إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المستهدف روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران .. الحلف الأطلسي يطلق أكبر مناورة عسكرية منذ عقود "المدافع الصامد 24" مقدمة لعودة الحرب الباردة أو نذر حرب كونية...

 

90 ألف جندي و50 سفينة من حاملات الطائرات وأكثر من 80 طائرة مقاتلة وأكثر من 1100 عربة قتالية تشارك في المناورات

تونس الصباح

وصفت بأنها أضخم المناورات العسكرية منذ نهاية الحرب الباردة، وأنها محاكاة لحرب مع خصم بحجم الحلف الأطلسي.. إنها عملية «المدافع الصامد 24"، التي أطلقها الحلف الأطلسي أول أمس في استعراض عسكري يدفع للتساؤل حول أهداف الحلف من وراءها وحول الأطراف المعنية بها أو الخصوم والأعداء المستهدفون.. بلغة الأرقام تسجل هذه المناورات مشاركة 90 ألف جندي، و50 سفينة من حاملات الطائرات إلى المدمرات، فضلا عن أكثر من 80 طائرة مقاتلة ومروحية وطائرات دون طيار، وأكثر من 1100 عربة قتالية بما في ذلك 133 دبابة و533 مركبة مشاة قتالية والأمر لا يتعلق بأفلام هوليود ولكن بمناورات عسكرية موجهة في ظاهرها لروسيا ولكن خلف ذلك لأكثر من طرف أو خصم في حسابات واشنطن الذراع العسكري لـ"الناتو"  ..

ندرك جيدا أن صورة ومصداقية وقدرة "الناتو" اهتزت على مدى أكثر من عقدين مع تواتر الهزائم من أفغانستان إلى العراق وليبيا وما خلفته تدخلات "الناتو" من مآس ودمار ولكن أيضا من انهيار للمنظمة التي تأسست دفاعا عن دول شمال الأطلنطي في مواجهة حلف فرصوفيا بكل ما يفرضه ذلك من تساؤلات بشأن ما وراء مناورات "المدافع الصامد" وما إذا ستكون مقدمة لفرض "الناتو" موطئ قدم في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة والدعوات المستمرة لردع إيران حليف المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية ...

 استبق القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا إطلاق اكبر مناورات عسكرية في تاريخ الحلف بالإعلان عن توجه الحلف لاستعرض قدرته على تعزيز منطقة أوروبا والأطلسي من خلال تحريك قوات من أميركا الشمالية عبر الأطلسي، مضيفا أن المناورات ستكون أيضا استعراضا واضحا لوحدة وقوة وعزيمة الغرب  على حماية بعضنا البعض وقيمنا والنظام الدولي القائم على القواعد. وهو ما يحمل في طياته أكثر من رسالة لأكثر من طرف بالتزامن لا مع الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ سنتين وعودة نذر الحرب الباردة مع روسيا ولكن أيضا مع التهديدات المسجلة من بيونغ يانغ على وقع استمرار التجارب الصاروخية لتطوير منظومتها النووية ولكن أيضا مع تصعيد الصين لهجتها وتحذيراتها من أي محاولة جدية لدفع تايوان إلى الانفصال أو الاعتراف بها ككيان مستقل يضاف إلى ذلك استمرار عمليات الحوثيين في البحر الأحمر واستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل بعد تعهد الحوثيين بمناصرة الفلسطينيين طالما استمر العدوان على قطاع غزة.. وطبعا بالإضافة إلى كل ذلك ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتوجيه ناتنياهو أصابع الاتهام لإيران في تمويل المقاومة ومحاولاته جر حلفائه في الغرب إلى توسيع الحرب مع إيران وحزب الله اللبناني.. إلى جانب ما سبق وغير ذلك من الأحداث والأزمات والصراعات فان مناورات "الناتو" تبدو وكأنها استعدادا لمرحلة جديدة من التحالفات والشراكات التي بدأت تتشكل مع زوال العوائق أمام انضمام السويد إلى "الناتو" ورفع تركيا "الفيتو" على انضمام استوكهولم إلى الحلف الأطلسي لكن فيما يبقى على الأقل حتى الآن انضمام أوكرانيا هدف مؤجل وغير قابل للتحقيق حتى وإن انتهت الحرب غدا... والأرجح أن الحلف لن يغامر بضم أوكرانيا إليه مهما كانت نتائج الحرب ...

الملاحظ وفي أول رد فعل روسي من نوعه على هذه المناورات قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إن نطاق مناورات حلف "الناتو" التي تحمل اسم "المدافع الصامد"، يشكل "عودة لا رجعة فيها" من الحلف لمخططات الحرب الباردة. مضيفا وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية أن "هذه المناورات هي عنصر إضافي في الحرب الهجينة التي يشنها الغرب على روسيا". ليس من الواضح أهداف هذه المناورات حتى الآن ولكن الأكيد أن في توقيتها كما في حجمها ما يؤكد أن سباق التسلح  في العالم سيشهد نسقا غير مسبوق وسيدفع دولا كثيرة لاسيما التي تصفها واشنطن بمحور الشر والتي تشمل إيران وكوريا الشمالية وروسيا والصين إلى تعزيز قدراتها العسكرية ومضاعفة ميزانياتها العسكرية بما يفاقم المخاطر ويبدد الآفاق نحو تقليص الصراعات وتحقيق الاستقرار المنشود لشعوب العالم..

-و لكن لماذا الآن؟

بالتزامن مع تعقيدات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الآنية والمستقبلية وفي غياب مؤشرات نهاية الصراع المستمر منذ سنتين وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة في شهره الرابع وتواصل عمليات الحوثيين في البحر الأحمر بدأ حلف الأطلسي الأربعاء، أكبر مناورات عسكرية ينظمها منذ الحرب الباردة، وأفاد الحلف في بيان له أن 90 ألف جندي سيشاركون في مناورات “المدافع الصامد 24”Steadfast Defender 24  المصممة لاختبار دفاعات "الناتو" في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.

القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا، الجنرال كريستوفر كافولي، قال إن "الحلف سيستعرض قدرته على تعزيز منطقة أوروبا والأطلسي من خلال تحريك قوات من أميركا الشمالية عبر الأطلسي".

والمناورات مصممة وفق مصادر عن الحلف الأطلسي  لمحاكاة رد الحلف، الذي يضم 31 دولة، على هجوم من قبل خصم مثل روسيا. وسيتضمن سلسلة مناورات أصغر منفردة من أميركا الشمالية، وصولا إلى الخاصرة الشرقية للناتو قرب الحدود الروسية.

وستشارك نحو 50 سفينة و80 طائرة وأكثر من 1100 عربة قتالية في التدريب. وتأتي هذه المناورات، التي تعد الأكبر منذ مناورة "ريفورجر" خلال فترة الحرب الباردة عام 1988، في الوقت الذي عزز الحلف دفاعاته منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

"الناتو" ومن قاعدته الجديدة في بروكسيل وضع خططه الأكثر شمولا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مسوقا في ذلك بحرصه على حماية اعضائه من أي  خطر أو هجوم هجوم روسي ولكن بما يوحي وأن الحلف بصدد الاستعداد لحرب كونية وشيكة ...

ما أمكن لـ"الصباح" التحقق منه أن مناورات المدافع الصامد ستستمر عدة أشهر والأرجح أنها ستدوم إلى غاية شهر ماي بمشاركة وحدات من كل الدول الأعضاء الـ31 في "الناتو"، إضافة إلى السويد الدولة المرشحة للانضمام إلى الحلف...، تأتي المناورات قبل اجتماع لوزراء الدفاع للحلف في ماي القادم ولكن أيضا قبل موعد القمة السنوية للحلف والتي تعقد في جويلية في واشنطن بالتزامن مع الذكرى 75 لتأسيس حلف "الناتو". طبعا لم يذكر الحلف روسيا في إعلانه، لكن وثيقة حلف شمال الأطلسي الأبرز للاستراتيجيات تحدد روسيا على أساس أنها "التهديد الأكبر والأكثر مباشرة لأمن الدول".

-هل سيتدخل "الناتو" في الشرق الأوسط؟

في اجتماع وزراء خارجية "الناتو" في 27 نوفمبر الماضي في العاصمة البلجيكية قال الأمين العام للحلف الأطلسي ستولتنبرغ  ولأول مرة أن الحلف لم يسبق له أن تدخل في الشرق الأوسط في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة ولكن المح إلى أنه يمكن للحلف أن يتحمل أي مهمة إذا دعت الأمم المتحدة، تاركا المجال مفتوحا لكل الاحتمالات بعد أن دعا إلى "حل سياسي دائم" في المنطقة "حلف شمال الأطلسي لم يكن له دور نشط في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنه يوجد في المنطقة الأوسع من خلال مهمته في العراق لمكافحة تنظيم داعش، ولبناء القدرات، ومن خلال التعاون مع الشركاء، بما في ذلك الأردن ودول الخليج". اللافت أن الأمين العام دعا في حينه وخلال الهدنة الأولى التي تم التوصل إليها لإطلاق عدد من الرهائن.. كما أشار إلى الحاجة لضمان عدم توسيع الحرب في غزة،  وقال  أمين عام "الناتو" حلف شمال الأطلسي لم يكن له دور نشط في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنه يوجد في المنطقة الأوسع من خلال مهمته في العراق لمكافحة تنظيم داعش، ولبناء القدرات، ومن خلال التعاون مع الشركاء، بما في ذلك الأردن ودول الخليج...اللافت أن الامين العام كان ادى لاحقا زيارة إلى السعودية والتقى ولي العهد محمد بن سلمان وكانت هذه أول زيارة لامين عام الحلف الأطلسي إلى المملكة ولم يتم تسليط الأضواء على أهداف تلك الزيارة.. يصر الحلف الأطلسي بقيادته العسكرية على أن المناورات التي أطلق عليها اسم "المدافع الصامد 24" ستُظهر أن حلف شمال الأطلسي قادر على إجراء عمليات معقدة متعددة المجالات ومواصلتها على مدار عدة أشهر، عبر آلاف الكيلومترات، من أقصى الشمال إلى وسط وشرق أوروبا، وفي أي ظروف.".. ولعل الأيام  والأسابيع القليلة القادمة تكشف عن مخططات "الناتو" وربما حدود تدخلاته المستقبلية ...

اسيا العتروس

المستهدف روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران ..  الحلف الأطلسي يطلق أكبر مناورة عسكرية منذ عقود "المدافع الصامد 24" مقدمة لعودة الحرب الباردة أو نذر حرب كونية...

 

90 ألف جندي و50 سفينة من حاملات الطائرات وأكثر من 80 طائرة مقاتلة وأكثر من 1100 عربة قتالية تشارك في المناورات

تونس الصباح

وصفت بأنها أضخم المناورات العسكرية منذ نهاية الحرب الباردة، وأنها محاكاة لحرب مع خصم بحجم الحلف الأطلسي.. إنها عملية «المدافع الصامد 24"، التي أطلقها الحلف الأطلسي أول أمس في استعراض عسكري يدفع للتساؤل حول أهداف الحلف من وراءها وحول الأطراف المعنية بها أو الخصوم والأعداء المستهدفون.. بلغة الأرقام تسجل هذه المناورات مشاركة 90 ألف جندي، و50 سفينة من حاملات الطائرات إلى المدمرات، فضلا عن أكثر من 80 طائرة مقاتلة ومروحية وطائرات دون طيار، وأكثر من 1100 عربة قتالية بما في ذلك 133 دبابة و533 مركبة مشاة قتالية والأمر لا يتعلق بأفلام هوليود ولكن بمناورات عسكرية موجهة في ظاهرها لروسيا ولكن خلف ذلك لأكثر من طرف أو خصم في حسابات واشنطن الذراع العسكري لـ"الناتو"  ..

ندرك جيدا أن صورة ومصداقية وقدرة "الناتو" اهتزت على مدى أكثر من عقدين مع تواتر الهزائم من أفغانستان إلى العراق وليبيا وما خلفته تدخلات "الناتو" من مآس ودمار ولكن أيضا من انهيار للمنظمة التي تأسست دفاعا عن دول شمال الأطلنطي في مواجهة حلف فرصوفيا بكل ما يفرضه ذلك من تساؤلات بشأن ما وراء مناورات "المدافع الصامد" وما إذا ستكون مقدمة لفرض "الناتو" موطئ قدم في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة والدعوات المستمرة لردع إيران حليف المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية ...

 استبق القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا إطلاق اكبر مناورات عسكرية في تاريخ الحلف بالإعلان عن توجه الحلف لاستعرض قدرته على تعزيز منطقة أوروبا والأطلسي من خلال تحريك قوات من أميركا الشمالية عبر الأطلسي، مضيفا أن المناورات ستكون أيضا استعراضا واضحا لوحدة وقوة وعزيمة الغرب  على حماية بعضنا البعض وقيمنا والنظام الدولي القائم على القواعد. وهو ما يحمل في طياته أكثر من رسالة لأكثر من طرف بالتزامن لا مع الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ سنتين وعودة نذر الحرب الباردة مع روسيا ولكن أيضا مع التهديدات المسجلة من بيونغ يانغ على وقع استمرار التجارب الصاروخية لتطوير منظومتها النووية ولكن أيضا مع تصعيد الصين لهجتها وتحذيراتها من أي محاولة جدية لدفع تايوان إلى الانفصال أو الاعتراف بها ككيان مستقل يضاف إلى ذلك استمرار عمليات الحوثيين في البحر الأحمر واستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل بعد تعهد الحوثيين بمناصرة الفلسطينيين طالما استمر العدوان على قطاع غزة.. وطبعا بالإضافة إلى كل ذلك ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتوجيه ناتنياهو أصابع الاتهام لإيران في تمويل المقاومة ومحاولاته جر حلفائه في الغرب إلى توسيع الحرب مع إيران وحزب الله اللبناني.. إلى جانب ما سبق وغير ذلك من الأحداث والأزمات والصراعات فان مناورات "الناتو" تبدو وكأنها استعدادا لمرحلة جديدة من التحالفات والشراكات التي بدأت تتشكل مع زوال العوائق أمام انضمام السويد إلى "الناتو" ورفع تركيا "الفيتو" على انضمام استوكهولم إلى الحلف الأطلسي لكن فيما يبقى على الأقل حتى الآن انضمام أوكرانيا هدف مؤجل وغير قابل للتحقيق حتى وإن انتهت الحرب غدا... والأرجح أن الحلف لن يغامر بضم أوكرانيا إليه مهما كانت نتائج الحرب ...

الملاحظ وفي أول رد فعل روسي من نوعه على هذه المناورات قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إن نطاق مناورات حلف "الناتو" التي تحمل اسم "المدافع الصامد"، يشكل "عودة لا رجعة فيها" من الحلف لمخططات الحرب الباردة. مضيفا وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية أن "هذه المناورات هي عنصر إضافي في الحرب الهجينة التي يشنها الغرب على روسيا". ليس من الواضح أهداف هذه المناورات حتى الآن ولكن الأكيد أن في توقيتها كما في حجمها ما يؤكد أن سباق التسلح  في العالم سيشهد نسقا غير مسبوق وسيدفع دولا كثيرة لاسيما التي تصفها واشنطن بمحور الشر والتي تشمل إيران وكوريا الشمالية وروسيا والصين إلى تعزيز قدراتها العسكرية ومضاعفة ميزانياتها العسكرية بما يفاقم المخاطر ويبدد الآفاق نحو تقليص الصراعات وتحقيق الاستقرار المنشود لشعوب العالم..

-و لكن لماذا الآن؟

بالتزامن مع تعقيدات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الآنية والمستقبلية وفي غياب مؤشرات نهاية الصراع المستمر منذ سنتين وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة في شهره الرابع وتواصل عمليات الحوثيين في البحر الأحمر بدأ حلف الأطلسي الأربعاء، أكبر مناورات عسكرية ينظمها منذ الحرب الباردة، وأفاد الحلف في بيان له أن 90 ألف جندي سيشاركون في مناورات “المدافع الصامد 24”Steadfast Defender 24  المصممة لاختبار دفاعات "الناتو" في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.

القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا، الجنرال كريستوفر كافولي، قال إن "الحلف سيستعرض قدرته على تعزيز منطقة أوروبا والأطلسي من خلال تحريك قوات من أميركا الشمالية عبر الأطلسي".

والمناورات مصممة وفق مصادر عن الحلف الأطلسي  لمحاكاة رد الحلف، الذي يضم 31 دولة، على هجوم من قبل خصم مثل روسيا. وسيتضمن سلسلة مناورات أصغر منفردة من أميركا الشمالية، وصولا إلى الخاصرة الشرقية للناتو قرب الحدود الروسية.

وستشارك نحو 50 سفينة و80 طائرة وأكثر من 1100 عربة قتالية في التدريب. وتأتي هذه المناورات، التي تعد الأكبر منذ مناورة "ريفورجر" خلال فترة الحرب الباردة عام 1988، في الوقت الذي عزز الحلف دفاعاته منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

"الناتو" ومن قاعدته الجديدة في بروكسيل وضع خططه الأكثر شمولا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مسوقا في ذلك بحرصه على حماية اعضائه من أي  خطر أو هجوم هجوم روسي ولكن بما يوحي وأن الحلف بصدد الاستعداد لحرب كونية وشيكة ...

ما أمكن لـ"الصباح" التحقق منه أن مناورات المدافع الصامد ستستمر عدة أشهر والأرجح أنها ستدوم إلى غاية شهر ماي بمشاركة وحدات من كل الدول الأعضاء الـ31 في "الناتو"، إضافة إلى السويد الدولة المرشحة للانضمام إلى الحلف...، تأتي المناورات قبل اجتماع لوزراء الدفاع للحلف في ماي القادم ولكن أيضا قبل موعد القمة السنوية للحلف والتي تعقد في جويلية في واشنطن بالتزامن مع الذكرى 75 لتأسيس حلف "الناتو". طبعا لم يذكر الحلف روسيا في إعلانه، لكن وثيقة حلف شمال الأطلسي الأبرز للاستراتيجيات تحدد روسيا على أساس أنها "التهديد الأكبر والأكثر مباشرة لأمن الدول".

-هل سيتدخل "الناتو" في الشرق الأوسط؟

في اجتماع وزراء خارجية "الناتو" في 27 نوفمبر الماضي في العاصمة البلجيكية قال الأمين العام للحلف الأطلسي ستولتنبرغ  ولأول مرة أن الحلف لم يسبق له أن تدخل في الشرق الأوسط في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة ولكن المح إلى أنه يمكن للحلف أن يتحمل أي مهمة إذا دعت الأمم المتحدة، تاركا المجال مفتوحا لكل الاحتمالات بعد أن دعا إلى "حل سياسي دائم" في المنطقة "حلف شمال الأطلسي لم يكن له دور نشط في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنه يوجد في المنطقة الأوسع من خلال مهمته في العراق لمكافحة تنظيم داعش، ولبناء القدرات، ومن خلال التعاون مع الشركاء، بما في ذلك الأردن ودول الخليج". اللافت أن الأمين العام دعا في حينه وخلال الهدنة الأولى التي تم التوصل إليها لإطلاق عدد من الرهائن.. كما أشار إلى الحاجة لضمان عدم توسيع الحرب في غزة،  وقال  أمين عام "الناتو" حلف شمال الأطلسي لم يكن له دور نشط في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنه يوجد في المنطقة الأوسع من خلال مهمته في العراق لمكافحة تنظيم داعش، ولبناء القدرات، ومن خلال التعاون مع الشركاء، بما في ذلك الأردن ودول الخليج...اللافت أن الامين العام كان ادى لاحقا زيارة إلى السعودية والتقى ولي العهد محمد بن سلمان وكانت هذه أول زيارة لامين عام الحلف الأطلسي إلى المملكة ولم يتم تسليط الأضواء على أهداف تلك الزيارة.. يصر الحلف الأطلسي بقيادته العسكرية على أن المناورات التي أطلق عليها اسم "المدافع الصامد 24" ستُظهر أن حلف شمال الأطلسي قادر على إجراء عمليات معقدة متعددة المجالات ومواصلتها على مدار عدة أشهر، عبر آلاف الكيلومترات، من أقصى الشمال إلى وسط وشرق أوروبا، وفي أي ظروف.".. ولعل الأيام  والأسابيع القليلة القادمة تكشف عن مخططات "الناتو" وربما حدود تدخلاته المستقبلية ...

اسيا العتروس