إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: العالم تحت أقدام نتنياهو..

 

نعم هذا ما يمكن استخلاصه بعد أكثر من خمسة أشهر من جرائم الإبادة التي ترتكب في حق غزة باستعمال كل أنواع الأسلحة الذكية والمحرمة دوليا وغيرها  أيضا من أنواع الأسلحة التي يستعملها جيش الاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط.. وكل المبررات قائمة ومقبولة لتمكين  نتنياهو ومجلسه الحربي من الوقت الكافي لتنفيذ أهدافه العسكرية مهما كانت التكاليف..

نعم رغم كل ما في هذا العنوان من مهانة وإذلال نقول إن العالم اليوم بكل ما فيه تحت أقدام نتنياهو الذي يدوس على كل ما فيه من مؤسسات دولية وهياكل قانونية وسياسية ويفاخر بأنه لا يمكن أن يرضخ لأي قانون أو يقبل بأي قرار مهما كان مصدره ..

نعم العالم تحت أقدام نتنياهو ومن يساعده في ذلك الحليف الأمريكي الذي يهين نفسه ويهين العالم بأسره, فكل الأصوات الأممية التي انتقدت ونددت بجرائم الاحتلال واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكل التقارير الموثقة لمختلف الهيئات الدولية الإنسانية لم تفلح في دفع كيان الاحتلال للتراجع عن مخططاته وجرائم الإبادة الجماعية التي لم تستثن طفلا أو شيخا أو امرأة أو مريضا أو عاجزا في غزة ...

والأكيد أن ما عاش على وقعه قطاع غزة من أهوال ومآس تفوق كل وصف يشهد على هذه الغطرسة التي يقف العالم أمامها صامتا متواطئا وشريكا في العدوان.. والأكيد أنه لو توفر الحد الأدنى من الإرادة الدولية لما كان هذا العجز وهذه الليونة في التعاطي مع غطرسة الكيان الإسرائيلي وفظاعاته.. ومن هذا المنطلق فان كل التحذيرات الموجهة لكيان الاحتلال من اجتياح رفح  وتحديدا التحذيرات الأمريكية والأوروبية لا معنى لها لان ما يجري في رفح من حصار وتجويع يرتقي الى جريمة الإبادة.. وما تعيشه رفح لا يختلف عما تعيشه بقية مدن القطاع من قصف وتجريف وتدمير ورفح بدورها منطقة منكوبة وشهادات الأهالي الذين يتوجسون من اجتياح بري في كل حين تغني عن كل التصريحات والتحذيرات الرسمية التي لا يمكن أن تثير كيان الاحتلال في شيء .. تماما كما أن الإصرار على ضرورة تفادي استهداف المدنيين في الوقت الذي تتواصل فيه إمدادات السلاح لهذا الكيان مسألة أخرى تؤكد أن بين الأفعال وبين النوايا مسافة بحجم ما تضمنه القوانين الدولية وبين ما يحدث على الأرض ...

ومن هنا فعندما يقول مسؤولون أمريكيون أن أي عملية إسرائيلية في رفح ستؤدي لتحول كبير بسياسة واشنطن فان في ذلك ما يعني انه لاشيء يمكن ان يتغير لا اليوم ولا غدا في توجهات السياسة الأمريكية  العمياء إزاء إسرائيل والحديث عن تحول كبير  في السياسة الأميركية مجرد تهدئة للخواطر ومحاولة لإرضاء الراء العام الأمريكي او تلك الشريحة الغاضبة التي ما انفكت تتوسع معلنة رفضها  لهذه الخيارات لا سيما بعد أن بات المحتجون يحاصرون الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أينما اتجهوا ويطالبون بوقف إطلاق النار.. وليس من المتوقع مهما بلغ حجم الغضب العشبي أن يطرأ تحول جذري في السياسة الأمريكية او يدفع الى مراجعة ولائها ودعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي.. وان حدث فلن يتجاوز حدود بعض المساعدات الغذائية الإنسانية كما يحدث منذ بدأت عمليات الإنزال الجوي لإنقاذ أهالي غزة من مجاعة غير مسبوقة في القطاع.. وقد حاول الإعلام العبري والغربي  دون جدوى أن يجمل هذه المساعدات ويضفي عليها مسحة إنسانية مزيفة.. إذ لم يتأخر الاحتلال في ملاحقة واستهداف الجوعى الذين اختلطت دماؤهم بالدقيق ..

الحقيقة ان الحديث عن توتر في العلاقات بين بايدن نتنياهو بلغ درجة التصادم على خلفية ما يحدث في غزة فيه الكثير من المبالغة والإثارة  والهدف من وراء كل ذلك إنقاذ نتنياهو بتمكينه من الوقت الكافي لتحقيق ما يسعى إليه في غزة وليس في رفح فقط.. والحديث عن خطوط حمراء ستضعها واشنطن أمام نتنياهو مثير للسخرية بعد أن اخترق نتنياهو كل الخطوط الحمراء في الدوس على إنسانية الإنسان الفلسطيني وخرق كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.. ولن يكون اجتياح رفح المجال الذي سيدفع نتنياهو للتراجع عما بدأ فيه تماما كما أن الحديث عن التوقف عن استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن لن يكون له معنى بعد الحماية التي حظي بها نتنياهو لقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية التي أبيدت من السجلات المدنية.. أما الحديث عن تقييد توفير السلاح لإسرائيل فهذه نكتة المرحل التي يمكن أن يصدقها من أطلقها ولكن لا يمكن لأحد تصديقها بالنظر لتجاوز ما اقترفه كيان الاحتلال حتى الآن كل التوقعات في جرائم الإبادة والتدمير في غزة ..

أخيرا وليس آخرا فإن في اللجوء الى قبرص لإيصال المساعدات الغذائية الى غزة ما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن كل العالم مسخر في خدمة الاحتلال وأهدافه وشروطه أيضا.. وعملية نقل المساعدات بحرا تخضع للاحتلال من ألفها الى يائها.. وهي تنطلق وتتوقف بأمر من نتنياهو والمطلوب إسقاط الرواية التاريخية للصراع الذي كان ولا يزال وسيظل صراعا مرتبطا بالاحتلال الإسرائيلي..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد:   العالم تحت أقدام نتنياهو..

 

نعم هذا ما يمكن استخلاصه بعد أكثر من خمسة أشهر من جرائم الإبادة التي ترتكب في حق غزة باستعمال كل أنواع الأسلحة الذكية والمحرمة دوليا وغيرها  أيضا من أنواع الأسلحة التي يستعملها جيش الاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط.. وكل المبررات قائمة ومقبولة لتمكين  نتنياهو ومجلسه الحربي من الوقت الكافي لتنفيذ أهدافه العسكرية مهما كانت التكاليف..

نعم رغم كل ما في هذا العنوان من مهانة وإذلال نقول إن العالم اليوم بكل ما فيه تحت أقدام نتنياهو الذي يدوس على كل ما فيه من مؤسسات دولية وهياكل قانونية وسياسية ويفاخر بأنه لا يمكن أن يرضخ لأي قانون أو يقبل بأي قرار مهما كان مصدره ..

نعم العالم تحت أقدام نتنياهو ومن يساعده في ذلك الحليف الأمريكي الذي يهين نفسه ويهين العالم بأسره, فكل الأصوات الأممية التي انتقدت ونددت بجرائم الاحتلال واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكل التقارير الموثقة لمختلف الهيئات الدولية الإنسانية لم تفلح في دفع كيان الاحتلال للتراجع عن مخططاته وجرائم الإبادة الجماعية التي لم تستثن طفلا أو شيخا أو امرأة أو مريضا أو عاجزا في غزة ...

