*لا قصور في الإبداع التونسي وعلى الدولة القيام بواجبها تجاه القطاع الثقافي
*العمل مع محمد بن عطية مرهق وممتع في الوقت نفسه وأعتبر نفسي محظوظ بالوقوف أمام كاميرا عدد من المخرجين التونسية
*علاء الدين سليم مخرج متفرد في لغته السينمائية وانتظروني في فيلمه القادم
تونس - الصباح
توج مجد مستورة بجائزة جديدة في مسيرته السينمائية اللافتة (أفضل ممثل) مؤخرا ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشر من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عن فيلمه الأخير "وراء الجبل" للمخرج محمد بن عطية، العمل الذي حاز كذلك في المهرجان نفسه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة مع الفيلم المصري "رحلة 404" للمخرج هاني خليفة.
الممثل التونسي مجد مستورة أكد لـ"الصباح" أنه محظوظ بالعمل مع عدد من المخرجين التونسيين من بينهم الجيلاني السعدي، محمد بن عطية، كوثر بن هنية وسامي التليلي وأن لكل سينمائي منهم رؤيته الخاصة على مستوى الكتابة والتصوير وأسلوب التعامل مع العمل والممثل وهذا يحفزه أكثر على التحدي والتفاعل مع هذه التجارب المختلفة التي يعتبرها فضاء للتبادل الفكري والفني.
مجد مستورة العائد بعدد من الأعمال السينمائية من بينها فيلم "بنات ألفة" لكوثر بن هنية والمرشح ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار وفيلم "وراء الجبل" الحائز على عدد من الجوائز الدولية في جولته بمهرجانات السينما في أنحاء العالم آخرها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أقر في حديثه لـ"الصباح" بأن تجسيده لدور "رفيق" ضمن أحداث فيلم "وراء الجبل" كان مرهقا وممتعا في الآن نفسه موضحا قوله بأن تعاونه السابق مع محمد بن عطية في فيلم "نحبك هادي" واستمرار الصداقة بينهما لسنوات ساعدتهما على تقاسم مساحة مشتركة على مستوى الخيارات الفنية والإنسانية لذلك يرحب كثيرا بالعمل مع هذا المخرج رغم الإرهاق الذهني الذي يرافقه خلال تجاربه مع محمد بن عطية لإيمانه بأن هذا التعب سيثمر عملا جيدا لكلاهما.
وتابع مجد مستورة في ذات السياق قائلا: "أعلم بحكم صداقتي مع محمد بن عطية أنه كان يرغب في تقديم فيلم عن شخص يطير منذ كان في العشرين من عمره وبعد تجارب سنوات في مجال السينما قرر أن تكون هذه الفكرة محور فيلمه الروائي الطويل الثالث وتناقشنا مطولا تفاصيل العمل وأعتقد أن مضامينه تعبر عن الكثير من الإشكاليات وتطرح عديد التساؤلات في راهننا لا تونسي فحسب فكل العالم اليوم يعيش حالة من الحزن بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، صعود اليمين المتطرف في الكثير من المناطق، تداعيات هجرة الشباب، الوضع في فلسطين وغيرها من الأحداث وشخصية "رفيق" في "وراء الجبل" هي جزء من هذا الراهن فهي تعبر على نموذج لشاب تونسي من الطبقة المتوسطة ظاهريا يعيش حياة مستقرة غير أن ضغوطات الحياة تكشف كم العنف المستتر في داخله وينفجر في لحظة غيرت حياته إلى الأبد".
وعن إمكانية اتجاهه لتقديم أعمال أجنبية بعد إقامته بفرنسا، كشف مجد مستورة لـ"الصباح" أنه منفتح على كل التجارب القادرة على إثراء مسيرته مشيرا إلى أنه درس المسرح في فرنسا وتتلمذ في مدرسة الممثل ونشاطه بالخارج مسرحي أكثر كما أن السينما الفرنسية لها أعمال رائعة لكن تبقى وجهة نظرها مختلفة يمكن أن تتقاطع في بعض الأحيان مع فكره إلا أن معظم أعماله مع مخرجين تونسيين من منطلق أنه يحب أن يروي حكايات بلاده ويجد متعة أكبر في تقديم مشاعر وأفكار تشبهه.
وعن واقع مهنة التمثيل في تونس، أوضح محدثنا أنه في البداية تعامل مع التمثيل كهواية فلم يمكن لفيلم واحد يجسد أحد أدواره أن يضعه على طريق الاحتراف خاصة وأنه بدأ مسيرته الفنية في مرحلة مازال يبحث فيها عن ذاته والأشياء التي يرغب في ممارستها مهنيا قائلا : "واقعيا وليس تقليل من مكانة المسرح والسينما في تونس لكن قلة من الممثلين القادرين على العمل على امتداد السنة في بلادنا وهذا المجال شاق وصعب ولا أعتقد أن هناك قصور في الابداع التونسي وما ينقصنا حقيقة أن تقوم الدولة بواجبها على مستوى تطوير ودعم القطاع الثقافي".
