حين يكون الحب.. إيذاناً بزوال العالم وتأسيسا لبداية الخلق مجددا.
لأكون صريحة جدا معكم ،سأقول لكم أن الكتابة عن هذه الرواية تحديدا، كان أمراً صعباً جدا، وقد حاولت مرات عديدة أن أنظم افكاري، وأرتب ما أريد أن أقوله عنها وفشلت، وقررت التوقف عن الكتابة أكثر من مرة ،وفشلت ايضا.
رواية الحب بمن حضر، للكاتب المصري وحيد الطويلة،والصادرة عن منشورات بتاتة، رواية في غاية التعقيد، بالمعني الإيجابي والجمالي للكلمة.
وهي أيضا رواية مربكة، مزعجة، وممتعة، إنها باختصار رواية كل المتناقضات الممكنة، وغير الممكنة، نص روائي مشوق الى أبعد حد.
ما سيحصل لك ايها القارئ، ومنذ الصفحات الأولى لهذه الرواية ، أمر غريب وعجيب ، مثل أجواء الرواية نفسها الغرائبية والعجائبية والسحرية ايضا.
قلت إذن أن ما سيحصل لك منذ الصفحات الأولى، هو أنك ستقع في حب هذه الرواية ، نعم هذا ما سيحصل لك تماما.
ثق بي، سيصبح بينك وبين الرواية، قصة حب وعشق. وقد يتحول الى تعلق شديد ، وربما الى حكاية غرام.
لا تستغرب كلامي أرجوك ، فعندما تقرأ سردا محكما مثل السرد الذي يكتبه وحيد الطويلة، فإنه لن يكون بإمكانك ألا ان تصاب بغرام هذه الرواية ، بكل أجوائها وحكاياتها وشخوصها المتداخلة.
صدقني لن تنجح أبدا في الإفلات منها ، ستحاول من كل الجوانب وستلسعك نار الحب ، وتحرقك، ذلك الاحتراق اللذيذ، الذي ما أن تجربه حتى تدمنه.
منذ البداية يضعنا وحيد الطويلة ، في أجواء من القص الذي يعيد الى أذهاننا ، حكاياتي ألف ليلة وليلة .
حيث يتحرك الكاتب ، في تلك الأجواء التي تقترب الى حد كبير من الواقعية السحرية ، يستهل بعض الفصول مثلا بعبارة كان يا مكان، يقحم راوي ،يسرد علينا الأحداث ،نقلا عن مصدر ، ويبقي الرواي ومصدره ، مجهولين. مما يزيد من الغموض والتشويق.
وتبرز في هذه الرواية جليا ، قدرات الكاتب أقصد هنا قدراته الفنية ، وتمكنه من التحكم في خيوط السرد وبراعته في ربط الأحداث والأشخاص فيما بينهم، حتى أنك لا تحس أبدا بأية قطيعة، بين الفصول ، رغم إنتقال الكاتب من شخص إلى آخر ، دون تمهيد مسبق ، يتحدث ولكنك لن تحس بذلك، فقد ربط هذا السارد العليم ، بخيط ناظم بين هذه الشخوص جميعها.
وقد برع في نسج فضاء سردي ، اختار له قرية ما، في زمان ما ، وفي مكان ما ، في موقع جغرافي ما، لم يحدده ولم يعرفه ، بل تركه فضاء سرديا مفتوحا في الزمن والمكان
إنه يجعلك تحس، أن الأحداث تحصل في زمن سردي قديم، وفي ذات الوقت هو زمن سردي عصري ، والعجيب انك لا تشعر أبدا بأي تضارب أو خلل في الزمن السردي .
عزيزي القارئ ما يمكنني أن أؤكده لك، أنك لن تشعر مطلقا بالملل داخل هذه الرواية ،فالأحداث شديدة التشويق، ذلك التشويق الذي يحفز كل حواسك، ويجعلك في حالة انتظار دائمة، تريد أن تعرف نهاية الأحداث.
وقد برع وحيد الطويلة ، في استعمال تقنيه التشويق فبنى لنا عالما مشوقا، شديد الترابط والتشابك، يجعل القارئ يلهث داخل دائرة الأحداث ، ويعمل عقله ويفكر طويلا ، لعله يستطيع أن يحل لغزا الحكاية.
