت في النقاط الساخنة لتلوث الهواء في مصر وليبيا والمغرب وتونس.

وقدّم التقرير الذي جاء تحت عنوان “كشف القناع عن أبرز المتسببين في تلوث الهواء في القارة الإفريقية”، معلومات عن أكبر مسبّبات تلوّث الهواء في القارة وعن أزمة الصحة العامة التي يواجهها سكّان إفريقيا والتي تتطلّب من الحكومات اتخاذ إجراءات عاجلة، محذّرا من أن يؤدّي التقاعس في التصدي لذلك، إلى زيادة عدد ضحايا تلوّث الهواء.

وحدّد التقرير مصر كإحدى دول شمال أفريقيا التي تتحمّل عبئًا هائلًا من الأمراض الصحية. وأشار إلى أن من بين أكبر عشرة مصادر لتلوّث الهواء بثاني أكسيد الكبريت في أفريقيا تم تحديد محطتَين لتوليد الطاقة في مصر والمغرب.

كما أشار إلى وجود بؤر نشيطة ملوثة متأتية من انبعاثات قطاع النفط والغاز صادرة  من مصر وليبيا والمغرب وتونس (منطقة الصخيرة).

وكشف أن قطاع الطاقة يمثّل المساهم الرئيسي في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة، وثاني أكسيد الكبريت في شمال أفريقيا، فضلا عن اعتباره استخدام المحروقات في المنزل، وخاصة حرق الوقود الصلب، مصدرا مهما لانبعاثات الكربون الأسود.

وقدّم التقرير اقتراحات لمعالجة الأزمة، مشدِّدًا على الحاجة إلى معايير قانونية راسخة لجودة الهواء، وإجراءات للحد من حرق النفايات، واستثمارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وخاصة في ما ينطبق على قطاع الطاقة، ودعا إلى تركيب أجهزة رصد جودة الهواء وضمان توفّر البيانات في الوقت الفعلي تتماشى مع المبادئ التوجيهية العلمية لمنظمة الصحة العالمية.

كما أبرز ضرورة تسريع تطوير شبكات مراقبة جودة الهواء وتعزيز الشبكات القائمة لتحسين عمليات تقييم تعرض السكان لتلوث الهواء الضار وإعطاء الأولوية للمجتمعات الأكثر هشاشة، وشدّد على أهميّة أن توفر هذه الشبكات بيانات شفافة حينية.

وأوصى التقرير، بمراقبة انبعاثات الملوّثات الجويّة من المنشآت المسؤولة عن تلوّث الهواء الملحوظ والإبلاغ عنها وتطوير سجلات انبعاث ونقل الملوثات  (PRTRs)  تكون متاحة للعامة والتحقق منها بشكل مستقل، وتحسين الوصول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة للطهي من خلال تدابير سياسية أقوى لفائدة العائلات الفقيرة.

كما دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء إنتاج النفط والغاز والحرق المفتوح  (flaring)  لهما وأيضا إنهاء استخدام الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، وتحقيق صفر من الانبعاثات بحلول سنة 2050. فضلا عن اتخاذ إجراءات أقوى للتقليص من النفايات وحظر حرقها، وإنهاء استعمار النفايات (تورد الدول المتقدمة نفاياتها إلى الدول النامية)، وتوفير وسائل فعالة لإدارة النفايات.

وكانت المنظمة قد أطلقت صرخة استغاثة بسبب الوضع البيئي في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وذلك في تقرير لها صدر في جويلية 2020 عنوانه ''الهواء السام: الثمن الحقيقي للوقود الأحفوري".

وكشف التقرير عن معطيات صادمة حول كميات الهواء الملوث التي تجبر أغلب الشعوب العربية على تنفسها وعلى أنشطة مدمرة لصحة الإنسان، والنبات، والحيوانات، وكانت تونس ضمن هذه الدول التي تدفع فاتورة باهظة في الأرواح والتكلفة الاقتصادية.

