عقب تقديمه أوراق اعتماده سفيرا للجمهورية التونسية لدى الجمهورية التركية للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وطبقا للتقاليد البروتوكولية المعمول بها، أدى أحمد بن الصغيّر زيارة إلى ضريح الزعيم مصطفى كمال أتاتورك، خلال موكب رسمي انتظم بحضور طاقم السفارة التونسية بأنقرة.
رغم الخلافات الإيديولوجية والعقائدية بين الرجلين: مصطفى كمال أتاتورك ورجب طيّب أردوغان فإن تركيا دولة تحترم نفسها وتدرك أن لها زعيم أمة.
أتاتورك، عقدة أردوغان القاتلة، لم يهضم بعد كيف أن هذا العلماني ألغى الخلافة الإسلامية سنة 1924.
عمل اردوغان على تغييب هذه الشخصية الأكثر أهمية في تاريخ تركيا والحد من حضورها المهيمن على الدولة التركية الحديثة بكلّ الطرق والوسائل ولكنه فشل.
ليس من مردّ لهذا الفشل إلا غياب الوعي بأهمية ومكانة ومعنى الزعامة أو القيادة الشمولية التي تتجسّد في نوع من البشر قادرين على الرؤية والتفكير والتصرف بطريقة أكثر حكمة ودراية وتوازنا. بشر يحتضن الخبرة والعلم والفن والأخلاق، ولكنه يشمل أيضًا تخصصات تتراوح من الفيزياء الروحانية الى الكيمياء الحسية، ومن علم الاجتماع إلى التأمل، ومن السياسة إلى الجندية، ومن الأعمال والقيادة إلى الروحانية المتكاملة.
يتمتع القائد بصفات أساسية لقيادة الرجال والنساء من بعده. هو في قلب القوة والحب والسلطة والكاريزما، هناك شك أكثر بكثير من اليقين. هناك إيمان في العلاقة أكثر بكثير من الإيمان بالذات، هناك المثالية، والشجاعة في الشدائد، والقدرة على حشد الطاقات.
نحن نتقبل أن قيمنا ودوافعنا ومعتقداتنا وأحكامنا المسبقة ومواهبنا وانحرافاتنا تجعلنا قادة بشريين بعيدين جدًا عن الأبطال الخارقين. ومن ناحية أخرى، فإننا نطور الثقة في أنفسنا وفي الآخرين مما يسمح لنا بإحاطة أنفسنا بمتعاونين ذوي قيم ودوافع ومعتقدات وأحكام مسبقة ومواهب وانحرافات مختلفة عن قيمنا، بحيث نصبح معا البطل الخارق المنشود.
لا تظهر الزعامة التي هي الموقف الذي من شأنه أن يؤدي إلى النتائج الأكثر إيجابية، والتي عادة ما تؤدي إلى تغيير كبير للفرد أو المجموعة. إلاّ في أوقات معينة، كما لا يوجد نهج واحد يعمل مع جميع أنواع الأشخاص في جميع الأوقات. إن التحدي الذي تواجهه الزعامة الشاملة هو الفهم الكامل لجميع عوامل السياق (القدرات الفردية، والسلوكيات، والعقليات، والقيم، والأهداف، وديناميكيات النظم التنظيمية الاجتماعية والثقافية، وما إلى ذلك) لمعرفة ما هي الأساليب التي ينبغي تطبيقها في بيئة معينة.
والزعيم الحقيقي هو الشخص أكثر من أي إنسان آخر، القادر على أن يتواصل بشفافية وإخلاص في جميع المواقف. الذي يعرف كيفية تمهيد الطريق الى النجاح، ولكن أيضًا وقبل كل شيء أن يستشرف الأخطاء والمخاطر ويقرّ إذا حصل حالة الفشل، دون تشويه الواقع. فالزعيم أكثر من تكون مصداقيته وشرعيته على المحك.
لهذا كان مصطفى كمال أتاتورك زعيما.
أعود للسفير، فلقد كانت هنالك مراسم تسليم لأوراق اعتماده سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية التونسية لدى الجمهورية التركية، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، في موكب كبير بما يعكس علاقة تاريخية بين البلدين!
يرويها:أبوبكر الصغير
عقب تقديمه أوراق اعتماده سفيرا للجمهورية التونسية لدى الجمهورية التركية للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وطبقا للتقاليد البروتوكولية المعمول بها، أدى أحمد بن الصغيّر زيارة إلى ضريح الزعيم مصطفى كمال أتاتورك، خلال موكب رسمي انتظم بحضور طاقم السفارة التونسية بأنقرة.
رغم الخلافات الإيديولوجية والعقائدية بين الرجلين: مصطفى كمال أتاتورك ورجب طيّب أردوغان فإن تركيا دولة تحترم نفسها وتدرك أن لها زعيم أمة.
أتاتورك، عقدة أردوغان القاتلة، لم يهضم بعد كيف أن هذا العلماني ألغى الخلافة الإسلامية سنة 1924.
عمل اردوغان على تغييب هذه الشخصية الأكثر أهمية في تاريخ تركيا والحد من حضورها المهيمن على الدولة التركية الحديثة بكلّ الطرق والوسائل ولكنه فشل.
ليس من مردّ لهذا الفشل إلا غياب الوعي بأهمية ومكانة ومعنى الزعامة أو القيادة الشمولية التي تتجسّد في نوع من البشر قادرين على الرؤية والتفكير والتصرف بطريقة أكثر حكمة ودراية وتوازنا. بشر يحتضن الخبرة والعلم والفن والأخلاق، ولكنه يشمل أيضًا تخصصات تتراوح من الفيزياء الروحانية الى الكيمياء الحسية، ومن علم الاجتماع إلى التأمل، ومن السياسة إلى الجندية، ومن الأعمال والقيادة إلى الروحانية المتكاملة.
يتمتع القائد بصفات أساسية لقيادة الرجال والنساء من بعده. هو في قلب القوة والحب والسلطة والكاريزما، هناك شك أكثر بكثير من اليقين. هناك إيمان في العلاقة أكثر بكثير من الإيمان بالذات، هناك المثالية، والشجاعة في الشدائد، والقدرة على حشد الطاقات.
نحن نتقبل أن قيمنا ودوافعنا ومعتقداتنا وأحكامنا المسبقة ومواهبنا وانحرافاتنا تجعلنا قادة بشريين بعيدين جدًا عن الأبطال الخارقين. ومن ناحية أخرى، فإننا نطور الثقة في أنفسنا وفي الآخرين مما يسمح لنا بإحاطة أنفسنا بمتعاونين ذوي قيم ودوافع ومعتقدات وأحكام مسبقة ومواهب وانحرافات مختلفة عن قيمنا، بحيث نصبح معا البطل الخارق المنشود.
لا تظهر الزعامة التي هي الموقف الذي من شأنه أن يؤدي إلى النتائج الأكثر إيجابية، والتي عادة ما تؤدي إلى تغيير كبير للفرد أو المجموعة. إلاّ في أوقات معينة، كما لا يوجد نهج واحد يعمل مع جميع أنواع الأشخاص في جميع الأوقات. إن التحدي الذي تواجهه الزعامة الشاملة هو الفهم الكامل لجميع عوامل السياق (القدرات الفردية، والسلوكيات، والعقليات، والقيم، والأهداف، وديناميكيات النظم التنظيمية الاجتماعية والثقافية، وما إلى ذلك) لمعرفة ما هي الأساليب التي ينبغي تطبيقها في بيئة معينة.
والزعيم الحقيقي هو الشخص أكثر من أي إنسان آخر، القادر على أن يتواصل بشفافية وإخلاص في جميع المواقف. الذي يعرف كيفية تمهيد الطريق الى النجاح، ولكن أيضًا وقبل كل شيء أن يستشرف الأخطاء والمخاطر ويقرّ إذا حصل حالة الفشل، دون تشويه الواقع. فالزعيم أكثر من تكون مصداقيته وشرعيته على المحك.
لهذا كان مصطفى كمال أتاتورك زعيما.
أعود للسفير، فلقد كانت هنالك مراسم تسليم لأوراق اعتماده سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية التونسية لدى الجمهورية التركية، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، في موكب كبير بما يعكس علاقة تاريخية بين البلدين!