إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

التلاميذ في عطلة بأسبوع.. موعد آخر لانتعاشة الدروس الخصوصية

 

تونس-الصباح

دخل تلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية كما الثانوية في عطلة بأسبوع فقط.. على أن ينطلق إثرها ماراطون الاستعدادات للاختبارات التقييمية وفروض المراقبة لاسيما أن الثلاثي الثاني تعتبر مدته قصيرة مقارنة بالثلاثي الأول...

من هذا المنطلق تعتبر هذه العطلة بأسبوع فرصة ثمينة ومحطة هامة لتجديد العهد مع الحصص المكثفة من الدروس الخصوصية.. على أمل تدارك ما فات من الدروس التي غابت داخل الفضاء المدرسي إما بسبب كثرة غيابات إطارات تربوية أو بسبب معضلة الاكتظاظ داخل القسم التي جعلت بورصة الدروس الخصوصية تنتعش...

تفاعلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أن عطلة فيفري كغيرها من العطل تمثل فرصة للتلميذ لتعزيز مختلف المهارات والمعارف التي تم اكتسابها داخل القسم... فما بالك بهذه العطلة التي تسبق الخوض في مختلف الاختبارات والفروض التقييمية، مشيرا إلى أنه من البديهي أن يتم استغلال هذه العطلة بأسبوع في الدراسة والتحصيل العلمي نظرا لقصرها الزمني.

واعتبر محدثنا من جانب آخر أن الهياكل الرسمية وكل الفاعلين في المنظومة التربوية مدعوين إلى مراجعة نظام العطل في تونس على اعتبار أن هناك إهدارا كبيرا للزمن المدرسي متسائلا في الإطار نفسه : أي جدوى لهذه العطلة بأسبوع وخاصة أن الثلاثية الثانية تعتبر مدتها الزمنية قصيرة للغاية؟

 وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ كانت قد دعت السنة الماضية في هذه الفترة على هامش عطلة فيفري إلى التقليص في مدة العطل المدرسية خلال السنة الدراسية بأسبوع أو أسبوعين مع إقرار انطلاق السنة الدراسية في بداية سبتمبر لتوفير بين 3 و4 أسابيع دراسة إضافة لتلك المعتمدة حاليا، وهو ما يقدر بحوالي 10 بالمائة من الزمن المدرسي .

واقترحت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ في رسالة وجهتها إلى وزير التربية محمد البوغديري، لتجاوز بعض الصعوبات التي تتخبط فيها المنظومة التعليمية حاليا، التقليص في عدد ساعات التدريس بحوالي 10 بالمائة خاصة بالنسبة للمرحلة الابتدائية، وتوظيفها لصالح الزمن الاجتماعي.

ولفتت إلى أن في تطبيق هذه المقترحات تحقيق نتائج بينت نتائج إيجابية حينية تماثل في قيمتها إنجاز 1300 مؤسسة تربوية جديدة وانتداب حوالي 30 ألف مدرس إضافي مما يساهم في معالجة مشكل اكتظاظ الأقسام. كما سيمكّن من تحسين النتائج الدراسية تدريجيا خاصة إذا تمّ التركيز على تدعيم قدرات التلاميذ في القراءة والكتابة والحساب خلال سنوات دراستهم الأولى، رغم الحاجة الملحّة إلى الترفيع في ميزانية وزارة التربية وتحسين البنية التحتية ودعم التجهيزات التكنولوجيّة.

واقترحت الجمعية أيضا الاكتفاء بتدريس المواد الاجتماعية في شكل ورشات ينشطها المربّون بتوظيف الوسائط الرقميّة والتكنولوجية المساعدة على ترغيب التلميذ في المادة وترسيخها في الذاكرة والسلوك، وإعفائه من إجراء اختبارات تقييمية لهذه المواد تُثقل كاهل الأسرة والتلميذ ماديّا ونفسيّا. ومن ناحية أخرى بينت الجمعية أنه من الضروري الإدراك أنّ التمكن من أي مادة كانت يرتبط بدرجة التمكن من اللغة التي يتمّ بها تدريس تلك المادة، وبهذا المعنى فإنّ الإبقاء على تدريس الرياضيات وعلوم الفيزياء وعلوم الحياة باللغة العربيّة في المرحلة الإعدادية قبل المرور إلى تدريسها بالفرنسية في المرحلة الثانوية يمثل قرارا خاطئا وسببا أساسيا في فشل قسم كبير من العملية التربوية. وأوضحت أن أغلب المواد ترتبط باللغة الأجنبية الأولى في تونس في باقي مراحل التعليم بما فيها التعليم العالي والتكوين المهني، ويُعدّ ذلك “تصرفا عقابيّا لناشئة يتم التحكّم في صناعة ثقافتها وتحديد مستقبلها بدرجة كبيرة من خلال البرامج التعليميّة”.

واعتبرت الجمعية أن من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها المنظومة التعليميّة، تقسيم التعليم في تونس إلى عاديّ ونموذجيّ، وهو ما كرّس ثنائية أنتجت مستويين من المتعلمين والنتائج وذكرت الجمعية وزير التربية بأن وضعية المدرسة التونسية تزداد تأزّما سنة بعد سنة مشددة على أن مواصلة الصمت على هذا الواقع أو الاكتفاء بترويج صورة مطمئنة للمدرسة التونسية أو مواصلة معالجة تصدعاتها الجذرية بإعلانات نوايا وبتدخلات ترقيعية أو تغيير المشرفين على القطاع لن يغير في الأمر شيء إن لم يكن مدعوما بسياسات واستراتيجيات وبرامج من الضروري إرساؤها بهدف إعادة بناء مدرسة المستقبل على أسس سليمة.

منال حرزي

 

 

 

التلاميذ في عطلة بأسبوع..   موعد آخر لانتعاشة الدروس الخصوصية

 

تونس-الصباح

دخل تلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية كما الثانوية في عطلة بأسبوع فقط.. على أن ينطلق إثرها ماراطون الاستعدادات للاختبارات التقييمية وفروض المراقبة لاسيما أن الثلاثي الثاني تعتبر مدته قصيرة مقارنة بالثلاثي الأول...

من هذا المنطلق تعتبر هذه العطلة بأسبوع فرصة ثمينة ومحطة هامة لتجديد العهد مع الحصص المكثفة من الدروس الخصوصية.. على أمل تدارك ما فات من الدروس التي غابت داخل الفضاء المدرسي إما بسبب كثرة غيابات إطارات تربوية أو بسبب معضلة الاكتظاظ داخل القسم التي جعلت بورصة الدروس الخصوصية تنتعش...

تفاعلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أن عطلة فيفري كغيرها من العطل تمثل فرصة للتلميذ لتعزيز مختلف المهارات والمعارف التي تم اكتسابها داخل القسم... فما بالك بهذه العطلة التي تسبق الخوض في مختلف الاختبارات والفروض التقييمية، مشيرا إلى أنه من البديهي أن يتم استغلال هذه العطلة بأسبوع في الدراسة والتحصيل العلمي نظرا لقصرها الزمني.

واعتبر محدثنا من جانب آخر أن الهياكل الرسمية وكل الفاعلين في المنظومة التربوية مدعوين إلى مراجعة نظام العطل في تونس على اعتبار أن هناك إهدارا كبيرا للزمن المدرسي متسائلا في الإطار نفسه : أي جدوى لهذه العطلة بأسبوع وخاصة أن الثلاثية الثانية تعتبر مدتها الزمنية قصيرة للغاية؟

 وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ كانت قد دعت السنة الماضية في هذه الفترة على هامش عطلة فيفري إلى التقليص في مدة العطل المدرسية خلال السنة الدراسية بأسبوع أو أسبوعين مع إقرار انطلاق السنة الدراسية في بداية سبتمبر لتوفير بين 3 و4 أسابيع دراسة إضافة لتلك المعتمدة حاليا، وهو ما يقدر بحوالي 10 بالمائة من الزمن المدرسي .

واقترحت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ في رسالة وجهتها إلى وزير التربية محمد البوغديري، لتجاوز بعض الصعوبات التي تتخبط فيها المنظومة التعليمية حاليا، التقليص في عدد ساعات التدريس بحوالي 10 بالمائة خاصة بالنسبة للمرحلة الابتدائية، وتوظيفها لصالح الزمن الاجتماعي.

ولفتت إلى أن في تطبيق هذه المقترحات تحقيق نتائج بينت نتائج إيجابية حينية تماثل في قيمتها إنجاز 1300 مؤسسة تربوية جديدة وانتداب حوالي 30 ألف مدرس إضافي مما يساهم في معالجة مشكل اكتظاظ الأقسام. كما سيمكّن من تحسين النتائج الدراسية تدريجيا خاصة إذا تمّ التركيز على تدعيم قدرات التلاميذ في القراءة والكتابة والحساب خلال سنوات دراستهم الأولى، رغم الحاجة الملحّة إلى الترفيع في ميزانية وزارة التربية وتحسين البنية التحتية ودعم التجهيزات التكنولوجيّة.

واقترحت الجمعية أيضا الاكتفاء بتدريس المواد الاجتماعية في شكل ورشات ينشطها المربّون بتوظيف الوسائط الرقميّة والتكنولوجية المساعدة على ترغيب التلميذ في المادة وترسيخها في الذاكرة والسلوك، وإعفائه من إجراء اختبارات تقييمية لهذه المواد تُثقل كاهل الأسرة والتلميذ ماديّا ونفسيّا. ومن ناحية أخرى بينت الجمعية أنه من الضروري الإدراك أنّ التمكن من أي مادة كانت يرتبط بدرجة التمكن من اللغة التي يتمّ بها تدريس تلك المادة، وبهذا المعنى فإنّ الإبقاء على تدريس الرياضيات وعلوم الفيزياء وعلوم الحياة باللغة العربيّة في المرحلة الإعدادية قبل المرور إلى تدريسها بالفرنسية في المرحلة الثانوية يمثل قرارا خاطئا وسببا أساسيا في فشل قسم كبير من العملية التربوية. وأوضحت أن أغلب المواد ترتبط باللغة الأجنبية الأولى في تونس في باقي مراحل التعليم بما فيها التعليم العالي والتكوين المهني، ويُعدّ ذلك “تصرفا عقابيّا لناشئة يتم التحكّم في صناعة ثقافتها وتحديد مستقبلها بدرجة كبيرة من خلال البرامج التعليميّة”.

واعتبرت الجمعية أن من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها المنظومة التعليميّة، تقسيم التعليم في تونس إلى عاديّ ونموذجيّ، وهو ما كرّس ثنائية أنتجت مستويين من المتعلمين والنتائج وذكرت الجمعية وزير التربية بأن وضعية المدرسة التونسية تزداد تأزّما سنة بعد سنة مشددة على أن مواصلة الصمت على هذا الواقع أو الاكتفاء بترويج صورة مطمئنة للمدرسة التونسية أو مواصلة معالجة تصدعاتها الجذرية بإعلانات نوايا وبتدخلات ترقيعية أو تغيير المشرفين على القطاع لن يغير في الأمر شيء إن لم يكن مدعوما بسياسات واستراتيجيات وبرامج من الضروري إرساؤها بهدف إعادة بناء مدرسة المستقبل على أسس سليمة.

منال حرزي