 وتسجل تونس ما يقارب المعدل المتوسط 2100 حالة وفاة جراء ''الهواء السام''، وهو ما يعني أن هناك يوميا 6 حالات وفاة جراء تلوث الهواء..

 وصّنف التقرير، المغرب من بين الدول الأعلى من حيث عدد الوفيات سنويًا، بمعدل 5100 وفاة تقريبًا في عام 2018، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما سجلت الجزائر ما يقارب 3000 حالة وفاة.

وأشار التقرير إلى وجود حوالي 5.4 مليون وفاة بسبب تلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري سنويا حول العالم، وأن الكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء تقدر تقريبا بـ8 مليارات دولار أمريكي في اليوم الواحد أي بنسبة 3.3 بالمائة، من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وقدرت المنظمة عدد الوفيات جراء الولادة المبكرة سنويا بحوالي 65 ألف حالة جراء الهواء السام الناجم عن الوقود الأحفوري، إضافة إلى أن حوالي 40 ألف طفل يفارقون الحياة قبل بلوغ سن الـ15 جراء تلوث الهواء..

يذكر أن "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منظمة غير ربحية مستقلة سياسيا وماليا. وتعد المنظمة منذ تأسيسها سنة 2018، أحدث المكاتب التابعة لشبكة غرينبيس العالمية المكونة من 27 منظمة وطنية  وإقليمية مستقلة في أكثر من 55 دولة بالإضافة إلى هيئة التنسيق الخاصة بها.

رفيق بن عبد الله

في تقرير لـ"غرينبيس"..  تونس تسجل سنويا 2100 حالة وفاة جرّاء ''الهواء السام''

تونس- الصباح

خلص تقرير مشترَك أعدّته منظمة السلام الأخضر "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتعاون مع غرينبيس إفريقيا، أنّ العدد الكبير من الوفيات المبكرة المسجَّلة سنويًا في القارّة الإفريقية هو نتيجة للتعرض لتلوّث الهواء.

واعتبر التقرير الصادر في 28 مارس الجاري، أن قطاع الطاقة في شمال إفريقيا، وخصوصا صناعة النفط والغاز، من أكبر المساهمين في انبعاثات تلوّث الهواء. وذلك من خلال ما حددته عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية لثاني أكسيد الكبريت في النقاط الساخنة لتلوث الهواء في مصر وليبيا والمغرب وتونس.

وقدّم التقرير الذي جاء تحت عنوان “كشف القناع عن أبرز المتسببين في تلوث الهواء في القارة الإفريقية”، معلومات عن أكبر مسبّبات تلوّث الهواء في القارة وعن أزمة الصحة العامة التي يواجهها سكّان إفريقيا والتي تتطلّب من الحكومات اتخاذ إجراءات عاجلة، محذّرا من أن يؤدّي التقاعس في التصدي لذلك، إلى زيادة عدد ضحايا تلوّث الهواء.

وحدّد التقرير مصر كإحدى دول شمال أفريقيا التي تتحمّل عبئًا هائلًا من الأمراض الصحية. وأشار إلى أن من بين أكبر عشرة مصادر لتلوّث الهواء بثاني أكسيد الكبريت في أفريقيا تم تحديد محطتَين لتوليد الطاقة في مصر والمغرب.

كما أشار إلى وجود بؤر نشيطة ملوثة متأتية من انبعاثات قطاع النفط والغاز صادرة  من مصر وليبيا والمغرب وتونس (منطقة الصخيرة).

وكشف أن قطاع الطاقة يمثّل المساهم الرئيسي في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة، وثاني أكسيد الكبريت في شمال أفريقيا، فضلا عن اعتباره استخدام المحروقات في المنزل، وخاصة حرق الوقود الصلب، مصدرا مهما لانبعاثات الكربون الأسود.

وقدّم التقرير اقتراحات لمعالجة الأزمة، مشدِّدًا على الحاجة إلى معايير قانونية راسخة لجودة الهواء، وإجراءات للحد من حرق النفايات، واستثمارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وخاصة في ما ينطبق على قطاع الطاقة، ودعا إلى تركيب أجهزة رصد جودة الهواء وضمان توفّر البيانات في الوقت الفعلي تتماشى مع المبادئ التوجيهية العلمية لمنظمة الصحة العالمية.

كما أبرز ضرورة تسريع تطوير شبكات مراقبة جودة الهواء وتعزيز الشبكات القائمة لتحسين عمليات تقييم تعرض السكان لتلوث الهواء الضار وإعطاء الأولوية للمجتمعات الأكثر هشاشة، وشدّد على أهميّة أن توفر هذه الشبكات بيانات شفافة حينية.

وأوصى التقرير، بمراقبة انبعاثات الملوّثات الجويّة من المنشآت المسؤولة عن تلوّث الهواء الملحوظ والإبلاغ عنها وتطوير سجلات انبعاث ونقل الملوثات  (PRTRs)  تكون متاحة للعامة والتحقق منها بشكل مستقل، وتحسين الوصول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة للطهي من خلال تدابير سياسية أقوى لفائدة العائلات الفقيرة.

كما دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء إنتاج النفط والغاز والحرق المفتوح  (flaring)  لهما وأيضا إنهاء استخدام الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، وتحقيق صفر من الانبعاثات بحلول سنة 2050. فضلا عن اتخاذ إجراءات أقوى للتقليص من النفايات وحظر حرقها، وإنهاء استعمار النفايات (تورد الدول المتقدمة نفاياتها إلى الدول النامية)، وتوفير وسائل فعالة لإدارة النفايات.

وكانت المنظمة قد أطلقت صرخة استغاثة بسبب الوضع البيئي في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وذلك في تقرير لها صدر في جويلية 2020 عنوانه ''الهواء السام: الثمن الحقيقي للوقود الأحفوري".

وكشف التقرير عن معطيات صادمة حول كميات الهواء الملوث التي تجبر أغلب الشعوب العربية على تنفسها وعلى أنشطة مدمرة لصحة الإنسان، والنبات، والحيوانات، وكانت تونس ضمن هذه الدول التي تدفع فاتورة باهظة في الأرواح والتكلفة الاقتصادية.

 وتسجل تونس ما يقارب المعدل المتوسط 2100 حالة وفاة جراء ''الهواء السام''، وهو ما يعني أن هناك يوميا 6 حالات وفاة جراء تلوث الهواء..

 وصّنف التقرير، المغرب من بين الدول الأعلى من حيث عدد الوفيات سنويًا، بمعدل 5100 وفاة تقريبًا في عام 2018، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما سجلت الجزائر ما يقارب 3000 حالة وفاة.

وأشار التقرير إلى وجود حوالي 5.4 مليون وفاة بسبب تلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري سنويا حول العالم، وأن الكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء تقدر تقريبا بـ8 مليارات دولار أمريكي في اليوم الواحد أي بنسبة 3.3 بالمائة، من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وقدرت المنظمة عدد الوفيات جراء الولادة المبكرة سنويا بحوالي 65 ألف حالة جراء الهواء السام الناجم عن الوقود الأحفوري، إضافة إلى أن حوالي 40 ألف طفل يفارقون الحياة قبل بلوغ سن الـ15 جراء تلوث الهواء..

يذكر أن "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منظمة غير ربحية مستقلة سياسيا وماليا. وتعد المنظمة منذ تأسيسها سنة 2018، أحدث المكاتب التابعة لشبكة غرينبيس العالمية المكونة من 27 منظمة وطنية  وإقليمية مستقلة في أكثر من 55 دولة بالإضافة إلى هيئة التنسيق الخاصة بها.

رفيق بن عبد الله

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews