إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وداعا سيد المعاني ومبدع الرسم بالكلمات

هو باق بيننا.. ليس بسبب الشعر فحسب.. بل بقربه من عامة الناس ومواكبته الهموم المعاصرة..

محمد الغزي الذي كان مبدعا كذلك في مجال النقد والمسرح وأدب الطفل.. وافته المنية يوم الخميس الماضي تاركا لوعة كبيرة في قلوب ونفوس متابعيه ومحبي أشعاره، إثر إعلانه على صفحته الرسمية في الفيسبوك ميلاد ديوانه الجديد "الجبال أجدادي..الأنهار إخوتي"

محمد الغزي كان جريئا صادقا في تصريحاته الناقدة وأشعاره الغاضبة.. لاذعة بالنسبة للبعض لأنه غالبا ما كان يضع إصبعه على الداء سواء في دواوينه على غرار "كتاب الماء كتاب الجمر" و"ما أكثر ما أعطى ما اقل ما أخذت".. أو من خلال نصي المسرحيتين "المحكمة" و"ابن رشد" ..

شاعرنا الفقيد الحي في قلوبنا، كان واعيا مؤمنا بمدى أهمية التصاق الشعر بالواقع فجاءت جل أشعاره منتمية الى القصيدة النثرية لا الموزونة باعتبار أن الشكل الخارجي للنص لا علاقة له بالحداثة وبالتالي كان لا بد -حسب الشاعر الراحل- من اتباع إيقاع الزمن..

محمد الغزي كان غيورا على الثقافة والشعر بصفة خاصة، حتى أنه أشار في أكثر من مناسبة إلى أن الدواوين منذ 14جانفي افتقدت جماليات الشعر نظرا لحماسة الشعراء المبالغ فيها وكتابة النصوص المتسرعة التي

شاعر القيروان تحسر كثيرا على تراجع قراء الشعر  لأنه رأى أن القصيدة الجديدة لم تعد موجهة للعموم ولم تعد القصائد تمثل رفع اللغة في أعلى مستوياتها.. محمد الغزي شارك في عشرات الندوات ليقف عند هنات أقرب الأجناس الادبية لقلبه..

لقد تمكن محمد الغزي أن يخلد اسمه عبر الكلمات وبراعته في رسم الاستعارات والاوصاف والأجزاء التفصيلية..

الشاعر ٱدم فتحي قال في نعي صديقه الراحل: محمد غزي "استطاع أن يكتب قصيدة تشبهه كإنسان"..وهو ما يحيلنا إلى النفس الصوفي الذي تميز به مبدعنا خاصة فيما يتعلق باعماله الأخيرة ولو أن البعد الصوفي الموظف في قصائد الغزي -رحمه الله- اختلفت عن تلك القصائد والمعاني الصوفية في أعمال المتزهدين القائمة أشعارهم على العلاقة العمودية الروحانية بين الخالق والعبد دون ربطها بالواقع المعيش...

رحم الله  القيرواني سيد الكلمات محمد الغزي..

وليد عبدااللاوي

وداعا سيد المعاني ومبدع الرسم بالكلمات

هو باق بيننا.. ليس بسبب الشعر فحسب.. بل بقربه من عامة الناس ومواكبته الهموم المعاصرة..

محمد الغزي الذي كان مبدعا كذلك في مجال النقد والمسرح وأدب الطفل.. وافته المنية يوم الخميس الماضي تاركا لوعة كبيرة في قلوب ونفوس متابعيه ومحبي أشعاره، إثر إعلانه على صفحته الرسمية في الفيسبوك ميلاد ديوانه الجديد "الجبال أجدادي..الأنهار إخوتي"

محمد الغزي كان جريئا صادقا في تصريحاته الناقدة وأشعاره الغاضبة.. لاذعة بالنسبة للبعض لأنه غالبا ما كان يضع إصبعه على الداء سواء في دواوينه على غرار "كتاب الماء كتاب الجمر" و"ما أكثر ما أعطى ما اقل ما أخذت".. أو من خلال نصي المسرحيتين "المحكمة" و"ابن رشد" ..

شاعرنا الفقيد الحي في قلوبنا، كان واعيا مؤمنا بمدى أهمية التصاق الشعر بالواقع فجاءت جل أشعاره منتمية الى القصيدة النثرية لا الموزونة باعتبار أن الشكل الخارجي للنص لا علاقة له بالحداثة وبالتالي كان لا بد -حسب الشاعر الراحل- من اتباع إيقاع الزمن..

محمد الغزي كان غيورا على الثقافة والشعر بصفة خاصة، حتى أنه أشار في أكثر من مناسبة إلى أن الدواوين منذ 14جانفي افتقدت جماليات الشعر نظرا لحماسة الشعراء المبالغ فيها وكتابة النصوص المتسرعة التي

شاعر القيروان تحسر كثيرا على تراجع قراء الشعر  لأنه رأى أن القصيدة الجديدة لم تعد موجهة للعموم ولم تعد القصائد تمثل رفع اللغة في أعلى مستوياتها.. محمد الغزي شارك في عشرات الندوات ليقف عند هنات أقرب الأجناس الادبية لقلبه..

لقد تمكن محمد الغزي أن يخلد اسمه عبر الكلمات وبراعته في رسم الاستعارات والاوصاف والأجزاء التفصيلية..

الشاعر ٱدم فتحي قال في نعي صديقه الراحل: محمد غزي "استطاع أن يكتب قصيدة تشبهه كإنسان"..وهو ما يحيلنا إلى النفس الصوفي الذي تميز به مبدعنا خاصة فيما يتعلق باعماله الأخيرة ولو أن البعد الصوفي الموظف في قصائد الغزي -رحمه الله- اختلفت عن تلك القصائد والمعاني الصوفية في أعمال المتزهدين القائمة أشعارهم على العلاقة العمودية الروحانية بين الخالق والعبد دون ربطها بالواقع المعيش...

رحم الله  القيرواني سيد الكلمات محمد الغزي..

وليد عبدااللاوي