إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. لماذا يكذب السياسيون ..!.

 

أبوبكر الصغير

ليس من شيء يأكل الروح  كالكذب ، مثلما تفعل اللامبالاة، ومثلما يفعل الكره .

 ستضطرّ لأن تكذب أكثر لتحافظ على الكذبة الأولى.

لا يكذب عادة من يثق بنفسه، ولا يخون عادة كذلك من يعتز بشرفه.

 نستغلّ ثقة الأبرياء و الصادقين لأنها أنفع أداة للكذب و أرض خصبة لذلك .

ليس الكذب شيئ يستهان به، فهو  كارثة و مضرّة خاصة لمّا يصدر ممن نولّيهم أمرنا و شؤوننا و يكون بيدهم مصيرنا .

الكذب السياسي، أي الاستخدام المكثف للأكاذيب في الفعل العام سمة عصرنا و بلوى كم اضرّت الشعوب و اهدرت طاقاتها و امكاناتها .   الصمت عند السياسي  قد يثير الشك لكنه أفضل من الكذب بكثير .

غالبًا ما تقال أقسى الأكاذيب في الموقف السياسي ، و في تقدير الموقف ومحاولة رصده و تقديم الحلّ له .

داخل مستنقع الأكاذيب لن تجد  سوى الأسماك الميّتة.

العقل الكاذب يستطيع أن يجعل الجنة جحيما والجحيم جنة.

رغم أن الحكمة تفيد ، أن تقود بمعنى أن تفعل الأشياء الصحيحة ، وأن تدير فعل الأشياء بشكل صحيح و بكل صدق .

من المؤسف أنّ مهنة السياسة تتطلب تدريبا خاصا في صناعة الكذب.

لماذا لا يكذب هذا السياسي أو ذاك عندما يتصالح خصمه وزملاؤه  مع سلوك الكذب كما يتنفس؟ إنه مجرد منطق سليم، وقاعدة عملية، ولكن بشكل أعمق، فهو أيضًا علامة على تعلّم المهنة.

 بتعلّة أسرار الدولة ،أو خصوصيات ملف يُفتح  مجال واسع للكذب ، بما تتأسّس معه المشكلة الأخلاقية عندما يكون السر مصحوبًا بكذبة، سواء كان السر يحتاج إلى كذبة لحفظه، أو كان السر  نفسه كذبة  بين السرية البسيطة من خلال غياب العلامات والأكاذيب الصحيحة، بأشكالها المبالغ فيها مثل شهادة الزور وخيانة الكلمة المعطاة، و بين متطلبات المصلحة العليا تضيع الحقيقة .

إن الواقع يحمل هذه العادة المزعجة المتمثلة في مواجهتنا بما هو غير متوقّع من هذا الكذب للسياسيين ، وهو ما لم نكن مستعدين له بأي حال من الأحوال.

من المؤسف أنذه غالبا ما تكون الكذبة أكثر قبولا، وأكثر إغراء للعقل من الواقع، لأن الكاذب يتمتع بميزة عظيمة تتمثل في معرفة مقدّما ما يرغب الجمهور في سماعه أو يتوقع سماعه. لقد تم إعداد نسخته لعامة الناس، مع إيلاء اهتمام خاص للمصداقية المطعون فيها أصلا .

للديمقراطية وحدها خاصية كشف الكذب ، فهي لن  تفعل مثل الطغيان وتفرض حقيقة رسمية واحدة ، بل تسمح بالوصول الحر إلى كل المواقف و الكلمات بما في ذلك الكاذبة لتتبيّن الحقيقة في نهاية المطاف .

للصدق رائحة لا تشم بالأنوف، ولكن تحس بالقلوب.

حكاياتهم  .. لماذا يكذب السياسيون ..!.

 

أبوبكر الصغير

ليس من شيء يأكل الروح  كالكذب ، مثلما تفعل اللامبالاة، ومثلما يفعل الكره .

 ستضطرّ لأن تكذب أكثر لتحافظ على الكذبة الأولى.

لا يكذب عادة من يثق بنفسه، ولا يخون عادة كذلك من يعتز بشرفه.

 نستغلّ ثقة الأبرياء و الصادقين لأنها أنفع أداة للكذب و أرض خصبة لذلك .

ليس الكذب شيئ يستهان به، فهو  كارثة و مضرّة خاصة لمّا يصدر ممن نولّيهم أمرنا و شؤوننا و يكون بيدهم مصيرنا .

الكذب السياسي، أي الاستخدام المكثف للأكاذيب في الفعل العام سمة عصرنا و بلوى كم اضرّت الشعوب و اهدرت طاقاتها و امكاناتها .   الصمت عند السياسي  قد يثير الشك لكنه أفضل من الكذب بكثير .

غالبًا ما تقال أقسى الأكاذيب في الموقف السياسي ، و في تقدير الموقف ومحاولة رصده و تقديم الحلّ له .

داخل مستنقع الأكاذيب لن تجد  سوى الأسماك الميّتة.

العقل الكاذب يستطيع أن يجعل الجنة جحيما والجحيم جنة.

رغم أن الحكمة تفيد ، أن تقود بمعنى أن تفعل الأشياء الصحيحة ، وأن تدير فعل الأشياء بشكل صحيح و بكل صدق .

من المؤسف أنّ مهنة السياسة تتطلب تدريبا خاصا في صناعة الكذب.

لماذا لا يكذب هذا السياسي أو ذاك عندما يتصالح خصمه وزملاؤه  مع سلوك الكذب كما يتنفس؟ إنه مجرد منطق سليم، وقاعدة عملية، ولكن بشكل أعمق، فهو أيضًا علامة على تعلّم المهنة.

 بتعلّة أسرار الدولة ،أو خصوصيات ملف يُفتح  مجال واسع للكذب ، بما تتأسّس معه المشكلة الأخلاقية عندما يكون السر مصحوبًا بكذبة، سواء كان السر يحتاج إلى كذبة لحفظه، أو كان السر  نفسه كذبة  بين السرية البسيطة من خلال غياب العلامات والأكاذيب الصحيحة، بأشكالها المبالغ فيها مثل شهادة الزور وخيانة الكلمة المعطاة، و بين متطلبات المصلحة العليا تضيع الحقيقة .

إن الواقع يحمل هذه العادة المزعجة المتمثلة في مواجهتنا بما هو غير متوقّع من هذا الكذب للسياسيين ، وهو ما لم نكن مستعدين له بأي حال من الأحوال.

من المؤسف أنذه غالبا ما تكون الكذبة أكثر قبولا، وأكثر إغراء للعقل من الواقع، لأن الكاذب يتمتع بميزة عظيمة تتمثل في معرفة مقدّما ما يرغب الجمهور في سماعه أو يتوقع سماعه. لقد تم إعداد نسخته لعامة الناس، مع إيلاء اهتمام خاص للمصداقية المطعون فيها أصلا .

للديمقراطية وحدها خاصية كشف الكذب ، فهي لن  تفعل مثل الطغيان وتفرض حقيقة رسمية واحدة ، بل تسمح بالوصول الحر إلى كل المواقف و الكلمات بما في ذلك الكاذبة لتتبيّن الحقيقة في نهاية المطاف .

للصدق رائحة لا تشم بالأنوف، ولكن تحس بالقلوب.