**قال عنها الاديب طه حسين: "كان لصوتها فضل في انتشار الشعر العربي على ألسنة العامة والخاصة"
**رفضت لحنا لفريد الأطرش و"انتظار" الهدية لم تتسلمها ام كلثوم فسجلتها سعاد محمد
**وردة الجزائرية اقنعت سيد مكاوي بالتنازل لها عن "أوقاتي بتحلو "
تونس-الصباح
قال عنها المطرب الخالد محمد عبد الوهاب "انها صاحبة الصوت الذي لايعرف المستحيل"وقال عنها الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي: "إنها بصوتها النادر في امتيازه سواء في الجمال أو في سلامة نطق اللغة العربية ساهمت عندما غنت القصيدة في إثبات جمال اللغة وطواعية موسيقاها حتى في أصعب الكلمات لموسيقى الغناء، وكان لصوتها فضل في انتشار الشعر العربي على ألسنة العامة والخاصة وتكلم الأديب عباس محمود العقاد بالقول: "إن مزيتها أنها المطربة الموهوبة التي أثبتت أن الغناء هو فن عقول وقلوب، وليس فن حناجر وأفواه فحسب. فهي تفهم ما تغنيه، وتشعر بما تؤديه"
محسن بن أحمد
هي أم كلثوم التي تمرّ اليوم السبت 3 فيفري 2024، 49 سنة على رحيلها الى دار الخلد الذي كان يوم 3 فيفري 1974.. كانت ام كلثوم وستبقى صوتا كوكبا متفرّدا في فن الموسيقى والطرب... ونهرا لا ينضب معينه للنغم الأصيل.
أم كلثوم ناضلت واجتهدت وضحّت وأخلصت لرسالتها الفنية... وسعت بصوتها إلى الانتقال بالأغنية العربية نحو الأفق الرحب والسمو الروحي والسكينة الوجدانية في مضامينها ومراميها وأهدافها.
في كل أغنية حكاية.. وفي كل موال قصة.. وفي كل جملة موسيقية همسة...
وأم كلثوم هي أيضا الملحنون.. أبو العلاء محمد وزكرياء أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي وعبده الحامولي ومحمد عبد الوهاب وداود حسني ومحمد الموجي وأحمد صبري النجريدي وبليغ حمدي وسيد مكاوي.. عمالقة في فن الابتكار الموسيقي الخالد.. وهي أيضا الشاعر الكبير أحمد رامي الذي صاغ بصدق أغاني وصوّر آهات الإنسان في كل حالاته.
إن أم كلثوم كانت النتيجة الحتمية للأداء المقنع المبدع وعظمة وقوة وصفاء الكلمة وعبقرية اللحن: إنها "وحقّك أنت المنى والطلب» و"مالي فتنت للحظك الفتاك" و"يا غائبا عن عيوني" و"ما دام تحبّ بتنكر ليه" وهي أيضا "رق الحبيب" و"أهل الهوى".. و"أغار من نسمة الجنوب" و"الأطلال" و"هجرتك" و"رباعيات الخيام" و"لغيرك ما مددت يدا" و"حبيبي يسعد أوقاتو" و"هو صحيح الهوى غلاّب".
أم كلثوم ستبقى الصوت المعبّر عن أشواقنا ولوعتنا... وعن أحلامنا وطموحنا وآمالنا... فأم كلثوم هو الحب الكبير وسفيرتنا حيث الأمل التي ننشده والرهان الذي نجاهد لأجل كسبه..ام كلثوم الصوت الخالد على مر العصور..صوت طربي فوق النسيان
امنية فريد الأطرش التي لم تتحقق.
رغم غزارة ومتانة ابداعها الغنائي فان المتصفح لمسيرة هذا الصوت الخالد والساكن في الوجدان العربي سيكتشف ان في هذه المسيرة أغنيات لم تنفذها فكان الرفض للبعض رغم قيمتها الفنية وأخرى لم يكتب لها ان تظهر بصوتها رغم تحمسها الكبير لذلك
كان اعداد لحن لام كلثوم أغلى أمنيات المطرب الكبير فريد الأطرش فبادر بعرض قصيد "وردة من دمنا" للشاعر اللبناني الكبير بشارة الخورى المعروف بـ" الاخطل الصغير, وهو قصيد "وطني"رحبت ام كلثوم وأبدت إعجاباً شديداً باللحن والكلمات غير أنها أم كلثوم دون أسباب امتنعت عن تقديم القصيد وهو ما جعله يشعر بالغم، الشيء الذي دفع به الى رفض كل العروض التي تلاقاها من اكثر من فنان لتقديم القصيد مكتفيا بتسجيلها بصوته لتبقى الأمنية جؤحا في وجدان فريد الأطرش الأطرش حتى رحيله مساء 26 ديسمبر 1974.
اوقاتي بتحلو .."من ام كلثوم الى وردة
التقى الملحن سيد مكاوي المطربة ام كلثوم في سبعينات القرن الماضي من خلال اول لحن يقدمه لها
كانت " يا مسهرني " نقطة البداية لعلاقة فنية تجمع سيد مكاوي وام كلثوم ورغم أن "ان هذه الاغنية آخر ما كتبه احمد رامى لكوكب الشرق، فقد كانت أول ما لحنه الشيخ سيد مكاوى لأم كلثوم، حيث غنتها أم كلثوم، بعد أن طلبت من سيد مكاوى، أن يقدم لها لحنًا تغنيه فى أحدث حفلاتها، فكانت "يامسهرني" والتى تعتبر واحدة من أشهر الأغنيات التى كتبها الشاعر الراحل أحمد رامي، وقدمتها ام كلثوم لأول مرة سنة 1972
وكانت "اوقاتي بتحلو"اخر اغنية تم تلحينها لام كلثوم، وهي في ذات الوقت ثاني لحن يعده سيد مكاوي لام كلثوم بعد نجاح اغنية « يا مسهرني» وكان من المنتظر أن تقدمها في حفل او تسجلها للإذاعة، غير أن رحيلها الى دار الخلد لم يحقق لها هذه الرغبة
التقت الفنانة وردة الجزائرية سيد مكاوي وعبرت له عن الرغبة في تسجيل "أوقاتي بتحلو" بصوتها ومع مطلع عام 1979، قدمت "وردة"الأغنية، ولم تنجح فقط، بل كانت نقلة في مشوارها الفني، حيث برعت فيها وقدمتها ببهجة مرتبطة بواقع الأغنية.
"انتظار" هدية لم تتسلمها ام كلثوم
سعى الملحن الكبير رياض السنباطي –خلال فترة مرض ام كلثوم - الى اعداد لحن لقصيد الشاعر الكبير إبراهيم ناجي "انتظار" هدية منه وهو الذي كان ينتظر الشفاء لها غير ان الموت كان الأسبق.. رحلت ام كلثوم الى دار الخلد وبقي قصيد "انتظار" على مكتب الملحن.
وكان قرار تسليم القصيد ملحنا للفنانة الكبيرة سعاد محمد التي مثل لها هذا القصيد مفاجاة لم تتوقعها فمنحته كل احاسيسها في اول أداء لها لهذا القصيد في حفل جماهيري استثنائي.