إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كلام مباح: متى تتخلى الكوميديا عن البلاهة؟!

 

لا ترسم مشاهدة الحلقات الأولى من انتاجات رمضان 2024 الكوميدية على الشاشات التونسية سوى ابتسامة البلاهة على الوجوه، فمشاهدة هذا الكم من التفاهة المغلفة بالكثير من الاستسهال يؤكد مدى عمق معضلة الكوميديا التونسية. فقد كنا نتوقع أن تخلق المنافسة بين القنوات التونسية التي اختارت الكوميديا طبقا رئيسا في برمجتها أعمالا تتماهى وتطلعات الجمهور المستهلك لهذه المّادة الفنية، غير أن مستوى الهزل لم يرتق حتى للنكت الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي زمن "فن البلاهة" لا نعتقد أن الذنب يقع على صناع هذه الانتاجات الكوميدية فحسب وباتت المسألة أخطر، تتجاوز الفشل المتكرر لانتاجات الهزل في شد المشاهد وتعكس حالة عامة في البلاد قوامها الاستسلام لموجة عاتية يقودها رعاة الجهل والاستخفاف بالفعل الفني وتأُثيره في مجتمعاته، فالكوميديا تولد من قلب الواقع وتعبر عن قضايا الراهن وبساطتها سر نجاحها بين الناس ولا يمكن أن يحقق الضحك في انتاجات رمضان مبتغاه دون تشارك وتفاعل مع الجمهور غير أن هذه الرسائل لا تملك الأولوية في خيارات صناع الكوميديا ببلادنا.

لاشك أن التقييم الفني والجمالي لهذه الانتاجات يحتاج لمشاهدة معظم الحلقات ومع ذلك لا يمكن أن نغفل على البداية المرتبكة للأعمال الهزل وحجم الاستخفاف بوعي المشاهد والمتغيرات الاجتماعية للبلاد، خاصة وأن الوضع القاتم والمتأزم هامش محفز لأعمال نقدية ساخرة.

نجلاء قموع

كلام مباح: متى تتخلى الكوميديا عن البلاهة؟!

 

لا ترسم مشاهدة الحلقات الأولى من انتاجات رمضان 2024 الكوميدية على الشاشات التونسية سوى ابتسامة البلاهة على الوجوه، فمشاهدة هذا الكم من التفاهة المغلفة بالكثير من الاستسهال يؤكد مدى عمق معضلة الكوميديا التونسية. فقد كنا نتوقع أن تخلق المنافسة بين القنوات التونسية التي اختارت الكوميديا طبقا رئيسا في برمجتها أعمالا تتماهى وتطلعات الجمهور المستهلك لهذه المّادة الفنية، غير أن مستوى الهزل لم يرتق حتى للنكت الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي زمن "فن البلاهة" لا نعتقد أن الذنب يقع على صناع هذه الانتاجات الكوميدية فحسب وباتت المسألة أخطر، تتجاوز الفشل المتكرر لانتاجات الهزل في شد المشاهد وتعكس حالة عامة في البلاد قوامها الاستسلام لموجة عاتية يقودها رعاة الجهل والاستخفاف بالفعل الفني وتأُثيره في مجتمعاته، فالكوميديا تولد من قلب الواقع وتعبر عن قضايا الراهن وبساطتها سر نجاحها بين الناس ولا يمكن أن يحقق الضحك في انتاجات رمضان مبتغاه دون تشارك وتفاعل مع الجمهور غير أن هذه الرسائل لا تملك الأولوية في خيارات صناع الكوميديا ببلادنا.

لاشك أن التقييم الفني والجمالي لهذه الانتاجات يحتاج لمشاهدة معظم الحلقات ومع ذلك لا يمكن أن نغفل على البداية المرتبكة للأعمال الهزل وحجم الاستخفاف بوعي المشاهد والمتغيرات الاجتماعية للبلاد، خاصة وأن الوضع القاتم والمتأزم هامش محفز لأعمال نقدية ساخرة.

نجلاء قموع