ناقوس الخطر من استشراء ظاهرة العنف في مجتمعنا يجب ان يدق بقوة ليستفيق الجميع قبل فوات الأوان
بقلم محمود حرشاني
كاتب وصحفي
لم تمر حادثة اعتداء تلميذ بمدرسة ابتدائية بجهة صفاقس على زميله التلميذ الآخر بواسطة مقص كان معه وفقأ له إحدى عينيه . دون ان تكون لها تداعيات أمنية وأخلاقية وقضائية.. كما أثارت هذه الحادثة الغريبة غير المسبوقة في النفس جملة من التداعيات الأخرى منها ما له صلة بالجانب التربوي ومنها ما له صلة بالجانب الأخلاقي بشكل عام.. ولعل هذه الحادثة الخطيره تجعلنا جميعا أولياء وتلاميذ ومربين نعيد النظر في مسالة دور المؤسسة التربوية في رعاية السابلة او الناشئة. كما تحملنا جميعا أولياء ومربين ومجتمع مدني على التساؤل إلى هذا الحد وصلت درجة العنف بين التلاميذ أنفسهم في الوسط المدرسي. وداخل محيط المدارس والمعاهد ؟
وهو أمر لن تالفة الأجيال السابقة على تواضع ما كان متوفرا من وسائل اللعب واللهو لدى غالبية التلاميذ وأيضا ما كان يصدر عن بعضهم أحيانا وهم قلة من حالات عنف سرعان ما ينتهي بالتصالح بين المتنازعين.
اننا نلاحظ اليوم درجة من العنف في رحاب المدارس والمعاهد وساحات المؤسسات التعليمية غير مسبوقة في الحقيقة. وأضحت هذه الساحات مستباحة في اغلبها من قبل عدد من المنحرفين و منعدمي الأخلاق وباعة الزطلة . مما انعكس على سلوكيات التلاميذ. ولا يمكن في هذا المجال تحميل المسؤولية لطرف بعينه فما نلاحظه اليوم هو نتاج عشرية الانفلات والفوضى التي عاشتها تونس بعد سنة 2011.فعمت موجة التسيب كل المؤسسات واستشرى العنف وتعددت وسائله وأدواته..
وليست حادثة رشق مقص في عين تلميذ من قبل زميله في إحدى مدارس صفاقس بأكثر بشاعة من حادثة الاعتداء الشنيع التي تعرضت لها مؤخرا طالبة في مدينة سوسة لما كانت عائدة الى منزل عائلتها فاعتدى عليها منحرفون وهي اليوم بين الحياة والموت بعد تعكر حالتها الصحية.وكذلك الحادثة الشنيعة التي تعرضت لها شقيقة الفنان لطفي بندقة لما هاجمها منحرفون في منزلها وكتفوها واعتدوا عليها الى حد انها كانت تطلب منهم ان يقتلوها لإراحتها من العذاب..
أن ناقوس الخطر من استشراء ظاهرة العنف في مجتمعنا يجب ان يدق بقوة ليستفيق الجميع ويدعونا إلى حسم الأمور قبل فوات الاوان..
وبالعودة الى حادثة الاعتداء بالمقص التي هزت المجتمع . نقول ان للتونسيين بالخصوص والعرب بشكل عام علاقة قديمة أزلية بهذه الآلة الصغيرة والتي اسمها المقص والتي تصلح لقطع الأوراق ويستعملها الناس في استعمالات عدة ..التارزي او الخياط يستعملها في قص القماش كما يستعملها الطبيب في العمليات الجراحية لقطع ما يريد إزالته من الأجزاء المتعفنة في الجسم ولولا المقص ما سهل عليهم الأمر. والمقص له استعمالات أخرى كقطع الطريق امام البعض فنقول بلهجتنا الجميلة // فلان أعطاه مقص // اي قطع عنه الطريق. وما اكثر استعمالات المقص في حياتنا اليومية. وكم عانى البعض منا من ضربات المقص التي يتعرض لها في حياته غدرا وزورا وتنكيلا وشماتة. وما اكثر الذين يستعملون المقص لتصفية حساباتهم مع الآخرين حتى ان البعض من هؤلاء تحول هو نفسه الى مقص..
