عادة الجيوش تنتمي إلى فئة من الرجال العظام الذين يكرَّمون إلى أبعد الحدود، اعتمادًا على ما نجده مفيدا أو ضروريا فيها، ليس باعتبارها حامية الأوطان وناصرة الشعوب وصمام أمانها واستقرارها فقط، بل كذلك لما تحمله صورتها من نظام وهمًة وعزّة وروح تضحية .
شخصيا كان الشرف كبيرا لي، أن أشارك في دورات "المعهد الوطني للدفاع" التي تستمر لأسابيع عديدة، هذه المؤسسة الأكاديمية التي تبهرك عندما تلتحق بها وتلج عالم العسكر بمنهجية التكوين فيها وجدية وكفاءة ورقي تلك القيادات العسكرية الوطنية التي تعدّ مفخرة بلادنا .
نحن بصدق نجهل الكثير عن عظمة جيشنا الوطني، نتاج أسباب عديدة، من بينها عقيدة عسكرية انتهجت خيار الابتعاد عن الانشغال بالشأن العام أو الظهور كثيرا في وسائل الإعلام .
كانت وزارة الدفاع الفرنسية دعت السلطات المحلية بفرنسا إلى إطلاق أسماء الذين قاتلوا من أجلها أثناء الحرب العالمية الثانية على شوارع المدن الفرنسية.
لمن لا يعلم من بين هؤلاء آلاف التونسيين الذين يذكر الأرشيف العسكري الفرنسي عظمة بطولاتهم، في الحربين الكونيتين .
بعض المعلومات تفيد أن أول من وطأت قدماه ارض ألمانيا في حرب تحريرها من النازية كان جنديا تونسيا، كما أن في عديد العواصم الأوروبية عند التوقف أمام صرح الجندي المجهول نجد عشرات إن لم يكن أحيانا مئات أسماء جنود تونسيين منحوتة على شاهدة القبر استشهدوا على تلك الأراضي .
يذكر المؤرخون انّه لولا دور الجنود التونسيين الذين أرسلوا في عهد المشير أحمد باي في عام 1854، الى السلطنة العثمانية ما كان الباب العالي يحقق نصرا تاريخيا للدولة العثمانية على روسيا، أو ما يعرف بحرب القرم التي بدد فيها العثمانيون الإمبراطورية الروسية .
تونس من بين الدول الوحيدة في العالم التي واجهت حروبا ومعارك ولم تهزم فيها.. روما وعظمتها في سياق سلسلة الحروب البونيقية التي وقعت بين عامي 264 و146 قبل الميلاد لم تواجه جيشا كما حصل مع قرطاج.
بالمناسبة فانّ إسرائيل تعتمد في حربها العدوانية اليوم ضدّ المقاومة الفلسطينية ما يعرف بـ"عقيدة حنبعل" التي أصبحت تدرس في كلّ الأكاديميات العسكرية عبر العالم، وهي بمثابة إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك تسمح هذه العقيدة أو البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى.
أثار اعتماد عقيدة حنبعل جدلا واسعا في إسرائيل، إذ يصفه معارضوه بـ"الخيار الوحشي" الذي يخاطر بأرواح أسرى يمكن إنقاذهم.
في السياق نفسه غاب ذلك الخبير الاستراتيجي العسكري الأردني محلّل المقاومة الفلسطينية اللواء فائز الدريدي عن شاشة الجزيرة، حيث درجت العادة أن يطل علينا يوميا بل أحيانا كل ساعة محللا الأوضاع في غزة والمنطقة العربية، خرق الدويري الصمت معلنا حقيقة حالته الصحية وقال انه مستقر في حين تنقل أنباء أخرى انه أصيب بجلطة قلبية.
قالت المعلومات المتداولة، إنه أجرى عملية قسطرة وزرع شبكات قلبية وهو لا يزال مقيما حاليا في دولة قطر لمباشرة العلاج .
بالمناسبة سألني صديق، لماذا اغلب من تعتمدهم بعض القنوات التلفزيونية العربية في جوازاتها وتحاليلها هم من القيادات العسكرية الشرقية، ألا توجد في منطقتنا المغاربية بما في ذلك تونس كفاءات عسكرية قادرة على التحليل والشرح .
أجبته، إننا بالنسبة لتونس، فهي تزخر بهذه الكفاءات من القيادات العسكرية وهي تعدّ بشهادة عديد الجيوش من بين الأفضل حتى عالميا، تكفي نظرة الى مناظرات ابرز المدارس العسكرية العالمية ومن ينجح ويتخرج منها مثل "سان سبر" بفرنسا أو "واست بوينت" بالولايات المتحدة أو "كرانويل" ببريطانيا وغيرها للتأكد من ذلك.
قلت كذلك، جيشنا من فئة من يرفع شعار: "ابلغ خطاب هو العمل والانجاز".. جنوده حرّاس الحياة وأيقونات الوطن التي لا تتغير ولا تتبد.
يرويها: أبوبكر الصغير
عادة الجيوش تنتمي إلى فئة من الرجال العظام الذين يكرَّمون إلى أبعد الحدود، اعتمادًا على ما نجده مفيدا أو ضروريا فيها، ليس باعتبارها حامية الأوطان وناصرة الشعوب وصمام أمانها واستقرارها فقط، بل كذلك لما تحمله صورتها من نظام وهمًة وعزّة وروح تضحية .
شخصيا كان الشرف كبيرا لي، أن أشارك في دورات "المعهد الوطني للدفاع" التي تستمر لأسابيع عديدة، هذه المؤسسة الأكاديمية التي تبهرك عندما تلتحق بها وتلج عالم العسكر بمنهجية التكوين فيها وجدية وكفاءة ورقي تلك القيادات العسكرية الوطنية التي تعدّ مفخرة بلادنا .
نحن بصدق نجهل الكثير عن عظمة جيشنا الوطني، نتاج أسباب عديدة، من بينها عقيدة عسكرية انتهجت خيار الابتعاد عن الانشغال بالشأن العام أو الظهور كثيرا في وسائل الإعلام .
كانت وزارة الدفاع الفرنسية دعت السلطات المحلية بفرنسا إلى إطلاق أسماء الذين قاتلوا من أجلها أثناء الحرب العالمية الثانية على شوارع المدن الفرنسية.
لمن لا يعلم من بين هؤلاء آلاف التونسيين الذين يذكر الأرشيف العسكري الفرنسي عظمة بطولاتهم، في الحربين الكونيتين .
بعض المعلومات تفيد أن أول من وطأت قدماه ارض ألمانيا في حرب تحريرها من النازية كان جنديا تونسيا، كما أن في عديد العواصم الأوروبية عند التوقف أمام صرح الجندي المجهول نجد عشرات إن لم يكن أحيانا مئات أسماء جنود تونسيين منحوتة على شاهدة القبر استشهدوا على تلك الأراضي .
يذكر المؤرخون انّه لولا دور الجنود التونسيين الذين أرسلوا في عهد المشير أحمد باي في عام 1854، الى السلطنة العثمانية ما كان الباب العالي يحقق نصرا تاريخيا للدولة العثمانية على روسيا، أو ما يعرف بحرب القرم التي بدد فيها العثمانيون الإمبراطورية الروسية .
تونس من بين الدول الوحيدة في العالم التي واجهت حروبا ومعارك ولم تهزم فيها.. روما وعظمتها في سياق سلسلة الحروب البونيقية التي وقعت بين عامي 264 و146 قبل الميلاد لم تواجه جيشا كما حصل مع قرطاج.
بالمناسبة فانّ إسرائيل تعتمد في حربها العدوانية اليوم ضدّ المقاومة الفلسطينية ما يعرف بـ"عقيدة حنبعل" التي أصبحت تدرس في كلّ الأكاديميات العسكرية عبر العالم، وهي بمثابة إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك تسمح هذه العقيدة أو البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى.
أثار اعتماد عقيدة حنبعل جدلا واسعا في إسرائيل، إذ يصفه معارضوه بـ"الخيار الوحشي" الذي يخاطر بأرواح أسرى يمكن إنقاذهم.
في السياق نفسه غاب ذلك الخبير الاستراتيجي العسكري الأردني محلّل المقاومة الفلسطينية اللواء فائز الدريدي عن شاشة الجزيرة، حيث درجت العادة أن يطل علينا يوميا بل أحيانا كل ساعة محللا الأوضاع في غزة والمنطقة العربية، خرق الدويري الصمت معلنا حقيقة حالته الصحية وقال انه مستقر في حين تنقل أنباء أخرى انه أصيب بجلطة قلبية.
قالت المعلومات المتداولة، إنه أجرى عملية قسطرة وزرع شبكات قلبية وهو لا يزال مقيما حاليا في دولة قطر لمباشرة العلاج .
بالمناسبة سألني صديق، لماذا اغلب من تعتمدهم بعض القنوات التلفزيونية العربية في جوازاتها وتحاليلها هم من القيادات العسكرية الشرقية، ألا توجد في منطقتنا المغاربية بما في ذلك تونس كفاءات عسكرية قادرة على التحليل والشرح .
أجبته، إننا بالنسبة لتونس، فهي تزخر بهذه الكفاءات من القيادات العسكرية وهي تعدّ بشهادة عديد الجيوش من بين الأفضل حتى عالميا، تكفي نظرة الى مناظرات ابرز المدارس العسكرية العالمية ومن ينجح ويتخرج منها مثل "سان سبر" بفرنسا أو "واست بوينت" بالولايات المتحدة أو "كرانويل" ببريطانيا وغيرها للتأكد من ذلك.
قلت كذلك، جيشنا من فئة من يرفع شعار: "ابلغ خطاب هو العمل والانجاز".. جنوده حرّاس الحياة وأيقونات الوطن التي لا تتغير ولا تتبد.