إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. تحرير "بورقيبة ..!.."

 

يرويها: ابوبكر الصغير

 في الحكمة الصينية، قول:"لدينا جبال وانهار مختلفة، لكننا نتشارك نفس الشمس والقمر ".

 يعدّ الشارع مساحة مركزية  للفكر وللإبداع .

  مجال خبرة وإشعاع قوي للغاية ومكثف للغاية .

الشارع ملك للجميع باعتباره مساحة للحرية.

 ومع ذلك، فهو أيضًا مساحة من القيود والحرمان كما عشنا ذلك قبل سنوات، بل طوال 12 سنة و هو مغلق.

 هناك بالفعل نظام عام لا يجوز الإخلال به !.

 هنالك كذلك مقرّ سيادة لا بدّ من حمايته، بما يؤشّر عليه ويرمز له من سلطة  صلبة قوية نافذة .

 كيف تستطيع الدولة التدخل وهي تعلم أن الشارع ليس ملكا لها وحدها؟ لكن حصل فعلا  رغم ذلك،  ورغم استتباعات الأمر ومخلفاته السلبية شعبيا وثقافيا واقتصاديا وسياحيا، وحتى على صورة البلاد وقبل ذلك صورة النظام نفسه .

  هل غاب عن هذه السلطة أنّ شارع الحبيب بورقيبة رمز تاريخ تونس منذ إنشائه .

شارع جمع كلّ عناوين الحضارة والتعايش والعمران والفكر والثقافة .

 هو الباب وهو الطريق وجهة لأحد أعظم معالم تونس، جامع الزيتونة المعمور وما بعده من قصبة وما قبله من مدينة عتيقة.

  تقوم به كاتدرائية سان فنسنت دي بول، وهي كاتدرائية طقوس كاثوليكية،  ليقف أمامها شامخا تمثال الفيلسوف علامة تونس عبد الرحمن ابن خلدون .

في الأصل، كان الشارع ممشى بحريا عبارة عن ساحة متوسطة الحجم موحلة في الشتاء ومسحوقة في الصيف.

   لكن بعد قيام الحماية الفرنسية على تونس، خضع الشارع للعديد من أعمال الترميم،  وشهد إضافة جناحين .

 اليوم، تغير شارع الحبيب بورقيبة كثيرًا بالتأكيد، لكنه لا يزال يحتفظ بعقود من التاريخ في كل قطعة أرض صغيرة تشقّه .

 كانت هنالك لحظة ذات عصر يوم 14 جانفي 2011 عندما هبّت آلاف الجماهير زاحفة نحو مبنى وزارة الداخلية بخطّة اقتحامه .

 من حضر الحدث، بلا شكّ التقط صورا بقدر ما هي لطارئ جلل عاشته البلاد يخلده لذكرى،  كذلك لحاجة إكساب نفسه بعض الشرعية الثورية !.

  كانت الصور عديدة، الشاب المرفوع على الأكتاف والحامل للقفص محرّرا العصفور من سجنه، والشابة التي التحفت علم تونس،والمحامي الذي كان بزيّ المهنة ..

  يومها حضرت تونس المتعدّدة،  لكن لم نر لحى كثيرة أو شابات حاملات الحجاب.

  هنالك من كان لايزال يمعن النظر في التأصيل الشرعي للثورات ،والحكم بالجواز أو الحرمة، بحسب اختلاف الأحوال والمقاصد والنتائج

 جهل الجميع وغاب عنهم انه لا يعني شيئا أن يعرف  المرء كيف  يتحرر،  لانّ المهم هو أن يعرف ما بإمكانه فعله بحريته  .

اليوم، ومن المفارقة عشيّة ما كان يعتبره الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أي ذكرى الاستقلال يتحرّر من جديد الشارع،  بجملة واحدة أعلنها رئيس الدولة قيس سعيد بان ترفع الحواجز .

   على ذلك الشارع رسم التونسيون أحلامًا رعوها بأرواحهم تحدّوا المستحيل لينقشوا أجمل نهاية.

   القائد الحقيقي ليس هو الذي يقود في حياته، لكن هو الذي يترك خلفه مصابيح  تفتح وتضيء الطريق من بعده.

