مديرة بالمعهد الوطني للاستهلاك : عديد الأغذية التي تتسبب في انتشار الأمراض
تونس - الصباح
أسابيع قليلة تفصل التونسيين على استقبال شهر رمضان موسم الاستهلاك بامتياز.. وفي ظل ضعف المقدرة الشرائية لعموم التونسيين وارتفاع أسعار اغلب المواد وأساسا اللحوم، فهل تساهم هذه الظروف في تغيير العادات الاستهلاكية للتونسي؟
نذكر ان دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك أجريت سنة 2023، شملت 1022 عائلة في مختلف ولايات الجمهورية، كشفت أن قرابة 66 بالمائة من الأطعمة التي يتم إعدادها خلال شهر رمضان تلقى في سلة المهملات ويستحوذ الخبز على أعلى نسبة من التبذير ب46 بالمائة.
وقال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي لـ"الصباح" ان المستهلك أصبح غير قادر على مقاومة ارتفاع الأسعار لذلك فان الضرورة فرضت عليه ترشيد الاستهلاك فمثلا اصبح غير قادر على شراء اللحم والذي قد يصل ثمنه 50 دينار للكيلوغرام الواحد خلال شهر رمضان.
واكد الرياحي ان عديد المظاهر التي ترافق اقتراب شهر رمضان غابت اغلبها مثل اللهفة على الشراءات وتراجعت الطوابير بعد عودة بعض المواد إلى سيرها العادي مثل الحليب والسكر باستثناء تواصل الصفوف امام المخابز نظرا لعدم تعميم خبز النخالة إلى حد الآن.
من جانبها أكدت دارين الدڨي مديرة التحاليل والتجارب المقارنة بالمعهد الوطني للاستهلاك ان تونس تعيش انتقالا غذائيا كبيرا وخطيرا حيث تفاقمت عديد الأمراض غير السارية بسبب عديد الأغذية التي تسببت في انتشار عديد الأمراض مثل السكري الذي أصاب حوالي 16 بالمائة من من هم في سن 15 سنة فما فوق إلى جانب وجود أمراض سرطانية المتسبب الرئيسي فيه هو نوعية الغذاء، كما نشهد انتشار الخمول البدني.
وأشارت مديرة التحاليل والتجارب المقارنة بالمعهد الوطني للاستهلاك لـ"الصباح" ان عديد المواد الاستهلاكية التي أسعارها في متناول الجميع ترتفع نسبة الإقبال عليها في رمضان، مضيفة ان المعهد قام بدراسات هامة حول تبذير الغذاء وتبذير الخبز وكشفت الأرقام ان مادة الخبز هي الأكثر تبذيرا بنسبة 14 بالمائة تليها المعجنات بنسبة 10 بالمائة.
كما شدد محدثتنا على ان تدهور المقدرة الشرائية للتونسي لم تغير من السلوك الاستهلاكي للتونسي خاصة في ظل تحول فضاءات التواصل الاجتماعي إلى منصات للاستهلاك.
وذكرت المسؤولة بالمعهد الوطني للاستهلاك ببرنامج قافلة التربية على الاستهلاك بالوسط المدرسي الذي انطلق منذ سنة 2016 لخلق جيل استهلاكي واع، مرحبا مع العلم انه يجري العمل لتعميم التجربة حتى تشمل رياض الأطفال.
وأفادت الدڨي ان هذا البرنامج لا يكفي مشيرة إلى أنه اصبح من الضروري إدراج مادة حول التربية على الاستهلاك.
وحسب المعهد الوطني للاستهلاك فإن نسبة كبيرة من الأسر التونسية لها سلوك عشوائي وغير منضبط في الإنفاق خاصة في المواسم الاستهلاكية مما يضطر حوالي ربع المستهلكين إلى اللجوء إلى التداين بمختلف أنواعه.
ويكلف التبذير التونسيين 5 بالمائة من ميزانية الإنفاق الغذائي إذ تقدر قيمة الأغذية المهدورة من الأسر سنويا بنحو 576 مليون دينار، وفق المعهد الوطني للاستهلاك.
كما كشف المعهد الوطني الاستهلاك، عن تنامي ظاهرة تبذير الطعام في سلوك التونسيين، خاصة خلال شهر رمضان، بإتلاف 66 بالمائة من المأكولات، ويتصدر الخبز رأس قائمة المواد التي تلقى في القمامة، بنسبة 46 بالمائة.
ثم الغلال بـ30 بالمائة، والحلويات بـ20 بالمائة، واللحوم بـ19 بالمائة، والحليب ومشتقاته بـ18 بالمائة، والخضر بـ14 بالمائة، والمشروبات بـ13.4 بالمائة، والبيض بـ5.5 بالمائة، وهي نسب تعد مرتفعة في ظل الصعوبات الاقتصادية.
وكانت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب، ادت منذ اسابيع قليلة زيارة عمل إلى المعهد الوطني للاستهلاك حيث أكدت على أهمية دور المعهد في حماية المستهلك من خلال مساهمته في مجالات تطوير جودة المنتجات وتوفير المعطيات العلمية والإحصائيات الدقيقة لفائدة المستهلك.
ومن بين مهام المعهد الوطني للاستهلاك معاضدة مجهودات الوزارة على مستوى مجالات الاستهلاك والتحسيس والتوعية وخاصة في ما يتعلق بالتبذير الغذائي وترشيد الاستهلاك وتعزيز التعاون مع الهياكل الدولية المختصة في المجال.
وقد تضمنت ميزانية وزارة التجارة وتنمية الصادرات لسنة 2024، وفي إطار نفقات التنمية إجراء دراسات ومسوحات لفائدة المعهد الوطني للاستهلاك بقيمة 3ر0 مليون دينار.
