رفض مسؤول الإعلام في الخارجية الأمريكية نيد برايس التعليق على نسف الاحتلال جامعة الإسراء في غزة، والذي لم يكن بالأمر المفاجئ، كما أن تعلل المسؤول الأمريكي بعدم اطلاعه على تفاصيل ما حدث والحال أن التسجيل الذي رافق عملية تدمير الجامعة وتحويلها إلى ركام جابت العالم في لحظات، بما يؤكد مجددا أن استهداف الحياة بمختلف مظاهرها في غزة مسألة مدروسة وتتجاوز عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي.. واستهداف الحياة في غزة لا يعني مواصلة عمليات الاغتيال والقتل الجماعي اليومي المستمر ولكن يعني أيضا القضاء على أسباب التواصل والاستمرار مستقبلا باستهداف العقل وكل ما يتعلق بالفكر والتعليم والتدريس والإبداع الثقافي والأدبي والفني في إطار الاستهداف الممنهج كجزء من حرب الإبادة التي تمارس على قطاع غزة وعلى أكثر من مليوني ساكن في هذه الرقعة المحاصرة من الأرض برا وبحرا وجوا وهي الأكثر كثافة سكانية في العالم والأكثر خطرا على الأطفال والنساء والأطباء والصحفيين ..
والأكيد أنه لا مكان للصدفة في مثل هذه المخططات الشيطانية للاحتلال، بل هي ضمن حسابات في الماضي والحاضر والمستقبل وهي تتنزل في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي باتت ثابتة الأركان ولا تحتاج في ظل البراهين المكدسة لمزيد الإثباتات.. والأكيد أيضا أن استهداف التلاميذ والطلبة والأساتذة والباحثين حلقة من هذه الجريمة ..
نقول هذا الكلام بالاعتماد على تقارير أممية بالتزامن مع اليوم العالمي للتعليم تسجل أن الاحتلال دمر على مدى أكثر من مائة يوم من العدوان 75% من المدارس والجامعات جزئيا أو كليا..، ولن يكون بإمكان نحو650 ألف من التلاميذ والطلبة تلقي دروسهم بعد أن استحالت الحياة في غزة وتحولت إلى جحيم بإجماع المراقبين الدوليين ومبعوثي الهيئات الإنسانية... وبالنظر إلى حجم الخراب والدمار الذي لحق القطاع فلن يكون بإمكان التلاميذ والطلبة العودة إلى أقسامهم قبل وقت طويل.. والأكيد أن في هذا احد أولويات الاحتلال الذي يدرك جيدا أن باستهداف التعليم يمكن استهداف حاضر ومستقبل المجتمع الفلسطيني الذي بقي رغم فظاعة وغطرسة الاحتلال طوال عقود فقد ظلت مدراس الانروا تتصدر ترتيب أفضل الدول العربية في مجال التعليم وهي مسألة لا يمكن أن تغيب عن الاحتلال الذي يدرك جيدا دورومكانة التعليم في تحصين المجتمعات ورقيها وتطورها ورفضها للخنوع والقبول بالاحتلال... حتى الآن قد لا تتوفر حصيلة نهائية بعدد الضحايا من التلاميذ والمربين والأساتذة وحسب بعض الشهادات فان أقساما بكاملها أبيدت ولم يبق احد من تلاميذتها... طبعا سبق للمرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان أن وثق مقتل 94 من الأساتذة الجامعيين الفلسطينية ومئات المعلمين وآلاف الطلبة خلال العدوان المستمر على غزة وإن بعض الجامعيين من الباحثين والعلماء والأكاديميين ومفكرين وشعراء استهدفوا قصدا في بيوتهم وتحولوا إلى أشلاء مع ذويهم... وضمت قائمة الجامعيين المستهدفين حتى الآن 17 شخصية يحملون درجة البروفيسور، و59 من حملة الدكتوراه، و18 بدرجة الماجستير وغالبيتهم يمثلون أسس العمل الأكاديمي في جامعات غزة.. وهو ما يقودونا للقول أن في ذلك استهداف للعقل الفلسطيني الذي استطاع تحدي الكثير من القيود وتمرد على الحصار وتوصل إلى نشر الكثير من الإبداعات في عديد المجالات العلمية والفنية والسينمائية وغيرها وتمكن من تبليغ أكثر من رسالة إلى العالم وهذا أيضا ما لا يريد له الاحتلال أن يستمر.. مع بداية الحرب بدا الجيش الاحتلال في إطار العقوبات الجماعية بتدمير وقصف مباني جامعتي "الإسلامية" و"الأزهر" ثم امتد الأمر لبقية الجامعات، وصولا إلى تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ومراكز اعتقال قبل نسفها بالكامل ...
