إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. قلقكم سند للاحتلال.. فلا تقلقوا على رفح!

 

"القلق" عملة مفلسة في الأرصدة الدولية والعربية بل هي عملة متواطئة تخدم الاحتلال وتمنحه ما يريد من الوقت والإمكانيات لمواصلة جرائمه دون تردد... وهو عملة متداولة لدى الفاشلين والعاجزين والمنافقين ومروجي الأوهام ...

لو كتب لكل بيانات القلق والانزعاج والانشغال والحيرة أن تصرف في أرصدة البنوك الدولية لامكن جمع ما يكفي لمساعدة أهالي غزة المنكوبين أو على الأقل توفير بعض من خيم أو أغذية تحميهم من المجاعة والتشرد.. ولكن مشاعر القلق المتفاقم يوميا في مختلف المنظمات والهيئات الدولية و الإنسانية وغيرها لم تساعد بعد انقضاء مائة وثمان وعشرين يوما من جرائم الإبادة في غزة في ردع أو حتى في جعل رئيس حكومة كيان الاحتلال التوقف عن جرائم الحرب التي يقترفها جيشه في حق المدنيين والمصابين والمرضى من نساء وأطفال أو شيوخ ..

بل واقع الحال انه كلما تواترت مثل هذه التصريحات عن كبار قادة العالم وما يشعرون به من قلق إزاء ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي كلما تفتحت شهية ناتنياهو وزمرته لمزيد إراقة الدماء والقتل والدمار ...

حتى المشرفون على المواقع الاجتماعية فقد عمدوا على ممارسة كل أنواع التعتيم لمنع فضح ما يحدث في غزة ومنع نشر وتداول ما يتم التقاطه من صور بشعة عن انتهاكات وفظاعات غير مسبوقة وصادمة، كل ذلك بدعوى احترام مشاعر المتتبعين وعدم التسبب في إزعاجهم بتلك الصور التي لا يمكن لبشر تحملها ولكنها ضرورية ومطلوب تداولها لفضح ما بلغه الاحتلال من درجات التوحش والاستهتار بكل القوانين الإنسانية المتعارف عليها في حالات الحرب والسلم وهي أيضا مسألة يعرف الإعلام الغربي كيف يستغلها للتستر والتعتيم على جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي ...

 وآخر إبداعات المواقع الاجتماعية ما ذهب إليه من مراجعة وتقييد استخدام كلمة "صهيوني" على منصاتها على اعتبار أن هذه الكلمة تحتمل تحريضا على خطاب كراهية،مع تصاعد معاداة السامية عبر الإنترنت وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل والمقاومة، وكأن الأمر يتعلق بحرب كلاسيكية تتساوى فيها القوى بين جيشين نظاميين والحال أننا ومهما قيل عن قدرات «حماس» إزاء حرب بين جيش إسرائيل أقوى رابع جيش في العالم وأقوى جيش في المنطقة والأكثر دعما وتمويلا وتطورا في المنطقة وبين فصيل مسلح مقاوم للاحتلال وهو محاصر برا وبحرا وجوا منذ سبعة عشر عاما واستطاع أن يصمد طوال أكثر من أربعة أشهر وأن يكبد هذا الاحتلال خسائر غير مسبوقة رغم كل الدمار والخراب الحاصل في غزة وهو أيضا ما جعله يحظى بتعاطف غير مسبوق بين الفلسطينيين وغيرهم بسبب الظلم الإسرائيلي والتأييد الدولي الأعمى الذي تجاوز كل الحدود ..

ميتا شركة التكنولوجيا العملاقة التي تملك "فيسبوك" و"إنستغرام" تتجه إلى توسيع حظر خطاب الكراهية الخاص بها ليشمل المزيد من استخدامات هذا المصطلح، خاصة عندما يبدو بديلا سيئا لكلمة "يهود" أو "إسرائيليين".

طبعا نحن في المنطقة العربية كمستهلكين للتكنولوجيا الحديثة لن يكون بإمكاننا إسقاط هذه القيود والتخلص منها دون امتلاك أسرار تكنولوجيا الاتصال وسيتعين بالتالي توقع المزيد من هذه الإجراءات التي من الواضح أن لها صبغة سياسية وهي ليست بمنأى عن تأثيرات اللوبيات اليهودية المتنفذة والمتحكمة في شبكة التواصل التي تحكم العالم ..

لا أحد يعلم ما ستكون عليه رفح في الساعات القليلة القادمة ولكن ما شهدته خان يونس ومدينة غزة وغيرهما من المحافظات يؤكد أن القادم لن يكون اقل فظاعة ما لم يتوقف العالم عن اجترار وصفات القلق الجاهزة التي لا يعيرها ناتنياهو أهمية ولا تثير فيه أدنى إحساس بالقلق.. الكارثة التي يستعد الاحتلال لاقترافها في غزة بدعوى استهداف ما بقي من عناصر «حماس» ستكون المعركة الأخيرة للاحتلال في هذه الحرب المسعورة لتنفيذ خطته التي لم يسقطها أبدا في ترحيل أهالي القطاع ودفعهم للهروب بجلودهم إلى رفح المصرية على وقع النيران الإسرائيلية.. كل المؤشرات تؤكد أن إدمان ورغبة ناتنياهو في الانتقام وتعطشه للدم مازالت قائمة وهو أكثر من يدرك أن نهاية الحرب فيها نهايته واستعداده للمحاكمة في الداخل والخارج وكل ما يفعله هو تأخير ذلك ما أمكن. ناتنياهو خبر جيدا حدود رد الفعل الدولي وخبر أكثر حدود وانبطاح رد الفعل العربي الذي لا يخرج عن إطار الظاهرة الصوتية وسيستمر في جرائمه ما أمكن له ذلك ولا يمكن بأي حال من الأحوال التعويل على ما يروج بشان خلافات مع الحليف الأمريكي أو بشأن صراعات إسرائيلية داخلية لأنهم وجهان لعملة واحدة ...

اسيا العتروس

 

ممنوع من الحياد..   قلقكم سند للاحتلال.. فلا تقلقوا على رفح!

 

"القلق" عملة مفلسة في الأرصدة الدولية والعربية بل هي عملة متواطئة تخدم الاحتلال وتمنحه ما يريد من الوقت والإمكانيات لمواصلة جرائمه دون تردد... وهو عملة متداولة لدى الفاشلين والعاجزين والمنافقين ومروجي الأوهام ...

لو كتب لكل بيانات القلق والانزعاج والانشغال والحيرة أن تصرف في أرصدة البنوك الدولية لامكن جمع ما يكفي لمساعدة أهالي غزة المنكوبين أو على الأقل توفير بعض من خيم أو أغذية تحميهم من المجاعة والتشرد.. ولكن مشاعر القلق المتفاقم يوميا في مختلف المنظمات والهيئات الدولية و الإنسانية وغيرها لم تساعد بعد انقضاء مائة وثمان وعشرين يوما من جرائم الإبادة في غزة في ردع أو حتى في جعل رئيس حكومة كيان الاحتلال التوقف عن جرائم الحرب التي يقترفها جيشه في حق المدنيين والمصابين والمرضى من نساء وأطفال أو شيوخ ..

بل واقع الحال انه كلما تواترت مثل هذه التصريحات عن كبار قادة العالم وما يشعرون به من قلق إزاء ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي كلما تفتحت شهية ناتنياهو وزمرته لمزيد إراقة الدماء والقتل والدمار ...

حتى المشرفون على المواقع الاجتماعية فقد عمدوا على ممارسة كل أنواع التعتيم لمنع فضح ما يحدث في غزة ومنع نشر وتداول ما يتم التقاطه من صور بشعة عن انتهاكات وفظاعات غير مسبوقة وصادمة، كل ذلك بدعوى احترام مشاعر المتتبعين وعدم التسبب في إزعاجهم بتلك الصور التي لا يمكن لبشر تحملها ولكنها ضرورية ومطلوب تداولها لفضح ما بلغه الاحتلال من درجات التوحش والاستهتار بكل القوانين الإنسانية المتعارف عليها في حالات الحرب والسلم وهي أيضا مسألة يعرف الإعلام الغربي كيف يستغلها للتستر والتعتيم على جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي ...

 وآخر إبداعات المواقع الاجتماعية ما ذهب إليه من مراجعة وتقييد استخدام كلمة "صهيوني" على منصاتها على اعتبار أن هذه الكلمة تحتمل تحريضا على خطاب كراهية،مع تصاعد معاداة السامية عبر الإنترنت وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل والمقاومة، وكأن الأمر يتعلق بحرب كلاسيكية تتساوى فيها القوى بين جيشين نظاميين والحال أننا ومهما قيل عن قدرات «حماس» إزاء حرب بين جيش إسرائيل أقوى رابع جيش في العالم وأقوى جيش في المنطقة والأكثر دعما وتمويلا وتطورا في المنطقة وبين فصيل مسلح مقاوم للاحتلال وهو محاصر برا وبحرا وجوا منذ سبعة عشر عاما واستطاع أن يصمد طوال أكثر من أربعة أشهر وأن يكبد هذا الاحتلال خسائر غير مسبوقة رغم كل الدمار والخراب الحاصل في غزة وهو أيضا ما جعله يحظى بتعاطف غير مسبوق بين الفلسطينيين وغيرهم بسبب الظلم الإسرائيلي والتأييد الدولي الأعمى الذي تجاوز كل الحدود ..

ميتا شركة التكنولوجيا العملاقة التي تملك "فيسبوك" و"إنستغرام" تتجه إلى توسيع حظر خطاب الكراهية الخاص بها ليشمل المزيد من استخدامات هذا المصطلح، خاصة عندما يبدو بديلا سيئا لكلمة "يهود" أو "إسرائيليين".

طبعا نحن في المنطقة العربية كمستهلكين للتكنولوجيا الحديثة لن يكون بإمكاننا إسقاط هذه القيود والتخلص منها دون امتلاك أسرار تكنولوجيا الاتصال وسيتعين بالتالي توقع المزيد من هذه الإجراءات التي من الواضح أن لها صبغة سياسية وهي ليست بمنأى عن تأثيرات اللوبيات اليهودية المتنفذة والمتحكمة في شبكة التواصل التي تحكم العالم ..

لا أحد يعلم ما ستكون عليه رفح في الساعات القليلة القادمة ولكن ما شهدته خان يونس ومدينة غزة وغيرهما من المحافظات يؤكد أن القادم لن يكون اقل فظاعة ما لم يتوقف العالم عن اجترار وصفات القلق الجاهزة التي لا يعيرها ناتنياهو أهمية ولا تثير فيه أدنى إحساس بالقلق.. الكارثة التي يستعد الاحتلال لاقترافها في غزة بدعوى استهداف ما بقي من عناصر «حماس» ستكون المعركة الأخيرة للاحتلال في هذه الحرب المسعورة لتنفيذ خطته التي لم يسقطها أبدا في ترحيل أهالي القطاع ودفعهم للهروب بجلودهم إلى رفح المصرية على وقع النيران الإسرائيلية.. كل المؤشرات تؤكد أن إدمان ورغبة ناتنياهو في الانتقام وتعطشه للدم مازالت قائمة وهو أكثر من يدرك أن نهاية الحرب فيها نهايته واستعداده للمحاكمة في الداخل والخارج وكل ما يفعله هو تأخير ذلك ما أمكن. ناتنياهو خبر جيدا حدود رد الفعل الدولي وخبر أكثر حدود وانبطاح رد الفعل العربي الذي لا يخرج عن إطار الظاهرة الصوتية وسيستمر في جرائمه ما أمكن له ذلك ولا يمكن بأي حال من الأحوال التعويل على ما يروج بشان خلافات مع الحليف الأمريكي أو بشأن صراعات إسرائيلية داخلية لأنهم وجهان لعملة واحدة ...

اسيا العتروس