وكما يدل عنوان الرواية ، الحب بمن حضر، فإن كل المناخ السردي داخلها ، مبني على فكرة الحب، الحب بما هو قدر، الحب بما هو ذلك النداء الخفي ( النداهة) ، الذي يجذب القلوب والأرواح ، الحب بما هو تجربة روحية خالصة ، الحب أيضا بما هو شهوة، رغبة وغريزة ،الحب بكل تعقيداته ، وأيضا ببساطته بعمقه، وأحيانا بسطحيته الحب ذلك العالم المتشعب المتشابك ، الحب القادر وحده أن يصهر القلوب ، كما يصهر بطلة الرواية موعود الطين ويمزجه ، ويضيف عليه المازوت ، ثم يرميه في قلب النار ، في قلب الحريق.
هذه الرواية هي أيضاً عالية الرمزية ، وربما لعب الكاتب هنا على رمزية الطين من ناحية ، بما هو المكون الأساسي الذي خلق منه الإنسان ، وبين النار ، النار بما هي المكون الأساسي الذي خلق منه الجان، والشياطين.
فنحن هنا في قلب عملية الخلق، الخلق الذي كلما امتزج بالحب أنتج أرواحا سامية، وإذا ما امتزج بالنار أنتج أرواحا شريرة.
هذه الحرب غير المعلنة ، بين الطين والنار، هذا الامتزاج الضروري بين الطين والنار ، هو ما خلق أسطورة الحب وربما أيضا أسطورة الإنسان.
لا يمكنك أن تقرأ هذه الرواية ، وتبقى سليما ستلسعك النار أنت أيضا ، نار الحب ، و نار الفتنة.
الوجه الآخر للحب ، حين يتحول كراهية ورغبة في الانتقام ، ونارا تحرق الأخضر واليابس.
وقد أبدع وحيد الطويلة ، في رسم مشهد الحريق ، حتى صارت النار، كائنا أو شخصا من شخوص الرواية ، تلتهم الأجساد وتلاحقها وتقبض عليها وتصهرها، كما يصهر موعد الطوب في نار القميئة ..هذه رواية حارقة، احذر أن تحرق أصابعك وقلبك .
وصدق كل أحداثها، فالأسطورة هي في النهاية ،شكل من أشكال الحقيقة.
بقلم: ريم القمري
حين يكون الحب.. إيذاناً بزوال العالم وتأسيسا لبداية الخلق مجددا.
لأكون صريحة جدا معكم ،سأقول لكم أن الكتابة عن هذه الرواية تحديدا، كان أمراً صعباً جدا، وقد حاولت مرات عديدة أن أنظم افكاري، وأرتب ما أريد أن أقوله عنها وفشلت، وقررت التوقف عن الكتابة أكثر من مرة ،وفشلت ايضا.
رواية الحب بمن حضر، للكاتب المصري وحيد الطويلة،والصادرة عن منشورات بتاتة، رواية في غاية التعقيد، بالمعني الإيجابي والجمالي للكلمة.
وهي أيضا رواية مربكة، مزعجة، وممتعة، إنها باختصار رواية كل المتناقضات الممكنة، وغير الممكنة، نص روائي مشوق الى أبعد حد.
ما سيحصل لك ايها القارئ، ومنذ الصفحات الأولى لهذه الرواية ، أمر غريب وعجيب ، مثل أجواء الرواية نفسها الغرائبية والعجائبية والسحرية ايضا.
قلت إذن أن ما سيحصل لك منذ الصفحات الأولى، هو أنك ستقع في حب هذه الرواية ، نعم هذا ما سيحصل لك تماما.
ثق بي، سيصبح بينك وبين الرواية، قصة حب وعشق. وقد يتحول الى تعلق شديد ، وربما الى حكاية غرام.
لا تستغرب كلامي أرجوك ، فعندما تقرأ سردا محكما مثل السرد الذي يكتبه وحيد الطويلة، فإنه لن يكون بإمكانك ألا ان تصاب بغرام هذه الرواية ، بكل أجوائها وحكاياتها وشخوصها المتداخلة.
صدقني لن تنجح أبدا في الإفلات منها ، ستحاول من كل الجوانب وستلسعك نار الحب ، وتحرقك، ذلك الاحتراق اللذيذ، الذي ما أن تجربه حتى تدمنه.
منذ البداية يضعنا وحيد الطويلة ، في أجواء من القص الذي يعيد الى أذهاننا ، حكاياتي ألف ليلة وليلة .
حيث يتحرك الكاتب ، في تلك الأجواء التي تقترب الى حد كبير من الواقعية السحرية ، يستهل بعض الفصول مثلا بعبارة كان يا مكان، يقحم راوي ،يسرد علينا الأحداث ،نقلا عن مصدر ، ويبقي الرواي ومصدره ، مجهولين. مما يزيد من الغموض والتشويق.
وتبرز في هذه الرواية جليا ، قدرات الكاتب أقصد هنا قدراته الفنية ، وتمكنه من التحكم في خيوط السرد وبراعته في ربط الأحداث والأشخاص فيما بينهم، حتى أنك لا تحس أبدا بأية قطيعة، بين الفصول ، رغم إنتقال الكاتب من شخص إلى آخر ، دون تمهيد مسبق ، يتحدث ولكنك لن تحس بذلك، فقد ربط هذا السارد العليم ، بخيط ناظم بين هذه الشخوص جميعها.
وقد برع في نسج فضاء سردي ، اختار له قرية ما، في زمان ما ، وفي مكان ما ، في موقع جغرافي ما، لم يحدده ولم يعرفه ، بل تركه فضاء سرديا مفتوحا في الزمن والمكان
إنه يجعلك تحس، أن الأحداث تحصل في زمن سردي قديم، وفي ذات الوقت هو زمن سردي عصري ، والعجيب انك لا تشعر أبدا بأي تضارب أو خلل في الزمن السردي .
عزيزي القارئ ما يمكنني أن أؤكده لك، أنك لن تشعر مطلقا بالملل داخل هذه الرواية ،فالأحداث شديدة التشويق، ذلك التشويق الذي يحفز كل حواسك، ويجعلك في حالة انتظار دائمة، تريد أن تعرف نهاية الأحداث.
وقد برع وحيد الطويلة ، في استعمال تقنيه التشويق فبنى لنا عالما مشوقا، شديد الترابط والتشابك، يجعل القارئ يلهث داخل دائرة الأحداث ، ويعمل عقله ويفكر طويلا ، لعله يستطيع أن يحل لغزا الحكاية.
وكما يدل عنوان الرواية ، الحب بمن حضر، فإن كل المناخ السردي داخلها ، مبني على فكرة الحب، الحب بما هو قدر، الحب بما هو ذلك النداء الخفي ( النداهة) ، الذي يجذب القلوب والأرواح ، الحب بما هو تجربة روحية خالصة ، الحب أيضا بما هو شهوة، رغبة وغريزة ،الحب بكل تعقيداته ، وأيضا ببساطته بعمقه، وأحيانا بسطحيته الحب ذلك العالم المتشعب المتشابك ، الحب القادر وحده أن يصهر القلوب ، كما يصهر بطلة الرواية موعود الطين ويمزجه ، ويضيف عليه المازوت ، ثم يرميه في قلب النار ، في قلب الحريق.
هذه الرواية هي أيضاً عالية الرمزية ، وربما لعب الكاتب هنا على رمزية الطين من ناحية ، بما هو المكون الأساسي الذي خلق منه الإنسان ، وبين النار ، النار بما هي المكون الأساسي الذي خلق منه الجان، والشياطين.
فنحن هنا في قلب عملية الخلق، الخلق الذي كلما امتزج بالحب أنتج أرواحا سامية، وإذا ما امتزج بالنار أنتج أرواحا شريرة.
هذه الحرب غير المعلنة ، بين الطين والنار، هذا الامتزاج الضروري بين الطين والنار ، هو ما خلق أسطورة الحب وربما أيضا أسطورة الإنسان.
لا يمكنك أن تقرأ هذه الرواية ، وتبقى سليما ستلسعك النار أنت أيضا ، نار الحب ، و نار الفتنة.
الوجه الآخر للحب ، حين يتحول كراهية ورغبة في الانتقام ، ونارا تحرق الأخضر واليابس.
وقد أبدع وحيد الطويلة ، في رسم مشهد الحريق ، حتى صارت النار، كائنا أو شخصا من شخوص الرواية ، تلتهم الأجساد وتلاحقها وتقبض عليها وتصهرها، كما يصهر موعد الطوب في نار القميئة ..هذه رواية حارقة، احذر أن تحرق أصابعك وقلبك .
وصدق كل أحداثها، فالأسطورة هي في النهاية ،شكل من أشكال الحقيقة.