إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ومضات .. كي لا ننسى أن "الكوميديا" "دراما" كذلك..

 

 

تونس-الصباح

الكثير يعتقد أن الكوميديا تقتصر بالأساس على "النكات" و"الفكهجة"، في حين أن الأمر مختلف تماما ولا يمكن لهذا الفن أن يتقيد ب "lexique" أو نصوص كوميدية مقتضبة، من شأنها أن تسيء لمضمون الأعمال الفنية وتساهم في تدني الذوق العام..

وهو ما نلاحظه -للأسف- في جل الأعمال الرمضانية لهذا الموسم كما الموسم الفارط، ذلك أن كتاب سيناريو غالبا ما استسهلوا الأمر واستمدوا الأفكار من الشارع وضحكوا على ذقون المتفرج من خلال تقديم "أعمال فنية" مبتذلة..

إن قيمة الأعمال الكوميدية، في ظل غياب الشكل الدرامي، ليست مرتبطة بكثافة الإنتاج واعتماد "الكاستينغ" على وجوه مألوفة.. قيمتها لا تكمن في توظيف كوميديا الكلام وإنما كوميديا تركيبة الشخصية وتقديم رسائل فنية قوية وسط الضحك والفكاهة.. لا أن يشخص الفكاهيون أنفسهم في الواقع بعيدا عن تقمص شخصيات مؤثرة..

لكن يبدو أن المختصين في كتابة سيناريو الكوميديا الهادفة الجامعة بين الإضحاك والنقد الساخر محجوبون عن الساحة الفنية أو غير موجودين بالمرة، وهو من الأسباب الجوهرية لتعوّد الجماهير على الإسفاف والأعمال الهابطة فنيا.. كما نسى أو غفل كتاب السيناريو الفاعلون اليوم أن الكوميديا دراما كذلك.. صراع بين المقولة والفعل.. بين الخير والشر.. بين الابله والذكي.. دراما بمفهومها الشامل.. وما على "السيناريست" إلا أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار عسى أن يتم الارتقاء بما يُقدم خلال السنوات الأخيرة..

فإلى متى ستظل كوميديا الحركة وكوميديا الوضعية التي تحدث عنهما "بركسون" غائبتين في أعمالنا الكوميدية المرتكزة على النص فقط.. إلى متى سيظل عنصر الإضحاك مفقودا رغم تخمة الأعمال؟!!

صحيح أن الجانب التجاري الذي أصبح مستشريا وأضر بالقطاع فضلا عن استقاء التلفزات مصادرها من الفيسبوك وتصنيف "تافهين" على أنهم نجوم..كانت من بين الأسباب الرئيسية لترويج الأعمال المبتذلة، والحال أن الساحة الفنية تزخر بالمواهب، لكن من الضروري أن نضع حدا لمثل هذا التسيب وأن نفكر من جديد في إنتاج الأعمال الكوميدية والدرامية في إطار تبني مشروع وطني، مشروع دولة كما حصل في التسعينات.. ذلك المشروع الذي اضمحل للأسف منذ أن انفصلت الوكالة التونسية للإنتاج عن مؤسسة التلفزة الوطنية..

وليد عبداللاوي

 

 

ومضات .. كي لا ننسى أن "الكوميديا" "دراما" كذلك..

 

 

تونس-الصباح

الكثير يعتقد أن الكوميديا تقتصر بالأساس على "النكات" و"الفكهجة"، في حين أن الأمر مختلف تماما ولا يمكن لهذا الفن أن يتقيد ب "lexique" أو نصوص كوميدية مقتضبة، من شأنها أن تسيء لمضمون الأعمال الفنية وتساهم في تدني الذوق العام..

وهو ما نلاحظه -للأسف- في جل الأعمال الرمضانية لهذا الموسم كما الموسم الفارط، ذلك أن كتاب سيناريو غالبا ما استسهلوا الأمر واستمدوا الأفكار من الشارع وضحكوا على ذقون المتفرج من خلال تقديم "أعمال فنية" مبتذلة..

إن قيمة الأعمال الكوميدية، في ظل غياب الشكل الدرامي، ليست مرتبطة بكثافة الإنتاج واعتماد "الكاستينغ" على وجوه مألوفة.. قيمتها لا تكمن في توظيف كوميديا الكلام وإنما كوميديا تركيبة الشخصية وتقديم رسائل فنية قوية وسط الضحك والفكاهة.. لا أن يشخص الفكاهيون أنفسهم في الواقع بعيدا عن تقمص شخصيات مؤثرة..

لكن يبدو أن المختصين في كتابة سيناريو الكوميديا الهادفة الجامعة بين الإضحاك والنقد الساخر محجوبون عن الساحة الفنية أو غير موجودين بالمرة، وهو من الأسباب الجوهرية لتعوّد الجماهير على الإسفاف والأعمال الهابطة فنيا.. كما نسى أو غفل كتاب السيناريو الفاعلون اليوم أن الكوميديا دراما كذلك.. صراع بين المقولة والفعل.. بين الخير والشر.. بين الابله والذكي.. دراما بمفهومها الشامل.. وما على "السيناريست" إلا أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار عسى أن يتم الارتقاء بما يُقدم خلال السنوات الأخيرة..

فإلى متى ستظل كوميديا الحركة وكوميديا الوضعية التي تحدث عنهما "بركسون" غائبتين في أعمالنا الكوميدية المرتكزة على النص فقط.. إلى متى سيظل عنصر الإضحاك مفقودا رغم تخمة الأعمال؟!!

صحيح أن الجانب التجاري الذي أصبح مستشريا وأضر بالقطاع فضلا عن استقاء التلفزات مصادرها من الفيسبوك وتصنيف "تافهين" على أنهم نجوم..كانت من بين الأسباب الرئيسية لترويج الأعمال المبتذلة، والحال أن الساحة الفنية تزخر بالمواهب، لكن من الضروري أن نضع حدا لمثل هذا التسيب وأن نفكر من جديد في إنتاج الأعمال الكوميدية والدرامية في إطار تبني مشروع وطني، مشروع دولة كما حصل في التسعينات.. ذلك المشروع الذي اضمحل للأسف منذ أن انفصلت الوكالة التونسية للإنتاج عن مؤسسة التلفزة الوطنية..

وليد عبداللاوي