إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. يحذرون من كارثة والكارثة أمام أعينهم...

 

من خان يونس إلى وسط غزة إلى رفح.. وحدها رائحة الموت  والدم تتسرب عبر صرخات الأهالي واستغاثة المنكوبين وهلع الأطفال المطاردين  بين الخراب والأنقاض تملأ المكان.. أشلاء الضحايا في كل مكان.. الأحياء اختلطوا بالأموات.. ولم يبق في  قطاع غزة مكان امن يأوي إليه مصاب أو جريح أو منكوب.. المقابر باتت مأوى للمشردين يلوذون بها بعد أن ضاقت بهم السبل.. وحدها الصور تنقل المأساة بعد أن باتت الكلمات عاجزة أمام هول المصاب الذي يستخف به ناتنياهو وزمرته ممن امتهنوا القتل ودأبوا على غسيل العقول وتزوير الحقائق وقلب الأدوار وتحويل الجلاد إلى ضحية ومنحه كل الفرص والإمكانيات لمواصلة جرائمه...

سيتعين على المحذرين من كارثة إنسانية وشيكة في غزة التي تغرق في دماء وأشلاء أبنائها أن يتوقفوا عن تحذيراتهم الببغائية الجوفاء، تماما كما سيتعين على كبار المسؤولين والزعماء في العالم بشرقه وغربه والذين ينتصبون امام الكاميرا في الندوات الصحفية الرسمية لاجترار نفس التصريحات بلغات مختلفة تعكس رفضهم  العقوبات الجماعية ورفضهم العدوان المستمر على غزة  وتحذيراتهم من اسوإ كارثة إنسانية سيواجهها الفلسطينيون منذ عقود أن يصمتوا عن الكلام وأن يفتحوا أعينهم لحظة واحدة وينتبهوا الى حجم  وابعاد وتداعيات ومخاطر الكارثة القائمة في غزة وهي كارثة حقيقية وغير مسبوقة  ترصدها الأعين وتنقلها مختلف قنوات العالم بفضل جهود وتضحيات إعلاميي وإعلاميات القطاع الذين ضحوا ويضحون بحياتهم لكشف وفضح ونقل اطوار الجريمة التي يرفض العالم ايقافها والتي لا يمكن أن  تخفى على أعين مراقب ولا يمكن لكل الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة ومحاولات ناتنياهو وزمرته مغالطة حلفائه وجرهم إلى المشاركة في المذبحة التي يستعد لتنفيذها في رفح  وتوفير الغطاء العسكري والسياسي للاحتلال..

 حتى الأمس أعلن عن إبادة خمسة بالمائة من اهل غزة، اكثر من مائة ألف بين قتيل وجريح دون اعتبار للمفقودين تحت الأنقاض.. مئات العائلات شطبت نهائيا من السجل المدني.. جيل من الأطفال اليتامى وآخر من الأطفال المبتورين الأعضاء، الأطفال الذين فقدوا عضوا أو أكثر من أعضائهم في هذه الحرب.. مآسي كتبت بالدموع والدم.. طبعا اليوم لا نملك رفاهية الحديث عن الجروح النفسية فالجروح الجسدية الغائرة لا تزال تبحث عن دواء أو مرهم يرفض الاحتلال مروره.. عبوات الاوكسيجين تنسف والمرضى يختنقون.. لا مجال لتوفير أي نوع من البنج... معاناة الأطباء مضاعفة وهم يغالبون مشاعرهم ويتولون عمليات بتر الأعضاء للمرضى دون بنج.. غزة مقبرة للأرقام والأرقام تواصل الارتفاع كل يوم وكل ساعة فيما يتواصل حجم النفاق والرياء الدولي.

 رائحة الموت في كل مكان تخنق الأنفس ولكن لا تحرك السواكن.. غزة تباد وأهلها أكثر من مليوني ساكن يقادون إلى الموت جوعا أو قصفا والخيار ممنوع ولا احد بإمكانه أن يختار متى وكيف سيموت فآلة القتل الإسرائيلية لا ترتوي من دماء الأبرياء ولا تتوقف.. ولا احد يعرف كم من الضحايا والمصابين والجرحى يحتاج ناتنياهو ليتوقف عن جريمة الإبادة الموثقة التي لا يزال العالم يرفض التعاطي معها بجدية ويقبل بمنح الاحتلال مزيدا من الوقت لتحقيق أهدافه العسكرية معتقدا انه بذلك سيمنحه فرصة القضاء على المقاومة وهي الذريعة التي يتمسك بها ناتنياهو وحكومته المتصهينة لمواصلة العدوان المفتوح.. في خضم كل ذلك يجد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي أي" المجال لزيارة تل أبيب وإعلان دعمه لإسرائيل..

في غزة كارثة غير مسبوقة يتوهم العالم إنها لم تحدث بعد ويواصل تحذيراته مما هو قادم دون أن يخطو خطوة واحدة لإيقاف النزيف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنع جريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال ولم يعد خافيا أنها تحمل بصمات كل شركاء الاحتلال وحلفائه الذين لا يمكن أن ينجوا من محكمة التاريخ والضمير الإنساني إن كان للضمير الإنساني بقية..

اسيا العتروس 

ممنوع من الحياد..   يحذرون من كارثة والكارثة أمام أعينهم...

 

من خان يونس إلى وسط غزة إلى رفح.. وحدها رائحة الموت  والدم تتسرب عبر صرخات الأهالي واستغاثة المنكوبين وهلع الأطفال المطاردين  بين الخراب والأنقاض تملأ المكان.. أشلاء الضحايا في كل مكان.. الأحياء اختلطوا بالأموات.. ولم يبق في  قطاع غزة مكان امن يأوي إليه مصاب أو جريح أو منكوب.. المقابر باتت مأوى للمشردين يلوذون بها بعد أن ضاقت بهم السبل.. وحدها الصور تنقل المأساة بعد أن باتت الكلمات عاجزة أمام هول المصاب الذي يستخف به ناتنياهو وزمرته ممن امتهنوا القتل ودأبوا على غسيل العقول وتزوير الحقائق وقلب الأدوار وتحويل الجلاد إلى ضحية ومنحه كل الفرص والإمكانيات لمواصلة جرائمه...

سيتعين على المحذرين من كارثة إنسانية وشيكة في غزة التي تغرق في دماء وأشلاء أبنائها أن يتوقفوا عن تحذيراتهم الببغائية الجوفاء، تماما كما سيتعين على كبار المسؤولين والزعماء في العالم بشرقه وغربه والذين ينتصبون امام الكاميرا في الندوات الصحفية الرسمية لاجترار نفس التصريحات بلغات مختلفة تعكس رفضهم  العقوبات الجماعية ورفضهم العدوان المستمر على غزة  وتحذيراتهم من اسوإ كارثة إنسانية سيواجهها الفلسطينيون منذ عقود أن يصمتوا عن الكلام وأن يفتحوا أعينهم لحظة واحدة وينتبهوا الى حجم  وابعاد وتداعيات ومخاطر الكارثة القائمة في غزة وهي كارثة حقيقية وغير مسبوقة  ترصدها الأعين وتنقلها مختلف قنوات العالم بفضل جهود وتضحيات إعلاميي وإعلاميات القطاع الذين ضحوا ويضحون بحياتهم لكشف وفضح ونقل اطوار الجريمة التي يرفض العالم ايقافها والتي لا يمكن أن  تخفى على أعين مراقب ولا يمكن لكل الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة ومحاولات ناتنياهو وزمرته مغالطة حلفائه وجرهم إلى المشاركة في المذبحة التي يستعد لتنفيذها في رفح  وتوفير الغطاء العسكري والسياسي للاحتلال..

 حتى الأمس أعلن عن إبادة خمسة بالمائة من اهل غزة، اكثر من مائة ألف بين قتيل وجريح دون اعتبار للمفقودين تحت الأنقاض.. مئات العائلات شطبت نهائيا من السجل المدني.. جيل من الأطفال اليتامى وآخر من الأطفال المبتورين الأعضاء، الأطفال الذين فقدوا عضوا أو أكثر من أعضائهم في هذه الحرب.. مآسي كتبت بالدموع والدم.. طبعا اليوم لا نملك رفاهية الحديث عن الجروح النفسية فالجروح الجسدية الغائرة لا تزال تبحث عن دواء أو مرهم يرفض الاحتلال مروره.. عبوات الاوكسيجين تنسف والمرضى يختنقون.. لا مجال لتوفير أي نوع من البنج... معاناة الأطباء مضاعفة وهم يغالبون مشاعرهم ويتولون عمليات بتر الأعضاء للمرضى دون بنج.. غزة مقبرة للأرقام والأرقام تواصل الارتفاع كل يوم وكل ساعة فيما يتواصل حجم النفاق والرياء الدولي.

 رائحة الموت في كل مكان تخنق الأنفس ولكن لا تحرك السواكن.. غزة تباد وأهلها أكثر من مليوني ساكن يقادون إلى الموت جوعا أو قصفا والخيار ممنوع ولا احد بإمكانه أن يختار متى وكيف سيموت فآلة القتل الإسرائيلية لا ترتوي من دماء الأبرياء ولا تتوقف.. ولا احد يعرف كم من الضحايا والمصابين والجرحى يحتاج ناتنياهو ليتوقف عن جريمة الإبادة الموثقة التي لا يزال العالم يرفض التعاطي معها بجدية ويقبل بمنح الاحتلال مزيدا من الوقت لتحقيق أهدافه العسكرية معتقدا انه بذلك سيمنحه فرصة القضاء على المقاومة وهي الذريعة التي يتمسك بها ناتنياهو وحكومته المتصهينة لمواصلة العدوان المفتوح.. في خضم كل ذلك يجد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي أي" المجال لزيارة تل أبيب وإعلان دعمه لإسرائيل..

في غزة كارثة غير مسبوقة يتوهم العالم إنها لم تحدث بعد ويواصل تحذيراته مما هو قادم دون أن يخطو خطوة واحدة لإيقاف النزيف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنع جريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال ولم يعد خافيا أنها تحمل بصمات كل شركاء الاحتلال وحلفائه الذين لا يمكن أن ينجوا من محكمة التاريخ والضمير الإنساني إن كان للضمير الإنساني بقية..

اسيا العتروس