إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. ناتنياهو أو غانتس.. من يقتل أكثر؟

 

المفاضلة بين ناتنياهو رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي ووزير مجلس الحرب غانتس كالمفاضلة بين الطاعون والكوليرا.. فالرجلان وجهان لعملة واحدة ويداهما غارقة في دماء الفلسطينيين وفي جرابهما سلسلة من جرائم الحرب التي لم تبدأ مع عملية "طوفان الأقصى" التي أفرزت حتى الآن مقتل وإصابة أكثر من مائة ألف فلسطيني دون اعتبار للخراب والدمار الذي أقرت الأمم المتحدة أمس أنه تجاوز ما حدث في الحرب العالمية الثانية.. ولو توفر حد أدنى من العدالة الدولية والمسؤولية والإرادة لامكن للجنائية الدولية ملاحقتهما باعتبارهما مجرمي حرب يتعين الاحتفاظ بهما خلف القضبان بالنظر إلى ما يمثلانه من خطر على الإنسانية ومحاكمتهما على الملإ على مختلف جرائم الإبادة التي يتابع العالم أطوارها على المباشر  .

وقد وجب الاعتراف أن ناتنياهو وغانتس ليسا مجرما الحرب الوحيدين في إسرائيل وأمثالهما ممن تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء من أطفال ونساء ورجال فلسطين على مدى عقود كثيرة.. ومع ذلك فإنهم يستقبلون في العواصم الكبرى ويفرش لهم السجاد الأحمر ويفرضون وجودهم وخططهم على قادة العالم.. ومن هنا فان محاولات تجميل صورة غانتس والتسويق له كخليفة محتمل لناتنياهو، تتنزل في إطار الاستخفاف بالعقول الواهمة بان لديهما الحل.. وهي في الحقيقة سياسة واضحة للغرب لتحويل الأنظار عن الجريمة غير المسبوقة التي يتعرض لها أهالي غزة الملاحقون من الشمال إلى جنوب ووسط غزة والذين يتم إعدامهم بدم بارد وهم يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية التي يتم إسقاطها جوا والحكم عليهم بالموت البطيء.. وهي أيضا محاولة لتخدير العقول وايهام الشعوب الحية التي تطالب بإيقاف الحرب البشعة في غزة بالتحرك باتجاه البحث عن حل لإطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى هدنة تنقذ ناتنياهو وعصابته من مستنقع غزة ..

كثيرون إذا اعتبروا أن في زيارة  بيني غانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي إلى واشنطن ولقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين بدعوة من نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس ودون علم ناتنياهو إشارة على اقتراب سقوط ناتنياهو وصعود هذا الأخير وأن هناك صراعات وانقسامات بلغت نقطة اللاعودة بين الاثنين خاصة بعد أن طلب ناتنياهو من سفير إسرائيل في أمريكا عدم استقبال غانتس أو ترتيب زيارته على اعتبار أنه رئيس الوزراء الوحيد للكيان الإسرائيلي..

لا خلاف أن التنافس بين الاثنين على أشده وهذا قبل حتى "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة المستمرة منذ خمسة أشهر في غزة...

بعض التقارير تشير إلى أن زيارة غانتس إلى واشنطن تأتي مع تفاقم الاحراجات ونفاد صبر إدارة بايدن إزاء حكومة تل أبيب  بسبب الحرب ولكن أيضا تأتي على وقع ما كشفته استطلاعات الرأي من تقدم لغانتس لدى الرأي العام الإسرائيلي واحتمال فوزه في أي استحقاق انتخابي.. الأكيد أن غانتس كما ناتنياهو يستمدان وجودهما من التنافس في قتل وتصفية وإبادة الفلسطينيين.. وكان ولا يزال غانتس كما ناتنياهو يرفضان حل الدولة الفلسطينية ويؤيدان استمرار الحرب مهما كانت الخسائر البشرية ومهما كان حجم الدمار وهما يتفقان كما رئيس إسرائيل هرتسوغ على أن سكان غزة ليسوا مدنيين وهم يؤيدون تسليح المستوطنين ومواصلة الاستيطان حتى آخر شبر من ارض فلسطين المحتلة، وهي نفس القناعات لمختلف القيادات الإسرائيلية الراهنة والسابقة والتي تصب في نفس الإناء لرافائيل ايتان عندما كان يصرح أمام الكنيست أن العرب مثل الصراصير المخدرة في زجاجة... حتى نكون واقعيين فان خلاف ناتنياهو غانتس لا يتعلق بوقف الحرب ولكن بطموحات سياسية لا تخفى على مراقب وبمحاولات استقطاب أقصى اليمين الاسرائيلي.. وغانتس هو شريك لنتاياهو في حكومته العنصرية المتطرفة ويعتبر انه لا وجود لأي قيود على استخدام القوة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين ومناطق الـ48، غانتس مثل ناتنياهو يؤمن بدولة إسرائيلية دينية يهودية وديمقراطية، ويشدّد على أن "القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وهو من معارضي إقامة دولة فلسطينية وإن كان ولابد من ذلك فيجب أن تكون منزوعة السلاح وتحت الاحتلال.. وهو يصر على أن غور الأردن جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل باعتباره الحاجز الدفاعي الشرقي للبلاد في أي صراع مستقبلي، كما يعارض الانسحاب من هضبة الجولان السورية..

غانتس هو الوجه الآخر لناتنياهو والعكس صحيح وهما يتفقان في التشدد والعنصرية ورفض أبسط الحقوق الفلسطينية وسلاحهما أمس واليوم وغدا قتل اكبر عدد ممكن من الضحايا الفلسطينيين.

اسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   ناتنياهو أو غانتس.. من يقتل أكثر؟

 

المفاضلة بين ناتنياهو رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي ووزير مجلس الحرب غانتس كالمفاضلة بين الطاعون والكوليرا.. فالرجلان وجهان لعملة واحدة ويداهما غارقة في دماء الفلسطينيين وفي جرابهما سلسلة من جرائم الحرب التي لم تبدأ مع عملية "طوفان الأقصى" التي أفرزت حتى الآن مقتل وإصابة أكثر من مائة ألف فلسطيني دون اعتبار للخراب والدمار الذي أقرت الأمم المتحدة أمس أنه تجاوز ما حدث في الحرب العالمية الثانية.. ولو توفر حد أدنى من العدالة الدولية والمسؤولية والإرادة لامكن للجنائية الدولية ملاحقتهما باعتبارهما مجرمي حرب يتعين الاحتفاظ بهما خلف القضبان بالنظر إلى ما يمثلانه من خطر على الإنسانية ومحاكمتهما على الملإ على مختلف جرائم الإبادة التي يتابع العالم أطوارها على المباشر  .

وقد وجب الاعتراف أن ناتنياهو وغانتس ليسا مجرما الحرب الوحيدين في إسرائيل وأمثالهما ممن تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء من أطفال ونساء ورجال فلسطين على مدى عقود كثيرة.. ومع ذلك فإنهم يستقبلون في العواصم الكبرى ويفرش لهم السجاد الأحمر ويفرضون وجودهم وخططهم على قادة العالم.. ومن هنا فان محاولات تجميل صورة غانتس والتسويق له كخليفة محتمل لناتنياهو، تتنزل في إطار الاستخفاف بالعقول الواهمة بان لديهما الحل.. وهي في الحقيقة سياسة واضحة للغرب لتحويل الأنظار عن الجريمة غير المسبوقة التي يتعرض لها أهالي غزة الملاحقون من الشمال إلى جنوب ووسط غزة والذين يتم إعدامهم بدم بارد وهم يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية التي يتم إسقاطها جوا والحكم عليهم بالموت البطيء.. وهي أيضا محاولة لتخدير العقول وايهام الشعوب الحية التي تطالب بإيقاف الحرب البشعة في غزة بالتحرك باتجاه البحث عن حل لإطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى هدنة تنقذ ناتنياهو وعصابته من مستنقع غزة ..

كثيرون إذا اعتبروا أن في زيارة  بيني غانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي إلى واشنطن ولقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين بدعوة من نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس ودون علم ناتنياهو إشارة على اقتراب سقوط ناتنياهو وصعود هذا الأخير وأن هناك صراعات وانقسامات بلغت نقطة اللاعودة بين الاثنين خاصة بعد أن طلب ناتنياهو من سفير إسرائيل في أمريكا عدم استقبال غانتس أو ترتيب زيارته على اعتبار أنه رئيس الوزراء الوحيد للكيان الإسرائيلي..

لا خلاف أن التنافس بين الاثنين على أشده وهذا قبل حتى "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة المستمرة منذ خمسة أشهر في غزة...

بعض التقارير تشير إلى أن زيارة غانتس إلى واشنطن تأتي مع تفاقم الاحراجات ونفاد صبر إدارة بايدن إزاء حكومة تل أبيب  بسبب الحرب ولكن أيضا تأتي على وقع ما كشفته استطلاعات الرأي من تقدم لغانتس لدى الرأي العام الإسرائيلي واحتمال فوزه في أي استحقاق انتخابي.. الأكيد أن غانتس كما ناتنياهو يستمدان وجودهما من التنافس في قتل وتصفية وإبادة الفلسطينيين.. وكان ولا يزال غانتس كما ناتنياهو يرفضان حل الدولة الفلسطينية ويؤيدان استمرار الحرب مهما كانت الخسائر البشرية ومهما كان حجم الدمار وهما يتفقان كما رئيس إسرائيل هرتسوغ على أن سكان غزة ليسوا مدنيين وهم يؤيدون تسليح المستوطنين ومواصلة الاستيطان حتى آخر شبر من ارض فلسطين المحتلة، وهي نفس القناعات لمختلف القيادات الإسرائيلية الراهنة والسابقة والتي تصب في نفس الإناء لرافائيل ايتان عندما كان يصرح أمام الكنيست أن العرب مثل الصراصير المخدرة في زجاجة... حتى نكون واقعيين فان خلاف ناتنياهو غانتس لا يتعلق بوقف الحرب ولكن بطموحات سياسية لا تخفى على مراقب وبمحاولات استقطاب أقصى اليمين الاسرائيلي.. وغانتس هو شريك لنتاياهو في حكومته العنصرية المتطرفة ويعتبر انه لا وجود لأي قيود على استخدام القوة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين ومناطق الـ48، غانتس مثل ناتنياهو يؤمن بدولة إسرائيلية دينية يهودية وديمقراطية، ويشدّد على أن "القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وهو من معارضي إقامة دولة فلسطينية وإن كان ولابد من ذلك فيجب أن تكون منزوعة السلاح وتحت الاحتلال.. وهو يصر على أن غور الأردن جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل باعتباره الحاجز الدفاعي الشرقي للبلاد في أي صراع مستقبلي، كما يعارض الانسحاب من هضبة الجولان السورية..

غانتس هو الوجه الآخر لناتنياهو والعكس صحيح وهما يتفقان في التشدد والعنصرية ورفض أبسط الحقوق الفلسطينية وسلاحهما أمس واليوم وغدا قتل اكبر عدد ممكن من الضحايا الفلسطينيين.

اسيا العتروس