إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. من سرق الأرشيف ...

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   معظم التاريخ ظنّ، وبقيته من إملاء الهوى ونفاق ورياء .

 اعتقد أن أهمّ غنيمة لسقوط نظام العقيد معمّر القذاقي، ليس موجودات البنك المركزي الليبي بمئات المليارات من الدولارات، أو مخازن الذهب أو الأسلحة أو أية, منقولات أخرى، بل أساسا الأرشيف الكامل لجهاز الاستخبارات اللليبية الذي يورّط رؤساء وقادة دول ومنظمات وأحزاب وحركات إرهابية ثورية .

  كانت المخابرات الليبية لا تخفى عنها لا كبيرة وتصغيره بما هو موصول بالبلدان التي لها مصالح معها أو القريبة منها جغرافيا أو تربطها بها تحالفات .

  لتونس تاريخ طويل مع هذا الجهاز، عديد الشخصيات كان لهم اهتمام خاص بها من ذلك: محمد المصمودي، الهادي نويرة، الحبيب عاشور، كذلك رؤساء أحزاب وناس وسياسيون ومحامون وصحافيون ومثقفون وحتى رجال الأعمال ..

  أسرار كثيرة لم يكشف الستار كاملا عنها وهي بلا شك معلومة ومحتفظ بها في أرشيف هذا الجهاز ..

  من ذلك الظروف التي تمّ فيها إقناع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بتوقيع معاهدة جربة، قضية طرد عشرات الآلاف من العمال التونسيين من ليبيا، محاولة اغتيال المرحوم  الهادي نويرة، مخطط تفجير فندق هيلتون حيث كان ينعقد اجتماع للجامعة العربية، عملية قفصة، إذاعة الثوار التونسيين التي كانت تبث من ليبيا، دور العقيد القذافي في عملية الإطاحة بحكم بورقيبة، مساعي الساعات الأخيرة للنظام الليبي لإنقاذ الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وإعادته للحكم، تورّط قيادات ليبية نفسها من بينها عبد السلام جلود في الإطاحة بالعقيد القذافي، عملية لوكربي، الاغتيالات السياسية للمعارضين الليبيين... الخ

في تقدير موقف عديد المراقبين، إن هذا الأرشيف بمثابة كنز علي بابا من تمكن من وضع اليد عليه، وهو معروف لا فائدة من ذكر اسمه، سيوفّر له عناصر قوية في علاقاته دوليا بالإمكان استثمارها في خدمة مصالح معينة.

  اهتزت فرنسا هذه الأيام  لفضيحة تجسّس تورّط فيها وجه إعلامي كان مدير لمجلة "الاكسبريس" عمل لمدة خمسة وثلاثين عاما لصالح جهاز الاستخبارات السوفياتية "KGB"

   أقرّت مجلة الاكسبريس الفرنسية في عددها لهذا الأسبوع أن مديرها السابق في السبعينيات "فيليب غرومباك"، كان يعمل كجاسوس للجهاز الإستخباراتي السوفياتي  KGB  وذكرت المجلة أن المعلومات التي حصلت عليها، أكدها المقربون من المدير السابق  "فيليب غرومباك"، الذي توفي سنة 2003 عن عمر يناهز 79 سنة، بعد عمله لعقود عدة في المجال الإعلامي الفرنسي بالموازاة مع تعاونه كجاسوس مع الاستخبارات السوفيتية حيث استغل علاقة صداقة جمعته بالعديد من الشخصيات المهمة آنذاك، ومن بينها رئيسا الجمهورية الفرنسية السابقان "جيسكار ديستان" وفرانسوا ميتران، ليصبح في نهاية مسيرته "أحد أعظم الجواسيس السوفييت في الجمهورية الفرنسية الخامسة".

  يعود التحقيق الذي نشرته "الإكسبريس" في الأصل إلى عمل استقصائي لجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، إذ منذ سنة 2004 تحتضن الجامعة كما هائلا من الوثائق التي تم تسليمها من طرف المعارض الروسي "فاسيلي متروخين"، الذي شغل منصب كبير موظفي أرشيف المخابرات السوفيتية بين عامي 1972 و1982، والذي قرر على إثر سقوط الإتحاد السوفييتي الانشقاق منKGB، والتوجه إلى المملكة المتحدة مصطحبا معه كافة ملفات أرشيفه وآلاف المذكرات والملاحظات حول العمليات السرية للـKGB  ومئات أسماء الجواسيس في العالم .

    وصفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA هذا التسريب بأنه "أكبر عملية تجسس مضادة في فترة ما بعد الحرب الباردة".

 كبير مسؤولي أرشيف المخابرات السوفيتية "فاسيلي متروخين" تحدث في مذكراته عن بروك، وقال أنه "دخل الكي جي بي لأسباب أيديولوجية في عام 1946، ثم بدأ العمل من أجل المال بعد بضع سنوات لتحسين دخله كصحفي وشراء شقة في باريس"، وأكدت المجلة  أن هذه المعلومات الدقيقة توافق الأحداث التي كان يعيشها غرومباك في بداية مسيرته المهنية.

 للموضوع تطورات أخرى رغم  أن الحرب المخابراتية انتقلت من العمل الميداني إلى العالم الافتراضي، وهذا مجال واسع وشاسع لا حدود له ..

