إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وليد عيادي وأماني الرياحي في أدوار تلفزية لأول مرة.. أبناء "التياترو" يأسرون الجمهور ويتركون علامة في الدراما

تونس-الصباح

لئن قدمت الدراما التونسية سابقا وجوها شبابية قادرة على الإضافة وصناعة مسيرة فنية ناجحة، سرعان ما صارت مشاركاتهم في طي النسيان، وكان أغلبهم مسرحيين، يبدو أن بعض الممثلين المكونين في "التياترو" لتوفيق الجبالي المتقمصين أدوار بطولة وثانوية على حد السواء هذا الموسم، سيكون لهم شأن عظيم في قادم الأعمال.. ممثلون شبان أظهروا إمكانيات هائلة في تقمص الشخصيات المركبة والإقناع فاقت توقعات الجماهير الواسعة.. أدوار من الصعب نسيانها باعتبار العمق والصدق في الأداء.. وتمكنها من أغلب الأذواق والميولات..

وليد عبداللاوي

++ أروى الرحالي في "رقوج"

برز هذا الموسم العديد من الممثلين الشبان سواء في الأعمال الكوميدية أو الدرامية، وكان لهم أثر واضح في تميز الإنتاجات..

ويبدو أن أبناء "التياترو" كانوا الأبرز والأكثر إقناعا في الأداء خاصة في مسلسل "رقوج" لعبد الحميد بوشناق..

أروى الرحالي كانت من بين أولائك الممثلين الذين استطاعوا أن يشدوا الجماهير وإبهارهم في دور "عيدة".. الدور الذي تعاطفت معه الجماهير الواسعة من خلال ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات خصصت للتعليق على أطوار"رقوج" بكل تفاصيلها..

أروى الرحالي في دور "عيدة" رغم إعاقتها العضوية وعدم قدرتها على الكلام، كانت شخصية محورية وتحمل دلالات ورسائل ومعاني انسانية.. "عيدة" في "رقوج" وإن كانت صماء فهي حبلى بالقيم والتضحية والمحبة، واستطاعت ابنة المبدع البحري الرحالي أن تقنع المتفرج بكل تلك الخصال المكتسبة وأن تجعل شخصا من ذوي الهمم صانعا للفخار يؤمن بنفسه ويطلق العنان لجسده من أجل التواصل مع الآخرين.. وبين الوجع ونقاط القوة المستمدة من قوة الشخصية أبدعت الفنانة أ"روى الرحالي" ابنة "التياترو" وكان حضورها فريدا ومتميزا ليعكس تماهيا وتمكنا كبيرا من الشخصية وسبرا لأغوارها..

"عيدة" التي منحت الطين الحياة ومثلت نموذجا يحتذى من قبل الكثيرات من النساء في المجتمع التونسي، بين من تم إقصاؤهن لعدم القدرة على الكلام والتواصل وأخريات حققن ذواتهن تأكيدا من كتاب السيناريو على أن الصم باستطاعتهم تحقيق ذواتهم ومطامحهم رغم الإعاقة، وهو ما استطاعت الفنانة أروى إيصاله بحرفية عالية أمام الكاميرا..

من خلال الشخصية وتفانيها في رسم الملامح بالحركة ونطق مخارج حروف ملعثمة، استطاعت الممثلة أروى الرحالي أن تقنع المتفرج بمدى معاناة الحرفيات على المستوى الاقتصادي وتراجع اليد العاملة، مما يجعل بعضهن يخترن أعمالا أخرى.. وما إقناع الجمهور بهذا الدور إلا نتاج تمكن واضح بٱليات التمثيل وتدرب دقيق على تفاصيل الشخصية..

لعل التكوين المسرحي في "التياترو" واقتباس إبداعات والدها الفنان الكبير البحري الرحالي كان وراء نجاح أروى الرحالي في دور "عيدة" كما في "كان يا ما كانش" الموسم الماضي..

++ أماني الرياحي في "باب الرزق"

أماني الرياحي تمثيلها وإبداعها في الغناء إلى جانب كبار الممثلين في مسلسل "باب الرزق" لم يكن من محض الصدفة ذلك أن مسيرتها الفنية بدأت مع دروس خصوصية في مسرح "التياترو" لتوفيق الجبالي ثم مشاركة في بعض الأفلام القصيرة فمسلسل "باب الرزق".. وإلى جانب التمثيل تتمتع أماني بموهبة التلحين والغناء، وهو ما يسر عملية "الكاستينغ" بما أن المخرج هيفل بن يوسف كان يبحث عن تلك الخصال والمميزات (تمثيل وغناء).. وقد نجحت الممثلة الشابة في تقمص شخصية "عيْشة" حيث بدأ العمل على البعد النفسي وجدية التحضير لتقمص الشخصية في إطار التشتت الأسري والخواء النفسي..

