إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منسوب العمق الشعبي والثقة المتبادلة رهان تجاوز المحن

"الاتحاد والعمل النقابي مستهدفان".. خطاب لا يخلو من مغالطة النقابيين خاصة والمواطنين عامة

منذ سنوات عديدة، وحتى قبل انعقاد المجلس الوطني بمدينة سوسة خلال فترة انتشار جائحة كورونا أو تنظيم مؤتمر صفاقس سنة 2022، نشرنا مقالات على أعمدة جريدة الصباح الغراء نبّهنا فيها بأنّ الجو العام داخل الاتحاد العام التونسي للشغل لا يبشر بخير. وأكدنا أنّ ما يقوم به عديد المسؤولين على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلي مخالف تماما لمبادئ المنظمة. وندّدنا بالتجاوزات التي لا يقبل بها أيّ نقابي غيور على منظمته. هذه المنظمة التي أريقت من أجل الدفاع عن قيمها دماء رجال وطنيين. وضحى مخلصون كثر في سبيل أن تبقى مستقلة في قراراتها باعتبارها المؤهلة الوحيدة لخدمة مصالح الطبقة العاملة والحريصة على سيادة الوطن وكرامة شعبه.

لقد لعب الإعلام في تزيين واقع المنظمة وتزييف الحقائق. وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تعمد البعض في تحاليلهم الشفوية أو المكتوبة إمرار كلمة حقّ أريد بها باطل مفادها أنّ الاتحاد والعمل النقابي مستهدفان. وهو خطاب لا يخلو من مغالطة النقابيين والنقابيات خاصة والمواطنين والمواطنات عامة. والأجدر أن نقول إنّ قيادات مركزية وجهوية ومحلية هي المستهدفة. وإنّ الاستهداف لم يأت من العدم. بل جاء نتيجة ممارسات تحوم حولها شبهات كثيرة مخلّة بالوفاء للمنظمة وللشغالين والشغالات. فالمسؤولية النقابية هي بالأساس تكليف وليست تشريفا. وهي بذل وعطاء دون مقابل لا فرصة للتمتع بالغنائم. بالإضافة إلى أنّ تصويت بعضهم للمسؤولين النقابيين وتسليمهم العهدة في المؤتمرات الانتخابية لم يكن إلاّ طمعا في قضاء مصالحهم المادية والمعنوية.

يقول المثل الشعبي التونسي: "خوذ الكلام إلي يبكيك وما تأخذش الكلام إلي يضحكك". ولو اتعظ العديد من المسؤولين النقابيين بهذا المثل الشعبي وعملوا به لما كانت حال المنظمة كما هي عليه الآن من انكسار وسقوط لأسباب عدّة أبرزها إشكالية الفصل العشرين من نظامها الدّاخلي والخلاف حوله.

لقد أخذت هؤلاء المسؤولين النقابيين العزة بالإثم وصدّقوا تحاليل بعض الإعلاميين والاعلاميات الذين يميلون مع النعماء حيث تميل. وفي المقابل أداروا ظهورهم للنقابيين الأحرار الأشاوس الذين لم تكن تحرّك احتجاجاتهم وغضبهم إلاّ الغيرة على المنظمة والحرص على أن تبقى شامخة أبد الدهر. وإنّ ما يردّد اليوم من البعض من أنّ الاتحاد مستهدف هو جرعات أكسجين مغشوشة تضخّ للمسؤولين النقابيين سرعان ما ستنفذ.

وعلى العموم، فإنّنا نرى أنّ القول إنّ الاتحاد والعمل النقابي والأجسام الوسيطة مستهدفة كلام لا معنى له. ومهما تكن عصى السلطان غليظة ونواياه تميل نحو الدكتاتورية والاستبداد ومهما تكن من قوة تريد تحطيم أيّ هيكل منظم أو التنكيل به فإنّها لن تستطيع لو أنّ هذا الهيكل حاز على عمق شعبيّ وثقة من انخرطوا فيه. عدا هذا فإن الذي داره بالبلور لا يمكنه رجم الناس بالحجارة.. وإنّنا على يقين بأنّ الأيام ستخبر الكثير بما لم يزود.