حكاياتهم  .. تحرير "بورقيبة  ..!.."

 

يرويها: ابوبكر الصغير

 في الحكمة الصينية، قول:"لدينا جبال وانهار مختلفة، لكننا نتشارك نفس الشمس والقمر ".

 يعدّ الشارع مساحة مركزية  للفكر وللإبداع .

  مجال خبرة وإشعاع قوي للغاية ومكثف للغاية .

الشارع ملك للجميع باعتباره مساحة للحرية.

 ومع ذلك، فهو أيضًا مساحة من القيود والحرمان كما عشنا ذلك قبل سنوات، بل طوال 12 سنة و هو مغلق.

 هناك بالفعل نظام عام لا يجوز الإخلال به !.

 هنالك كذلك مقرّ سيادة لا بدّ من حمايته، بما يؤشّر عليه ويرمز له من سلطة  صلبة قوية نافذة .

 كيف تستطيع الدولة التدخل وهي تعلم أن الشارع ليس ملكا لها وحدها؟ لكن حصل فعلا  رغم ذلك،  ورغم استتباعات الأمر ومخلفاته السلبية شعبيا وثقافيا واقتصاديا وسياحيا، وحتى على صورة البلاد وقبل ذلك صورة النظام نفسه .

  هل غاب عن هذه السلطة أنّ شارع الحبيب بورقيبة رمز تاريخ تونس منذ إنشائه .

شارع جمع كلّ عناوين الحضارة والتعايش والعمران والفكر والثقافة .

 هو الباب وهو الطريق وجهة لأحد أعظم معالم تونس، جامع الزيتونة المعمور وما بعده من قصبة وما قبله من مدينة عتيقة.

  تقوم به كاتدرائية سان فنسنت دي بول، وهي كاتدرائية طقوس كاثوليكية،  ليقف أمامها شامخا تمثال الفيلسوف علامة تونس عبد الرحمن ابن خلدون .

في الأصل، كان الشارع ممشى بحريا عبارة عن ساحة متوسطة الحجم موحلة في الشتاء ومسحوقة في الصيف.

   لكن بعد قيام الحماية الفرنسية على تونس، خضع الشارع للعديد من أعمال الترميم،  وشهد إضافة جناحين .

 اليوم، تغير شارع الحبيب بورقيبة كثيرًا بالتأكيد، لكنه لا يزال يحتفظ بعقود من التاريخ في كل قطعة أرض صغيرة تشقّه .

 كانت هنالك لحظة ذات عصر يوم 14 جانفي 2011 عندما هبّت آلاف الجماهير زاحفة نحو مبنى وزارة الداخلية بخطّة اقتحامه .

 من حضر الحدث، بلا شكّ التقط صورا بقدر ما هي لطارئ جلل عاشته البلاد يخلده لذكرى،  كذلك لحاجة إكساب نفسه بعض الشرعية الثورية !.

  كانت الصور عديدة، الشاب المرفوع على الأكتاف والحامل للقفص محرّرا العصفور من سجنه، والشابة التي التحفت علم تونس،والمحامي الذي كان بزيّ المهنة ..

  يومها حضرت تونس المتعدّدة،  لكن لم نر لحى كثيرة أو شابات حاملات الحجاب.

  هنالك من كان لايزال يمعن النظر في التأصيل الشرعي للثورات ،والحكم بالجواز أو الحرمة، بحسب اختلاف الأحوال والمقاصد والنتائج

 جهل الجميع وغاب عنهم انه لا يعني شيئا أن يعرف  المرء كيف  يتحرر،  لانّ المهم هو أن يعرف ما بإمكانه فعله بحريته  .

اليوم، ومن المفارقة عشيّة ما كان يعتبره الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أي ذكرى الاستقلال يتحرّر من جديد الشارع،  بجملة واحدة أعلنها رئيس الدولة قيس سعيد بان ترفع الحواجز .

   على ذلك الشارع رسم التونسيون أحلامًا رعوها بأرواحهم تحدّوا المستحيل لينقشوا أجمل نهاية.

   القائد الحقيقي ليس هو الذي يقود في حياته، لكن هو الذي يترك خلفه مصابيح  تفتح وتضيء الطريق من بعده.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews