من المنتظر أن تعرض مساء اليوم مسرحية "11 14" للمخرج معز القديري والممثلين مروان ميساوي وهيثم مومني بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بعد أن عرضت أمس واول أمس بنفس الفضاء ..
و"11 14" سيكو دراما ناتجة عن نص ثري يحمل في طياته حالة اكتئاب حاد بكل تفاصيلها، ولعل ما يحسب للمخرج والمكون المسرحي معز القديري وبقية المجموعة هو طريقة الطرح وكيفية تطويع الحالة النفسية لبطلي العمل لمقومات المسرح..
اللون الأبيض كان غالبا على الإطار احالة الى مستشفى الإمراض العقلية أو عيادات الأمراض النفسية.. فضلا عن هيمنة الموسيقى الصاخبة والصواعق الكهربائية كما نعيق الغربان المزعج.. كلها عناصر جسدت تعكر الحالة النفسية لبطلي "11 14" .. شخصيتان تراوحت علاقتهما بين التقارب والتنافر وكل منهما يحاول الحد من وطأة العذاب النفسي من خلال إبراز مواطن الضعف التي تسكنه..
كما أن الحوار بين الشخصيتين كان متأرجحا بين الرغبة في الحياة والعزوف عنها.. جدال تارة باللهجة التونسية أو اللغة العربية وتارة أخرى بالفرنسية، ربما أراد صاحب النص التأكيد على تذبذب وعدم استقرار الحالة النفسية والعقلية.
منذ بداية العرض تبوح إحدى الشخصيات بما يخالج العقل والمشاعر: " البارح ما جانيش النوم قعدت معلق في سقف مخي نفكر.. أنا راجل مكسور ما عندو الثقة كان في روحو.. قبل كنت انجم نبكي ونحس حرارة الدموع على خدودي.. توا ما عادش انجم انجم ناخو حتى décision في حياتي.. ما عادش انجم نرقد ماعادش انجم نخمم.. نحس في افكاري بلوكي نحس روحي باش نموت.. الوحدة قتلتني خلاتني ننسى علاش عايش.. ياخي أنا علاش عايش.. تصور الواحد مبعد الموت يلقا روحو يعيش في حياة ابدية (مع ضحك هستيري) .. تتفاعل الشخصية الأخرى لتقول: " تحس روحك ندمت خاطر اعترفت بمشاعرك ؟ رد بالك تفهم الي أنت خسرت.. ننسى الي انت مشيت ثنية طويلة بحجرها وشوكها.. والي أي واحد في عوضك كان يرجع اما انت كملت وانا نحب نقلك برافو "..
يطول النقاش حول أهمية الحياة من عدمها في ظل حركات متقطعة فوق الركح تنم عن وجع وحيرة ملازمتين لكن احدهما يريد أن يؤكد أن الحلول ستظل قائمة مهما بلغت درجة الاكتئاب من خلال طرح سؤال " في هذا الكل عندك صاحب؟" عشرات المرات في إشارة الى أهمية الحوار وضرورة الابتعاد عن جلد الذات.
"11 14" كانت وفية لمقومات المسرح رغم أن الإشكال كان سوسيولوجي نفسي وتميزت بكل العناصر التي من شانها أن تستفز الجمهور وتتغلغل في الوعي كما اللاوعي.
كما تجدر الإشارة الى العنوان الاولي كان "اكتئاب حاد" وهي من انتاج مسرح أوربا تونس نص هيثم المومني وماهر مصدق وسينوغرافيا صبري العتروس بطولة هيثم المومني ومروان ميساوي.
وليد عبداللاوي
تونس - الصباح
من المنتظر أن تعرض مساء اليوم مسرحية "11 14" للمخرج معز القديري والممثلين مروان ميساوي وهيثم مومني بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بعد أن عرضت أمس واول أمس بنفس الفضاء ..
و"11 14" سيكو دراما ناتجة عن نص ثري يحمل في طياته حالة اكتئاب حاد بكل تفاصيلها، ولعل ما يحسب للمخرج والمكون المسرحي معز القديري وبقية المجموعة هو طريقة الطرح وكيفية تطويع الحالة النفسية لبطلي العمل لمقومات المسرح..
اللون الأبيض كان غالبا على الإطار احالة الى مستشفى الإمراض العقلية أو عيادات الأمراض النفسية.. فضلا عن هيمنة الموسيقى الصاخبة والصواعق الكهربائية كما نعيق الغربان المزعج.. كلها عناصر جسدت تعكر الحالة النفسية لبطلي "11 14" .. شخصيتان تراوحت علاقتهما بين التقارب والتنافر وكل منهما يحاول الحد من وطأة العذاب النفسي من خلال إبراز مواطن الضعف التي تسكنه..
كما أن الحوار بين الشخصيتين كان متأرجحا بين الرغبة في الحياة والعزوف عنها.. جدال تارة باللهجة التونسية أو اللغة العربية وتارة أخرى بالفرنسية، ربما أراد صاحب النص التأكيد على تذبذب وعدم استقرار الحالة النفسية والعقلية.
منذ بداية العرض تبوح إحدى الشخصيات بما يخالج العقل والمشاعر: " البارح ما جانيش النوم قعدت معلق في سقف مخي نفكر.. أنا راجل مكسور ما عندو الثقة كان في روحو.. قبل كنت انجم نبكي ونحس حرارة الدموع على خدودي.. توا ما عادش انجم انجم ناخو حتى décision في حياتي.. ما عادش انجم نرقد ماعادش انجم نخمم.. نحس في افكاري بلوكي نحس روحي باش نموت.. الوحدة قتلتني خلاتني ننسى علاش عايش.. ياخي أنا علاش عايش.. تصور الواحد مبعد الموت يلقا روحو يعيش في حياة ابدية (مع ضحك هستيري) .. تتفاعل الشخصية الأخرى لتقول: " تحس روحك ندمت خاطر اعترفت بمشاعرك ؟ رد بالك تفهم الي أنت خسرت.. ننسى الي انت مشيت ثنية طويلة بحجرها وشوكها.. والي أي واحد في عوضك كان يرجع اما انت كملت وانا نحب نقلك برافو "..
يطول النقاش حول أهمية الحياة من عدمها في ظل حركات متقطعة فوق الركح تنم عن وجع وحيرة ملازمتين لكن احدهما يريد أن يؤكد أن الحلول ستظل قائمة مهما بلغت درجة الاكتئاب من خلال طرح سؤال " في هذا الكل عندك صاحب؟" عشرات المرات في إشارة الى أهمية الحوار وضرورة الابتعاد عن جلد الذات.
"11 14" كانت وفية لمقومات المسرح رغم أن الإشكال كان سوسيولوجي نفسي وتميزت بكل العناصر التي من شانها أن تستفز الجمهور وتتغلغل في الوعي كما اللاوعي.
كما تجدر الإشارة الى العنوان الاولي كان "اكتئاب حاد" وهي من انتاج مسرح أوربا تونس نص هيثم المومني وماهر مصدق وسينوغرافيا صبري العتروس بطولة هيثم المومني ومروان ميساوي.