مصدّق الشّريف

 

 

 

 

منسوب العمق الشعبي والثقة المتبادلة رهان تجاوز المحن

"الاتحاد والعمل النقابي مستهدفان".. خطاب لا يخلو من مغالطة النقابيين خاصة والمواطنين عامة

منذ سنوات عديدة، وحتى قبل انعقاد المجلس الوطني بمدينة سوسة خلال فترة انتشار جائحة كورونا أو تنظيم مؤتمر صفاقس سنة 2022، نشرنا مقالات على أعمدة جريدة الصباح الغراء نبّهنا فيها بأنّ الجو العام داخل الاتحاد العام التونسي للشغل لا يبشر بخير. وأكدنا أنّ ما يقوم به عديد المسؤولين على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلي مخالف تماما لمبادئ المنظمة. وندّدنا بالتجاوزات التي لا يقبل بها أيّ نقابي غيور على منظمته. هذه المنظمة التي أريقت من أجل الدفاع عن قيمها دماء رجال وطنيين. وضحى مخلصون كثر في سبيل أن تبقى مستقلة في قراراتها باعتبارها المؤهلة الوحيدة لخدمة مصالح الطبقة العاملة والحريصة على سيادة الوطن وكرامة شعبه.

لقد لعب الإعلام في تزيين واقع المنظمة وتزييف الحقائق. وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تعمد البعض في تحاليلهم الشفوية أو المكتوبة إمرار كلمة حقّ أريد بها باطل مفادها أنّ الاتحاد والعمل النقابي مستهدفان. وهو خطاب لا يخلو من مغالطة النقابيين والنقابيات خاصة والمواطنين والمواطنات عامة. والأجدر أن نقول إنّ قيادات مركزية وجهوية ومحلية هي المستهدفة. وإنّ الاستهداف لم يأت من العدم. بل جاء نتيجة ممارسات تحوم حولها شبهات كثيرة مخلّة بالوفاء للمنظمة وللشغالين والشغالات. فالمسؤولية النقابية هي بالأساس تكليف وليست تشريفا. وهي بذل وعطاء دون مقابل لا فرصة للتمتع بالغنائم. بالإضافة إلى أنّ تصويت بعضهم للمسؤولين النقابيين وتسليمهم العهدة في المؤتمرات الانتخابية لم يكن إلاّ طمعا في قضاء مصالحهم المادية والمعنوية.

يقول المثل الشعبي التونسي: "خوذ الكلام إلي يبكيك وما تأخذش الكلام إلي يضحكك". ولو اتعظ العديد من المسؤولين النقابيين بهذا المثل الشعبي وعملوا به لما كانت حال المنظمة كما هي عليه الآن من انكسار وسقوط لأسباب عدّة أبرزها إشكالية الفصل العشرين من نظامها الدّاخلي والخلاف حوله.

لقد أخذت هؤلاء المسؤولين النقابيين العزة بالإثم وصدّقوا تحاليل بعض الإعلاميين والاعلاميات الذين يميلون مع النعماء حيث تميل. وفي المقابل أداروا ظهورهم للنقابيين الأحرار الأشاوس الذين لم تكن تحرّك احتجاجاتهم وغضبهم إلاّ الغيرة على المنظمة والحرص على أن تبقى شامخة أبد الدهر. وإنّ ما يردّد اليوم من البعض من أنّ الاتحاد مستهدف هو جرعات أكسجين مغشوشة تضخّ للمسؤولين النقابيين سرعان ما ستنفذ.

وعلى العموم، فإنّنا نرى أنّ القول إنّ الاتحاد والعمل النقابي والأجسام الوسيطة مستهدفة كلام لا معنى له. ومهما تكن عصى السلطان غليظة ونواياه تميل نحو الدكتاتورية والاستبداد ومهما تكن من قوة تريد تحطيم أيّ هيكل منظم أو التنكيل به فإنّها لن تستطيع لو أنّ هذا الهيكل حاز على عمق شعبيّ وثقة من انخرطوا فيه. عدا هذا فإن الذي داره بالبلور لا يمكنه رجم الناس بالحجارة.. وإنّنا على يقين بأنّ الأيام ستخبر الكثير بما لم يزود.

مصدّق الشّريف