أماني الرياحي في "باب الرزق" لم تكن متصنعة في أدائها بل كانت واقعية وصادقة في تماهيها مع الدور من خلال البحث عن ذاتها في ظل علاقة مع أم نرجسية (أسماء بن عثمان) وأب (كمال التواتي) كان وراء تفاقم تدهور حالتها النفسية من فرط حبه لها وتحديد العالم الخارجي الذي تعيش فيه، رغم المشاركة الأولى في عمل تلفزي، وهو ما يؤكد تمكنها من ٱليات التمثيل..

ومن حسن حظ أماني أن لها قدرات صوتية كانت سببا في توفيقها وتميزها لأن الدور في حد ذاته كان يتطلب ذلك.. يتطلب الغناء كعملية "تصعيد" وماوساة لنفس مضطربة..

أماني الرياحي لحسن حظها أيضا أنها خلال عملية التصوير التي دامت حوالي ثلاثة أشهر كانت إلى جانب ممثلين من طينة الكبار على غرار صلاح مصدق وخالد هويسة.. من المؤكد أنهم أضافوا إليها الكثير من حيث التأطير على مستوى الأداء وتقمص الشخصية..

ومن المؤكد أن متابعي أطوار مسلسل "باب الرزق" وكل من تعود على جمال صوت أماني في دور "عيْشة" من حين لٱخر، من الصعب أن يتصور وجود ممثل ٱخر يتقن الغناء كما التمثيل بتلك الطريقة وذلك الرقي في الأداء، ما يجعلنا نتحدث عن إضافة واضحة للعمل على مستوى الحبكة ونقطة مضيئة من شأنها أن تضيف أكثر في جزء ثان ، وهو ما يطمح اليه السيناريست محمد علي دمق في الموسم القادم حسب تصريحاته الأخيرة.

++ وليد عيادي في "رقوج"

لا يخفى على أحباء الفن الرابع أن الفنان المسرحي وليد عيادي "ابن التياترو" له العديد من الأعمال كممثل وكمخرج، وتجربته في "رقوج" لعبد الحميد بوشناق هي الأولى في التلفزة تعد من بين أولى تجاربه التلفزية.. عايش من خلالها مختلف مراحل المشروع وساهم في كتابة شخصيته باعتباره أحد أعضاء ورشة الكتابة المتكونة من عزيز الجبالي وهالة نور وصابر الوسلاتي وعبد الحميد بوشناق ..

شخصية "يوسف" التي تقمصها وليد عيادي بشكل متميز تطورت من حلقة إلى أخرى، وكانت وراء محاولة كشف أسرارها أثناء تقدم أطوار الحبكة الدرامية.. علما وأن وليد شارك في بناء عالم "رقوج" وفي الطرح الجمالي والدرامي للعمل ليساهم في "فنتازيا" بٱليات الواقع.. فيوسف في الحلقة الأولى من المسلسل ذلك الصعلوك المتكاسل غير المسؤول سرعان ما تحول الى إنسان ٱخر بسلوكيات مختلفة بمجرد أن انتقل الى "رقوج" .. "رقوج" التي يرى وليد عيادي أنها "البطل الرئيسي" في المسلسل لا سيما أنها تمثل لوحة متكاملة ساهم في رسمها رفقة كل المبدعين.. وليد عيادي بكاريزماتيته وحسه المسرحي استطاع أن يكون من أبرز الشخصيات من خلال صدقه في الأداء وحضوره القوي أمام الكاميرا رغم ابتعاده قبل "رقوج" عن الأعمال التلفزية، كأن المتفرج بصدد متابعة أحداث واقعية بتقلباتها وتشعبها، ناهيك أن "يوسف" في "رقوج" بعد أن كان متقاعسا ومتخاذلا اصبح "ملك الاحساس" مع "محبوبة" منفتحا على الآخرين.. فالحياة منحته فرصة لخلق معنى لوجوده..

إن المتأمل في تفاصيل شخصية يوسف، ومدى حرص الممثل على أن يكون أمينا في تجسيد الدور، يستطيع أن يدرك ويقتنع بأسباب رفض الممثل وليد عيادي سابقا العديد من الأعمال التلفزية.. فمن المؤكد أن تجربة "رقوج" جعلته يشعر بأنه قادر على صنع الفارق والإضافة، وهو ما حصل في مشروع عبد الحميد بوشناق.

