لا يمكن لأي مشاهد أو ناقد أن يدلي برأيه في أي عمل درامي منذ حلقاته الأولى، لأن القراءة الأولى حتما ستكون ظالمة ومتسرعة وغير موضوعية.
ولئن بدا عدد المسلسلات التلفزيونية الدرامية محتشما مقارنة بعشرات الأعمال العربية الضخمة وبما اعتاد عليه الجمهور التونسي- وأسباب شح الإنتاج يطول شرحها نتناولها في قراءات أخرى- حيث نجد على شاشاتنا هذا الموسم ثلاثة أعمال درامية وهي "الفلوجة 2" على قناة الحوار التونسي و"باب الرزق" على قناة الوطنية الأولى و"رقوج" أو "رقوج المرمة" على قناة "نسمة الجديدة".. فإن بعض الملاحظات يمكن أن نسوقها في إطار الحديث عن الحلقة الأولى من "رقوج" عبد الحميد بوشناق الذي يصر في كل مرة أن يخرج عن المألوف ويفاجئ الجمهور من خلال طريقة تناوله للدراما الاجتماعية أو الكوميديا السوداء والجدية المتواصلة في "الكاسنينغ"، رغم إصراره على انتقاء أغلب الممثلين المشاركين في أعماله الأخيرة على غرار الشاذلي العرفاوي و"كافون" وعزيز الجبالي ورمزي سليم وأميرة شبلي وهالة عياد وغيرهم.
في الحلقة الأولى من "رقوج" برزت عوالم مشابهة لتلك العوالم التي عودنا بها المخرج الشاب عبد الحميد بوشناق مثل "النوبة" و"كان يا ماكانش".. تعددت الشخصيات ورأينا بعض الوجوه غير المألوفة التي أبدت حرفية كبيرة في تقمص الشخصيات.. أماكن غير مألوفة.. عناصر تصعب وتعقد مسألة إدراك المغزى والمضامين والموضوع الرئيسي للمسلسل.
"الفيكسيون" التي عودنا بها عبد الحميد بوشناق تتميز بعنصر التشويق والإثارة وهو ما لاح منذ الحلقة الأولى.. ولا نظن أن ورشة الكتابة المتكونة من صابر وسلاتي ووليد عيادي وعزيز الجبالي وهالة عياد وعيد الحميد بوشناق ستفشل في الإقناع والمتعة فضلا عن الموسيقى التصويرية التي أبدع في لحنها حمزة بوشناق.. الملحن الذي كان له وقع في كل مشاريع بوشناق الفنية.
أما "العيب الفني" في رقوج والذي تفطن إليه والتقى عنده أغلب المشاهدين ونقدوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهو اللهجة الريفية التي لم يتمكن من إتقانها كبار الممثلين، ربما يرجع ذلك إلى أن اغلبهم أبناء العاصمة ولم يتمرسوا جيدا على النطق و"اللكنة"، إذ كان على فريق العمل أن يخصص لجنة مختصة لتلقين تفاصيل اللهجة كي لا يؤثر الأمر على الحبكة الدرامية والمتعة والتشويق.
وليد عبداللاوي
تونس- الصباح
لا يمكن لأي مشاهد أو ناقد أن يدلي برأيه في أي عمل درامي منذ حلقاته الأولى، لأن القراءة الأولى حتما ستكون ظالمة ومتسرعة وغير موضوعية.
ولئن بدا عدد المسلسلات التلفزيونية الدرامية محتشما مقارنة بعشرات الأعمال العربية الضخمة وبما اعتاد عليه الجمهور التونسي- وأسباب شح الإنتاج يطول شرحها نتناولها في قراءات أخرى- حيث نجد على شاشاتنا هذا الموسم ثلاثة أعمال درامية وهي "الفلوجة 2" على قناة الحوار التونسي و"باب الرزق" على قناة الوطنية الأولى و"رقوج" أو "رقوج المرمة" على قناة "نسمة الجديدة".. فإن بعض الملاحظات يمكن أن نسوقها في إطار الحديث عن الحلقة الأولى من "رقوج" عبد الحميد بوشناق الذي يصر في كل مرة أن يخرج عن المألوف ويفاجئ الجمهور من خلال طريقة تناوله للدراما الاجتماعية أو الكوميديا السوداء والجدية المتواصلة في "الكاسنينغ"، رغم إصراره على انتقاء أغلب الممثلين المشاركين في أعماله الأخيرة على غرار الشاذلي العرفاوي و"كافون" وعزيز الجبالي ورمزي سليم وأميرة شبلي وهالة عياد وغيرهم.
في الحلقة الأولى من "رقوج" برزت عوالم مشابهة لتلك العوالم التي عودنا بها المخرج الشاب عبد الحميد بوشناق مثل "النوبة" و"كان يا ماكانش".. تعددت الشخصيات ورأينا بعض الوجوه غير المألوفة التي أبدت حرفية كبيرة في تقمص الشخصيات.. أماكن غير مألوفة.. عناصر تصعب وتعقد مسألة إدراك المغزى والمضامين والموضوع الرئيسي للمسلسل.
"الفيكسيون" التي عودنا بها عبد الحميد بوشناق تتميز بعنصر التشويق والإثارة وهو ما لاح منذ الحلقة الأولى.. ولا نظن أن ورشة الكتابة المتكونة من صابر وسلاتي ووليد عيادي وعزيز الجبالي وهالة عياد وعيد الحميد بوشناق ستفشل في الإقناع والمتعة فضلا عن الموسيقى التصويرية التي أبدع في لحنها حمزة بوشناق.. الملحن الذي كان له وقع في كل مشاريع بوشناق الفنية.
أما "العيب الفني" في رقوج والذي تفطن إليه والتقى عنده أغلب المشاهدين ونقدوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهو اللهجة الريفية التي لم يتمكن من إتقانها كبار الممثلين، ربما يرجع ذلك إلى أن اغلبهم أبناء العاصمة ولم يتمرسوا جيدا على النطق و"اللكنة"، إذ كان على فريق العمل أن يخصص لجنة مختصة لتلقين تفاصيل اللهجة كي لا يؤثر الأمر على الحبكة الدرامية والمتعة والتشويق.