والأكيد أن ما عاش على وقعه قطاع غزة من أهوال ومآس تفوق كل وصف يشهد على هذه الغطرسة التي يقف العالم أمامها صامتا متواطئا وشريكا في العدوان.. والأكيد أنه لو توفر الحد الأدنى من الإرادة الدولية لما كان هذا العجز وهذه الليونة في التعاطي مع غطرسة الكيان الإسرائيلي وفظاعاته.. ومن هذا المنطلق فان كل التحذيرات الموجهة لكيان الاحتلال من اجتياح رفح  وتحديدا التحذيرات الأمريكية والأوروبية لا معنى لها لان ما يجري في رفح من حصار وتجويع يرتقي الى جريمة الإبادة.. وما تعيشه رفح لا يختلف عما تعيشه بقية مدن القطاع من قصف وتجريف وتدمير ورفح بدورها منطقة منكوبة وشهادات الأهالي الذين يتوجسون من اجتياح بري في كل حين تغني عن كل التصريحات والتحذيرات الرسمية التي لا يمكن أن تثير كيان الاحتلال في شيء .. تماما كما أن الإصرار على ضرورة تفادي استهداف المدنيين في الوقت الذي تتواصل فيه إمدادات السلاح لهذا الكيان مسألة أخرى تؤكد أن بين الأفعال وبين النوايا مسافة بحجم ما تضمنه القوانين الدولية وبين ما يحدث على الأرض ...

ومن هنا فعندما يقول مسؤولون أمريكيون أن أي عملية إسرائيلية في رفح ستؤدي لتحول كبير بسياسة واشنطن فان في ذلك ما يعني انه لاشيء يمكن ان يتغير لا اليوم ولا غدا في توجهات السياسة الأمريكية  العمياء إزاء إسرائيل والحديث عن تحول كبير  في السياسة الأميركية مجرد تهدئة للخواطر ومحاولة لإرضاء الراء العام الأمريكي او تلك الشريحة الغاضبة التي ما انفكت تتوسع معلنة رفضها  لهذه الخيارات لا سيما بعد أن بات المحتجون يحاصرون الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أينما اتجهوا ويطالبون بوقف إطلاق النار.. وليس من المتوقع مهما بلغ حجم الغضب العشبي أن يطرأ تحول جذري في السياسة الأمريكية او يدفع الى مراجعة ولائها ودعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي.. وان حدث فلن يتجاوز حدود بعض المساعدات الغذائية الإنسانية كما يحدث منذ بدأت عمليات الإنزال الجوي لإنقاذ أهالي غزة من مجاعة غير مسبوقة في القطاع.. وقد حاول الإعلام العبري والغربي  دون جدوى أن يجمل هذه المساعدات ويضفي عليها مسحة إنسانية مزيفة.. إذ لم يتأخر الاحتلال في ملاحقة واستهداف الجوعى الذين اختلطت دماؤهم بالدقيق ..

الحقيقة ان الحديث عن توتر في العلاقات بين بايدن نتنياهو بلغ درجة التصادم على خلفية ما يحدث في غزة فيه الكثير من المبالغة والإثارة  والهدف من وراء كل ذلك إنقاذ نتنياهو بتمكينه من الوقت الكافي لتحقيق ما يسعى إليه في غزة وليس في رفح فقط.. والحديث عن خطوط حمراء ستضعها واشنطن أمام نتنياهو مثير للسخرية بعد أن اخترق نتنياهو كل الخطوط الحمراء في الدوس على إنسانية الإنسان الفلسطيني وخرق كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.. ولن يكون اجتياح رفح المجال الذي سيدفع نتنياهو للتراجع عما بدأ فيه تماما كما أن الحديث عن التوقف عن استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن لن يكون له معنى بعد الحماية التي حظي بها نتنياهو لقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية التي أبيدت من السجلات المدنية.. أما الحديث عن تقييد توفير السلاح لإسرائيل فهذه نكتة المرحل التي يمكن أن يصدقها من أطلقها ولكن لا يمكن لأحد تصديقها بالنظر لتجاوز ما اقترفه كيان الاحتلال حتى الآن كل التوقعات في جرائم الإبادة والتدمير في غزة ..

أخيرا وليس آخرا فإن في اللجوء الى قبرص لإيصال المساعدات الغذائية الى غزة ما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن كل العالم مسخر في خدمة الاحتلال وأهدافه وشروطه أيضا.. وعملية نقل المساعدات بحرا تخضع للاحتلال من ألفها الى يائها.. وهي تنطلق وتتوقف بأمر من نتنياهو والمطلوب إسقاط الرواية التاريخية للصراع الذي كان ولا يزال وسيظل صراعا مرتبطا بالاحتلال الإسرائيلي..

آسيا العتروس