إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يحدث في مجلس الشيوخ الأمريكي : انتقادات زعيم "الديمقراطيين" لناتنياهو.. وبعد؟

 

 

من بين مفاجآت معركة الشعب الفلسطيني أن التعاطف برز كذلك في صفوف الجاليات اليهودية في أوربا وأمريكا وخاصة داخل الشباب الأمريكي والأوروبي

بقلم كمال بن يونس

   كان معروفا منذ انفجار الأوضاع مجددا في فلسطين المحتلة يوم 7 اكتوبر الماضي أن النتيجة العسكرية للحرب لن تكون لصالح المقاومة الوطنية الفلسطينية، بحكم اختلال موازين القوى العسكرية لصالح قوات الاحتلال منذ عشرات السنين..

وكان متوقعا أن تحصل تل ابيب على دعم عسكري ومالي أمريكي غربي واسع... بما في ذلك فتح "جسر جوي وبحري" لتوفير كميات إضافية من الأسلحة لسلطات الاحتلال..على غرار ما وقع في كل الحروب العربية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية السابقة منذ 1948...

ولم يستغرب المراقبون أن تتحرك 3 حاملات طائرات وغواصة أمريكية عملاقة للمنطقة..ردا على عمليات محدودة قام بها مقاتلو حركات التحرر الوطني الفلسطينية داخل المستعمرات المحيطة بغزة.

لكن المتوقع أيضا منذ البداية كان التعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني ومع حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية..

وكان التعاطف الشعبي والرسمي العالمي اكبر مما توقع المتطرفون والصقور داخل تل ابيب وفي العواصم التي دعمتها بشكل وقح رغم ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وحجم الدمار الذي تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية في كامل فلسطين وخاصة في قطاع غزة المحتل...

لكن من بين مفاجآت معركة الشعب الفلسطيني الجديدة من أجل التحرر الوطني والكرامة ان التعاطف برز كذلك في صفوف الجاليات اليهودية في اوربا وأمريكا وبصفة اخص داخل الشباب الأمريكي والأوربي..

وتبين ان جيلا كاملا فهم لأول مرة الأبعاد المختلفة لنضال شعب فلسطين من أجل الاستقلال والتحرر الوطني..وتعرف لأول مرة على "القصة الكاملة" لمعاناة شعب فلسطين منذ حوالي مائة عام وبصفة اخص منذ نكسة حرب جوان 1967...

ولأول مرة فهم شباب الغرب ونخبه ويهوده ان الأوربيين اضطهدوا ملايين اليهود طوال ألف عام.. ثم" أبعدوهم" طوال القرن الماضي نحو فلسطين والمشرق العربي.. وقدموا لهم "هدية ملغمة " بهدف تفجير الأوضاع لمدة عقود جنوبي البحر الأبيض المتوسط و"التخلص من المسألة اليهودية" التي أرقت زعماء أوربا منذ القرن 11 ميلادي.. وصولا إلى "المحرقة الكبرى" التي كان ملايين اليهود ضحية لها في ألمانيا النازية وفرنسا وبلجيكا وبولونيا... في مرحلة الحرب العالمية الثانية...

لكن التطور الايجابي الكبير اليوم هو تصاعد أصوات جريئة داخل أمريكا وأوربا ضد سياسات النظام العنصري الإسرائيلي وحكومة بنيامين ناتنياهو...

وفي هذا السياق برزت مواقف زعماء أمريكيين معتدلين بينهم رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر..الذي طالب بالإطاحة بنتنياهو وتنظيم انتخابات تؤدي إلى استبعاده بسبب "الإفراط في استخدام القوة" ضد مليونين ونصف من المواطنين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة المحتل.. بما تسبب في سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى اغلبهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل بينهم أعداد هائلة من الصحفيين والطواقم الطبية والإنسانية...

مواقف مزيد من الأعضاء في الكنغرس الأمريكي والبرلمانات والحكومات الغربية من المذبحة الحالية في غزة مهم جدا...

وعلى قيادات الدول العربية والإسلامية والإفريقية والأمريكية اللاتينية ان توظف هذا "المنعرج الايجابي" داخل مؤسسات صنع القرار في واشنطن والعواصم العالمية...

