عادت وتدعمت في الآونة الأخيرة دعوات توحد المعارضة في جبهة واحدة إلى جانب دعوات أخرى لتجمع والتقاء العائلات السياسية على أساس وحدة تنظيمية فكرية وسياسية مشتركة والقطع مع التشتت الذي ميز المشهد السياسي على امتداد ما بعد 14 جانفي .
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مثل هذه الدعوات والحديث عن مبادرات على امتداد السنوات الأخيرة لكنها ظلت في إطار حسن النوايا دون أن تتوصل إلى تجميع حقيقي على أرض الواقع.
ولعل هذا ما يدفع الكثيرين إلى توقع فشل مثل هذه المبادرات كما حصل سابقا رغم أن البعض يعتبر أن السياقات اليوم مختلفة والرهانات أيضا في ظل ما يعتبره أصحاب بعض مبادرات التوحيد "التقاء" في مواجهة ما يصفونها بمحاولات الرئيس الاستفراد بالسلطة والمضي قدما في إقصاء الأحزاب وتهميش دورها.
توحد على أرضية الانتخابات
آخر مبادرات الدعوة إلى الالتقاء والعمل المشترك صدرت عن المحامي والناشط السياسي العياشي الهمامي الذي قدم مبادرة من 7 نقاط اعتبر أنها “ستساهم في توحيد المعارضة ومكونات المجتمع المدني” .
واقترح الهمامي في تدوينة نشرها على صفحته في الـ “فايسبوك” "توحيد طيف واسع من المعارضة ومن مكونات المجتمع المدني حول مرشّح واحد للانتخابات الرئاسية يتمّ اختياره بعد صياغة برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي مشترك ويخوض مسارا نضاليا نحو الانتخابات من خلال عقد اجتماعات في كل مدن البلاد ومع جلّ القطاعات وفي وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي على أن يكون القرار النهائي بالمشاركة أو المقاطعة تتويجا طبيعيا لهذا المسار".
دعوة التوحيد على أرضية الانتخابات صدرت أيضا مؤخرا عن عدد من الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة وهم كل من رضا بلحاج وعصام الشابي وجوهر بن مبارك وخيام التركي. وفي رسالة موقعة بأسمائهم نشرتها تنسيقية الموقوفين السياسيين على صفحتها بموقع "فايسبوك" دعا الموقوفون ″القوى المدافعة عن الديمقراطية والحرية إلى عدم مزيد إهدار الوقت والتعجيل بفتح حوار بينها وتوحيد جهودها لتوفير الضمانات الضرورية لإجراء الانتخابات المقبلة وفق المعايير الدولية في النزاهة والشفافية والديمقراطية”، مشددين على أن “المرحلة تتطلب خطوة شجاعة وجريئة في تقديم مرشح موحد من القوى الديمقراطية”.
محاولات سابقة
تجدر الإشارة إلى أن محاولات ونقاشات حول توحيد الصف في مواجهة مسار الرئيس قيس سعيد كانت قد صدرت منذ سنة تقريبا وخلال ندوة صحفية حينها بتاريخ 18 فيفري 2023 أكدت جبهة الخلاص الوطني والحزب الجمهوري وناشطون سياسيون على "وجوب توحيد صف المعارضة وتنظيم مؤتمر وطني للمعارضة الديمقراطية..."، وفق تصريحات القيادات الحزبية والوجوه المشاركة في الندوة.
توحيد العائلات السياسية
لا تقتصر دعوات التوحيد على معارضي الرئيس بل شملت أيضا بعض مساندي الرئيس ومسار 25 جويلية ومن بينهم الأمين العام لحزب "حركة تونس إلى الأمام" عبيد البريكي على هامش أشغال اليوم الافتتاحي لمؤتمره الأخير .
وعبيد البريكي الذي يعتبر أن الرئيس أقصى حتى الأحزاب المساندة من المشاركة في الخيارات السياسية، دعا في المقابل إلى "توحيد الأطياف الوطنية الديمقراطية ومواصلة التحاور أولا مع "حزب الوطد الموحد" ومع "الوطد الاشتراكي" بهدف الوصول إلى وحدة تنظيمية فكرية وسياسية ومن خلالها الانفتاح على القوى الوطنية والديمقراطية من اجل جبهة وطنية ديمقراطية واسعة تساهم في الإقناع بضرورة احترام الأحزاب في المشهد الديمقراطي".
بدوره دعا أمين عام حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" منجي الرحوي إلى "ضرورة استئناف مسار توحيد القوى اليسارية".
وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها أهمية التقاء وتوحيد العائلات السياسية في جبهات مشتركة لتأسيس أحزاب وتشكلات سياسية قوية قادرة على الفعل والانجاز في المشهد السياسي.. لكنها باءت بالفشل.
م.ي
تونس-الصباح
عادت وتدعمت في الآونة الأخيرة دعوات توحد المعارضة في جبهة واحدة إلى جانب دعوات أخرى لتجمع والتقاء العائلات السياسية على أساس وحدة تنظيمية فكرية وسياسية مشتركة والقطع مع التشتت الذي ميز المشهد السياسي على امتداد ما بعد 14 جانفي .
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مثل هذه الدعوات والحديث عن مبادرات على امتداد السنوات الأخيرة لكنها ظلت في إطار حسن النوايا دون أن تتوصل إلى تجميع حقيقي على أرض الواقع.
ولعل هذا ما يدفع الكثيرين إلى توقع فشل مثل هذه المبادرات كما حصل سابقا رغم أن البعض يعتبر أن السياقات اليوم مختلفة والرهانات أيضا في ظل ما يعتبره أصحاب بعض مبادرات التوحيد "التقاء" في مواجهة ما يصفونها بمحاولات الرئيس الاستفراد بالسلطة والمضي قدما في إقصاء الأحزاب وتهميش دورها.
توحد على أرضية الانتخابات
آخر مبادرات الدعوة إلى الالتقاء والعمل المشترك صدرت عن المحامي والناشط السياسي العياشي الهمامي الذي قدم مبادرة من 7 نقاط اعتبر أنها “ستساهم في توحيد المعارضة ومكونات المجتمع المدني” .
واقترح الهمامي في تدوينة نشرها على صفحته في الـ “فايسبوك” "توحيد طيف واسع من المعارضة ومن مكونات المجتمع المدني حول مرشّح واحد للانتخابات الرئاسية يتمّ اختياره بعد صياغة برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي مشترك ويخوض مسارا نضاليا نحو الانتخابات من خلال عقد اجتماعات في كل مدن البلاد ومع جلّ القطاعات وفي وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي على أن يكون القرار النهائي بالمشاركة أو المقاطعة تتويجا طبيعيا لهذا المسار".
دعوة التوحيد على أرضية الانتخابات صدرت أيضا مؤخرا عن عدد من الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة وهم كل من رضا بلحاج وعصام الشابي وجوهر بن مبارك وخيام التركي. وفي رسالة موقعة بأسمائهم نشرتها تنسيقية الموقوفين السياسيين على صفحتها بموقع "فايسبوك" دعا الموقوفون ″القوى المدافعة عن الديمقراطية والحرية إلى عدم مزيد إهدار الوقت والتعجيل بفتح حوار بينها وتوحيد جهودها لتوفير الضمانات الضرورية لإجراء الانتخابات المقبلة وفق المعايير الدولية في النزاهة والشفافية والديمقراطية”، مشددين على أن “المرحلة تتطلب خطوة شجاعة وجريئة في تقديم مرشح موحد من القوى الديمقراطية”.
محاولات سابقة
تجدر الإشارة إلى أن محاولات ونقاشات حول توحيد الصف في مواجهة مسار الرئيس قيس سعيد كانت قد صدرت منذ سنة تقريبا وخلال ندوة صحفية حينها بتاريخ 18 فيفري 2023 أكدت جبهة الخلاص الوطني والحزب الجمهوري وناشطون سياسيون على "وجوب توحيد صف المعارضة وتنظيم مؤتمر وطني للمعارضة الديمقراطية..."، وفق تصريحات القيادات الحزبية والوجوه المشاركة في الندوة.
توحيد العائلات السياسية
لا تقتصر دعوات التوحيد على معارضي الرئيس بل شملت أيضا بعض مساندي الرئيس ومسار 25 جويلية ومن بينهم الأمين العام لحزب "حركة تونس إلى الأمام" عبيد البريكي على هامش أشغال اليوم الافتتاحي لمؤتمره الأخير .
وعبيد البريكي الذي يعتبر أن الرئيس أقصى حتى الأحزاب المساندة من المشاركة في الخيارات السياسية، دعا في المقابل إلى "توحيد الأطياف الوطنية الديمقراطية ومواصلة التحاور أولا مع "حزب الوطد الموحد" ومع "الوطد الاشتراكي" بهدف الوصول إلى وحدة تنظيمية فكرية وسياسية ومن خلالها الانفتاح على القوى الوطنية والديمقراطية من اجل جبهة وطنية ديمقراطية واسعة تساهم في الإقناع بضرورة احترام الأحزاب في المشهد الديمقراطي".
بدوره دعا أمين عام حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" منجي الرحوي إلى "ضرورة استئناف مسار توحيد القوى اليسارية".
وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها أهمية التقاء وتوحيد العائلات السياسية في جبهات مشتركة لتأسيس أحزاب وتشكلات سياسية قوية قادرة على الفعل والانجاز في المشهد السياسي.. لكنها باءت بالفشل.