ما بعد العدوان على غزة وحرب الإبادة المفتوحة على الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون كما قبلها وهذا ليس من باب الأوهام والانسياق وراء التحاليل السياسية السطحية الموغلة في الاستنتاجات المبنية على التناقضات.. والأكيد أن ما ستكون عليه النتائج العسكرية الميدانية لهذه الحرب غير المتكافئة لن تتضح قريبا.. وأهداف الاحتلال المعلنة لم تر طريقها إلى الانجاز رغم حم الدمار.. ولكن هناك حسابات واضحة وإن بدت بعيدة وهي حسابات تجعل من غزة المنطقة المنكوبة والأكثر دمارا قلب الرحى في استحقاقات انتخابية دولية كبرى ستكون عنوانها الأبرز ..
فغزة التي تعيش الألم على الألم وتنام وتصحو على وقع القصف اليومي والقتل والتدمير المنهج والإحصائيات المهولة لضحاياها وجرحاها ومشرديها باتت رغم كل مخلفات الحرب رقما من الأرقام الصعبة في مختلف المعارك الانتخابية القادمة وستكون عنوانا مصيريا في الانتخابات الأوروبية والأمريكية تماما كما بدأت تداعياتها بوضوح على مسار الانتخابات التكميلية البريطانية الأسبوع الماضي.. والأرجح أنه سيكون للناخبين في مسار المنافسات الانتخابية الكبرى القادمة وزن في قلب الكثير من الحسابات وإسقاط قيادات لها طموحات كبيرة في الاستمرار في السلطة ومنها الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك.. والأرجح أيضا أنهما سيدفعان ثمن مواقفهما المتطرفة في دعمهما وولائهما الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي رغم كل مظاهر الاستياء الشعبي ورغم كل المظاهرات الاحتجاجية والدعوات لإيقاف العدوان ومنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة ارتكاب جرائمه والاستفادة من صفقات السلاح التي تتوفر له بفضل الأنظمة الغربية الداعمة له ...
وطبعا لن يقف التصويت العقابي عند مزدوجي الجنسية من عرب أمريكا وبريطانيا مسلمين ومسيحيين ولكن الأمر سيتضح أكثر لدى الناخبين الأمريكيين والبريطانيين الذين باتوا أكثر معرفة وأكثر دراية وأكثر وعيا بحقيقة وتاريخ الصراع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وبين الفلسطينيين بعد اكتشاف زيف الرواية الإسرائيلية المبنية على الدم والسطو ومحو الذاكرة الفلسطينية.
وبالعودة إلى ما سجلته الساحة البريطانية قبل أيام بعد إعلان عودة الوجه السياسي المثير للجدل جورج غالاوي إلى البرلمان البريطاني بعد فوزه في انتخابات تكميلية في مدينة روتشديل وما أثاره هذا الفوز من مخاوف لدى العمال والمحافظين على حد سواء.. وقد اعتبر زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، والذي من المرجح أن يصبح رئيساً لوزراء بريطانيا في الانتخابات العامة هذا العام أن ما حدث بسبب غزة... وهو ما جعل غالاوي يرد بالقول ما حصل لأجل غزة موجها خطابه إلى زعيم المعارضة مضيفا انه سيدفع ثمناً باهظاً للدور الذي لعبت في تمكين وتشجيع وتغطية الكارثة التي تحدث حالياً في فلسطين المحتلة في الضفة والقطاع..
فوز غالاوي يعني بكل بساطة أنه اعتباراً من الأسبوع المقبل سيكون البرلمان البريطاني مرة أخرى موطناً لواحد من أكثر الخطباء بلاغة ودعما للقضية الفلسطينية في الساحة البريطانية، وهو من الأصوات المزعجة في البرلمان أيضا.. طبعا لا احد يتوقع أن يقلب غالاوي الذي بدأ مسيرته في حزب العمال قبل نصف قرن والذي يتزعم الآن "حزب عمال بريطانيا توجهات السياسة الخارجية البريطانية التي تسير في فلك السياسة الخارجية الأمريكية.. ولكن يبقى لصعود غالاوي أكثر من إشارة سيتعين تلقفها والاستعداد لتحمل تداعياتها ...