صحيح ان موقف الصين وروسيا كان أفضل من مواقف اغلب العواصم الأوربية والأمريكية ،لكن التطور الذي سجل منذ أسابيع مهم جدا... بما في ذلك داخل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية..وان لم ترتق مواقف بعضها إلى مستوى المواقف الشجاعة التي عبر عنها مبكرا رؤساء حكومات أسبانيا وأيرلندا وبلجيكا...او 5 دول في أمريكا اللاتينية بينها البرازيل وفنزويلا وكولومبيا...

على الدبلوماسيين والسياسيين والمثقفين أنصار السلام في فلسطين والعالم العربي والإسلامي ان يدعموا مواقف الزعيم الديمقراطي الأمريكي تشاك شومر وأنصاره داخل الكنغرس...واضعاف المواقف المتطرفة لبعض السياسيين "الجمهورببن"..وبينهم رئيس مجلس النواب جونسون الذي عاد لإبراز انحيازه والمقربين منه بصفة مفضوحة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية ولمجرم الحرب بنيامين ناتنياهو ورفاقه...

لقد كسبت الغالبية الإفريقية السمراء معاركها ضد نظام الفصل العنصري في" جنوب أفريقيا "عندما اقتنع غالبية "صناع القرار" في بريطانيا وأمريكا بذلك...

فليستثمر صناع المحتوى وقادة الرأي والحكام العرب والوطنيون الفلسطينيون انفتاح شومر وأنصاره في أمريكا وعدد من قادة اوربا على الشعب الفلسطيني .. عسى هذا الانفتاح يمهد لاعتراف أوربي أمريكي رسمي بعدالة قضية المقاومة الوطنية الفلسطينية والعربية.. تمهيدا لقيام دولة فلسطينية مستقلة قولا وفعلا عاصمتها القدس..

وفي كل الحالات فلا سلام ولا امن في العالم اجمع دون رفع المظلمة عن شعب فلسطين وكل الشعوب المحتلة... داخل المنطقة وخارجها...

  ومرحليا لابد من وقف شامل ودائم للعمليات العسكرية الاسرائبلية و فتح المعابر وإعادة النازحين الي مواقعهم وإعادة الأعمار...

 

 

 

 

 

 

 

 

 يحدث في مجلس الشيوخ الأمريكي :  انتقادات زعيم "الديمقراطيين" لناتنياهو.. وبعد؟

 

 

من بين مفاجآت معركة الشعب الفلسطيني أن التعاطف برز كذلك في صفوف الجاليات اليهودية في أوربا وأمريكا وخاصة داخل الشباب الأمريكي والأوروبي

بقلم كمال بن يونس

   كان معروفا منذ انفجار الأوضاع مجددا في فلسطين المحتلة يوم 7 اكتوبر الماضي أن النتيجة العسكرية للحرب لن تكون لصالح المقاومة الوطنية الفلسطينية، بحكم اختلال موازين القوى العسكرية لصالح قوات الاحتلال منذ عشرات السنين..

وكان متوقعا أن تحصل تل ابيب على دعم عسكري ومالي أمريكي غربي واسع... بما في ذلك فتح "جسر جوي وبحري" لتوفير كميات إضافية من الأسلحة لسلطات الاحتلال..على غرار ما وقع في كل الحروب العربية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية السابقة منذ 1948...

ولم يستغرب المراقبون أن تتحرك 3 حاملات طائرات وغواصة أمريكية عملاقة للمنطقة..ردا على عمليات محدودة قام بها مقاتلو حركات التحرر الوطني الفلسطينية داخل المستعمرات المحيطة بغزة.

لكن المتوقع أيضا منذ البداية كان التعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني ومع حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية..

وكان التعاطف الشعبي والرسمي العالمي اكبر مما توقع المتطرفون والصقور داخل تل ابيب وفي العواصم التي دعمتها بشكل وقح رغم ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وحجم الدمار الذي تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية في كامل فلسطين وخاصة في قطاع غزة المحتل...

لكن من بين مفاجآت معركة الشعب الفلسطيني الجديدة من أجل التحرر الوطني والكرامة ان التعاطف برز كذلك في صفوف الجاليات اليهودية في اوربا وأمريكا وبصفة اخص داخل الشباب الأمريكي والأوربي..

