منذ سنوات تتصدر المشهد الشعري النسائي في تونس قامتان هما آمال موسى دكتورة علم الإجتماع وسندس بكار أستاذة البيداغوجيا والمربية القديرة التي ساهمت في المشهد الإعلامي الوطني والدولي سواء في جريدة المغرب التونسية أو العربي الجديد التي تصدر بلندن....كلا الشاعرتان تشتركان في خوض تجربة قصيدة النثر الصعبة المراس... وفي تأنيث القصيدة وإيقاد جذوة العشق وتأليه الجسد في محاولة خطيرة لاستعادة مجد المؤسسة الأمومية ماترياركال بعد سيطرة المجتمع الأبوي البطركي الذي تناوله الدكتور الفلسطيني هشام شرابي...بدءا بعنوان كتاب آمال موسى...يؤنثني مرتين..وكتاب سندس بكار شهقة البدء...
وفي البدء كانت الكلمة ..كما في الديانات لكن شهقة الجنس كانت الألم الذي يشكل استدامة العنصر البشري على هذه الأرض..
آمال موسى كانت سبّاقة في كل شيء ..تحديها للبطركية ولهيمنة الذّكر في القطيع البشري كان واضحا من قصائدها الأولى...وعندما أصدرت مجموعتها الشعرية يؤنثني مرتين كانت صرخة في شكل بيان صارخ لمجتمع الذّكور الذي كان يعتبر الأنثى مجرّد نزوة عابرة ..أو آلة طبيعية لإنجاب الخلف من السلف..كانت قصائدها مربكة للنظام الأبوي الصارم..لكن سندس بكار كانت أكثر جرأة وإعترافا بالغواية والشهوة في مجموعتها الأولي شهقة البدء.. لقد أوهمت الرجل بيقينها انها مصدر اللّذّة ومنبع الخصوبة ..كذلك تفعل الآلهات القدامى..تانيت عشتار إنانا.. وكذلك شاء الكون فلا خصوبة للأرض بدون إلاه ذكر يرسل غيثه لتنبت كروما وأعنابا ولا شيء يخلق بدون ذكورية الإله السماوي وأنوثة الأرض المتشققة والمتعطشة لشهقة البدء..
سندس بكار وآمال موسى كان لهما السبق في تمجيد الأنوثة وإعلانها يقيينا لا عورة جهرا لا سرّا بقصائد خالدة لا تستجيب حتي لقوانين الذكر ولأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي ..هنّ رائدات القصيدة الحديثة شكلا ومضمونا وشجاعة رهيبة في تحدي أشد المجتمعات بطركية..مثل المجتمع التونسي.
بقلم: محمد السبوعي
منذ سنوات تتصدر المشهد الشعري النسائي في تونس قامتان هما آمال موسى دكتورة علم الإجتماع وسندس بكار أستاذة البيداغوجيا والمربية القديرة التي ساهمت في المشهد الإعلامي الوطني والدولي سواء في جريدة المغرب التونسية أو العربي الجديد التي تصدر بلندن....كلا الشاعرتان تشتركان في خوض تجربة قصيدة النثر الصعبة المراس... وفي تأنيث القصيدة وإيقاد جذوة العشق وتأليه الجسد في محاولة خطيرة لاستعادة مجد المؤسسة الأمومية ماترياركال بعد سيطرة المجتمع الأبوي البطركي الذي تناوله الدكتور الفلسطيني هشام شرابي...بدءا بعنوان كتاب آمال موسى...يؤنثني مرتين..وكتاب سندس بكار شهقة البدء...
وفي البدء كانت الكلمة ..كما في الديانات لكن شهقة الجنس كانت الألم الذي يشكل استدامة العنصر البشري على هذه الأرض..
آمال موسى كانت سبّاقة في كل شيء ..تحديها للبطركية ولهيمنة الذّكر في القطيع البشري كان واضحا من قصائدها الأولى...وعندما أصدرت مجموعتها الشعرية يؤنثني مرتين كانت صرخة في شكل بيان صارخ لمجتمع الذّكور الذي كان يعتبر الأنثى مجرّد نزوة عابرة ..أو آلة طبيعية لإنجاب الخلف من السلف..كانت قصائدها مربكة للنظام الأبوي الصارم..لكن سندس بكار كانت أكثر جرأة وإعترافا بالغواية والشهوة في مجموعتها الأولي شهقة البدء.. لقد أوهمت الرجل بيقينها انها مصدر اللّذّة ومنبع الخصوبة ..كذلك تفعل الآلهات القدامى..تانيت عشتار إنانا.. وكذلك شاء الكون فلا خصوبة للأرض بدون إلاه ذكر يرسل غيثه لتنبت كروما وأعنابا ولا شيء يخلق بدون ذكورية الإله السماوي وأنوثة الأرض المتشققة والمتعطشة لشهقة البدء..
سندس بكار وآمال موسى كان لهما السبق في تمجيد الأنوثة وإعلانها يقيينا لا عورة جهرا لا سرّا بقصائد خالدة لا تستجيب حتي لقوانين الذكر ولأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي ..هنّ رائدات القصيدة الحديثة شكلا ومضمونا وشجاعة رهيبة في تحدي أشد المجتمعات بطركية..مثل المجتمع التونسي.