رئيس الوزراء البريطاني رريتشي سوناك استشعر ثقل فوز غالاوي واعتبره أمرا مثيرا ويمكن أن يقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة.. بل ذهب إلى المطالبة بالتعاطي بحزم مع الاحتجاجات الداعمة لغزة.
غالاوي كلفته مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية الكثير سواء في مسيرته السياسية أو كذلك في تعرضه للاعتداء في أكثر من مناسبة.. مدينة روتشديل ذات الأغلبية المسلمة التي هيمنت عليها أحداث الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة ستكون مقدمة وعنوانا لاختبارات انتخابية معقدة خلال هذا العام ..
وقناعتنا أن لعنة غزة التي خذلها العالم، وان دماء أطفالها وأشلاء ضحاياها المتناثرة وصرخات الأمهات والشيوخ وأوجاع المصابين المرضى واستغاثات المشردين التي لم تجد لها صدى لدى الضمير الإنساني الدولي ستكون حاضرة في تعداد مكاتب الاقتراع في أكثر من بلد من الدول الحليفة لكيان الاحتلال.. غزة المحاصرة برا وبحرا وجوا التي تواجه أعتى الجيوش وأشدها فتكا ستلاحق الكثيرين وسيكون للمحاكم التي يقودها الرأي العام الدولي على وقع صور الموت القادم من غزة و"الفيتو" الأمريكي والصمت الغربي إزاء مجزرة العصر دوره آجلا أم عاجلا في الدفع لتغيير النظام العالمي الفاشل والغارق في عنصريته وسطوته ظلمه واستبداده ومناصرته للجلاد وامتهانه للضحية.. هذا من أجل غزة.. قالها غالاوي ويجب أن يقولها كل أحرار العالم بأسره.
اسيا العتروس
ما بعد العدوان على غزة وحرب الإبادة المفتوحة على الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون كما قبلها وهذا ليس من باب الأوهام والانسياق وراء التحاليل السياسية السطحية الموغلة في الاستنتاجات المبنية على التناقضات.. والأكيد أن ما ستكون عليه النتائج العسكرية الميدانية لهذه الحرب غير المتكافئة لن تتضح قريبا.. وأهداف الاحتلال المعلنة لم تر طريقها إلى الانجاز رغم حم الدمار.. ولكن هناك حسابات واضحة وإن بدت بعيدة وهي حسابات تجعل من غزة المنطقة المنكوبة والأكثر دمارا قلب الرحى في استحقاقات انتخابية دولية كبرى ستكون عنوانها الأبرز ..
فغزة التي تعيش الألم على الألم وتنام وتصحو على وقع القصف اليومي والقتل والتدمير المنهج والإحصائيات المهولة لضحاياها وجرحاها ومشرديها باتت رغم كل مخلفات الحرب رقما من الأرقام الصعبة في مختلف المعارك الانتخابية القادمة وستكون عنوانا مصيريا في الانتخابات الأوروبية والأمريكية تماما كما بدأت تداعياتها بوضوح على مسار الانتخابات التكميلية البريطانية الأسبوع الماضي.. والأرجح أنه سيكون للناخبين في مسار المنافسات الانتخابية الكبرى القادمة وزن في قلب الكثير من الحسابات وإسقاط قيادات لها طموحات كبيرة في الاستمرار في السلطة ومنها الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك.. والأرجح أيضا أنهما سيدفعان ثمن مواقفهما المتطرفة في دعمهما وولائهما الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي رغم كل مظاهر الاستياء الشعبي ورغم كل المظاهرات الاحتجاجية والدعوات لإيقاف العدوان ومنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة ارتكاب جرائمه والاستفادة من صفقات السلاح التي تتوفر له بفضل الأنظمة الغربية الداعمة له ...
وطبعا لن يقف التصويت العقابي عند مزدوجي الجنسية من عرب أمريكا وبريطانيا مسلمين ومسيحيين ولكن الأمر سيتضح أكثر لدى الناخبين الأمريكيين والبريطانيين الذين باتوا أكثر معرفة وأكثر دراية وأكثر وعيا بحقيقة وتاريخ الصراع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وبين الفلسطينيين بعد اكتشاف زيف الرواية الإسرائيلية المبنية على الدم والسطو ومحو الذاكرة الفلسطينية.
وبالعودة إلى ما سجلته الساحة البريطانية قبل أيام بعد إعلان عودة الوجه السياسي المثير للجدل جورج غالاوي إلى البرلمان البريطاني بعد فوزه في انتخابات تكميلية في مدينة روتشديل وما أثاره هذا الفوز من مخاوف لدى العمال والمحافظين على حد سواء.. وقد اعتبر زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، والذي من المرجح أن يصبح رئيساً لوزراء بريطانيا في الانتخابات العامة هذا العام أن ما حدث بسبب غزة... وهو ما جعل غالاوي يرد بالقول ما حصل لأجل غزة موجها خطابه إلى زعيم المعارضة مضيفا انه سيدفع ثمناً باهظاً للدور الذي لعبت في تمكين وتشجيع وتغطية الكارثة التي تحدث حالياً في فلسطين المحتلة في الضفة والقطاع..
فوز غالاوي يعني بكل بساطة أنه اعتباراً من الأسبوع المقبل سيكون البرلمان البريطاني مرة أخرى موطناً لواحد من أكثر الخطباء بلاغة ودعما للقضية الفلسطينية في الساحة البريطانية، وهو من الأصوات المزعجة في البرلمان أيضا.. طبعا لا احد يتوقع أن يقلب غالاوي الذي بدأ مسيرته في حزب العمال قبل نصف قرن والذي يتزعم الآن "حزب عمال بريطانيا توجهات السياسة الخارجية البريطانية التي تسير في فلك السياسة الخارجية الأمريكية.. ولكن يبقى لصعود غالاوي أكثر من إشارة سيتعين تلقفها والاستعداد لتحمل تداعياتها ...
رئيس الوزراء البريطاني رريتشي سوناك استشعر ثقل فوز غالاوي واعتبره أمرا مثيرا ويمكن أن يقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة.. بل ذهب إلى المطالبة بالتعاطي بحزم مع الاحتجاجات الداعمة لغزة.
غالاوي كلفته مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية الكثير سواء في مسيرته السياسية أو كذلك في تعرضه للاعتداء في أكثر من مناسبة.. مدينة روتشديل ذات الأغلبية المسلمة التي هيمنت عليها أحداث الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة ستكون مقدمة وعنوانا لاختبارات انتخابية معقدة خلال هذا العام ..
وقناعتنا أن لعنة غزة التي خذلها العالم، وان دماء أطفالها وأشلاء ضحاياها المتناثرة وصرخات الأمهات والشيوخ وأوجاع المصابين المرضى واستغاثات المشردين التي لم تجد لها صدى لدى الضمير الإنساني الدولي ستكون حاضرة في تعداد مكاتب الاقتراع في أكثر من بلد من الدول الحليفة لكيان الاحتلال.. غزة المحاصرة برا وبحرا وجوا التي تواجه أعتى الجيوش وأشدها فتكا ستلاحق الكثيرين وسيكون للمحاكم التي يقودها الرأي العام الدولي على وقع صور الموت القادم من غزة و"الفيتو" الأمريكي والصمت الغربي إزاء مجزرة العصر دوره آجلا أم عاجلا في الدفع لتغيير النظام العالمي الفاشل والغارق في عنصريته وسطوته ظلمه واستبداده ومناصرته للجلاد وامتهانه للضحية.. هذا من أجل غزة.. قالها غالاوي ويجب أن يقولها كل أحرار العالم بأسره.