وتبين ان جيلا كاملا فهم لأول مرة الأبعاد المختلفة لنضال شعب فلسطين من أجل الاستقلال والتحرر الوطني..وتعرف لأول مرة على "القصة الكاملة" لمعاناة شعب فلسطين منذ حوالي مائة عام وبصفة اخص منذ نكسة حرب جوان 1967...

ولأول مرة فهم شباب الغرب ونخبه ويهوده ان الأوربيين اضطهدوا ملايين اليهود طوال ألف عام.. ثم" أبعدوهم" طوال القرن الماضي نحو فلسطين والمشرق العربي.. وقدموا لهم "هدية ملغمة " بهدف تفجير الأوضاع لمدة عقود جنوبي البحر الأبيض المتوسط و"التخلص من المسألة اليهودية" التي أرقت زعماء أوربا منذ القرن 11 ميلادي.. وصولا إلى "المحرقة الكبرى" التي كان ملايين اليهود ضحية لها في ألمانيا النازية وفرنسا وبلجيكا وبولونيا... في مرحلة الحرب العالمية الثانية...

لكن التطور الايجابي الكبير اليوم هو تصاعد أصوات جريئة داخل أمريكا وأوربا ضد سياسات النظام العنصري الإسرائيلي وحكومة بنيامين ناتنياهو...

وفي هذا السياق برزت مواقف زعماء أمريكيين معتدلين بينهم رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر..الذي طالب بالإطاحة بنتنياهو وتنظيم انتخابات تؤدي إلى استبعاده بسبب "الإفراط في استخدام القوة" ضد مليونين ونصف من المواطنين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة المحتل.. بما تسبب في سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى اغلبهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل بينهم أعداد هائلة من الصحفيين والطواقم الطبية والإنسانية...

مواقف مزيد من الأعضاء في الكنغرس الأمريكي والبرلمانات والحكومات الغربية من المذبحة الحالية في غزة مهم جدا...

وعلى قيادات الدول العربية والإسلامية والإفريقية والأمريكية اللاتينية ان توظف هذا "المنعرج الايجابي" داخل مؤسسات صنع القرار في واشنطن والعواصم العالمية...

صحيح ان موقف الصين وروسيا كان أفضل من مواقف اغلب العواصم الأوربية والأمريكية ،لكن التطور الذي سجل منذ أسابيع مهم جدا... بما في ذلك داخل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية..وان لم ترتق مواقف بعضها إلى مستوى المواقف الشجاعة التي عبر عنها مبكرا رؤساء حكومات أسبانيا وأيرلندا وبلجيكا...او 5 دول في أمريكا اللاتينية بينها البرازيل وفنزويلا وكولومبيا...

على الدبلوماسيين والسياسيين والمثقفين أنصار السلام في فلسطين والعالم العربي والإسلامي ان يدعموا مواقف الزعيم الديمقراطي الأمريكي تشاك شومر وأنصاره داخل الكنغرس...واضعاف المواقف المتطرفة لبعض السياسيين "الجمهورببن"..وبينهم رئيس مجلس النواب جونسون الذي عاد لإبراز انحيازه والمقربين منه بصفة مفضوحة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية ولمجرم الحرب بنيامين ناتنياهو ورفاقه...

لقد كسبت الغالبية الإفريقية السمراء معاركها ضد نظام الفصل العنصري في" جنوب أفريقيا "عندما اقتنع غالبية "صناع القرار" في بريطانيا وأمريكا بذلك...

فليستثمر صناع المحتوى وقادة الرأي والحكام العرب والوطنيون الفلسطينيون انفتاح شومر وأنصاره في أمريكا وعدد من قادة اوربا على الشعب الفلسطيني .. عسى هذا الانفتاح يمهد لاعتراف أوربي أمريكي رسمي بعدالة قضية المقاومة الوطنية الفلسطينية والعربية.. تمهيدا لقيام دولة فلسطينية مستقلة قولا وفعلا عاصمتها القدس..

وفي كل الحالات فلا سلام ولا امن في العالم اجمع دون رفع المظلمة عن شعب فلسطين وكل الشعوب المحتلة... داخل المنطقة وخارجها...

  ومرحليا لابد من وقف شامل ودائم للعمليات العسكرية الاسرائبلية و فتح المعابر وإعادة النازحين الي مواقعهم وإعادة الأعمار...

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews