إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جمعيات ومنظمات تضخّ الأموال لوسائل إعلام لضرب الوعي الفردي والجماعي

مخطط بشع للقضاء على قيمنا وفسخ هويتنا وتبديد تقاليدنا.. تريد للميوعة والتسيب أن يسود

ماذا أقول لشهداء بلادي الذين سقوا الأرض بدمائهم الزكية على مرّ العقود؟

ماذا أقول لحماة الوطن من المؤسستين الأمنية والعسكرية ولمن آلوا على أنفسهم أن يجعلوا حياتهم كلها جهادا؟

ماذا أقول للمرابطين في كل شبر لمكافحة كل أنواع الفساد؟

ماذا أقول لنساء التربية والتعليم ورجالها؟ نزلوا إلى المدارج بهمة فتية وعزم صارم يحملون بين جنوبهم قلوبا تزخر بالعواطف الشريفة والأحاسيس النبيلة ورغبة صادقة لا تعادلها رغبة في النفع والإرشاد. يربون الناشئة ليكونوا حصن الوطن الحصين، يذودون عن سيادته ويحافظون على كرامته.

ماذا أقول للناشطين في الشأن الثقافي الذين تحولوا إلى كل ربوع البلاد؟ تراهم مبثوثين شمالا وجنوبا، شرقا وغربا ليرتقوا بالناشئة، يسعون إلى تفتيق العقول المطلعة إلى إدراك الحقائق وفتح الأبصار على الجمال والخلق والابداع. يغرسون في قلوبهم وعقولهم ومهجهم حب الوطن والولاء له.

ماذا أقول لكل العقول النيرة التي ناضلت من أجل محاربة العادات البالية والموروثات والمعتقدات السخيفة وكافحت ليصل شبابنا إلى مستوى حضاري مرموق فيعتزون بتاريخهم وهويتهم؟

غيرهم اليوم يهدم ذلك الصرح هدما، يسابق الزمن، لا يلوي على شيء. لا يترك منبرا ولا مساحة ولا مسرحية ولا أغنية ولا مسلسلا إلاّ واستغلّه لترذيل المشهد الإعلامي. يسرّب الذوق المنحط. يحظ على التفاهة. يبث سموم المخدرات والإرهاب والاختطاف والاغتصاب والقمار. وليس الأمر من قبيل الصدفة. جمعيات ومنظمات ركزت لهذا الغرض. تقتل في الناشئة حبّ الوطن وثقافة العمل وإعمال العقل. تمول هذا المخطط البشع للقضاء قضاء مبرما على قيمنا وفسخ هويتنا وتبديد تقاليدنا. تريد للميوعة والتسيب أن يسودا ولأواصر الألفة والوئام بين أفراد العائلة الواحدة أن تتبدّد وللحمة بين أبناء المجتمع كله أن تنعدم. فتصيّر جيلا بلا عواطف ولا قيم. لا خيط يربط بين تاريخه وحاضره ومستقبله.

جمعيات لها مخطط جهنمي ممول من أياد لعنة دأبها وديدنها خلق جيل متفسخ غير متأصل في كيانه يعيش ليأكل ويشرب تحرّكه النّزوات. جيل لا تهمه قضايا بلاده المصيرية وما يحاك لها من دسائس استعمارية. جيل غير متحمس للقضايا الإنسانية العادلة. جيل لا يثأر لما يحصل في فلسطين من إبادة جماعية أولما يحصل في غيرها من الأقطار من خراب ودمار يقوم بها الاستعمار الغاشم. أبدلت التعلق بالوطن بالتعلق بقطع من الشوكولاتة وبأكلة سريعة. أبدلت قيم العمل والأنفة والعزة والكرامة باللّهفة وراء الرّبح السريع مهما كانت الوسائل والطرق. أفقدت المرء شموخه وعزة نفسه. أفرغت الشعارات التي انبثقت من رحم النضالات الميدانية والفكرية فتحولت إلى خطب تافهة جوفاء.

وعلى العموم، فإنّ كثيرا من القنوات الاذاعية والتلفزية قد هدّدت بإيقاف تمويلها إن هي واصلت الانتصار لفلسطين ولاسيما لغزّة الأبيّة عبر تمرير أغاني ثورية وطنية أو بثّ تحاليل تكشف وجه الكيان الصهيوني البشع.

مصدّق الشّريف

 

 

 

جمعيات ومنظمات تضخّ الأموال لوسائل إعلام لضرب الوعي الفردي والجماعي

مخطط بشع للقضاء على قيمنا وفسخ هويتنا وتبديد تقاليدنا.. تريد للميوعة والتسيب أن يسود

ماذا أقول لشهداء بلادي الذين سقوا الأرض بدمائهم الزكية على مرّ العقود؟

ماذا أقول لحماة الوطن من المؤسستين الأمنية والعسكرية ولمن آلوا على أنفسهم أن يجعلوا حياتهم كلها جهادا؟

ماذا أقول للمرابطين في كل شبر لمكافحة كل أنواع الفساد؟

ماذا أقول لنساء التربية والتعليم ورجالها؟ نزلوا إلى المدارج بهمة فتية وعزم صارم يحملون بين جنوبهم قلوبا تزخر بالعواطف الشريفة والأحاسيس النبيلة ورغبة صادقة لا تعادلها رغبة في النفع والإرشاد. يربون الناشئة ليكونوا حصن الوطن الحصين، يذودون عن سيادته ويحافظون على كرامته.

ماذا أقول للناشطين في الشأن الثقافي الذين تحولوا إلى كل ربوع البلاد؟ تراهم مبثوثين شمالا وجنوبا، شرقا وغربا ليرتقوا بالناشئة، يسعون إلى تفتيق العقول المطلعة إلى إدراك الحقائق وفتح الأبصار على الجمال والخلق والابداع. يغرسون في قلوبهم وعقولهم ومهجهم حب الوطن والولاء له.

ماذا أقول لكل العقول النيرة التي ناضلت من أجل محاربة العادات البالية والموروثات والمعتقدات السخيفة وكافحت ليصل شبابنا إلى مستوى حضاري مرموق فيعتزون بتاريخهم وهويتهم؟

غيرهم اليوم يهدم ذلك الصرح هدما، يسابق الزمن، لا يلوي على شيء. لا يترك منبرا ولا مساحة ولا مسرحية ولا أغنية ولا مسلسلا إلاّ واستغلّه لترذيل المشهد الإعلامي. يسرّب الذوق المنحط. يحظ على التفاهة. يبث سموم المخدرات والإرهاب والاختطاف والاغتصاب والقمار. وليس الأمر من قبيل الصدفة. جمعيات ومنظمات ركزت لهذا الغرض. تقتل في الناشئة حبّ الوطن وثقافة العمل وإعمال العقل. تمول هذا المخطط البشع للقضاء قضاء مبرما على قيمنا وفسخ هويتنا وتبديد تقاليدنا. تريد للميوعة والتسيب أن يسودا ولأواصر الألفة والوئام بين أفراد العائلة الواحدة أن تتبدّد وللحمة بين أبناء المجتمع كله أن تنعدم. فتصيّر جيلا بلا عواطف ولا قيم. لا خيط يربط بين تاريخه وحاضره ومستقبله.

جمعيات لها مخطط جهنمي ممول من أياد لعنة دأبها وديدنها خلق جيل متفسخ غير متأصل في كيانه يعيش ليأكل ويشرب تحرّكه النّزوات. جيل لا تهمه قضايا بلاده المصيرية وما يحاك لها من دسائس استعمارية. جيل غير متحمس للقضايا الإنسانية العادلة. جيل لا يثأر لما يحصل في فلسطين من إبادة جماعية أولما يحصل في غيرها من الأقطار من خراب ودمار يقوم بها الاستعمار الغاشم. أبدلت التعلق بالوطن بالتعلق بقطع من الشوكولاتة وبأكلة سريعة. أبدلت قيم العمل والأنفة والعزة والكرامة باللّهفة وراء الرّبح السريع مهما كانت الوسائل والطرق. أفقدت المرء شموخه وعزة نفسه. أفرغت الشعارات التي انبثقت من رحم النضالات الميدانية والفكرية فتحولت إلى خطب تافهة جوفاء.

وعلى العموم، فإنّ كثيرا من القنوات الاذاعية والتلفزية قد هدّدت بإيقاف تمويلها إن هي واصلت الانتصار لفلسطين ولاسيما لغزّة الأبيّة عبر تمرير أغاني ثورية وطنية أو بثّ تحاليل تكشف وجه الكيان الصهيوني البشع.

مصدّق الشّريف