جهاد الكلبوسي
مديرة بالمعهد الوطني للاستهلاك : عديد الأغذية التي تتسبب في انتشار الأمراض
تونس - الصباح
أسابيع قليلة تفصل التونسيين على استقبال شهر رمضان موسم الاستهلاك بامتياز.. وفي ظل ضعف المقدرة الشرائية لعموم التونسيين وارتفاع أسعار اغلب المواد وأساسا اللحوم، فهل تساهم هذه الظروف في تغيير العادات الاستهلاكية للتونسي؟
نذكر ان دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك أجريت سنة 2023، شملت 1022 عائلة في مختلف ولايات الجمهورية، كشفت أن قرابة 66 بالمائة من الأطعمة التي يتم إعدادها خلال شهر رمضان تلقى في سلة المهملات ويستحوذ الخبز على أعلى نسبة من التبذير ب46 بالمائة.
وقال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي لـ"الصباح" ان المستهلك أصبح غير قادر على مقاومة ارتفاع الأسعار لذلك فان الضرورة فرضت عليه ترشيد الاستهلاك فمثلا اصبح غير قادر على شراء اللحم والذي قد يصل ثمنه 50 دينار للكيلوغرام الواحد خلال شهر رمضان.
واكد الرياحي ان عديد المظاهر التي ترافق اقتراب شهر رمضان غابت اغلبها مثل اللهفة على الشراءات وتراجعت الطوابير بعد عودة بعض المواد إلى سيرها العادي مثل الحليب والسكر باستثناء تواصل الصفوف امام المخابز نظرا لعدم تعميم خبز النخالة إلى حد الآن.
من جانبها أكدت دارين الدڨي مديرة التحاليل والتجارب المقارنة بالمعهد الوطني للاستهلاك ان تونس تعيش انتقالا غذائيا كبيرا وخطيرا حيث تفاقمت عديد الأمراض غير السارية بسبب عديد الأغذية التي تسببت في انتشار عديد الأمراض مثل السكري الذي أصاب حوالي 16 بالمائة من من هم في سن 15 سنة فما فوق إلى جانب وجود أمراض سرطانية المتسبب الرئيسي فيه هو نوعية الغذاء، كما نشهد انتشار الخمول البدني.
وأشارت مديرة التحاليل والتجارب المقارنة بالمعهد الوطني للاستهلاك لـ"الصباح" ان عديد المواد الاستهلاكية التي أسعارها في متناول الجميع ترتفع نسبة الإقبال عليها في رمضان، مضيفة ان المعهد قام بدراسات هامة حول تبذير الغذاء وتبذير الخبز وكشفت الأرقام ان مادة الخبز هي الأكثر تبذيرا بنسبة 14 بالمائة تليها المعجنات بنسبة 10 بالمائة.
كما شدد محدثتنا على ان تدهور المقدرة الشرائية للتونسي لم تغير من السلوك الاستهلاكي للتونسي خاصة في ظل تحول فضاءات التواصل الاجتماعي إلى منصات للاستهلاك.
وذكرت المسؤولة بالمعهد الوطني للاستهلاك ببرنامج قافلة التربية على الاستهلاك بالوسط المدرسي الذي انطلق منذ سنة 2016 لخلق جيل استهلاكي واع، مرحبا مع العلم انه يجري العمل لتعميم التجربة حتى تشمل رياض الأطفال.
وأفادت الدڨي ان هذا البرنامج لا يكفي مشيرة إلى أنه اصبح من الضروري إدراج مادة حول التربية على الاستهلاك.
وحسب المعهد الوطني للاستهلاك فإن نسبة كبيرة من الأسر التونسية لها سلوك عشوائي وغير منضبط في الإنفاق خاصة في المواسم الاستهلاكية مما يضطر حوالي ربع المستهلكين إلى اللجوء إلى التداين بمختلف أنواعه.
ويكلف التبذير التونسيين 5 بالمائة من ميزانية الإنفاق الغذائي إذ تقدر قيمة الأغذية المهدورة من الأسر سنويا بنحو 576 مليون دينار، وفق المعهد الوطني للاستهلاك.
كما كشف المعهد الوطني الاستهلاك، عن تنامي ظاهرة تبذير الطعام في سلوك التونسيين، خاصة خلال شهر رمضان، بإتلاف 66 بالمائة من المأكولات، ويتصدر الخبز رأس قائمة المواد التي تلقى في القمامة، بنسبة 46 بالمائة.
ثم الغلال بـ30 بالمائة، والحلويات بـ20 بالمائة، واللحوم بـ19 بالمائة، والحليب ومشتقاته بـ18 بالمائة، والخضر بـ14 بالمائة، والمشروبات بـ13.4 بالمائة، والبيض بـ5.5 بالمائة، وهي نسب تعد مرتفعة في ظل الصعوبات الاقتصادية.
وكانت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب، ادت منذ اسابيع قليلة زيارة عمل إلى المعهد الوطني للاستهلاك حيث أكدت على أهمية دور المعهد في حماية المستهلك من خلال مساهمته في مجالات تطوير جودة المنتجات وتوفير المعطيات العلمية والإحصائيات الدقيقة لفائدة المستهلك.
ومن بين مهام المعهد الوطني للاستهلاك معاضدة مجهودات الوزارة على مستوى مجالات الاستهلاك والتحسيس والتوعية وخاصة في ما يتعلق بالتبذير الغذائي وترشيد الاستهلاك وتعزيز التعاون مع الهياكل الدولية المختصة في المجال.
وقد تضمنت ميزانية وزارة التجارة وتنمية الصادرات لسنة 2024، وفي إطار نفقات التنمية إجراء دراسات ومسوحات لفائدة المعهد الوطني للاستهلاك بقيمة 3ر0 مليون دينار.