ناقوس الخطر من استشراء ظاهرة العنف في مجتمعنا يجب ان يدق بقوة ليستفيق الجميع قبل فوات الأوان
بقلم محمود حرشاني
كاتب وصحفي
لم تمر حادثة اعتداء تلميذ بمدرسة ابتدائية بجهة صفاقس على زميله التلميذ الآخر بواسطة مقص كان معه وفقأ له إحدى عينيه . دون ان تكون لها تداعيات أمنية وأخلاقية وقضائية.. كما أثارت هذه الحادثة الغريبة غير المسبوقة في النفس جملة من التداعيات الأخرى منها ما له صلة بالجانب التربوي ومنها ما له صلة بالجانب الأخلاقي بشكل عام.. ولعل هذه الحادثة الخطيره تجعلنا جميعا أولياء وتلاميذ ومربين نعيد النظر في مسالة دور المؤسسة التربوية في رعاية السابلة او الناشئة. كما تحملنا جميعا أولياء ومربين ومجتمع مدني على التساؤل إلى هذا الحد وصلت درجة العنف بين التلاميذ أنفسهم في الوسط المدرسي. وداخل محيط المدارس والمعاهد ؟
وهو أمر لن تالفة الأجيال السابقة على تواضع ما كان متوفرا من وسائل اللعب واللهو لدى غالبية التلاميذ وأيضا ما كان يصدر عن بعضهم أحيانا وهم قلة من حالات عنف سرعان ما ينتهي بالتصالح بين المتنازعين.
اننا نلاحظ اليوم درجة من العنف في رحاب المدارس والمعاهد وساحات المؤسسات التعليمية غير مسبوقة في الحقيقة. وأضحت هذه الساحات مستباحة في اغلبها من قبل عدد من المنحرفين و منعدمي الأخلاق وباعة الزطلة . مما انعكس على سلوكيات التلاميذ. ولا يمكن في هذا المجال تحميل المسؤولية لطرف بعينه فما نلاحظه اليوم هو نتاج عشرية الانفلات والفوضى التي عاشتها تونس بعد سنة 2011.فعمت موجة التسيب كل المؤسسات واستشرى العنف وتعددت وسائله وأدواته..
وليست حادثة رشق مقص في عين تلميذ من قبل زميله في إحدى مدارس صفاقس بأكثر بشاعة من حادثة الاعتداء الشنيع التي تعرضت لها مؤخرا طالبة في مدينة سوسة لما كانت عائدة الى منزل عائلتها فاعتدى عليها منحرفون وهي اليوم بين الحياة والموت بعد تعكر حالتها الصحية.وكذلك الحادثة الشنيعة التي تعرضت لها شقيقة الفنان لطفي بندقة لما هاجمها منحرفون في منزلها وكتفوها واعتدوا عليها الى حد انها كانت تطلب منهم ان يقتلوها لإراحتها من العذاب..
أن ناقوس الخطر من استشراء ظاهرة العنف في مجتمعنا يجب ان يدق بقوة ليستفيق الجميع ويدعونا إلى حسم الأمور قبل فوات الاوان..
وبالعودة الى حادثة الاعتداء بالمقص التي هزت المجتمع . نقول ان للتونسيين بالخصوص والعرب بشكل عام علاقة قديمة أزلية بهذه الآلة الصغيرة والتي اسمها المقص والتي تصلح لقطع الأوراق ويستعملها الناس في استعمالات عدة ..التارزي او الخياط يستعملها في قص القماش كما يستعملها الطبيب في العمليات الجراحية لقطع ما يريد إزالته من الأجزاء المتعفنة في الجسم ولولا المقص ما سهل عليهم الأمر. والمقص له استعمالات أخرى كقطع الطريق امام البعض فنقول بلهجتنا الجميلة // فلان أعطاه مقص // اي قطع عنه الطريق. وما اكثر استعمالات المقص في حياتنا اليومية. وكم عانى البعض منا من ضربات المقص التي يتعرض لها في حياته غدرا وزورا وتنكيلا وشماتة. وما اكثر الذين يستعملون المقص لتصفية حساباتهم مع الآخرين حتى ان البعض من هؤلاء تحول هو نفسه الى مقص..