واهم من كان يعتقد أن بايدن سيكون حاسما بشأن العدوان الحاصل في غزة منذ خمسة أشهر في خطابه حول الاتحاد.. بل وساذج أيضا من يفكر لحظة أن "فيتو" بايدن تخلى عن الانحياز الأعمى للجلاد وسينتصر أمام الملإ للضحية آو الضحايا في غزة.. ولا شك أن من عولوا على تحول في موقف الرئيس الأمريكي أصيبوا بخيبة أمل ولكن وجب الإشارة منذ البداية إلى أنهم مخطئون في التعويل على الرئيس الأمريكي الذي لا ولن يغير قناعته بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس كما يروج لذلك منذ بداية العدوان.. لا شيء حتى الآن لا حصيلة الضحايا ولا مشاهد المقابر الجماعية والموت جوعا أو بردا أو تحت القصف يمكن أن يغير خيارات وتوجهات الإدارة الأمريكية إزاء حرب الإبادة المستمرة في حق أهالي غزة دون أن ننسى المعركة المنسية في الضفة وحملات الاغتيالات والاعتقالات والاقتحامات وتدنيس الأقصى وتوسيع المستوطنات ..
من المفارقات أن الرئيس بايدن تأخر أكثر من ربع ساعة وهو يحاول الوصول إلى الكونغرس لإلقاء خطابه حول الاتحاد حيث تجمع آلاف الأمريكيين وأنصار القضية الفلسطينية والمطالبين بإيقاف الحرب على الطريق لتبليغ صوتهم الرافض لاستمرار جرائم الإبادة ورفض مواصلة تسليح إسرائيل.. ولم تكن احتجاجات الأمس الأولى التي تعترض الرئيس الأمريكي أو غيره من المسؤولين في البيت الأبيض والخارجية والدفاع الذين لم يعد بإمكانهم التحرك دون مواجهة المتعاطفين مع غزة.. الاحتجاجات تتفاقم ومعها الإحراج التام للسلطات الأمريكية التي تثبت عجزها وفشلها في إيقاف الحرب والتخلي عن النظر إلى ما يحدث بعين إسرائيلية تقبل بكل أنواع الجرائم برغم كل التقارير الأممية وبرغم كل الاتهامات التي واجهتها حكومة الاحتلال في جلسات العدل الدولية التي كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال أمام الرأي العام الدولي وقدمت للعالم شهادات موثقة عن عنصرية الاحتلال الذي فاقم حسب المؤرخين ما اقترفه نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا ..
وربما في محاولة لتهدئة الخواطر اعتبر بايدن إنه "لا يمكن لإسرائيل أن تستخدم المساعدات ورقة مساومة"، ولكن الواقع آن بايدن أكثر من يدرك أنه لا شيء يمكن أن يمنع إسرائيل من مواصلة مجازرها دون ضغط حقيقي من القوى الدولية تقضي أولا بإيقاف تسليح الاحتلال وفرض عقوبات اقتصادية عليه وتفضي في نهاية المطاف جديا إلى إعلان أولا نهاية الاحتلال أساس الصراع وسبب كل الدماء التي تنزف وإعلان الدولة الفلسطينية دون انتظار موافقة ناتنياهو الذي يفترض أن يكون ملاحقا من الجنائية الدولية باعتباره مجرم حرب ولا يمكن أن ينتظر العالم موافقته أو رضاه لإيصال المساعدات إلى مستحقيها من الجوعى والمشردين في غزة ولا أيضا انتظار موافقته لتحقيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان الدولة الفلسطينية على أرض الواقع لا كما يريدها ناتنياهو منطقة معزولة خاضعة للاحتلال ..
بالأمس اقر وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن العدوان الإسرائيلي على غزة وصمة عار على الحضارة في القرن الواحد والعشرين.. وهي فعلا وصمة عار ولعنة ستلاحق الجميع حاضرا ومستقبلا.. حيث لم يحدث أن وقف العالم موقف المتفرج إزاء مسلسل إجرامي بلغ من التوحش درجة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية الحديث حتى أن الأمم المتحدة شهدت بان الفظاعات في غزة تجاوزت ما حدث في الحرب العالمية الثانية.
الأكيد اليوم أن المخططات الإسرائيلية لن تتوقف وجيش الاحتلال يتحدث عن تدخل بري في لبنان، وناتنياهو يتوعد بمواصلة العمليات العسكرية ضد كل مواقع حماس بما فيها رفح التي يعتبرها المعقل الأخير لحركة المقاومة. كل ذلك دون اعتبار للتحذيرات والضغوطات الدولية بما يعني وأن الأسوأ ليس وراءنا وأن كل ما تعيش على وقعه غزة يظل مقدمة لتعطش الاحتلال للدم والقتل والتدمير الذي لا يختلف اثنان انه كان ولايزال يشكل ساس المشروع الصهيوني لهرتزل والجيل الذي رافقه ومنهم والد ناتنياهو وهو الحاخام المتطرف الذي لا يتردد في الدعوة لاقتراف كل جرائم الإبادة لتحقيق الحلم الإسرائيلي الذي تلقفه ناتنياهو الابن الذي تلوثت يداه بدماء الفلسطينيين منذ أكثر من خمسة عقود.
وبالنسبة لبايدن فان خطوة واحدة يمكن أن تغير موقفنا منه وهو تنفيذ وعد واحد من وعوده للفلسطينيين بإيقاف الحرب وإنقاذ الأرواح... وحتى هذا الأمر فنحن نشك فيه ..
