إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. الساحة فارغة ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    الحكيم هو من عرف، وفكر، لأن وعيه هو وعي الكون، وذكاؤه هو ذكاء الكون.

 بشكل عفوي يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ، يتصرف بعقل وبحكمة .

الحكيم هو رجل مستنير، رجل متطور بالكامل، سابق لعصره.

  ولكن هل ما يزال بيننا حكماء عظماء اليوم !.

  هل يوجد مفكرون مستنيرون سابقون لعصرهم .

 ما الذي يميز الحكيم، المفكر العظيم في مرحلة أو فترة معينة أو في عصر ما؟.

متى ومن يجب أن يمنح له هذا الاعتراف؟.

 ومتى ومن يتوج بـ”المفكر العظيم” في عصر أو زمن ما؟.

 هل هو ذلك الشخص الذي ينير دروبا للبشرية نحو وعي أفضل أو التفكير بشكل مختلف!. أو الأهم من يتميّز عن القطيع بافكاره وأرائه وطروحاته ويكون سابقا لعصره .

عادة يبرز المثقفون ويحجزون أمكنتهم في الأجواء المشتعلة، زمن التحولات الكبرى التي تشهدها الأمم والشعوب، لأنها فترة تكون فيها الأبعاد الأيديولوجية والفنية والاجتماعية على قدم وساق، وهي فترة أيضًا يتغلب فيها الأمل في بناء أشكال جديدة للحياة في كثير من الأحيان على النفور من الواقع .

 إذا نجحت "الثورات" العربية في أمر ما، فهو نشر الجهل والتخلّف والشعبوية، بما خلًف صدمة كبيرة في صفوف النخب والمثقفين الذين لم يعد لهم من مشروع إلا البحث عن الخلاص والأمان وأن يمحوروا أنشطتهم من أجل "متنفس" يبقي على حضورهم في المشهد .

 كانت تونس تزخر طوال كلّ تاريخها، حتى في عصرها الحديث، تحديدا خلال عقود مضت بمفكرين وعظماء كبار تفخر بهم، يرفعون اسمها عاليا. كانوا بالعشرات بل بالمئات، لنفاجأ اليوم بهذا القحط في زمن يشهد فيه العالم اخطر تحولاته وغني بالتجديد والحركة والنشاط .

غاب مثقفونا من التقاط اللحظة التي نحن بصددها اليوم .

 من باب الأمانة هنالك أسماء كبيرة تسعى وتجتهد بحدود إمكانياتها أن يكون لها صوت، من أمثال: فتحي التريكي، يوسف الصديق، محمد الحداد، عبد المجيد الشرفي، الهادي التيمومي، علي اللواتي، رضا مامي، العفيف البوني، محمد الهاشمي بلوزة، ادم فتحي، حذامي المحجوب، المولدي قسومي، علي الشنوفي، حمادي الرديسي، حسين فنطر، عبد الجليل التميمي، زياد كريشان، ألفة يوسف، رشيدة التريكي، رجاء بن سلامة، هالة وردي، فتحي بن سلامة، فوزية الزواري، أبو يعرب المرزوقي، الخ.. اعتذر للذين يستحقون ولم اذكر أسماءهم ..

 لكن يبقى السّؤال الأهم في النهاية، من تحديدا المسؤول عن توليد هذه القامات الفكرية الكبيرة؟ هل هو مجتمع المثقفين، أم السلطة الثقافية أم الإعلام، أم أن الأمر متروك حيث المبادرات الفردية من خلال انتاجات مبدعة متميزة .

   إن أي إبداع أو عطاء ثقافي لا يمكن أن يأتي إلا من أولئك المسكونين بالهمّ الفكري والثقافي، المؤمنين بالمهمة التنويرية للمثقف .

 من الحكمة أن يتعلَم المرء الحكمة نفسها من الرجل الضرير، لأنه لا يضع قدمه على الأرض، إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه، فأجمل مخطط يقوم به الإنسان أن يبني جسرين من الأمل في نهر من اليأس والإحباط .

 

 

حكاياتهم  .. الساحة فارغة ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    الحكيم هو من عرف، وفكر، لأن وعيه هو وعي الكون، وذكاؤه هو ذكاء الكون.

 بشكل عفوي يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ، يتصرف بعقل وبحكمة .

الحكيم هو رجل مستنير، رجل متطور بالكامل، سابق لعصره.

  ولكن هل ما يزال بيننا حكماء عظماء اليوم !.

  هل يوجد مفكرون مستنيرون سابقون لعصرهم .

 ما الذي يميز الحكيم، المفكر العظيم في مرحلة أو فترة معينة أو في عصر ما؟.

متى ومن يجب أن يمنح له هذا الاعتراف؟.

 ومتى ومن يتوج بـ”المفكر العظيم” في عصر أو زمن ما؟.

 هل هو ذلك الشخص الذي ينير دروبا للبشرية نحو وعي أفضل أو التفكير بشكل مختلف!. أو الأهم من يتميّز عن القطيع بافكاره وأرائه وطروحاته ويكون سابقا لعصره .

عادة يبرز المثقفون ويحجزون أمكنتهم في الأجواء المشتعلة، زمن التحولات الكبرى التي تشهدها الأمم والشعوب، لأنها فترة تكون فيها الأبعاد الأيديولوجية والفنية والاجتماعية على قدم وساق، وهي فترة أيضًا يتغلب فيها الأمل في بناء أشكال جديدة للحياة في كثير من الأحيان على النفور من الواقع .

 إذا نجحت "الثورات" العربية في أمر ما، فهو نشر الجهل والتخلّف والشعبوية، بما خلًف صدمة كبيرة في صفوف النخب والمثقفين الذين لم يعد لهم من مشروع إلا البحث عن الخلاص والأمان وأن يمحوروا أنشطتهم من أجل "متنفس" يبقي على حضورهم في المشهد .

 كانت تونس تزخر طوال كلّ تاريخها، حتى في عصرها الحديث، تحديدا خلال عقود مضت بمفكرين وعظماء كبار تفخر بهم، يرفعون اسمها عاليا. كانوا بالعشرات بل بالمئات، لنفاجأ اليوم بهذا القحط في زمن يشهد فيه العالم اخطر تحولاته وغني بالتجديد والحركة والنشاط .

غاب مثقفونا من التقاط اللحظة التي نحن بصددها اليوم .

 من باب الأمانة هنالك أسماء كبيرة تسعى وتجتهد بحدود إمكانياتها أن يكون لها صوت، من أمثال: فتحي التريكي، يوسف الصديق، محمد الحداد، عبد المجيد الشرفي، الهادي التيمومي، علي اللواتي، رضا مامي، العفيف البوني، محمد الهاشمي بلوزة، ادم فتحي، حذامي المحجوب، المولدي قسومي، علي الشنوفي، حمادي الرديسي، حسين فنطر، عبد الجليل التميمي، زياد كريشان، ألفة يوسف، رشيدة التريكي، رجاء بن سلامة، هالة وردي، فتحي بن سلامة، فوزية الزواري، أبو يعرب المرزوقي، الخ.. اعتذر للذين يستحقون ولم اذكر أسماءهم ..

 لكن يبقى السّؤال الأهم في النهاية، من تحديدا المسؤول عن توليد هذه القامات الفكرية الكبيرة؟ هل هو مجتمع المثقفين، أم السلطة الثقافية أم الإعلام، أم أن الأمر متروك حيث المبادرات الفردية من خلال انتاجات مبدعة متميزة .

   إن أي إبداع أو عطاء ثقافي لا يمكن أن يأتي إلا من أولئك المسكونين بالهمّ الفكري والثقافي، المؤمنين بالمهمة التنويرية للمثقف .

 من الحكمة أن يتعلَم المرء الحكمة نفسها من الرجل الضرير، لأنه لا يضع قدمه على الأرض، إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه، فأجمل مخطط يقوم به الإنسان أن يبني جسرين من الأمل في نهر من اليأس والإحباط .