مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : يجب تربية الابناء على مبادئ حقوقية والتخلص من عقلية " بعد منام عيني"
تونس-الصباح
تمكنت فجر أمس قوات الأمن التابعة للحرس الوطني ببنزرت من إلقاء القبض على قاتل شقيقه الأحد الماضي عندما كان متحصنا بإحدى الحقول بمنطقة الفجة التابعة لمعتمدية بنزرت الجنوبية.
صباح الشابّي
وكانت منطقة الفجة شهدت مساء الأحد جريمة قتل راح ضحيتها سائق سيارة نقل ريفي على يد شقيقه إثر خلاف نشب بينهما حول قطعة أرض حيث تطور الخلاف الى تسلح أحدهما بآلة حديدية أصاب بواسطتها مباشرة شقيقه متسببا له في عدة جروح خطيرة ادت الى وفاته رغم محاولة اسعافه من قبل الأطباء بعد نقله الى المستشفى.
وبعد إعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت تحول ممثلا عنها وقاضي التحقيق على عين المكان لمعاينة الجثة والإذن برفعها إلى قسم التشريح بالمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت.
وتعكس هذه الحادثة البشعة حجم التوترات والصراعات العائلية التي قد تنجم عن قضايا الإرث، وتجسد أهمية تعزيز قيم التسامح وفتح قنوات الحوار لتجنب مثل هذه المأساة.
وليست هذه جريمة القتل العائلية الأولى التي كان سببها الميراث فقد سبق وأن جدت يوم 29 أفريل 2020 جريمة قتل بشعة بأحد أرياف ولاية سليانة راح ضحيتها شاب بعد تلقيه طعنة قاتلة من شقيقه الأكبر.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى حدوث خلاف بين الأخوين حول الميراث، قبل أن يتسلّح الشقيق الأكبر بسكين ويوجّه طعنة لشقيقه الأصغر كانت كافية لإخماد أنفاسه الى الأبد.
وخلال 2018 تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بحفوز يوم 19 جويلية 2018 من القبض على شخص قتل شقيقين وهما من اقاربه بواسطة بندقية صيد بمنطقة الوسلاتية بالقيروان اثر خلاف حول تقسيم قطعة في إطار الميراث.
تمكن أعوان الحرس الوطني بالروحية من ولاية سليانة يوم 12 ديسمبر 2017 من كشف ملابسات جريمة قتل جدّت بأحواز الجهة وراحت ضحيتها امرأة في العقد السادس من عمرها بعد أن عمد ابنها الى تهشيم رقبتها وشنقها للايهام بانتحارها.
ليتبين بعد القبض على الابن واعترافه بما نسب اليه أن سبب اقدامه على قتل والدته خلافا جد بينهما حول ميراث تركه والده.
وتعكس هذه الجرائم حجم الخلافات العائلية بسبب "لعنة" الميراث التي قد يصل فيها حقد الأخ على أخيه الى حد انهاء حياته أو الشقيق شقيقته او الإبن والدته وتعكس ايضا غياب قيم التسامح والحوار وغياب أيضا دور كبير العائلة الذي عادة ما يتدخل بالحسنى لفض مثل هذه الخلافات.
المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله وخلال تعليقه لـ"الصباح" حول المسألة اعتبر أن هناك بعدين أساسيين الأول متعلق بالتنشئة الاجتماعية داخل الأسرة فكل فرد من افراد الأسرة سواء ذكر او انثى له حقوق وواجبات فالمرأة ترث والرجل يرث وفق مقاييس محددة شرعا وقانونا والأسرة أحيانا لا تقوم على تنشئة الأطفال على هذه المبادئ الحقوقية اذ لا يتحدث الأب او الأم مع الأبناء في مثل هذه المسائل ويوضحها للأبناء لذلك يجب إعداد الأطفال والشباب على اكتساب ثقافة الحق باعتماد المقاييس الشرعية والقانونية وليس من منظور ثقافي "خلي اكاكا بعد منام عيني سيتم التوزيع" فأحيانا يسيطر الأخ الأكبر او الإخوة الذكور على المنابات وأحيانا يتم اقصاء المرأة من الميراث وأحيانا يكون التوزيع غير عادل رغم أنه قانوني وشرعي.
أما البعد الثاني فهو البعد القانوني الحقوقي وهو مرتبط بنشر الثقافة القانونية رغم وجود المحكمة العقارية والقضاة والمحامين والمستشارين ولكن اعلاميا هناك ثغرة كبيرة جدا وضعف على مستوى برامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي والقانوني أي عوض الشجار والخصام حول الميراث الذي قد يؤدي الى القتل كان بالإمكان إحداث آليات الوساطة القانونية في شكل مكاتب خاصة تقوم بهذه العملية خاصة عندما تكون الوساطة القانونية والاجتماعية مكاتب مختصة في هذا المجال سيّما بعد تراجع أنماط الوساطة التقليدية.
ويترتب عن هذه الجرائم عقوبات نص عليها المشرع بالمجلة الجزائية وقد اوضح لـ"الصباح" في هذا الصدد المحامي سمير بن عمر أن العقوبة تكون حسب تكييف اركان الجريمة اذا كانت التهمة القتل العمد مع سابقية الإضمار تكون عقوبتها الإعدام واذا كان القتل العمد فقط يكون الحكم عادة بالمؤبد واذا كان القتل من قبيل العنف الناجم عنه الموت تكون العقوبة 20 سنة سجنا.
مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : يجب تربية الابناء على مبادئ حقوقية والتخلص من عقلية " بعد منام عيني"
تونس-الصباح
تمكنت فجر أمس قوات الأمن التابعة للحرس الوطني ببنزرت من إلقاء القبض على قاتل شقيقه الأحد الماضي عندما كان متحصنا بإحدى الحقول بمنطقة الفجة التابعة لمعتمدية بنزرت الجنوبية.
صباح الشابّي
وكانت منطقة الفجة شهدت مساء الأحد جريمة قتل راح ضحيتها سائق سيارة نقل ريفي على يد شقيقه إثر خلاف نشب بينهما حول قطعة أرض حيث تطور الخلاف الى تسلح أحدهما بآلة حديدية أصاب بواسطتها مباشرة شقيقه متسببا له في عدة جروح خطيرة ادت الى وفاته رغم محاولة اسعافه من قبل الأطباء بعد نقله الى المستشفى.
وبعد إعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت تحول ممثلا عنها وقاضي التحقيق على عين المكان لمعاينة الجثة والإذن برفعها إلى قسم التشريح بالمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت.
وتعكس هذه الحادثة البشعة حجم التوترات والصراعات العائلية التي قد تنجم عن قضايا الإرث، وتجسد أهمية تعزيز قيم التسامح وفتح قنوات الحوار لتجنب مثل هذه المأساة.
وليست هذه جريمة القتل العائلية الأولى التي كان سببها الميراث فقد سبق وأن جدت يوم 29 أفريل 2020 جريمة قتل بشعة بأحد أرياف ولاية سليانة راح ضحيتها شاب بعد تلقيه طعنة قاتلة من شقيقه الأكبر.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى حدوث خلاف بين الأخوين حول الميراث، قبل أن يتسلّح الشقيق الأكبر بسكين ويوجّه طعنة لشقيقه الأصغر كانت كافية لإخماد أنفاسه الى الأبد.
وخلال 2018 تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بحفوز يوم 19 جويلية 2018 من القبض على شخص قتل شقيقين وهما من اقاربه بواسطة بندقية صيد بمنطقة الوسلاتية بالقيروان اثر خلاف حول تقسيم قطعة في إطار الميراث.
تمكن أعوان الحرس الوطني بالروحية من ولاية سليانة يوم 12 ديسمبر 2017 من كشف ملابسات جريمة قتل جدّت بأحواز الجهة وراحت ضحيتها امرأة في العقد السادس من عمرها بعد أن عمد ابنها الى تهشيم رقبتها وشنقها للايهام بانتحارها.
ليتبين بعد القبض على الابن واعترافه بما نسب اليه أن سبب اقدامه على قتل والدته خلافا جد بينهما حول ميراث تركه والده.
وتعكس هذه الجرائم حجم الخلافات العائلية بسبب "لعنة" الميراث التي قد يصل فيها حقد الأخ على أخيه الى حد انهاء حياته أو الشقيق شقيقته او الإبن والدته وتعكس ايضا غياب قيم التسامح والحوار وغياب أيضا دور كبير العائلة الذي عادة ما يتدخل بالحسنى لفض مثل هذه الخلافات.
المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله وخلال تعليقه لـ"الصباح" حول المسألة اعتبر أن هناك بعدين أساسيين الأول متعلق بالتنشئة الاجتماعية داخل الأسرة فكل فرد من افراد الأسرة سواء ذكر او انثى له حقوق وواجبات فالمرأة ترث والرجل يرث وفق مقاييس محددة شرعا وقانونا والأسرة أحيانا لا تقوم على تنشئة الأطفال على هذه المبادئ الحقوقية اذ لا يتحدث الأب او الأم مع الأبناء في مثل هذه المسائل ويوضحها للأبناء لذلك يجب إعداد الأطفال والشباب على اكتساب ثقافة الحق باعتماد المقاييس الشرعية والقانونية وليس من منظور ثقافي "خلي اكاكا بعد منام عيني سيتم التوزيع" فأحيانا يسيطر الأخ الأكبر او الإخوة الذكور على المنابات وأحيانا يتم اقصاء المرأة من الميراث وأحيانا يكون التوزيع غير عادل رغم أنه قانوني وشرعي.
أما البعد الثاني فهو البعد القانوني الحقوقي وهو مرتبط بنشر الثقافة القانونية رغم وجود المحكمة العقارية والقضاة والمحامين والمستشارين ولكن اعلاميا هناك ثغرة كبيرة جدا وضعف على مستوى برامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي والقانوني أي عوض الشجار والخصام حول الميراث الذي قد يؤدي الى القتل كان بالإمكان إحداث آليات الوساطة القانونية في شكل مكاتب خاصة تقوم بهذه العملية خاصة عندما تكون الوساطة القانونية والاجتماعية مكاتب مختصة في هذا المجال سيّما بعد تراجع أنماط الوساطة التقليدية.
ويترتب عن هذه الجرائم عقوبات نص عليها المشرع بالمجلة الجزائية وقد اوضح لـ"الصباح" في هذا الصدد المحامي سمير بن عمر أن العقوبة تكون حسب تكييف اركان الجريمة اذا كانت التهمة القتل العمد مع سابقية الإضمار تكون عقوبتها الإعدام واذا كان القتل العمد فقط يكون الحكم عادة بالمؤبد واذا كان القتل من قبيل العنف الناجم عنه الموت تكون العقوبة 20 سنة سجنا.