جهود كبيرة تقوم بها مؤسسات الدولة والهياكل المعنية في علاقة بالأطفال الذين يعانون من طيف التوحد لكن تظل هذه الجهود على أهميتها منقوصة من وجهة نظر اهل الاختصاص ...فما هو المطلوب حتى يتسنى إنجاح عملية ادماج هذه الفئة في المجتمع؟
في هذا الخصوص جدير بالذكر انه تم صباح امس بفضاء بلدية مقرين بولاية بن عروس الإعلان عن بداية توزيع دليل المرافق التربوي لأطفال طيف التوحد وذلك لأول مرة على المستوى الوطني لفائدة مؤسسات وهياكل الدولة والجمعيات والمنظمات ذات الصلة ببادرة من المنظمة التونسية للتربية والأسرة بالجهة وجمعية النهوض برياض الأطفال.
وأفاد رئيس منظمة التربية والأسرة بجهة بن عروس محمد المهدي المكي في تصريح امس لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن المنظمة من خلال تنظيم هذه الفعاليات تؤكد مساندتها لكل الجهود المبذولة لمرافقة أطفال طيف التوحد، ودعم المبادرات النوعية للإحاطة بهذه الفئة، حيث قامت بالشراكة مع الجهات المعنية بتنظيم جلسات علمية تفاعلية بحضور خبراء
مختصين للعمل على إعداد هذا الدليل وإصداره، ليمثل وثيقة مرجعية تؤطر عمل المرافقين العاملين مع أطفال طيف التوحد.
ومن جهته أوضح الخبير في مجال الأسرة والطفولة إبراهيم الريحاني أن هذا الدليل مرجع علمي مختص يحتاجه كل ولي ومرب مختص في الطفولة لتوضيح كيفية تعامله مع.
هذه الفئة، حيث يشمل جوانب متعددة تجمع بين الجانب العلمي والجانب البيداغوجي من خلال تضمنه للمذكرات البيداغوجية التي تسهل على المرافق كيفية العمل مع طفل التوحد وأفضل الطرق البيداغوجية للتعامل معه.
واعتبر الريحاني، أن هذا الدليل هو حصيلة عمل مشترك بين مختصين وخبراء في مجال الطفولة وفي مجال الصحة النفسية وفي تقويم النطق لتدعيم مجهودات الدولة خاصة بعد قرار وزارة المرأة بدمج أطفال طيف التوحد بصفة مجانية داخل رياض الأطفال..
وقد أمّنت جمعية "تكنولوجيا بن عروسّ تطبيقة الكترونية تفاعلية تحتوي مختلف محاور الدليل وتمكّن كل المعنيين من سهولة النفاذ إلى محتوياته باستعمال المحامل الذكية، وذلك بهدف ضمان نفاذه إلى أوسع الشرائح المعنية بالتواصل والتفاعل مع هذه الفئة.
ولتقييم محتوى الدليل خاصة بالنسبة للمرافقين شدّدت المرافقة دلال عبد الواحد التي ساهمت في إعداد الدليل على أهمية هذا المرجع من ناحية وضعه للآليات العلمية التي تسهّل عملية تشخيص هذه الحالات وأعراض طيف التوحد لدى الأطفال، وأفضل الطرق لإقناع الأولياء ممّن يحمل أطفالهم هذا الطيف، وكيفية التعامل مع هذه الحالات وأنسب السبل
للتعامل معها ثم في مرحلة لاحقة طريقة مرافقة أطفال طيف التوحد استنادا لأحدث المقاربات والطرق العلمية والبيداغوجية من خلال المذكرات الفنية والتقييم والتشخيص المرحلي.
لكن في المقابل يرى المختصون في المجال ان عملية ادماج الأطفال التي تعاني من طيف التوحد في محتلف المؤسسات التربوية تعتبر غير ناجحة رغم أهمية الدمج. وأوضحت في هذا الاطار العضو في جمعية مسار التوحد هالة الشنوفي في تصريح لـ "الصباح" ان المطلوب اليوم هو الاعداد الجيد لعملية ادماج أطفال طيف التوحد في المدارس ومؤسسات الطفولة على اعتبار ان هذه العملية لا تنجح لاعتبارات عدة لانه لا يقع أولا الاعداد الجيد لهذه الخطوة وثانيا لا يتم ضبط برامج موجهة لهذه الفئة. وأوضحت محدثتنا في هذا الاطار ان الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد لا يمكنهم التمكن من بعض المواد كالقراءة والحساب والكتابة مثل باقي التلاميذ ولهذا فانه يفترض اعتماد مناهج تعلمية خاصة لهذه الفئة. وأضافت العضو بجمعية مسار التوحد انه لديها مركزا خاصا للاحاطة بالأطفال الذين يعانون من طيف التوحد كاشفة ان المركز يستقبل أطفالا في السنة الثالثة او الرابعة من التعليم الابتدائي الذين يضطروا لترك المدرسة نظرا لصعوبة عملية الاندماج في ظل غياب مناهج وطرق بيداغوجية خاصة بهم إضافة الى هدم وجود إطارات تربوية مختصة في التعامل مع هذه الفئة مشيرة الى ان الجمعية تشجع عملية اندماجهم داخل الفضاءات التربوية الرسمية لكن من الضروري الاعداد الجيد لهذه الخطوة حنى لا يضطر الطفل الى ترك المدرسة والعودة الى المراكز الخاصة.
منال حرزي
تونس - الصباح
جهود كبيرة تقوم بها مؤسسات الدولة والهياكل المعنية في علاقة بالأطفال الذين يعانون من طيف التوحد لكن تظل هذه الجهود على أهميتها منقوصة من وجهة نظر اهل الاختصاص ...فما هو المطلوب حتى يتسنى إنجاح عملية ادماج هذه الفئة في المجتمع؟
في هذا الخصوص جدير بالذكر انه تم صباح امس بفضاء بلدية مقرين بولاية بن عروس الإعلان عن بداية توزيع دليل المرافق التربوي لأطفال طيف التوحد وذلك لأول مرة على المستوى الوطني لفائدة مؤسسات وهياكل الدولة والجمعيات والمنظمات ذات الصلة ببادرة من المنظمة التونسية للتربية والأسرة بالجهة وجمعية النهوض برياض الأطفال.
وأفاد رئيس منظمة التربية والأسرة بجهة بن عروس محمد المهدي المكي في تصريح امس لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن المنظمة من خلال تنظيم هذه الفعاليات تؤكد مساندتها لكل الجهود المبذولة لمرافقة أطفال طيف التوحد، ودعم المبادرات النوعية للإحاطة بهذه الفئة، حيث قامت بالشراكة مع الجهات المعنية بتنظيم جلسات علمية تفاعلية بحضور خبراء
مختصين للعمل على إعداد هذا الدليل وإصداره، ليمثل وثيقة مرجعية تؤطر عمل المرافقين العاملين مع أطفال طيف التوحد.
ومن جهته أوضح الخبير في مجال الأسرة والطفولة إبراهيم الريحاني أن هذا الدليل مرجع علمي مختص يحتاجه كل ولي ومرب مختص في الطفولة لتوضيح كيفية تعامله مع.
هذه الفئة، حيث يشمل جوانب متعددة تجمع بين الجانب العلمي والجانب البيداغوجي من خلال تضمنه للمذكرات البيداغوجية التي تسهل على المرافق كيفية العمل مع طفل التوحد وأفضل الطرق البيداغوجية للتعامل معه.
واعتبر الريحاني، أن هذا الدليل هو حصيلة عمل مشترك بين مختصين وخبراء في مجال الطفولة وفي مجال الصحة النفسية وفي تقويم النطق لتدعيم مجهودات الدولة خاصة بعد قرار وزارة المرأة بدمج أطفال طيف التوحد بصفة مجانية داخل رياض الأطفال..
وقد أمّنت جمعية "تكنولوجيا بن عروسّ تطبيقة الكترونية تفاعلية تحتوي مختلف محاور الدليل وتمكّن كل المعنيين من سهولة النفاذ إلى محتوياته باستعمال المحامل الذكية، وذلك بهدف ضمان نفاذه إلى أوسع الشرائح المعنية بالتواصل والتفاعل مع هذه الفئة.
ولتقييم محتوى الدليل خاصة بالنسبة للمرافقين شدّدت المرافقة دلال عبد الواحد التي ساهمت في إعداد الدليل على أهمية هذا المرجع من ناحية وضعه للآليات العلمية التي تسهّل عملية تشخيص هذه الحالات وأعراض طيف التوحد لدى الأطفال، وأفضل الطرق لإقناع الأولياء ممّن يحمل أطفالهم هذا الطيف، وكيفية التعامل مع هذه الحالات وأنسب السبل
للتعامل معها ثم في مرحلة لاحقة طريقة مرافقة أطفال طيف التوحد استنادا لأحدث المقاربات والطرق العلمية والبيداغوجية من خلال المذكرات الفنية والتقييم والتشخيص المرحلي.
لكن في المقابل يرى المختصون في المجال ان عملية ادماج الأطفال التي تعاني من طيف التوحد في محتلف المؤسسات التربوية تعتبر غير ناجحة رغم أهمية الدمج. وأوضحت في هذا الاطار العضو في جمعية مسار التوحد هالة الشنوفي في تصريح لـ "الصباح" ان المطلوب اليوم هو الاعداد الجيد لعملية ادماج أطفال طيف التوحد في المدارس ومؤسسات الطفولة على اعتبار ان هذه العملية لا تنجح لاعتبارات عدة لانه لا يقع أولا الاعداد الجيد لهذه الخطوة وثانيا لا يتم ضبط برامج موجهة لهذه الفئة. وأوضحت محدثتنا في هذا الاطار ان الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد لا يمكنهم التمكن من بعض المواد كالقراءة والحساب والكتابة مثل باقي التلاميذ ولهذا فانه يفترض اعتماد مناهج تعلمية خاصة لهذه الفئة. وأضافت العضو بجمعية مسار التوحد انه لديها مركزا خاصا للاحاطة بالأطفال الذين يعانون من طيف التوحد كاشفة ان المركز يستقبل أطفالا في السنة الثالثة او الرابعة من التعليم الابتدائي الذين يضطروا لترك المدرسة نظرا لصعوبة عملية الاندماج في ظل غياب مناهج وطرق بيداغوجية خاصة بهم إضافة الى هدم وجود إطارات تربوية مختصة في التعامل مع هذه الفئة مشيرة الى ان الجمعية تشجع عملية اندماجهم داخل الفضاءات التربوية الرسمية لكن من الضروري الاعداد الجيد لهذه الخطوة حنى لا يضطر الطفل الى ترك المدرسة والعودة الى المراكز الخاصة.