كنت قلت، أؤكد ذلك مرة أخرى، أنّ تونس البلاد الوحيدة في العالم إذا عادت إلى الوراء ستتقدّم ..!.
قالها ذلك المبدع أدونيس:"لكي نتقدم يجب أن نعود إلى الوراء.. أنا خصومتي ليست مع الإنسان بل مع من يقودوننا في هذا العالم".
إنّ السيادة، والتسول واستجداء الإعانات لا يلتقيان.
إذ يعتمد مصير الدول على كيفية إطعام شعوبها .
فالأمم لها المصير الذي يصنعه لها أبناؤها. لا شيء سعيد يأتي إليها بالصدفة. أولئك الذين يخدمونها هم أولئك الذين يطورون قوتها الداخلية ويؤسسون لعظمتها ويثرونها بخيراتها .
فالأمة روح، مبدأ روحي ، هناك شيئان ، في الحقيقة، ليسا سوى شيء واحد يؤلفان هذه الروح، أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر، الأول هو الحيازة المشتركة لإرث عظيم وغني من المحطات التاريخية، والآخر هو التوافق، والرغبة في العيش معا، والإرادة المشتركة لمواصلة تأكيد الانجاز الذي تحقق بشكل جماعي .
بين تونس وليبيا روابط وتاريخ مشترك، أكثر من أي بلد آخر .
وقوف الجزائر الشقيقة بجانب تونس كان له ثمن سياسي:القطع مع سياسة الحياد في قضية الصحراء المغربية .
بنفس تقدير الموقف بخصوص هذه الإغاثة الليبية تحديدا من حكومة طرابلس لعبد الحميد الدبيبة والتي ترتقب استحقاقا انتخابيا بعد أسابيع، ستجعل تونس بعد هذه القافلة من حافلات المساعدات الليبية ابعد ما تكون الطرف الذي بإمكانه أن يكون على الحياد أو يلعب دور الوسيط في الأزمة الليبية - الليبية .
إنّ وضعا كالذي نعيش يجعلنا من الصعب الحديث عن الأمل في بلاد تهدر إمكانياتها وتقصي نخبها وتلغي شبابها، الناس تتأكد يوما بعد يوم أن الحديث عن التغيير والطموح نحو الأفضل هو مجرد كلام للاستهلاك السياسي فقط.
فالرومانسية الثورية والدونِيّة السياسية، هما متلازمتان تجمعان معظم دُعاة الشعبوية: مقاربتهم التبسيطية في استخدامهم لمفردة الشعب وادعاؤهم أنهم صوت وصدى وضمير هذا الشعب، فضلاً عن احتكارهم لتمثيله تأسسا على عنوان "الشعب يريد" من دون مراعاة مفاهيم التفويض والتعاقد السليم لهذا الموقف .
لا شيء يبشّر بانّ الأمور قد تتحسّن على هذه الأرض بما يجعل المرء يقنع بانّ هنالك ما يستحقّ الحياة فوقها.
كشف مساعد رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري أنيس الخرباش، عن معلومات جدّ خطيرة ترتقي إلى تهديد جدّي لأمننا الغذائي،قال والعهدة عليه:
إنّ المخزون الاستراتيجي للحليب صفر لتر منذ ما يزيد عن شهر، وإنّ تونس فقدت 25 بالمائة من قطيع الأبقار، وإنّ المنظومة تسير نحو الانهيار، وإنّ مخزون البلاد 3 مليون بيضة فقط في المخزون التعديلي لشهر رمضان ولا بد من الوصول إلى 24 مليونا أو 30 مليون بيضة (نقص بـ30 بالمائة) وأنّه لا يوجد مخزون تعديلي للبطاطا الخ… وإنّنا قد نفتقد للخضر الورقية، لان المسألة مرتبطة بنزول الأمطار.
ليس أخطر على دولة ما من الخلط بين إنكار الواقع وحقائق الامور والبحث عن تبريرات لا توجد إلاّ في عقول حكامها .
ليشعر المرء بالتعب الشديد كلّما بقي يتهرب من واقعه المرير.
فالسياسي يتميّز عن مجال المعرفة والجماليات والأخلاق أيضًا، في الواقع، يتعلق الأمر بالسلوك البشري في بعده الجماعي.
وكنشاط، السياسة هي فن أو علم الحكم والقدرة على التعاطي وحلّ المشاكل والأزمات بعيدا عن تنظيرات ونظريات المؤامرة والأعداء والخونة !..
أخشى ما أخشاه إذا ظلّت أمور بلادنا على ما هي عليه من هذا التخلف والسياسات الفاشلة، أن يأتي يوم يزورنا السياح ليتفرجوا علينا بدلا من مشاهدة آثارنا وزيارة متاحفنا.. نصف ما نحلم به كان من الممكن أن نحصل عليه، لو أننا لم نضيع نصف وقتنا في الأحلام ..!.
يرويها: أبو بكر الصغير
كنت قلت، أؤكد ذلك مرة أخرى، أنّ تونس البلاد الوحيدة في العالم إذا عادت إلى الوراء ستتقدّم ..!.
قالها ذلك المبدع أدونيس:"لكي نتقدم يجب أن نعود إلى الوراء.. أنا خصومتي ليست مع الإنسان بل مع من يقودوننا في هذا العالم".
إنّ السيادة، والتسول واستجداء الإعانات لا يلتقيان.
إذ يعتمد مصير الدول على كيفية إطعام شعوبها .
فالأمم لها المصير الذي يصنعه لها أبناؤها. لا شيء سعيد يأتي إليها بالصدفة. أولئك الذين يخدمونها هم أولئك الذين يطورون قوتها الداخلية ويؤسسون لعظمتها ويثرونها بخيراتها .
فالأمة روح، مبدأ روحي ، هناك شيئان ، في الحقيقة، ليسا سوى شيء واحد يؤلفان هذه الروح، أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر، الأول هو الحيازة المشتركة لإرث عظيم وغني من المحطات التاريخية، والآخر هو التوافق، والرغبة في العيش معا، والإرادة المشتركة لمواصلة تأكيد الانجاز الذي تحقق بشكل جماعي .
بين تونس وليبيا روابط وتاريخ مشترك، أكثر من أي بلد آخر .
وقوف الجزائر الشقيقة بجانب تونس كان له ثمن سياسي:القطع مع سياسة الحياد في قضية الصحراء المغربية .
بنفس تقدير الموقف بخصوص هذه الإغاثة الليبية تحديدا من حكومة طرابلس لعبد الحميد الدبيبة والتي ترتقب استحقاقا انتخابيا بعد أسابيع، ستجعل تونس بعد هذه القافلة من حافلات المساعدات الليبية ابعد ما تكون الطرف الذي بإمكانه أن يكون على الحياد أو يلعب دور الوسيط في الأزمة الليبية - الليبية .
إنّ وضعا كالذي نعيش يجعلنا من الصعب الحديث عن الأمل في بلاد تهدر إمكانياتها وتقصي نخبها وتلغي شبابها، الناس تتأكد يوما بعد يوم أن الحديث عن التغيير والطموح نحو الأفضل هو مجرد كلام للاستهلاك السياسي فقط.
فالرومانسية الثورية والدونِيّة السياسية، هما متلازمتان تجمعان معظم دُعاة الشعبوية: مقاربتهم التبسيطية في استخدامهم لمفردة الشعب وادعاؤهم أنهم صوت وصدى وضمير هذا الشعب، فضلاً عن احتكارهم لتمثيله تأسسا على عنوان "الشعب يريد" من دون مراعاة مفاهيم التفويض والتعاقد السليم لهذا الموقف .
لا شيء يبشّر بانّ الأمور قد تتحسّن على هذه الأرض بما يجعل المرء يقنع بانّ هنالك ما يستحقّ الحياة فوقها.
كشف مساعد رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري أنيس الخرباش، عن معلومات جدّ خطيرة ترتقي إلى تهديد جدّي لأمننا الغذائي،قال والعهدة عليه:
إنّ المخزون الاستراتيجي للحليب صفر لتر منذ ما يزيد عن شهر، وإنّ تونس فقدت 25 بالمائة من قطيع الأبقار، وإنّ المنظومة تسير نحو الانهيار، وإنّ مخزون البلاد 3 مليون بيضة فقط في المخزون التعديلي لشهر رمضان ولا بد من الوصول إلى 24 مليونا أو 30 مليون بيضة (نقص بـ30 بالمائة) وأنّه لا يوجد مخزون تعديلي للبطاطا الخ… وإنّنا قد نفتقد للخضر الورقية، لان المسألة مرتبطة بنزول الأمطار.
ليس أخطر على دولة ما من الخلط بين إنكار الواقع وحقائق الامور والبحث عن تبريرات لا توجد إلاّ في عقول حكامها .
ليشعر المرء بالتعب الشديد كلّما بقي يتهرب من واقعه المرير.
فالسياسي يتميّز عن مجال المعرفة والجماليات والأخلاق أيضًا، في الواقع، يتعلق الأمر بالسلوك البشري في بعده الجماعي.
وكنشاط، السياسة هي فن أو علم الحكم والقدرة على التعاطي وحلّ المشاكل والأزمات بعيدا عن تنظيرات ونظريات المؤامرة والأعداء والخونة !..
أخشى ما أخشاه إذا ظلّت أمور بلادنا على ما هي عليه من هذا التخلف والسياسات الفاشلة، أن يأتي يوم يزورنا السياح ليتفرجوا علينا بدلا من مشاهدة آثارنا وزيارة متاحفنا.. نصف ما نحلم به كان من الممكن أن نحصل عليه، لو أننا لم نضيع نصف وقتنا في الأحلام ..!.