مهمة المجتمع الدولي في غزة بات اليوم إحصاء الضحايا والمصابين والجرحى وانتظار ما تستعد له حكومة ناتنياهو للتنديد أو الاستنكار.. لا شيء في غزة يؤشر إلى قرب انتهاء الكابوس أو منح الأهالي المنكوبين فرصة استعادة الأنفاس والحصول على ما يسد الرمق ويمنح الأجساد العارية بعض الدفء.. لم تعد فيديوهات أطفال غزة وهم يخاطبون العالم ويرددون أن الجوع والبرد غلبهم تجد نفس الانتشار كما في الأسابيع الأولى للحرب وربما يكون لأحكام وقيود صاحب المفتاح على المواقع الاجتماعية دوره في تغييب الصورة المؤلمة القادمة من غزة ولم تعد أخبار المظاهرات الاحتجاجية نصرة لغزة وللقضية الفلسطينية ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية في الشارع العربي والإسلامي بنفس النسق الذي كانت عليه.. ولا ندري إن كان السبب الإحساس باليأس والإحباط من الأنظمة والحكومات العربية التي خذلت غزة أو هو انصراف المواطن العربي المنهك بأزماته الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة إلى البحث عما يخفف مشاعر الإحباط لديه بمتابعة كاس إفريقيا.. حتى الاهتمام الإعلامي بدأ يتراجع ولم يعد بنفس الاهتمام والتعاطف بعد أن غابت غزة عن فاتحة الأخبار اليومية وعن الصفحات الأولى للصحف الكبرى.. تساؤلات تظل قائمة فيما تشهد حرب الإبادة على غزة كل يوم مزيدا من التوحش والهمجية من جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتوان حتى الآن عن استعمال كل أنواع السلاح والقيود والترهيب واستهداف كل الشرائح الفلسطينية من نساء وأطفال وشيوخ وشباب ومدرسين وأساتذة وأطباء ومثقفين وإعلاميين وهي من جرائم تؤكد النية القصدية في ارتكاب جرائم إبادة جماعية..
عداد الموت لا يتوقف عن إحصاء الضحايا والجرحى والمهجرين وأصحاب العاهات والأيتام.. أمام الصمت العالمي المريب والإصرار الإسرائيلي على الانتقام والتشفي من أهل القطاع ومن أصحاب القضية في غزة والضفة طلبت العدل الدولية مجددا إسرائيل بالتنفيذ الفوري للتدابير الواردة في أمرها الصادر في جانفي الماضي وذلك قبل أيام على تقديم إسرائيل تقريرها أمام المحكمة الدولية.. خطوة لتذكير ناتنياهو وزمرته وحلفائه في الغرب أن العدل الدولية ثابتة في متابعة الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد جرائم الاحتلال..
ليس من الواضح إلى أين تسير لاهاي في الأيام القليلة القادمة ولا نعرف ما إذا سيكتب للعدالة الولية أن تنتفض ضد الظلم أو ما إذا ستجد لها من الذرائع والمبررات ما يمكن أن يدفع إلى قبر الدعوى حتى وان كانت قناعتنا أن الأمر لم يعد ممكنا وأن مثل التوجه يعني سقوط وانهيار العدل الدولية.
طبعا لا أحد أيضا يعلم ما يحدث خلف الكواليس ولا ما تقوم به اللوبيات الإسرائيلية المتمكنة في مختلف المؤسسات الدولية والإعلامية لنسف هذه الخطوة التاريخية اليتيمة لإنصاف القضية الفلسطينية..وفيما العدل الدولية تؤكد أن الكابوس الإنساني في غزة لا يوصف وأن الوضع الخطير في غزة يتطلب من إسرائيل تنفيذاً فورياً للتدابير المشار إليها في الأمر الصادر عن المحكمة في26 جانفي تؤكد واشنطن اعتزامها إرسال مزيد السلاح لإسرائيل بقيمة أربعة عشرة مليار دولار لتعزيز ترسانتها في حربها على غزة.. الصفقة القادمة تشمل قنابل أم كيه 82 وذخائر.إم.يو-572 التي تضيف توجيها دقيقا للقنابل وصمامات قنابل إف.إم.يو-139، مضيفة أن قيمة الشحنة تقدر بنحو "عشرات الملايين من الدولارات"... الحديث عن خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن تسليح إسرائيل يبقى من القديم الجديد أو لعله من البهارات التي تروج للاستهلاك الإعلامي للحديث عن نقاشات ديمقراطية تقوم على احترام الحق في الاختلاف وهو حق لا يقبل التشكيك طالما أن الأمر يتعلق لا بوقف أهوال الحرب وردع الجلاد ولكن بعدد الضحايا المسموح به في صفوف الفلسطينيين في حرب ما انفكت تكشف للعالم الوجه البشع للاحتلال ومعه الوجه المزيف للقوى الكبرى التي امتهنت خطاب الدفاع عن الحقوق والحريات واعتبرت نفسها وريثة الدفاع عن القيم الإنسانية الكونية وهي التي باتت اليوم عنوان النفاق والرياء وسياسة المكيالين بعد ان اختارت الدعم الأعمى لكيان الاحتلال بدعوى حق الدفاع عن النفس الذي يستعمل اليوم لإبادة شعب بأكمله بتواطؤ ودعم ومشاركة القوى التي رفضت الإبادة الجماعية في حق اليهود على يد النازيين في ألمانيا والتي تمنح اليوم ضحية الأمس هذا الحق عن باطل وخوفا من تحمل مسؤولياتها لتدمير وإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل وتهجيره من أرضه وموطنه..
آسيا العتروس
مهمة المجتمع الدولي في غزة بات اليوم إحصاء الضحايا والمصابين والجرحى وانتظار ما تستعد له حكومة ناتنياهو للتنديد أو الاستنكار.. لا شيء في غزة يؤشر إلى قرب انتهاء الكابوس أو منح الأهالي المنكوبين فرصة استعادة الأنفاس والحصول على ما يسد الرمق ويمنح الأجساد العارية بعض الدفء.. لم تعد فيديوهات أطفال غزة وهم يخاطبون العالم ويرددون أن الجوع والبرد غلبهم تجد نفس الانتشار كما في الأسابيع الأولى للحرب وربما يكون لأحكام وقيود صاحب المفتاح على المواقع الاجتماعية دوره في تغييب الصورة المؤلمة القادمة من غزة ولم تعد أخبار المظاهرات الاحتجاجية نصرة لغزة وللقضية الفلسطينية ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية في الشارع العربي والإسلامي بنفس النسق الذي كانت عليه.. ولا ندري إن كان السبب الإحساس باليأس والإحباط من الأنظمة والحكومات العربية التي خذلت غزة أو هو انصراف المواطن العربي المنهك بأزماته الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة إلى البحث عما يخفف مشاعر الإحباط لديه بمتابعة كاس إفريقيا.. حتى الاهتمام الإعلامي بدأ يتراجع ولم يعد بنفس الاهتمام والتعاطف بعد أن غابت غزة عن فاتحة الأخبار اليومية وعن الصفحات الأولى للصحف الكبرى.. تساؤلات تظل قائمة فيما تشهد حرب الإبادة على غزة كل يوم مزيدا من التوحش والهمجية من جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتوان حتى الآن عن استعمال كل أنواع السلاح والقيود والترهيب واستهداف كل الشرائح الفلسطينية من نساء وأطفال وشيوخ وشباب ومدرسين وأساتذة وأطباء ومثقفين وإعلاميين وهي من جرائم تؤكد النية القصدية في ارتكاب جرائم إبادة جماعية..
عداد الموت لا يتوقف عن إحصاء الضحايا والجرحى والمهجرين وأصحاب العاهات والأيتام.. أمام الصمت العالمي المريب والإصرار الإسرائيلي على الانتقام والتشفي من أهل القطاع ومن أصحاب القضية في غزة والضفة طلبت العدل الدولية مجددا إسرائيل بالتنفيذ الفوري للتدابير الواردة في أمرها الصادر في جانفي الماضي وذلك قبل أيام على تقديم إسرائيل تقريرها أمام المحكمة الدولية.. خطوة لتذكير ناتنياهو وزمرته وحلفائه في الغرب أن العدل الدولية ثابتة في متابعة الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد جرائم الاحتلال..
ليس من الواضح إلى أين تسير لاهاي في الأيام القليلة القادمة ولا نعرف ما إذا سيكتب للعدالة الولية أن تنتفض ضد الظلم أو ما إذا ستجد لها من الذرائع والمبررات ما يمكن أن يدفع إلى قبر الدعوى حتى وان كانت قناعتنا أن الأمر لم يعد ممكنا وأن مثل التوجه يعني سقوط وانهيار العدل الدولية.
طبعا لا أحد أيضا يعلم ما يحدث خلف الكواليس ولا ما تقوم به اللوبيات الإسرائيلية المتمكنة في مختلف المؤسسات الدولية والإعلامية لنسف هذه الخطوة التاريخية اليتيمة لإنصاف القضية الفلسطينية..وفيما العدل الدولية تؤكد أن الكابوس الإنساني في غزة لا يوصف وأن الوضع الخطير في غزة يتطلب من إسرائيل تنفيذاً فورياً للتدابير المشار إليها في الأمر الصادر عن المحكمة في26 جانفي تؤكد واشنطن اعتزامها إرسال مزيد السلاح لإسرائيل بقيمة أربعة عشرة مليار دولار لتعزيز ترسانتها في حربها على غزة.. الصفقة القادمة تشمل قنابل أم كيه 82 وذخائر.إم.يو-572 التي تضيف توجيها دقيقا للقنابل وصمامات قنابل إف.إم.يو-139، مضيفة أن قيمة الشحنة تقدر بنحو "عشرات الملايين من الدولارات"... الحديث عن خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن تسليح إسرائيل يبقى من القديم الجديد أو لعله من البهارات التي تروج للاستهلاك الإعلامي للحديث عن نقاشات ديمقراطية تقوم على احترام الحق في الاختلاف وهو حق لا يقبل التشكيك طالما أن الأمر يتعلق لا بوقف أهوال الحرب وردع الجلاد ولكن بعدد الضحايا المسموح به في صفوف الفلسطينيين في حرب ما انفكت تكشف للعالم الوجه البشع للاحتلال ومعه الوجه المزيف للقوى الكبرى التي امتهنت خطاب الدفاع عن الحقوق والحريات واعتبرت نفسها وريثة الدفاع عن القيم الإنسانية الكونية وهي التي باتت اليوم عنوان النفاق والرياء وسياسة المكيالين بعد ان اختارت الدعم الأعمى لكيان الاحتلال بدعوى حق الدفاع عن النفس الذي يستعمل اليوم لإبادة شعب بأكمله بتواطؤ ودعم ومشاركة القوى التي رفضت الإبادة الجماعية في حق اليهود على يد النازيين في ألمانيا والتي تمنح اليوم ضحية الأمس هذا الحق عن باطل وخوفا من تحمل مسؤولياتها لتدمير وإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل وتهجيره من أرضه وموطنه..