وعبّر مجد مستورة عن أسفه لإلغاء أيام قرطاج السينمائية خلال الموسم الثقافي 2023 مشددا على أن هذا الموعد الفني بهويته الإفريقية العربية المناضلة كان سيدعم الشعب الفلسطيني لا العكس وأننا أضاعنا فرصة استثنائية لدعم القضية أمّا عن رأيه في الحراك السينمائي التونسي في السنوات الأخيرة وهو بطل عدد من هذه الأفلام المنتجة فقال: "السينما التونسية في مرحلة مهمة من مسارها وتتطور بثبات عبر تجارب متفردة وجيل جديد مختلف قادرعبر الطرح المغاير من الحضور على مستوى دولي في برمجة أهم المهرجانات ومن خلال عرض الأفلام التونسية في قاعات السينما بأوروبا ومؤخرا في الصين والولايات المتحدة الأمريكية."
وعن اتجاهه للإخراج السينمائي في تجاربه القادمة لم ينف الممثل التونسي الامكانية غير أنه أكد أن الإخراج في مسيرته مازال حاليا في مستوى الفكرة.
ورفض مجد مستورة الكشف عن تفاصيل فيلمه القادم مع المخرج علاء الدين سليم خاصة وأن الفيلم مازال في مرحلة ما بعد الإنتاج غير أنه عبر في حديثه لـ"الصباح" عن اعتزازه بهذا الفيلم وبالعمل مع مخرج يسعى في مختلف تجاربه للبحث عن لغة سينمائية متفردة لا تليق إلا بشغف صاحبها بالفن والسينما.
ونشير في السياق حديثنا عن تجربة مجد مستورة الفنية أن هذا الممثل الشاب تمكن منذ بداياته الأولى على الشاشة من جذب انتباه صناع السينما التونسية وحاز في مسيرته على تتويجات دولية أهمّها جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن فيلم "نحبك هاذي" لمحمد بن عطية في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته 66 وتسلم الجائزة من رئيسة لجنة تحكيم واحدى أهم الممثلات في تاريخ السينما العالمية ميريل ستريب.
نجلاء قموع
*لا قصور في الإبداع التونسي وعلى الدولة القيام بواجبها تجاه القطاع الثقافي
*العمل مع محمد بن عطية مرهق وممتع في الوقت نفسه وأعتبر نفسي محظوظ بالوقوف أمام كاميرا عدد من المخرجين التونسية
*علاء الدين سليم مخرج متفرد في لغته السينمائية وانتظروني في فيلمه القادم
تونس - الصباح
توج مجد مستورة بجائزة جديدة في مسيرته السينمائية اللافتة (أفضل ممثل) مؤخرا ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشر من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عن فيلمه الأخير "وراء الجبل" للمخرج محمد بن عطية، العمل الذي حاز كذلك في المهرجان نفسه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة مع الفيلم المصري "رحلة 404" للمخرج هاني خليفة.
الممثل التونسي مجد مستورة أكد لـ"الصباح" أنه محظوظ بالعمل مع عدد من المخرجين التونسيين من بينهم الجيلاني السعدي، محمد بن عطية، كوثر بن هنية وسامي التليلي وأن لكل سينمائي منهم رؤيته الخاصة على مستوى الكتابة والتصوير وأسلوب التعامل مع العمل والممثل وهذا يحفزه أكثر على التحدي والتفاعل مع هذه التجارب المختلفة التي يعتبرها فضاء للتبادل الفكري والفني.
مجد مستورة العائد بعدد من الأعمال السينمائية من بينها فيلم "بنات ألفة" لكوثر بن هنية والمرشح ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار وفيلم "وراء الجبل" الحائز على عدد من الجوائز الدولية في جولته بمهرجانات السينما في أنحاء العالم آخرها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أقر في حديثه لـ"الصباح" بأن تجسيده لدور "رفيق" ضمن أحداث فيلم "وراء الجبل" كان مرهقا وممتعا في الآن نفسه موضحا قوله بأن تعاونه السابق مع محمد بن عطية في فيلم "نحبك هادي" واستمرار الصداقة بينهما لسنوات ساعدتهما على تقاسم مساحة مشتركة على مستوى الخيارات الفنية والإنسانية لذلك يرحب كثيرا بالعمل مع هذا المخرج رغم الإرهاق الذهني الذي يرافقه خلال تجاربه مع محمد بن عطية لإيمانه بأن هذا التعب سيثمر عملا جيدا لكلاهما.
وتابع مجد مستورة في ذات السياق قائلا: "أعلم بحكم صداقتي مع محمد بن عطية أنه كان يرغب في تقديم فيلم عن شخص يطير منذ كان في العشرين من عمره وبعد تجارب سنوات في مجال السينما قرر أن تكون هذه الفكرة محور فيلمه الروائي الطويل الثالث وتناقشنا مطولا تفاصيل العمل وأعتقد أن مضامينه تعبر عن الكثير من الإشكاليات وتطرح عديد التساؤلات في راهننا لا تونسي فحسب فكل العالم اليوم يعيش حالة من الحزن بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، صعود اليمين المتطرف في الكثير من المناطق، تداعيات هجرة الشباب، الوضع في فلسطين وغيرها من الأحداث وشخصية "رفيق" في "وراء الجبل" هي جزء من هذا الراهن فهي تعبر على نموذج لشاب تونسي من الطبقة المتوسطة ظاهريا يعيش حياة مستقرة غير أن ضغوطات الحياة تكشف كم العنف المستتر في داخله وينفجر في لحظة غيرت حياته إلى الأبد".
وعن إمكانية اتجاهه لتقديم أعمال أجنبية بعد إقامته بفرنسا، كشف مجد مستورة لـ"الصباح" أنه منفتح على كل التجارب القادرة على إثراء مسيرته مشيرا إلى أنه درس المسرح في فرنسا وتتلمذ في مدرسة الممثل ونشاطه بالخارج مسرحي أكثر كما أن السينما الفرنسية لها أعمال رائعة لكن تبقى وجهة نظرها مختلفة يمكن أن تتقاطع في بعض الأحيان مع فكره إلا أن معظم أعماله مع مخرجين تونسيين من منطلق أنه يحب أن يروي حكايات بلاده ويجد متعة أكبر في تقديم مشاعر وأفكار تشبهه.
وعن واقع مهنة التمثيل في تونس، أوضح محدثنا أنه في البداية تعامل مع التمثيل كهواية فلم يمكن لفيلم واحد يجسد أحد أدواره أن يضعه على طريق الاحتراف خاصة وأنه بدأ مسيرته الفنية في مرحلة مازال يبحث فيها عن ذاته والأشياء التي يرغب في ممارستها مهنيا قائلا : "واقعيا وليس تقليل من مكانة المسرح والسينما في تونس لكن قلة من الممثلين القادرين على العمل على امتداد السنة في بلادنا وهذا المجال شاق وصعب ولا أعتقد أن هناك قصور في الابداع التونسي وما ينقصنا حقيقة أن تقوم الدولة بواجبها على مستوى تطوير ودعم القطاع الثقافي".
وعبّر مجد مستورة عن أسفه لإلغاء أيام قرطاج السينمائية خلال الموسم الثقافي 2023 مشددا على أن هذا الموعد الفني بهويته الإفريقية العربية المناضلة كان سيدعم الشعب الفلسطيني لا العكس وأننا أضاعنا فرصة استثنائية لدعم القضية أمّا عن رأيه في الحراك السينمائي التونسي في السنوات الأخيرة وهو بطل عدد من هذه الأفلام المنتجة فقال: "السينما التونسية في مرحلة مهمة من مسارها وتتطور بثبات عبر تجارب متفردة وجيل جديد مختلف قادرعبر الطرح المغاير من الحضور على مستوى دولي في برمجة أهم المهرجانات ومن خلال عرض الأفلام التونسية في قاعات السينما بأوروبا ومؤخرا في الصين والولايات المتحدة الأمريكية."
وعن اتجاهه للإخراج السينمائي في تجاربه القادمة لم ينف الممثل التونسي الامكانية غير أنه أكد أن الإخراج في مسيرته مازال حاليا في مستوى الفكرة.
ورفض مجد مستورة الكشف عن تفاصيل فيلمه القادم مع المخرج علاء الدين سليم خاصة وأن الفيلم مازال في مرحلة ما بعد الإنتاج غير أنه عبر في حديثه لـ"الصباح" عن اعتزازه بهذا الفيلم وبالعمل مع مخرج يسعى في مختلف تجاربه للبحث عن لغة سينمائية متفردة لا تليق إلا بشغف صاحبها بالفن والسينما.
ونشير في السياق حديثنا عن تجربة مجد مستورة الفنية أن هذا الممثل الشاب تمكن منذ بداياته الأولى على الشاشة من جذب انتباه صناع السينما التونسية وحاز في مسيرته على تتويجات دولية أهمّها جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن فيلم "نحبك هاذي" لمحمد بن عطية في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته 66 وتسلم الجائزة من رئيسة لجنة تحكيم واحدى أهم الممثلات في تاريخ السينما العالمية ميريل ستريب.