ووفقا للإحصائيات المتوفرة وهي طبعا أولية بالنظر إلى رفض كيان الاحتلال وقف الحرب ووقف الإدارة الأمريكية كل المطالب بوقف المجازر المستمرة في القطاع، فقد قتل أكثر من أربعة آلاف طالب وأصيب نحو ثمانية آلاف آخرون، بينما قتل أكثر من مائتي معلم، طبعا استهداف الجامعات والمدارس سبقه استهداف المستشفيات والمساجد والمتاحف والمكتبات والمراكز الثقافية وكل وهي ممارسات ومخططات علنية مقبرة مفتوحة لا حياة فيها ...
في اليوم العالمي للتعليم أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن جميع المدارس التابعة لها في قطاع غزة قد أغلقت بسبب الحرب، مما حرم 300 ألف طفل من التعليم.
أكثر من 625 ألف طالب قد حرموا من التعليم منذ بدء الحرب على غزة، في حين فقد 22 ألف مدرس وظائفهم في قطاع التعليم.. ولا نعرف ما ستكون عليه الحصيلة النهائية لحرب الإبادة الظالمة على غزة ولكن نعلم مسبقا أن حلم الاحتلال بإبادة الشعب الفلسطيني وتجهيل من سينجو منه أمر صعب المنال.. ليس لان الضمير العالمي سيصحو ليوقف المجازر و ليس لان الأشقاء العرب سينتفضون ضد الاحتلال نصرة لغزة ولكن لسبب لا يدركه ناتنياهو وأمثاله وأن العقل الفلسطيني والتلميذ الفلسطيني والأستاذ الفلسطيني والشاعر الفلسطيني سيخرجون من تحت الركام والأنقاض ويعيدون غزة إلى الحياة وهم قادرون على ذلك ...
اسيا العتروس
رفض مسؤول الإعلام في الخارجية الأمريكية نيد برايس التعليق على نسف الاحتلال جامعة الإسراء في غزة، والذي لم يكن بالأمر المفاجئ، كما أن تعلل المسؤول الأمريكي بعدم اطلاعه على تفاصيل ما حدث والحال أن التسجيل الذي رافق عملية تدمير الجامعة وتحويلها إلى ركام جابت العالم في لحظات، بما يؤكد مجددا أن استهداف الحياة بمختلف مظاهرها في غزة مسألة مدروسة وتتجاوز عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي.. واستهداف الحياة في غزة لا يعني مواصلة عمليات الاغتيال والقتل الجماعي اليومي المستمر ولكن يعني أيضا القضاء على أسباب التواصل والاستمرار مستقبلا باستهداف العقل وكل ما يتعلق بالفكر والتعليم والتدريس والإبداع الثقافي والأدبي والفني في إطار الاستهداف الممنهج كجزء من حرب الإبادة التي تمارس على قطاع غزة وعلى أكثر من مليوني ساكن في هذه الرقعة المحاصرة من الأرض برا وبحرا وجوا وهي الأكثر كثافة سكانية في العالم والأكثر خطرا على الأطفال والنساء والأطباء والصحفيين ..
والأكيد أنه لا مكان للصدفة في مثل هذه المخططات الشيطانية للاحتلال، بل هي ضمن حسابات في الماضي والحاضر والمستقبل وهي تتنزل في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي باتت ثابتة الأركان ولا تحتاج في ظل البراهين المكدسة لمزيد الإثباتات.. والأكيد أيضا أن استهداف التلاميذ والطلبة والأساتذة والباحثين حلقة من هذه الجريمة ..
نقول هذا الكلام بالاعتماد على تقارير أممية بالتزامن مع اليوم العالمي للتعليم تسجل أن الاحتلال دمر على مدى أكثر من مائة يوم من العدوان 75% من المدارس والجامعات جزئيا أو كليا..، ولن يكون بإمكان نحو650 ألف من التلاميذ والطلبة تلقي دروسهم بعد أن استحالت الحياة في غزة وتحولت إلى جحيم بإجماع المراقبين الدوليين ومبعوثي الهيئات الإنسانية... وبالنظر إلى حجم الخراب والدمار الذي لحق القطاع فلن يكون بإمكان التلاميذ والطلبة العودة إلى أقسامهم قبل وقت طويل.. والأكيد أن في هذا احد أولويات الاحتلال الذي يدرك جيدا أن باستهداف التعليم يمكن استهداف حاضر ومستقبل المجتمع الفلسطيني الذي بقي رغم فظاعة وغطرسة الاحتلال طوال عقود فقد ظلت مدراس الانروا تتصدر ترتيب أفضل الدول العربية في مجال التعليم وهي مسألة لا يمكن أن تغيب عن الاحتلال الذي يدرك جيدا دورومكانة التعليم في تحصين المجتمعات ورقيها وتطورها ورفضها للخنوع والقبول بالاحتلال... حتى الآن قد لا تتوفر حصيلة نهائية بعدد الضحايا من التلاميذ والمربين والأساتذة وحسب بعض الشهادات فان أقساما بكاملها أبيدت ولم يبق احد من تلاميذتها... طبعا سبق للمرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان أن وثق مقتل 94 من الأساتذة الجامعيين الفلسطينية ومئات المعلمين وآلاف الطلبة خلال العدوان المستمر على غزة وإن بعض الجامعيين من الباحثين والعلماء والأكاديميين ومفكرين وشعراء استهدفوا قصدا في بيوتهم وتحولوا إلى أشلاء مع ذويهم... وضمت قائمة الجامعيين المستهدفين حتى الآن 17 شخصية يحملون درجة البروفيسور، و59 من حملة الدكتوراه، و18 بدرجة الماجستير وغالبيتهم يمثلون أسس العمل الأكاديمي في جامعات غزة.. وهو ما يقودونا للقول أن في ذلك استهداف للعقل الفلسطيني الذي استطاع تحدي الكثير من القيود وتمرد على الحصار وتوصل إلى نشر الكثير من الإبداعات في عديد المجالات العلمية والفنية والسينمائية وغيرها وتمكن من تبليغ أكثر من رسالة إلى العالم وهذا أيضا ما لا يريد له الاحتلال أن يستمر.. مع بداية الحرب بدا الجيش الاحتلال في إطار العقوبات الجماعية بتدمير وقصف مباني جامعتي "الإسلامية" و"الأزهر" ثم امتد الأمر لبقية الجامعات، وصولا إلى تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ومراكز اعتقال قبل نسفها بالكامل ...
ووفقا للإحصائيات المتوفرة وهي طبعا أولية بالنظر إلى رفض كيان الاحتلال وقف الحرب ووقف الإدارة الأمريكية كل المطالب بوقف المجازر المستمرة في القطاع، فقد قتل أكثر من أربعة آلاف طالب وأصيب نحو ثمانية آلاف آخرون، بينما قتل أكثر من مائتي معلم، طبعا استهداف الجامعات والمدارس سبقه استهداف المستشفيات والمساجد والمتاحف والمكتبات والمراكز الثقافية وكل وهي ممارسات ومخططات علنية مقبرة مفتوحة لا حياة فيها ...
في اليوم العالمي للتعليم أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن جميع المدارس التابعة لها في قطاع غزة قد أغلقت بسبب الحرب، مما حرم 300 ألف طفل من التعليم.
أكثر من 625 ألف طالب قد حرموا من التعليم منذ بدء الحرب على غزة، في حين فقد 22 ألف مدرس وظائفهم في قطاع التعليم.. ولا نعرف ما ستكون عليه الحصيلة النهائية لحرب الإبادة الظالمة على غزة ولكن نعلم مسبقا أن حلم الاحتلال بإبادة الشعب الفلسطيني وتجهيل من سينجو منه أمر صعب المنال.. ليس لان الضمير العالمي سيصحو ليوقف المجازر و ليس لان الأشقاء العرب سينتفضون ضد الاحتلال نصرة لغزة ولكن لسبب لا يدركه ناتنياهو وأمثاله وأن العقل الفلسطيني والتلميذ الفلسطيني والأستاذ الفلسطيني والشاعر الفلسطيني سيخرجون من تحت الركام والأنقاض ويعيدون غزة إلى الحياة وهم قادرون على ذلك ...