 

 

 

 

 

 وليد عيادي وأماني الرياحي في أدوار تلفزية لأول مرة..  أبناء "التياترو" يأسرون الجمهور ويتركون علامة في الدراما

تونس-الصباح

لئن قدمت الدراما التونسية سابقا وجوها شبابية قادرة على الإضافة وصناعة مسيرة فنية ناجحة، سرعان ما صارت مشاركاتهم في طي النسيان، وكان أغلبهم مسرحيين، يبدو أن بعض الممثلين المكونين في "التياترو" لتوفيق الجبالي المتقمصين أدوار بطولة وثانوية على حد السواء هذا الموسم، سيكون لهم شأن عظيم في قادم الأعمال.. ممثلون شبان أظهروا إمكانيات هائلة في تقمص الشخصيات المركبة والإقناع فاقت توقعات الجماهير الواسعة.. أدوار من الصعب نسيانها باعتبار العمق والصدق في الأداء.. وتمكنها من أغلب الأذواق والميولات..

وليد عبداللاوي

++ أروى الرحالي في "رقوج"

برز هذا الموسم العديد من الممثلين الشبان سواء في الأعمال الكوميدية أو الدرامية، وكان لهم أثر واضح في تميز الإنتاجات..

ويبدو أن أبناء "التياترو" كانوا الأبرز والأكثر إقناعا في الأداء خاصة في مسلسل "رقوج" لعبد الحميد بوشناق..

أروى الرحالي كانت من بين أولائك الممثلين الذين استطاعوا أن يشدوا الجماهير وإبهارهم في دور "عيدة".. الدور الذي تعاطفت معه الجماهير الواسعة من خلال ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات خصصت للتعليق على أطوار"رقوج" بكل تفاصيلها..

أروى الرحالي في دور "عيدة" رغم إعاقتها العضوية وعدم قدرتها على الكلام، كانت شخصية محورية وتحمل دلالات ورسائل ومعاني انسانية.. "عيدة" في "رقوج" وإن كانت صماء فهي حبلى بالقيم والتضحية والمحبة، واستطاعت ابنة المبدع البحري الرحالي أن تقنع المتفرج بكل تلك الخصال المكتسبة وأن تجعل شخصا من ذوي الهمم صانعا للفخار يؤمن بنفسه ويطلق العنان لجسده من أجل التواصل مع الآخرين.. وبين الوجع ونقاط القوة المستمدة من قوة الشخصية أبدعت الفنانة أ"روى الرحالي" ابنة "التياترو" وكان حضورها فريدا ومتميزا ليعكس تماهيا وتمكنا كبيرا من الشخصية وسبرا لأغوارها..

"عيدة" التي منحت الطين الحياة ومثلت نموذجا يحتذى من قبل الكثيرات من النساء في المجتمع التونسي، بين من تم إقصاؤهن لعدم القدرة على الكلام والتواصل وأخريات حققن ذواتهن تأكيدا من كتاب السيناريو على أن الصم باستطاعتهم تحقيق ذواتهم ومطامحهم رغم الإعاقة، وهو ما استطاعت الفنانة أروى إيصاله بحرفية عالية أمام الكاميرا..

من خلال الشخصية وتفانيها في رسم الملامح بالحركة ونطق مخارج حروف ملعثمة، استطاعت الممثلة أروى الرحالي أن تقنع المتفرج بمدى معاناة الحرفيات على المستوى الاقتصادي وتراجع اليد العاملة، مما يجعل بعضهن يخترن أعمالا أخرى.. وما إقناع الجمهور بهذا الدور إلا نتاج تمكن واضح بٱليات التمثيل وتدرب دقيق على تفاصيل الشخصية..

لعل التكوين المسرحي في "التياترو" واقتباس إبداعات والدها الفنان الكبير البحري الرحالي كان وراء نجاح أروى الرحالي في دور "عيدة" كما في "كان يا ما كانش" الموسم الماضي..

++ أماني الرياحي في "باب الرزق"

أماني الرياحي تمثيلها وإبداعها في الغناء إلى جانب كبار الممثلين في مسلسل "باب الرزق" لم يكن من محض الصدفة ذلك أن مسيرتها الفنية بدأت مع دروس خصوصية في مسرح "التياترو" لتوفيق الجبالي ثم مشاركة في بعض الأفلام القصيرة فمسلسل "باب الرزق".. وإلى جانب التمثيل تتمتع أماني بموهبة التلحين والغناء، وهو ما يسر عملية "الكاستينغ" بما أن المخرج هيفل بن يوسف كان يبحث عن تلك الخصال والمميزات (تمثيل وغناء).. وقد نجحت الممثلة الشابة في تقمص شخصية "عيْشة" حيث بدأ العمل على البعد النفسي وجدية التحضير لتقمص الشخصية في إطار التشتت الأسري والخواء النفسي..

أماني الرياحي في "باب الرزق" لم تكن متصنعة في أدائها بل كانت واقعية وصادقة في تماهيها مع الدور من خلال البحث عن ذاتها في ظل علاقة مع أم نرجسية (أسماء بن عثمان) وأب (كمال التواتي) كان وراء تفاقم تدهور حالتها النفسية من فرط حبه لها وتحديد العالم الخارجي الذي تعيش فيه، رغم المشاركة الأولى في عمل تلفزي، وهو ما يؤكد تمكنها من ٱليات التمثيل..

ومن حسن حظ أماني أن لها قدرات صوتية كانت سببا في توفيقها وتميزها لأن الدور في حد ذاته كان يتطلب ذلك.. يتطلب الغناء كعملية "تصعيد" وماوساة لنفس مضطربة..

أماني الرياحي لحسن حظها أيضا أنها خلال عملية التصوير التي دامت حوالي ثلاثة أشهر كانت إلى جانب ممثلين من طينة الكبار على غرار صلاح مصدق وخالد هويسة.. من المؤكد أنهم أضافوا إليها الكثير من حيث التأطير على مستوى الأداء وتقمص الشخصية..

ومن المؤكد أن متابعي أطوار مسلسل "باب الرزق" وكل من تعود على جمال صوت أماني في دور "عيْشة" من حين لٱخر، من الصعب أن يتصور وجود ممثل ٱخر يتقن الغناء كما التمثيل بتلك الطريقة وذلك الرقي في الأداء، ما يجعلنا نتحدث عن إضافة واضحة للعمل على مستوى الحبكة ونقطة مضيئة من شأنها أن تضيف أكثر في جزء ثان ، وهو ما يطمح اليه السيناريست محمد علي دمق في الموسم القادم حسب تصريحاته الأخيرة.

++ وليد عيادي في "رقوج"

لا يخفى على أحباء الفن الرابع أن الفنان المسرحي وليد عيادي "ابن التياترو" له العديد من الأعمال كممثل وكمخرج، وتجربته في "رقوج" لعبد الحميد بوشناق هي الأولى في التلفزة تعد من بين أولى تجاربه التلفزية.. عايش من خلالها مختلف مراحل المشروع وساهم في كتابة شخصيته باعتباره أحد أعضاء ورشة الكتابة المتكونة من عزيز الجبالي وهالة نور وصابر الوسلاتي وعبد الحميد بوشناق ..

شخصية "يوسف" التي تقمصها وليد عيادي بشكل متميز تطورت من حلقة إلى أخرى، وكانت وراء محاولة كشف أسرارها أثناء تقدم أطوار الحبكة الدرامية.. علما وأن وليد شارك في بناء عالم "رقوج" وفي الطرح الجمالي والدرامي للعمل ليساهم في "فنتازيا" بٱليات الواقع.. فيوسف في الحلقة الأولى من المسلسل ذلك الصعلوك المتكاسل غير المسؤول سرعان ما تحول الى إنسان ٱخر بسلوكيات مختلفة بمجرد أن انتقل الى "رقوج" .. "رقوج" التي يرى وليد عيادي أنها "البطل الرئيسي" في المسلسل لا سيما أنها تمثل لوحة متكاملة ساهم في رسمها رفقة كل المبدعين.. وليد عيادي بكاريزماتيته وحسه المسرحي استطاع أن يكون من أبرز الشخصيات من خلال صدقه في الأداء وحضوره القوي أمام الكاميرا رغم ابتعاده قبل "رقوج" عن الأعمال التلفزية، كأن المتفرج بصدد متابعة أحداث واقعية بتقلباتها وتشعبها، ناهيك أن "يوسف" في "رقوج" بعد أن كان متقاعسا ومتخاذلا اصبح "ملك الاحساس" مع "محبوبة" منفتحا على الآخرين.. فالحياة منحته فرصة لخلق معنى لوجوده..

إن المتأمل في تفاصيل شخصية يوسف، ومدى حرص الممثل على أن يكون أمينا في تجسيد الدور، يستطيع أن يدرك ويقتنع بأسباب رفض الممثل وليد عيادي سابقا العديد من الأعمال التلفزية.. فمن المؤكد أن تجربة "رقوج" جعلته يشعر بأنه قادر على صنع الفارق والإضافة، وهو ما حصل في مشروع عبد الحميد بوشناق.

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews