إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إيقاعات الثقافة وغياب التوزيع العادل للإنتاج الثقافي .. لماذا لا تُعِدَّ كلُّ ولايةٍ برنامجًا ثقافيّا محضًا لا تُشوِّهُهُ سياسةٌ ولا إيديولوجيا يتمّ توزيعه على كاملِ الولايات؟!

 

بقلم: السيّد العلاّني(*)

رَغمَ مَا نَحْيَاهُ في هذه المرحلة من حياتنا مِنْ وَهَنٍ وضعفٍ وخذلانٍ وما نشعر به من عجزٍ ويأسٍ وقتامةٍ، وَرَغم هذه المساحاتِ الواسعة من الظُلْمةِ والتيهِ التي تقذف بنا في شعابٍ وَعْرةٍ نجهل تماما منعرجاتِها ومتاهاتِها، وَرَغْمَ التنافرِ والتحيّلِ والطمعِ التي صارت من مميّزات علاقاتنا بل صارت معاييرَ يُقاسُ بها النجاحُ في الحياةِ فالواحدُ منّا يكون اليوم أنْجحَ بقدر ما يُبْدِعُ في طُرُقِ استثمار هذه المعايير تحقيقا لأهدافٍ غالبا ما تقنعُ بِغُنْمٍ رخيصٍ عابرٍ، رغم كلّ ذلك وأكثر، فإنّ بُقعًا من نورٍ تضيء هنا وهناك تُذكِّرك بالحياةِ وتمنحك رصيدا من تفاؤلٍ يبعث فيك أملا جديدا يُحرّكُ ما هَمَدَ من حِسِّكَ ويُحْيِي فيك توْقًا إلى الأفضلِ ظننتَ أنّه قُبِرَ ويئِسْتَ من بعثه من جديدٍ.

  مَأْتَى هذا الاستهلالِ ما لاحظتُه وعشتُ بعضًا من لحظاته منْ تحرّكٍ ثقافيٍّ بمناسبةِ شهر رمضان في مدينة القيروان التي ظننْتُ،خَطَأً،أنّها رَكنَتْ إلى التراخي والسُّبَات واكتفت بدور الناعي وَلَحْدِ موتاها وتأْبينِ رُمُوزِها تقيمُ لهم مراسمَ "الأربعينيّةِ" عديدَ المرّات تأكيدا لموته ودفنه على غرار ما عشناه من "الأربعينيّات "الأربع التّي نُظِّمتْ لفقيد الشعرِ التونسيِّ الصديق مَحَمّد الغُزّي. إلاّ أنَّ الواقعَ كذَّبَ هذا الانطباعَ عندي، فمنذ الأيّام الأولى من شهر رمضان نشُط "بيت الشعر" ومديرتُه الشاعرة جميلة الماجري وفتَّحَ أبْوابَهُ لمسامرات رمضانيّة دارَ فيها السَّمَرُ حولَ نماذج من نشاطٍ ثقافيٍّ عاشته القيروان أيّام الاستعمار، ذلك النشاطُ التلقائيُّ الذي أمّنه رجالٌ ونساءٌ آمنوا بأنّ الثقافةَ إنّما هيَ هُوِيّةٌ وأنّ المحافظة عليْها ضربٌ من ضروب النضالِ والمقاومةِ ضدَّ مستعمرٍ مسْعاهُ أنْ يطمسَ ثقافةَ البلادِ ولُغَتِها. كما كانَ إيقاعُ المدينة الإسلاميّةِ خلال شهر رمضان قديما وحديثا عنوان مسامرةٍ توسّع فيها الحديثُ ليتطرّق إلى مختلف الإيقاعاتِ التي تتناغم في انسجامٍ يمنح المدينة الإسلاميّةِ عامّةٍ والقيروان خاصَّةٍ طابعا مميّزا نَلْحَظُه في إيقاع عمارتها وإيقاع حركةِ ساكنيها وتآلفها مع إيقاع الآذان يدعو إلى الصلاة فجرا وظهرا وعصرا ومغربا وعِشَاءً في انسجامٍ مع إيقاع جوارحِ المصلّين وهم يؤدّون الفرائضَ المكتوبة والنوافلَ المسنونةَ في حركاتٍ مضبوطةٍ منسجمةٍ من قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ فسكونٍ للتسبيح يرافقها صوتٌ يراوح بين الهمسِ سِرّا والاِصْدَاِح جَهْرا وينبغي أنْ لا نغفل الشعرَ الذي لا يهجر بيتَه في القيروان فما من مسامرةٍ إلاّ ويكون للشعراء فيها إنشادٌ لقصائد من نظمهم وإبداعهم يَصُوغُونَهَا في إيقاع مخصوصٍ يَقُدُّونَه من لغتهم المميّزةِ فَهُمْ على قول الأقدمين سادةُ الكلام، كما تواصل في ليالي نشاطُ جمعيّة "دار دوجة ذاكرة القيروان" التي دأبَت بحرصٍ مِنْ رَئيسَتِها الدكتورة زُهْرَة العلويني على تنظيمِ لقاءاتٍ ثقافيّةٍ طوالَ السنة واختارت الجمعيّةُ لِلِقائها الأوّلِ في شهر رمضان الحديثَ عن "محطّاتٍ قيروانيّة عبر التاريخ" ساهم في تنشيطها أساتذةٌ مختصّون في حضارة إفريقِيَةَ مسلمة ودعت إليه كلّ من يهمّه تاريخ عاصمة الغرب الإسلاميّ، أمّا "نادي الحصري للموسيقى" الذي ينسِّقُ أنشطته أستاذ الموسيقى كمال دعدوشة فاختاربهوَ دارالثقافة ليُحْيي سهرةً موسيقيّةٍ رمضانيّة تحت عنوان سهرة من الزمن الجميل وإنّها حقّا لَكَذَلِكَ ،لا لِأنَّ النادي اختار أنْ لا يُقدّمَ إلاَّ موسيقى تونسيّة بدْءً بالمألوف وطبوعِه إلى الأداء الفرديّ بأصواتٍ نسائيّةٍ تطربُ فعلاً بلا تهريج ولا بهرجٍ ولا إثارةٍ وَلاَ لأنّ الجمهورَ الحاضرَ ذوّاقٌ رصين يحذِق آداب الاستماعِ ضمانا لمتعةٍ داخليّةٍ غابت منذُ زمان ولكن لأنّ النّادي يَضمّ مهنيين غيرَ محترفين أساتذة في فنّهم يكتفون بالاستمتاعِ والإمتاع ويرضون عنْ أنفسهم بقدرِ ما يرضى عنهم جُمهورُهم فذلك عندهم المعيارُ الأوّلُ والأخيرُ.

   وإِنّي لمكتفٍ بهذه الإشارة المتعجّلة إلى بعض المحطّات الثقافيّةِ لِأَصِلَ بسرعةٍ إلى عرضِ اقتراحٍ لعلّه يجِد آذانا صاغيةً وقُلوبا واعيةً تتمعّن فيه وتدرك مراميه فتدرسه وتعدّله وتحوّله إلى برنامجٍ عمليٍّ قابلٍ للتطبيق. والحقيقة أنّه مقترحٌ قديم عُرِضَ سابقا على المسؤولين لكن لمْ يُؤْخذْ به لِأَنّ البرمجة، على ظنّي كانت تخضعُ لحِسابات تختزلها الكلمةُ الجاريَةُ على كلّ الألسنِ "مِسْني ونْمِسِّكْ" إنْ كانت العَلاقاتُ مؤْتلفةً أما إذا كانت مختلفة فتتبدّل الصيغة إلى " كولْني وناكْلك". وليس المقام هنا ولا الوقت الآن مناسباً لإثارة جدَلٍ لا طائل من ورائهِ فما فات مات وكلّ ما هو آتٍ آتٍ.... وَيتمثّل المقترحُ، في إيجازٍ كبيرٍ، في أنْ تُعِدَّ كلُّ ولايةٍ من الولايات الأربع والعشرين برنامجًا ثقافيّا محضًا لا تُشوِّهُهُ سياسةٌ ولا تُكدّره إيديولوجيا يتمّ توزيعه على كاملِ الولايات فتضْمَن كلٌّ منها عَرْضين كلّ شهرٍ وتتعهَّدُ التلفزةُ الوطنيّةُ التي يساهم في تمويلها مباشرةً كلّ مواطنٍ متمتِّعٍ بالنور الكهربائيِّ بتسجيلها وبثّها على مدى السنةِ كلّها لعلّها تُجنّبها اجترارَ ومعاودةَ برامجَ قدْ يكون الجمهور ملّها أضفْ إلى أنّها تقدّمُ للجمهور التونسي بعضا من مبدعي الدّاخل الذين لم يسْعِفهم الظرف إلى الانتقال إلى العاصمةِ مركز العلاقات والمُعاملات في سوق الفنّ الخاضعةِ لأعرافٍ ليس يفهمها إلاّ خبير متمَرّسٌ.

  لعلّ هذا الإجراء البسيط لا يحتاج إلى تمويلٍ إضافيّ كبير بقدر ما يتطلّب تعديلا في الرؤْيَةِ وجرْأَةً في أخذ القرار الإداري وتنسيقا بين المؤسّسات ذات الصلةِ لا سيما وَأنّ البلديّات الثلاثمائة وخمسين تعنيها المسألة الثقافيّةِ بل هي من ضمن مشمولاتها سَتُسْهم في تمويل مثل هذا النشاط لإبراز صورةٍ مُشْرِقَةٍ للمبدعين المنتمين إلى محيطها الترابيّ كما أنّ هذا الإجراءَ يمكن سحبُه على انتاجات المسرح الوطني وفروعه الجهويّةِ فلا يُحْرمُ منها جمهورُ الداخلِ المتابع للحركة الثقافيّة في تونسَ كما أنّ مثلَ هذا الإجراء يحقِّقُ أهدافا جليلةً أخرى منها دَمقرطة الثقافة وعدالة توزيعها لعلّنا نعود إليها بشيءٍ من التفصيل في مناسبةٍ أخرى.

(*)مسرحيّ - مستشار ثقافي سابق

 

 

 

 

بقلم: السيّد العلاّني(*)

رَغمَ مَا نَحْيَاهُ في هذه المرحلة من حياتنا مِنْ وَهَنٍ وضعفٍ وخذلانٍ وما نشعر به من عجزٍ ويأسٍ وقتامةٍ، وَرَغم هذه المساحاتِ الواسعة من الظُلْمةِ والتيهِ التي تقذف بنا في شعابٍ وَعْرةٍ نجهل تماما منعرجاتِها ومتاهاتِها، وَرَغْمَ التنافرِ والتحيّلِ والطمعِ التي صارت من مميّزات علاقاتنا بل صارت معاييرَ يُقاسُ بها النجاحُ في الحياةِ فالواحدُ منّا يكون اليوم أنْجحَ بقدر ما يُبْدِعُ في طُرُقِ استثمار هذه المعايير تحقيقا لأهدافٍ غالبا ما تقنعُ بِغُنْمٍ رخيصٍ عابرٍ، رغم كلّ ذلك وأكثر، فإنّ بُقعًا من نورٍ تضيء هنا وهناك تُذكِّرك بالحياةِ وتمنحك رصيدا من تفاؤلٍ يبعث فيك أملا جديدا يُحرّكُ ما هَمَدَ من حِسِّكَ ويُحْيِي فيك توْقًا إلى الأفضلِ ظننتَ أنّه قُبِرَ ويئِسْتَ من بعثه من جديدٍ.

  مَأْتَى هذا الاستهلالِ ما لاحظتُه وعشتُ بعضًا من لحظاته منْ تحرّكٍ ثقافيٍّ بمناسبةِ شهر رمضان في مدينة القيروان التي ظننْتُ،خَطَأً،أنّها رَكنَتْ إلى التراخي والسُّبَات واكتفت بدور الناعي وَلَحْدِ موتاها وتأْبينِ رُمُوزِها تقيمُ لهم مراسمَ "الأربعينيّةِ" عديدَ المرّات تأكيدا لموته ودفنه على غرار ما عشناه من "الأربعينيّات "الأربع التّي نُظِّمتْ لفقيد الشعرِ التونسيِّ الصديق مَحَمّد الغُزّي. إلاّ أنَّ الواقعَ كذَّبَ هذا الانطباعَ عندي، فمنذ الأيّام الأولى من شهر رمضان نشُط "بيت الشعر" ومديرتُه الشاعرة جميلة الماجري وفتَّحَ أبْوابَهُ لمسامرات رمضانيّة دارَ فيها السَّمَرُ حولَ نماذج من نشاطٍ ثقافيٍّ عاشته القيروان أيّام الاستعمار، ذلك النشاطُ التلقائيُّ الذي أمّنه رجالٌ ونساءٌ آمنوا بأنّ الثقافةَ إنّما هيَ هُوِيّةٌ وأنّ المحافظة عليْها ضربٌ من ضروب النضالِ والمقاومةِ ضدَّ مستعمرٍ مسْعاهُ أنْ يطمسَ ثقافةَ البلادِ ولُغَتِها. كما كانَ إيقاعُ المدينة الإسلاميّةِ خلال شهر رمضان قديما وحديثا عنوان مسامرةٍ توسّع فيها الحديثُ ليتطرّق إلى مختلف الإيقاعاتِ التي تتناغم في انسجامٍ يمنح المدينة الإسلاميّةِ عامّةٍ والقيروان خاصَّةٍ طابعا مميّزا نَلْحَظُه في إيقاع عمارتها وإيقاع حركةِ ساكنيها وتآلفها مع إيقاع الآذان يدعو إلى الصلاة فجرا وظهرا وعصرا ومغربا وعِشَاءً في انسجامٍ مع إيقاع جوارحِ المصلّين وهم يؤدّون الفرائضَ المكتوبة والنوافلَ المسنونةَ في حركاتٍ مضبوطةٍ منسجمةٍ من قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ فسكونٍ للتسبيح يرافقها صوتٌ يراوح بين الهمسِ سِرّا والاِصْدَاِح جَهْرا وينبغي أنْ لا نغفل الشعرَ الذي لا يهجر بيتَه في القيروان فما من مسامرةٍ إلاّ ويكون للشعراء فيها إنشادٌ لقصائد من نظمهم وإبداعهم يَصُوغُونَهَا في إيقاع مخصوصٍ يَقُدُّونَه من لغتهم المميّزةِ فَهُمْ على قول الأقدمين سادةُ الكلام، كما تواصل في ليالي نشاطُ جمعيّة "دار دوجة ذاكرة القيروان" التي دأبَت بحرصٍ مِنْ رَئيسَتِها الدكتورة زُهْرَة العلويني على تنظيمِ لقاءاتٍ ثقافيّةٍ طوالَ السنة واختارت الجمعيّةُ لِلِقائها الأوّلِ في شهر رمضان الحديثَ عن "محطّاتٍ قيروانيّة عبر التاريخ" ساهم في تنشيطها أساتذةٌ مختصّون في حضارة إفريقِيَةَ مسلمة ودعت إليه كلّ من يهمّه تاريخ عاصمة الغرب الإسلاميّ، أمّا "نادي الحصري للموسيقى" الذي ينسِّقُ أنشطته أستاذ الموسيقى كمال دعدوشة فاختاربهوَ دارالثقافة ليُحْيي سهرةً موسيقيّةٍ رمضانيّة تحت عنوان سهرة من الزمن الجميل وإنّها حقّا لَكَذَلِكَ ،لا لِأنَّ النادي اختار أنْ لا يُقدّمَ إلاَّ موسيقى تونسيّة بدْءً بالمألوف وطبوعِه إلى الأداء الفرديّ بأصواتٍ نسائيّةٍ تطربُ فعلاً بلا تهريج ولا بهرجٍ ولا إثارةٍ وَلاَ لأنّ الجمهورَ الحاضرَ ذوّاقٌ رصين يحذِق آداب الاستماعِ ضمانا لمتعةٍ داخليّةٍ غابت منذُ زمان ولكن لأنّ النّادي يَضمّ مهنيين غيرَ محترفين أساتذة في فنّهم يكتفون بالاستمتاعِ والإمتاع ويرضون عنْ أنفسهم بقدرِ ما يرضى عنهم جُمهورُهم فذلك عندهم المعيارُ الأوّلُ والأخيرُ.

   وإِنّي لمكتفٍ بهذه الإشارة المتعجّلة إلى بعض المحطّات الثقافيّةِ لِأَصِلَ بسرعةٍ إلى عرضِ اقتراحٍ لعلّه يجِد آذانا صاغيةً وقُلوبا واعيةً تتمعّن فيه وتدرك مراميه فتدرسه وتعدّله وتحوّله إلى برنامجٍ عمليٍّ قابلٍ للتطبيق. والحقيقة أنّه مقترحٌ قديم عُرِضَ سابقا على المسؤولين لكن لمْ يُؤْخذْ به لِأَنّ البرمجة، على ظنّي كانت تخضعُ لحِسابات تختزلها الكلمةُ الجاريَةُ على كلّ الألسنِ "مِسْني ونْمِسِّكْ" إنْ كانت العَلاقاتُ مؤْتلفةً أما إذا كانت مختلفة فتتبدّل الصيغة إلى " كولْني وناكْلك". وليس المقام هنا ولا الوقت الآن مناسباً لإثارة جدَلٍ لا طائل من ورائهِ فما فات مات وكلّ ما هو آتٍ آتٍ.... وَيتمثّل المقترحُ، في إيجازٍ كبيرٍ، في أنْ تُعِدَّ كلُّ ولايةٍ من الولايات الأربع والعشرين برنامجًا ثقافيّا محضًا لا تُشوِّهُهُ سياسةٌ ولا تُكدّره إيديولوجيا يتمّ توزيعه على كاملِ الولايات فتضْمَن كلٌّ منها عَرْضين كلّ شهرٍ وتتعهَّدُ التلفزةُ الوطنيّةُ التي يساهم في تمويلها مباشرةً كلّ مواطنٍ متمتِّعٍ بالنور الكهربائيِّ بتسجيلها وبثّها على مدى السنةِ كلّها لعلّها تُجنّبها اجترارَ ومعاودةَ برامجَ قدْ يكون الجمهور ملّها أضفْ إلى أنّها تقدّمُ للجمهور التونسي بعضا من مبدعي الدّاخل الذين لم يسْعِفهم الظرف إلى الانتقال إلى العاصمةِ مركز العلاقات والمُعاملات في سوق الفنّ الخاضعةِ لأعرافٍ ليس يفهمها إلاّ خبير متمَرّسٌ.

  لعلّ هذا الإجراء البسيط لا يحتاج إلى تمويلٍ إضافيّ كبير بقدر ما يتطلّب تعديلا في الرؤْيَةِ وجرْأَةً في أخذ القرار الإداري وتنسيقا بين المؤسّسات ذات الصلةِ لا سيما وَأنّ البلديّات الثلاثمائة وخمسين تعنيها المسألة الثقافيّةِ بل هي من ضمن مشمولاتها سَتُسْهم في تمويل مثل هذا النشاط لإبراز صورةٍ مُشْرِقَةٍ للمبدعين المنتمين إلى محيطها الترابيّ كما أنّ هذا الإجراءَ يمكن سحبُه على انتاجات المسرح الوطني وفروعه الجهويّةِ فلا يُحْرمُ منها جمهورُ الداخلِ المتابع للحركة الثقافيّة في تونسَ كما أنّ مثلَ هذا الإجراء يحقِّقُ أهدافا جليلةً أخرى منها دَمقرطة الثقافة وعدالة توزيعها لعلّنا نعود إليها بشيءٍ من التفصيل في مناسبةٍ أخرى.

(*)مسرحيّ - مستشار ثقافي سابق

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews