لم تجانب المقاومة الفلسطينية الصواب في ردها على الاحتلال وتكذيب ادعاءاتها بشأن رفض صفقة الهدنة المطروحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. وقد أعلنت "حماس" موقفها بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة وهو ما يعد إشارة من جانب الحركة أنها لا تزال قائمة ومتواجدة رغم تصريحات ناتنياهو بالقضاء على نصف أعضائها وأنها معنية بوقف النزيف وتجنيب أهالي غزة مزيد القتل والدم والدمار ..
ومع أن تطورات الأحداث في غزة وفي المنطقة بعد الضربات العسكرية الأمريكية في اليمن وسوريا والعراق لا تدفع للتفاؤل بتوقع اختراق وشيك في غزة فان عديد المؤشرات توحي بأن الإدارة الأمريكية بدأت تضيق ذرعا بالحرب التي طال أمدها وبدأت تستنفر من تداعيات ذلك على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل تنامي الرفض الشعبي للحرب وتواتر الانتقادات من داخل الإدارة الأمريكية على توجهات إدارة بايدن ولكن أيضا في ظل التحذيرات من تمدد وتوسع رقعة الحرب من الحوثيين وحزب الله والمقاومة الإسلامية في العراق إلى الانسياق في لحظة ما إلى حرب مع إيران بكل ما تحتمله من تداعيات ومخاطر ستفاقم المخاطر الاقتصادية الراهنة في البحر الأحمر التي تهدد لعبة المصالح للدول الكبرى.. للمرة الخامسة على التوالي خلال أربعة أشهر وتحديدا منذ بداية الحرب على غزة يعود وزير الخارجية الأمريكية بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط بحثا عن حل للحرب بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية ولكن دون توضيحات أو تفاصيل يمكن أن تزيل الشكوك بشأن الدور الأمريكي في إنهاء النزيف في غزة ووضع حد للتطاول الإسرائيلي والقفز على كل القوانين الدولية.. والحقيقة أن إدارة بادين وحتى الإدارات السابقة لم تدخر جهدا في إظهار ولائها وتبنيها للموقف الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في سياسات العقوبات الجماعية والإبادة التي يمارسها في حق الفلسطينيين سواء بالتصريحات السياسية بدءا من الرئيس بايدن الذي اعتبر انه لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها إلى وزير الخارجية بلينكن الذي تباهى بأنه يزور إسرائيل كيهودي وليس كسياسي كل ذلك طبعا إلى جانب الدعم اللامحدود السياسي والمالي والعسكري لكيان الاحتلال بما جعله يمعن في تدمير غزة وجرفها وتحويلها إلى جحيم يستحيل فيه العيش.. زيارة بلينكن التي بدأها من العاصمة السعودية الرياض ومنها إلى القاهرة المحطة الثانية ترفع ظاهريا شعار الوصول إلى هدنة تحتاجها كل الأطراف وهي كلمة حق ولكن لا يراد بها حق.. و لاشك أن الهدنة التي يتطلع إليها الجميع هدفها الأول والأخير تحرير الرهائن الإسرائيليين وتخفيف الضغوط على ناتنياهو قبل مواصلة البحث عن طوق نجاة له من المستنقع الراهن في غزة بعد الفشل الذي مني به على ثلاث مستويات منع وقوع "طوفان الأقصى" تحرير الرهائن والقضاء على المقاومة وتصفية قياداتها إذ وبرغم انقضاء أربعة أشهر فان ناتنياهو وإن نجح في تدمير ابسط مقومات الحياة في غزة وأمعن في قتل النساء والأطفال فانه لم يحقق أهدافه المعلنة..
وفي غياب التوازن المطلوب في الصراع الحالي فان الرهان على زيارة بلينكن لإنهاء جرائم جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين وإنهاء المعاناة غير المسبوقة لأهالي قطاع غزة الذين يواجهون سلاح التجويع والحرمان من ابسط مقومات الحياة كل ذلك يجعلها زيارة تهدئة الخواطر ومواصلة بيع الأوهام والاستمرار في سياسة المكيالين بما يمنح ناتنياهو مزيد الوقت لدفع أكثر من مليوني فلسطيني إلى الهروب وإخلاء قطاع غزة وإفساح المجال للاحتلال بمزيد التوسع لإقامة حلم إسرائيل الكبرى الذي يروج له نانتنياهو وأعضاء حكومته المتشددين من غلانت الى سموريتش والذين لا يخفون تطلعاتهم إلى تصفية ما بقي من القضية الفلسطينية بكل الطرق المتاحة حتى وإن أدى ذلك إلى استعمال السلاح النووي والتخلص من الفلسطينيين وهذا في الواقع كان حلم القيادات الإسرائيلية المتواترة وعقيدة مختلف الحكومات سواء منها الليكود أو العمل بما في ذلك شارون الذي كان يحلم أن يستفيق يوما وقد ابتلع البحر غزة بما فيها..
جولة بلينكن ستقوده أيضا إلى مصر وقطر طرفا المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة إلى جانب زيارة إسرائيل وفلسطين المحتلة.. الواقع الذي لا يريد بلينكن أن يراه أن محنة غزة غير مسبوقة وأنه لم يعد بين أهل القطاع أسرة لم تبتل بنيران المحرقة بعد أن شمل الدمار كل مقومات الحياة.. وإلى أن يأتي ما يخالف ذلك فان إسرائيل حتى هذه المرحلة مصرة على معاقبة الفلسطينيين واستكمال الجريمة غير عابئة بتقارير الأمم المتحدة و لا العدل الدولية.. هل يعني ذلك نهاية المطاف؟طبعا لا.. غزة اليوم شحنة من الغضب غير المكتوم في ظل اللامبالاة والخذلان والأكيد أن الانفجار قادم وسيمتد إلى الضفة والقدس مهما بلغت قوة الاحتلال.. ولن يكون بإمكان إسرائيل أن تحظى بدوام الأمن والرخاء والاستقرار على جثث وأشلاء أجيال من ضحايا الاحتلال.. الشيطان يكمن في التفاصيل ولعل الأيام القادمة تكشف المزيد من أسرار وألغام هذه الزيارة ..
اسيا العتروس
لم تجانب المقاومة الفلسطينية الصواب في ردها على الاحتلال وتكذيب ادعاءاتها بشأن رفض صفقة الهدنة المطروحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. وقد أعلنت "حماس" موقفها بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة وهو ما يعد إشارة من جانب الحركة أنها لا تزال قائمة ومتواجدة رغم تصريحات ناتنياهو بالقضاء على نصف أعضائها وأنها معنية بوقف النزيف وتجنيب أهالي غزة مزيد القتل والدم والدمار ..
ومع أن تطورات الأحداث في غزة وفي المنطقة بعد الضربات العسكرية الأمريكية في اليمن وسوريا والعراق لا تدفع للتفاؤل بتوقع اختراق وشيك في غزة فان عديد المؤشرات توحي بأن الإدارة الأمريكية بدأت تضيق ذرعا بالحرب التي طال أمدها وبدأت تستنفر من تداعيات ذلك على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل تنامي الرفض الشعبي للحرب وتواتر الانتقادات من داخل الإدارة الأمريكية على توجهات إدارة بايدن ولكن أيضا في ظل التحذيرات من تمدد وتوسع رقعة الحرب من الحوثيين وحزب الله والمقاومة الإسلامية في العراق إلى الانسياق في لحظة ما إلى حرب مع إيران بكل ما تحتمله من تداعيات ومخاطر ستفاقم المخاطر الاقتصادية الراهنة في البحر الأحمر التي تهدد لعبة المصالح للدول الكبرى.. للمرة الخامسة على التوالي خلال أربعة أشهر وتحديدا منذ بداية الحرب على غزة يعود وزير الخارجية الأمريكية بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط بحثا عن حل للحرب بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية ولكن دون توضيحات أو تفاصيل يمكن أن تزيل الشكوك بشأن الدور الأمريكي في إنهاء النزيف في غزة ووضع حد للتطاول الإسرائيلي والقفز على كل القوانين الدولية.. والحقيقة أن إدارة بادين وحتى الإدارات السابقة لم تدخر جهدا في إظهار ولائها وتبنيها للموقف الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في سياسات العقوبات الجماعية والإبادة التي يمارسها في حق الفلسطينيين سواء بالتصريحات السياسية بدءا من الرئيس بايدن الذي اعتبر انه لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها إلى وزير الخارجية بلينكن الذي تباهى بأنه يزور إسرائيل كيهودي وليس كسياسي كل ذلك طبعا إلى جانب الدعم اللامحدود السياسي والمالي والعسكري لكيان الاحتلال بما جعله يمعن في تدمير غزة وجرفها وتحويلها إلى جحيم يستحيل فيه العيش.. زيارة بلينكن التي بدأها من العاصمة السعودية الرياض ومنها إلى القاهرة المحطة الثانية ترفع ظاهريا شعار الوصول إلى هدنة تحتاجها كل الأطراف وهي كلمة حق ولكن لا يراد بها حق.. و لاشك أن الهدنة التي يتطلع إليها الجميع هدفها الأول والأخير تحرير الرهائن الإسرائيليين وتخفيف الضغوط على ناتنياهو قبل مواصلة البحث عن طوق نجاة له من المستنقع الراهن في غزة بعد الفشل الذي مني به على ثلاث مستويات منع وقوع "طوفان الأقصى" تحرير الرهائن والقضاء على المقاومة وتصفية قياداتها إذ وبرغم انقضاء أربعة أشهر فان ناتنياهو وإن نجح في تدمير ابسط مقومات الحياة في غزة وأمعن في قتل النساء والأطفال فانه لم يحقق أهدافه المعلنة..
وفي غياب التوازن المطلوب في الصراع الحالي فان الرهان على زيارة بلينكن لإنهاء جرائم جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين وإنهاء المعاناة غير المسبوقة لأهالي قطاع غزة الذين يواجهون سلاح التجويع والحرمان من ابسط مقومات الحياة كل ذلك يجعلها زيارة تهدئة الخواطر ومواصلة بيع الأوهام والاستمرار في سياسة المكيالين بما يمنح ناتنياهو مزيد الوقت لدفع أكثر من مليوني فلسطيني إلى الهروب وإخلاء قطاع غزة وإفساح المجال للاحتلال بمزيد التوسع لإقامة حلم إسرائيل الكبرى الذي يروج له نانتنياهو وأعضاء حكومته المتشددين من غلانت الى سموريتش والذين لا يخفون تطلعاتهم إلى تصفية ما بقي من القضية الفلسطينية بكل الطرق المتاحة حتى وإن أدى ذلك إلى استعمال السلاح النووي والتخلص من الفلسطينيين وهذا في الواقع كان حلم القيادات الإسرائيلية المتواترة وعقيدة مختلف الحكومات سواء منها الليكود أو العمل بما في ذلك شارون الذي كان يحلم أن يستفيق يوما وقد ابتلع البحر غزة بما فيها..
جولة بلينكن ستقوده أيضا إلى مصر وقطر طرفا المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة إلى جانب زيارة إسرائيل وفلسطين المحتلة.. الواقع الذي لا يريد بلينكن أن يراه أن محنة غزة غير مسبوقة وأنه لم يعد بين أهل القطاع أسرة لم تبتل بنيران المحرقة بعد أن شمل الدمار كل مقومات الحياة.. وإلى أن يأتي ما يخالف ذلك فان إسرائيل حتى هذه المرحلة مصرة على معاقبة الفلسطينيين واستكمال الجريمة غير عابئة بتقارير الأمم المتحدة و لا العدل الدولية.. هل يعني ذلك نهاية المطاف؟طبعا لا.. غزة اليوم شحنة من الغضب غير المكتوم في ظل اللامبالاة والخذلان والأكيد أن الانفجار قادم وسيمتد إلى الضفة والقدس مهما بلغت قوة الاحتلال.. ولن يكون بإمكان إسرائيل أن تحظى بدوام الأمن والرخاء والاستقرار على جثث وأشلاء أجيال من ضحايا الاحتلال.. الشيطان يكمن في التفاصيل ولعل الأيام القادمة تكشف المزيد من أسرار وألغام هذه الزيارة ..