( للحديث صلة )

حكاياتهم  .. من سرق الأرشيف ...

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   معظم التاريخ ظنّ، وبقيته من إملاء الهوى ونفاق ورياء .

 اعتقد أن أهمّ غنيمة لسقوط نظام العقيد معمّر القذاقي، ليس موجودات البنك المركزي الليبي بمئات المليارات من الدولارات، أو مخازن الذهب أو الأسلحة أو أية, منقولات أخرى، بل أساسا الأرشيف الكامل لجهاز الاستخبارات اللليبية الذي يورّط رؤساء وقادة دول ومنظمات وأحزاب وحركات إرهابية ثورية .

  كانت المخابرات الليبية لا تخفى عنها لا كبيرة وتصغيره بما هو موصول بالبلدان التي لها مصالح معها أو القريبة منها جغرافيا أو تربطها بها تحالفات .

  لتونس تاريخ طويل مع هذا الجهاز، عديد الشخصيات كان لهم اهتمام خاص بها من ذلك: محمد المصمودي، الهادي نويرة، الحبيب عاشور، كذلك رؤساء أحزاب وناس وسياسيون ومحامون وصحافيون ومثقفون وحتى رجال الأعمال ..

  أسرار كثيرة لم يكشف الستار كاملا عنها وهي بلا شك معلومة ومحتفظ بها في أرشيف هذا الجهاز ..

  من ذلك الظروف التي تمّ فيها إقناع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بتوقيع معاهدة جربة، قضية طرد عشرات الآلاف من العمال التونسيين من ليبيا، محاولة اغتيال المرحوم  الهادي نويرة، مخطط تفجير فندق هيلتون حيث كان ينعقد اجتماع للجامعة العربية، عملية قفصة، إذاعة الثوار التونسيين التي كانت تبث من ليبيا، دور العقيد القذافي في عملية الإطاحة بحكم بورقيبة، مساعي الساعات الأخيرة للنظام الليبي لإنقاذ الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وإعادته للحكم، تورّط قيادات ليبية نفسها من بينها عبد السلام جلود في الإطاحة بالعقيد القذافي، عملية لوكربي، الاغتيالات السياسية للمعارضين الليبيين... الخ

في تقدير موقف عديد المراقبين، إن هذا الأرشيف بمثابة كنز علي بابا من تمكن من وضع اليد عليه، وهو معروف لا فائدة من ذكر اسمه، سيوفّر له عناصر قوية في علاقاته دوليا بالإمكان استثمارها في خدمة مصالح معينة.

  اهتزت فرنسا هذه الأيام  لفضيحة تجسّس تورّط فيها وجه إعلامي كان مدير لمجلة "الاكسبريس" عمل لمدة خمسة وثلاثين عاما لصالح جهاز الاستخبارات السوفياتية "KGB"

   أقرّت مجلة الاكسبريس الفرنسية في عددها لهذا الأسبوع أن مديرها السابق في السبعينيات "فيليب غرومباك"، كان يعمل كجاسوس للجهاز الإستخباراتي السوفياتي  KGB  وذكرت المجلة أن المعلومات التي حصلت عليها، أكدها المقربون من المدير السابق  "فيليب غرومباك"، الذي توفي سنة 2003 عن عمر يناهز 79 سنة، بعد عمله لعقود عدة في المجال الإعلامي الفرنسي بالموازاة مع تعاونه كجاسوس مع الاستخبارات السوفيتية حيث استغل علاقة صداقة جمعته بالعديد من الشخصيات المهمة آنذاك، ومن بينها رئيسا الجمهورية الفرنسية السابقان "جيسكار ديستان" وفرانسوا ميتران، ليصبح في نهاية مسيرته "أحد أعظم الجواسيس السوفييت في الجمهورية الفرنسية الخامسة".

  يعود التحقيق الذي نشرته "الإكسبريس" في الأصل إلى عمل استقصائي لجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، إذ منذ سنة 2004 تحتضن الجامعة كما هائلا من الوثائق التي تم تسليمها من طرف المعارض الروسي "فاسيلي متروخين"، الذي شغل منصب كبير موظفي أرشيف المخابرات السوفيتية بين عامي 1972 و1982، والذي قرر على إثر سقوط الإتحاد السوفييتي الانشقاق منKGB، والتوجه إلى المملكة المتحدة مصطحبا معه كافة ملفات أرشيفه وآلاف المذكرات والملاحظات حول العمليات السرية للـKGB  ومئات أسماء الجواسيس في العالم .

    وصفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA هذا التسريب بأنه "أكبر عملية تجسس مضادة في فترة ما بعد الحرب الباردة".

 كبير مسؤولي أرشيف المخابرات السوفيتية "فاسيلي متروخين" تحدث في مذكراته عن بروك، وقال أنه "دخل الكي جي بي لأسباب أيديولوجية في عام 1946، ثم بدأ العمل من أجل المال بعد بضع سنوات لتحسين دخله كصحفي وشراء شقة في باريس"، وأكدت المجلة  أن هذه المعلومات الدقيقة توافق الأحداث التي كان يعيشها غرومباك في بداية مسيرته المهنية.

 للموضوع تطورات أخرى رغم  أن الحرب المخابراتية انتقلت من العمل الميداني إلى العالم الافتراضي، وهذا مجال واسع وشاسع لا حدود له ..

( للحديث صلة )