19،7 بالمائة من الأمهات يعتقدن أنه من الضروري استخدام العقوبات الجسدية لتوجيه الطفل
الفئة العمرية من 5 إلى 9 سنوات تمثل الفئة الأكثر تعرضا لأنواع التأديب العنيف بنسبة 86،7 بالمائة
4 بالمائة من الأطفال من الفئة العمرية من 5 إلى 17 عاما يشتغلون من بينهم 3،5 بالمائة في المناطق الحضرية و5 بالمائة في الوسط الريفي.
استهلاك التبغ لدى الذكور يزداد مع التقّدم في العمر إذ يبلغ 16،5 بالمائة لدى المراهقين في سنّ 15 – 19 سنة
11،2 بالمائة من الأطفال دخنوا أول سيجارة قبل سنّ الـ15
تونس – الصباح
معظم الدراسات والمسوحات التي تُجرى على وضع الأسر التونسية وأيضا على الأطفال تؤكد على أنه لا وجود لمؤشرات عن أي تحسن، وإن وُجد تحسنا فإنه في البعض من الوضعيات وبنسب ضئيلة جدا خاصة في ما يهمّ مجال الطفولة في تونس.
ولعلاّ نتائج المسح الوطني العنقودي لسنة 2023 وما ورد فيه من نتائج أظهرت حقيقة ما يوجد في الواقع ولم يتغير إلا نسبيا منذ عقود بالرغم من ترسانة التشريعات والقوانين والبرامج الحكومية.
إيمان عبد اللطيف
كشفت نتائج المسح الوطني العنقودي العديد من الهنات والإشكاليات التي تهمّ مجال الطفل سواء داخل محيطه الأسري أو خارجه من ذلك افرازات المنظومة التعليمية التي يرى كثيرون أنه بات تغييرها أمرا عاجلا علّها تؤسس لمجتمع جديد يُستنكر فيه العنف بكل أشكاله خاصة ضد الأطفال ويحميه من الفقر والتهميش حتى لا يتم استغلالهم من الاستغلال الاقتصادي ويحميهم من كل السلوكيات الخطرة كاستهلاك الكحول أو التدخين.
غالبا ما يؤكد المختصون الاجتماعيون والنفسيون والخبراء في مجال التربية بأن العنف ضد الأطفال يؤثّر تأثيرا كبيرا ودائما على صحّتهم وعلى تنميتهم وكذلك على مردودهم الدراسي، ولكن مع ذلك فإن تأديب الأطفال في الوسط العائلي لا يزال تحت وقع نفس السلوكيات والأشكال في التأديب القائمة على العنف.
بقيت العقليات القديمة في طريقة تربية الأطفال وتأديبهم طاغية على أسلوب حياة الأسر التونسية حتى أنّ 19،7 بالمائة من الأمهات وغيرهن من الأشخاص المسؤولين على رعاية الطفل يعتقدون أنه من الضروري استخدام العقوبات الجسدية لتوجيه الطفل للطريق الصحيح أو لتأديبه وتربيته بشكل جيّد. فتقريبا أم من كل 5 أمهات تعتقد أن العقوبة الجسدية ضرورية لتربية الطفل وتنشئته.
ويسود هذا الاعتقاد أكثر بين المستجوبات من المستويين ما قبل الابتدائي أو الابتدائي (23،3 بالمائة و24،2 بالمائة) منه بين اللواتي لديهن المستوى الجامعي (17،1 بالمائة) كما أنّ المواقف المؤيدة للعقوبة الجسدية للأطفال أكثر شيوعا لدى الأمهات الأكبر سنا.
وعلى الرغم من الانخفاض المسجل بالمقارنة مع سنة 2018 (88،1 بالمائة)، فإن نسبة تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة خلال سنة 2023 تبقى مثيرة للقلق. فـ80،9 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 عاما تعرضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال العقوبة النفسية أو الجسدية من قبل أمهاتهم أو الأشخاص الذين يعتنون بهم أي أنّ حوالي 8 من كل 10 أطفال هم ضحايا العنف بجميع أشكاله على يد الذين يفترض أن يوفروا لهم الحماية والرعاية.
ومن المؤسف أن الفئة العمرية من 5 إلى 9 سنوات تمثل الفئة الأكثر تعرضا لأنواع التأديب العنيف بنسبة 86،7 بالمائة، تليها فئة 3 – 4 سنوت بنسبة 84،9 بالمائة، وذلك على الرغم من انخفاض العقوبة الجسدية الشديدة بنسبة 9،6 نقطة مئوية خلال الخمس سنوات الماضية من 13 بالمائة سنة 2023 مقابل 22،6 بالمائة سنة 2018.
ونفس الشيء بالنسبة لأنواع العقوبات الجسدية الأخرى (60،2 بالمائة سنة 2023 مقابل 71،5 بالمائة سنة 2018) أي أنّ 6 من كل 10 أطفال مازالوا يتعرضون إلى نوع من أنواع العقاب الجسدي الأخرى. وتوجد هذه الظاهرة لدى جميع الأوساط والفئات الاجتماعية وجميع المستويات التعليمية. ومن المؤسف أيضا أنّ العنف اللفظي/ النفسي يُمثل العنف الأكثر شيوعا سنة 2023 بنسبة 75،9 بالمائة ولا يقتصر على فئة اجتماعية دون أخرى.
ولا يواجه الأطفال في تونس مشكل العنف فقط، بل هناك إشكاليات أخرى يعيشها كثيرون من ذلك "العمل" الذي يُعرفه المختصون بأنه جملة الأشغال التي تحرمهم من طفولتهم وإمكاناتهم وتنال من كرامتهم وتؤثر سلبا على دراستهم وعلى صحّتهم وكذلك على نموهم البدني والنفسي.
فإجمالا، فإنّ 4 بالمائة من الأطفال من الفئة العمرية من 5 إلى 17 عاما يشتغلون من بينهم 3،5 بالمائة في المناطق الحضرية و5 بالمائة في الوسط الريفي. ومن المؤلم أن 6،4 بالمائة من هذه المجموعة ينتمون إلى الأسر الأشد فقرا و2،2 بالمائة إلى الأسر الأكثر ثراء. والمؤلم أكثر أنّ 5،5 بالمائة من هؤلاء الأطفال هم من بين المنقطعين على الدراسة.
في سياق متصل لم يُركز المسح العنقودي متعدد المؤشرات لسنة 2023 على نسب الأطفال والمراهقين الذين يستهلكون التبغ والكحول، على الرغم من تأكيد النتائج على أنّ استهلاك التبغ لا يزال مرتفعا في تونس وبشكل خاص لدى الرجال. فبينت الدراسة أن نصف الرجال يدخنون التبغ بنسبة 49،8 بالمائة مقابل 49،4 بالمائة سنة 2018.
لكن وفق المسح، فإن استهلاك التبغ لدى الذكور يزداد مع التقّدم في العمر إذ يبلغ 16،5 بالمائة لدى المراهقين في سنّ 15 – 19 سنة. كما أن 11،2 بالمائة دخنوا أول سيجارة قبل سنّ الـ15. ويبلغ تعاطي التبغ بين المراهقات في سنّ 15 – 19 سنة 0،8 بالمائة.
أما في ما يتعلق باستهلاك الكحول، فإن نسبة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 19 سنة تبلغ 0،6 بالمائة.
اللافت أن 3 بالمائة من الرجال المستجوبين تناولوا الكحول قبل سن الخامسة عشرة منهم 2،7 بالمائة في المناطق الحضرية مقابل 3،6 بالمائة في المناطق الريفية، و5،6 بالمائة من بين المنتمين للأسر الأكثر فقرا مقابل 2،1 بالمائة للعائلات الأكثر ثراء.