اسيا العتروس
واهم من كان يعتقد أن بايدن سيكون حاسما بشأن العدوان الحاصل في غزة منذ خمسة أشهر في خطابه حول الاتحاد.. بل وساذج أيضا من يفكر لحظة أن "فيتو" بايدن تخلى عن الانحياز الأعمى للجلاد وسينتصر أمام الملإ للضحية آو الضحايا في غزة.. ولا شك أن من عولوا على تحول في موقف الرئيس الأمريكي أصيبوا بخيبة أمل ولكن وجب الإشارة منذ البداية إلى أنهم مخطئون في التعويل على الرئيس الأمريكي الذي لا ولن يغير قناعته بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس كما يروج لذلك منذ بداية العدوان.. لا شيء حتى الآن لا حصيلة الضحايا ولا مشاهد المقابر الجماعية والموت جوعا أو بردا أو تحت القصف يمكن أن يغير خيارات وتوجهات الإدارة الأمريكية إزاء حرب الإبادة المستمرة في حق أهالي غزة دون أن ننسى المعركة المنسية في الضفة وحملات الاغتيالات والاعتقالات والاقتحامات وتدنيس الأقصى وتوسيع المستوطنات ..
من المفارقات أن الرئيس بايدن تأخر أكثر من ربع ساعة وهو يحاول الوصول إلى الكونغرس لإلقاء خطابه حول الاتحاد حيث تجمع آلاف الأمريكيين وأنصار القضية الفلسطينية والمطالبين بإيقاف الحرب على الطريق لتبليغ صوتهم الرافض لاستمرار جرائم الإبادة ورفض مواصلة تسليح إسرائيل.. ولم تكن احتجاجات الأمس الأولى التي تعترض الرئيس الأمريكي أو غيره من المسؤولين في البيت الأبيض والخارجية والدفاع الذين لم يعد بإمكانهم التحرك دون مواجهة المتعاطفين مع غزة.. الاحتجاجات تتفاقم ومعها الإحراج التام للسلطات الأمريكية التي تثبت عجزها وفشلها في إيقاف الحرب والتخلي عن النظر إلى ما يحدث بعين إسرائيلية تقبل بكل أنواع الجرائم برغم كل التقارير الأممية وبرغم كل الاتهامات التي واجهتها حكومة الاحتلال في جلسات العدل الدولية التي كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال أمام الرأي العام الدولي وقدمت للعالم شهادات موثقة عن عنصرية الاحتلال الذي فاقم حسب المؤرخين ما اقترفه نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا ..
وربما في محاولة لتهدئة الخواطر اعتبر بايدن إنه "لا يمكن لإسرائيل أن تستخدم المساعدات ورقة مساومة"، ولكن الواقع آن بايدن أكثر من يدرك أنه لا شيء يمكن أن يمنع إسرائيل من مواصلة مجازرها دون ضغط حقيقي من القوى الدولية تقضي أولا بإيقاف تسليح الاحتلال وفرض عقوبات اقتصادية عليه وتفضي في نهاية المطاف جديا إلى إعلان أولا نهاية الاحتلال أساس الصراع وسبب كل الدماء التي تنزف وإعلان الدولة الفلسطينية دون انتظار موافقة ناتنياهو الذي يفترض أن يكون ملاحقا من الجنائية الدولية باعتباره مجرم حرب ولا يمكن أن ينتظر العالم موافقته أو رضاه لإيصال المساعدات إلى مستحقيها من الجوعى والمشردين في غزة ولا أيضا انتظار موافقته لتحقيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان الدولة الفلسطينية على أرض الواقع لا كما يريدها ناتنياهو منطقة معزولة خاضعة للاحتلال ..
بالأمس اقر وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن العدوان الإسرائيلي على غزة وصمة عار على الحضارة في القرن الواحد والعشرين.. وهي فعلا وصمة عار ولعنة ستلاحق الجميع حاضرا ومستقبلا.. حيث لم يحدث أن وقف العالم موقف المتفرج إزاء مسلسل إجرامي بلغ من التوحش درجة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية الحديث حتى أن الأمم المتحدة شهدت بان الفظاعات في غزة تجاوزت ما حدث في الحرب العالمية الثانية.
الأكيد اليوم أن المخططات الإسرائيلية لن تتوقف وجيش الاحتلال يتحدث عن تدخل بري في لبنان، وناتنياهو يتوعد بمواصلة العمليات العسكرية ضد كل مواقع حماس بما فيها رفح التي يعتبرها المعقل الأخير لحركة المقاومة. كل ذلك دون اعتبار للتحذيرات والضغوطات الدولية بما يعني وأن الأسوأ ليس وراءنا وأن كل ما تعيش على وقعه غزة يظل مقدمة لتعطش الاحتلال للدم والقتل والتدمير الذي لا يختلف اثنان انه كان ولايزال يشكل ساس المشروع الصهيوني لهرتزل والجيل الذي رافقه ومنهم والد ناتنياهو وهو الحاخام المتطرف الذي لا يتردد في الدعوة لاقتراف كل جرائم الإبادة لتحقيق الحلم الإسرائيلي الذي تلقفه ناتنياهو الابن الذي تلوثت يداه بدماء الفلسطينيين منذ أكثر من خمسة عقود.
وبالنسبة لبايدن فان خطوة واحدة يمكن أن تغير موقفنا منه وهو تنفيذ وعد واحد من وعوده للفلسطينيين بإيقاف الحرب وإنقاذ الأرواح... وحتى هذا الأمر فنحن نشك فيه ..