19،7 بالمائة من الأمهات يعتقدن أنه من الضروري استخدام العقوبات الجسدية لتوجيه الطفل
الفئة العمرية من 5 إلى 9 سنوات تمثل الفئة الأكثر تعرضا لأنواع التأديب العنيف بنسبة 86،7 بالمائة
4 بالمائة من الأطفال من الفئة العمرية من 5 إلى 17 عاما يشتغلون من بينهم 3،5 بالمائة في المناطق الحضرية و5 بالمائة في الوسط الريفي.
استهلاك التبغ لدى الذكور يزداد مع التقّدم في العمر إذ يبلغ 16،5 بالمائة لدى المراهقين في سنّ 15 – 19 سنة
11،2 بالمائة من الأطفال دخنوا أول سيجارة قبل سنّ الـ15
تونس – الصباح
معظم الدراسات والمسوحات التي تُجرى على وضع الأسر التونسية وأيضا على الأطفال تؤكد على أنه لا وجود لمؤشرات عن أي تحسن، وإن وُجد تحسنا فإنه في البعض من الوضعيات وبنسب ضئيلة جدا خاصة في ما يهمّ مجال الطفولة في تونس.
ولعلاّ نتائج المسح الوطني العنقودي لسنة 2023 وما ورد فيه من نتائج أظهرت حقيقة ما يوجد في الواقع ولم يتغير إلا نسبيا منذ عقود بالرغم من ترسانة التشريعات والقوانين والبرامج الحكومية.
إيمان عبد اللطيف
كشفت نتائج المسح الوطني العنقودي العديد من الهنات والإشكاليات التي تهمّ مجال الطفل سواء داخل محيطه الأسري أو خارجه من ذلك افرازات المنظومة التعليمية التي يرى كثيرون أنه بات تغييرها أمرا عاجلا علّها تؤسس لمجتمع جديد يُستنكر فيه العنف بكل أشكاله خاصة ضد الأطفال ويحميه من الفقر والتهميش حتى لا يتم استغلالهم من الاستغلال الاقتصادي ويحميهم من كل السلوكيات الخطرة كاستهلاك الكحول أو التدخين.
غالبا ما يؤكد المختصون الاجتماعيون والنفسيون والخبراء في مجال التربية بأن العنف ضد الأطفال يؤثّر تأثيرا كبيرا ودائما على صحّتهم وعلى تنميتهم وكذلك على مردودهم الدراسي، ولكن مع ذلك فإن تأديب الأطفال في الوسط العائلي لا يزال تحت وقع نفس السلوكيات والأشكال في التأديب القائمة على العنف.
بقيت العقليات القديمة في طريقة تربية الأطفال وتأديبهم طاغية على أسلوب حياة الأسر التونسية حتى أنّ 19،7 بالمائة من الأمهات وغيرهن من الأشخاص المسؤولين على رعاية الطفل يعتقدون أنه من الضروري استخدام العقوبات الجسدية لتوجيه الطفل للطريق الصحيح أو لتأديبه وتربيته بشكل جيّد. فتقريبا أم من كل 5 أمهات تعتقد أن العقوبة الجسدية ضرورية لتربية الطفل وتنشئته.
ويسود هذا الاعتقاد أكثر بين المستجوبات من المستويين ما قبل الابتدائي أو الابتدائي (23،3 بالمائة و24،2 بالمائة) منه بين اللواتي لديهن المستوى الجامعي (17،1 بالمائة) كما أنّ المواقف المؤيدة للعقوبة الجسدية للأطفال أكثر شيوعا لدى الأمهات الأكبر سنا.
وعلى الرغم من الانخفاض المسجل بالمقارنة مع سنة 2018 (88،1 بالمائة)، فإن نسبة تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة خلال سنة 2023 تبقى مثيرة للقلق. فـ80،9 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 عاما تعرضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال العقوبة النفسية أو الجسدية من قبل أمهاتهم أو الأشخاص الذين يعتنون بهم أي أنّ حوالي 8 من كل 10 أطفال هم ضحايا العنف بجميع أشكاله على يد الذين يفترض أن يوفروا لهم الحماية والرعاية.
ومن المؤسف أن الفئة العمرية من 5 إلى 9 سنوات تمثل الفئة الأكثر تعرضا لأنواع التأديب العنيف بنسبة 86،7 بالمائة، تليها فئة 3 – 4 سنوت بنسبة 84،9 بالمائة، وذلك على الرغم من انخفاض العقوبة الجسدية الشديدة بنسبة 9،6 نقطة مئوية خلال الخمس سنوات الماضية من 13 بالمائة سنة 2023 مقابل 22،6 بالمائة سنة 2018.
ونفس الشيء بالنسبة لأنواع العقوبات الجسدية الأخرى (60،2 بالمائة سنة 2023 مقابل 71،5 بالمائة سنة 2018) أي أنّ 6 من كل 10 أطفال مازالوا يتعرضون إلى نوع من أنواع العقاب الجسدي الأخرى. وتوجد هذه الظاهرة لدى جميع الأوساط والفئات الاجتماعية وجميع المستويات التعليمية. ومن المؤسف أيضا أنّ العنف اللفظي/ النفسي يُمثل العنف الأكثر شيوعا سنة 2023 بنسبة 75،9 بالمائة ولا يقتصر على فئة اجتماعية دون أخرى.
ولا يواجه الأطفال في تونس مشكل العنف فقط، بل هناك إشكاليات أخرى يعيشها كثيرون من ذلك "العمل" الذي يُعرفه المختصون بأنه جملة الأشغال التي تحرمهم من طفولتهم وإمكاناتهم وتنال من كرامتهم وتؤثر سلبا على دراستهم وعلى صحّتهم وكذلك على نموهم البدني والنفسي.
فإجمالا، فإنّ 4 بالمائة من الأطفال من الفئة العمرية من 5 إلى 17 عاما يشتغلون من بينهم 3،5 بالمائة في المناطق الحضرية و5 بالمائة في الوسط الريفي. ومن المؤلم أن 6،4 بالمائة من هذه المجموعة ينتمون إلى الأسر الأشد فقرا و2،2 بالمائة إلى الأسر الأكثر ثراء. والمؤلم أكثر أنّ 5،5 بالمائة من هؤلاء الأطفال هم من بين المنقطعين على الدراسة.
في سياق متصل لم يُركز المسح العنقودي متعدد المؤشرات لسنة 2023 على نسب الأطفال والمراهقين الذين يستهلكون التبغ والكحول، على الرغم من تأكيد النتائج على أنّ استهلاك التبغ لا يزال مرتفعا في تونس وبشكل خاص لدى الرجال. فبينت الدراسة أن نصف الرجال يدخنون التبغ بنسبة 49،8 بالمائة مقابل 49،4 بالمائة سنة 2018.
لكن وفق المسح، فإن استهلاك التبغ لدى الذكور يزداد مع التقّدم في العمر إذ يبلغ 16،5 بالمائة لدى المراهقين في سنّ 15 – 19 سنة. كما أن 11،2 بالمائة دخنوا أول سيجارة قبل سنّ الـ15. ويبلغ تعاطي التبغ بين المراهقات في سنّ 15 – 19 سنة 0،8 بالمائة.
أما في ما يتعلق باستهلاك الكحول، فإن نسبة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 19 سنة تبلغ 0،6 بالمائة.
اللافت أن 3 بالمائة من الرجال المستجوبين تناولوا الكحول قبل سن الخامسة عشرة منهم 2،7 بالمائة في المناطق الحضرية مقابل 3،6 بالمائة في المناطق الريفية، و5،6 بالمائة من بين المنتمين للأسر الأكثر فقرا مقابل 2،1 بالمائة للعائلات الأكثر ثراء.