كانت العلاقات بين البلدين والقضايا الدولية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، محور اللقاء الذي جمع أول أمس كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج منير بن رجيبة، مع نائب مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى والمكلف بشمال إفريقيا جوشوا هاريس، الذي أدى زيارة إلى تونس. وفق ما أعنت عنه وزارة الشؤون الخارجية في بلاغ لها.
وباستثناء ما ورد في بلاغ الوزارة، لم يصدر عن السفارة الأمريكية بتونس أو وزارة الخارجية الأمريكية تفاصيل إضافية عن محتوى اللقاء والهدف الأساسي من الزيارة. لكن من الواضح أن المحور الرئيسي للزيارة تركز على تطورات ملف القضية الفلسطينية في ظل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في إقليم غزة المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
علما أن وزارة الشؤون الخارجية قالت في بلاغها إن اللقاء "مثّل فرصة للتطرق إلى العلاقات بين البلدين وإلى السبل الكفيلة بدفع التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
كما تباحث المسؤولان، وفق نفس البلاغ "حول أهم القضايا الدولية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكّد كاتب الدولة في هذا الإطار، موقف تونس الثابت من العدوان الغاشم لجيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني والذي أفضى إلى أوضاع إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر".
وأكد كاتب الدولة في هذا الإطار على "موقف تونس الثّابت من العدوان الغاشم لجيش الاحتلال على الشّعب الفلسطيني والذّي أفضى إلى أوضاع إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر" وشدّد على حرص تونس وعلى رأسها رئيس الجمهورية، على ضرورة أن تتحرك الضمائر الحية والمجتمع الدولي من أجل وقف هذا العدوان الهمجي والعمل على تحقيق سلام دائم في المنطقة يرتكز على حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف"، وفق نص البلاغ..
لم يكشف بلاغ الوزارة، عن موقف المسؤول الأمريكي من تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ورفضها لأي دعوة لوقف إطلاق النار، إلا أن توقيت زيارة هاريس لتونس له دلالات سياسية ودبلوماسية عديدة.
فإضافة إلى الموقف من القضية الفلسطينية التي قد تكون منطلقا للزيارة على اعتبار أن الولايات المتحدة تجد حرجا بالغا في تفسير موقفها من تواصل الحرب على فلسطين المحتلة واستمرارها في دعم الكيان المحتل سياسيا وبالمال والعتاد العسكري وعدم ممارسة ضغوطات كبيرة عليه لإجباره على وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة.. إلا أن القضايا الإقليمية الأخرى التي تهم دول المنطقة قد تكون أيضا محورا أساسيا للزيارة..
فقضايا مثل الملف الليبي في علاقة بتطور العملية السياسية والأمنية في الجارة ليبيا ودور تونس في هذا المجال، وقضية الصحراء الغربية التي تعتبر محور الخلاف القائم بين الجارتين الجزائر والمغرب، فضلا عن الحفاظ على المصالح الاقتصادية والإستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا خاصة على ضوء انفتاح دول المنطقة على قوى اقتصادية كبرى وازنة في العالم مثل الصين وروسيا، وتوجه تونس والجزائر مؤخرا شرقا لبحث فرص تعاون اقتصادي وتجاري..
علما أنه، وقبل وصول هاريس إلى تونس، كان له جولة في المنطقة أبرزها الجزائر يوم 6 ديسمبر الماضي، ثم المغرب يوم 6 جانفي الجاري.. وذلك في "مهمة لإجراء سلسلة مشاورات لتعزيز السلام الإقليمي ودفع العملية السياسية الأممية في الصحراء الغربية من أجل إلى حل دائم.."، وفق ما أعنته السفارة الأميركية في الجزائر في بلاغ لها..
الملفت للانتباه، أن زيارة هاريس لتونس، جاء بعد وقت قصير من زيارتين مهمتين من الوزن الثقيل لتونس، الأولى لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم 20 ديسمبر الماضي، والثانية لوزير الخارجية الصيني في 15 جانفي الجاري.. ما يعكس ربما محاولة لإيصال رسائل غير مباشرة تعكس تواصل الاهتمام الأمريكي بما يجري من تطورات في تونس وعدم استعدادها للتخلي عن مصالحها في المنطقة، علما أن تونس دائما ما اعتبرت حليفا مميزا للولايات المتحدة أو في ما يتعلق بموقع تونس في حلف الناتو..
وتأتي زيارة لافروف إلى تونس تتويجا لتطورات ايجابية تشهدها العلاقات التونسية الروسية منذ فترة غير قليلة وتكثف الزيارات الرسمية المتبادلة، خاصة بعد إطلاق الرئيس قيس سعيد لمسار 25 جويلية 2021، علما أنه وزير الخارجية الروسي كان قد أبدى في لقائه بالرئيس قيس سعيد استعداد بلاده التام لتعزيز علاقاتها مع تونس في عدّة مجالات مثل الحبوب والطاقة والصحة والتعليم العالي والتبادل الثقافي والتكنولوجيات الحديثة والفضاء..
كما ساهمت زيارة وزير الشؤون الخارجية الصيني "وانغ يي''، في 15 جانفي الجاري في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وإعطائها زخما دبلوماسيا وسياسيا ايجابيا في انتظار انعكاس الزيارة على مستوى التعاون التجاري والاقتصادي الذي يظل محدودا، علما أن رئيس الجمهورية قيس سعيد استقبل الوزير الصيني، ورافقه في تدشين مقرّ الأكاديمية الدبلوماسية الدوليّة بالعاصمة والمموّلة من قبل الحكومة الصينية..
لا يمكن أن تتغاضى الولايات المتحدة عن مستوى تطور العلاقات التونسية الروسية والتونسية الصينية، خاصة في ظرف دولي يشهد نشأة تكتلات سياسية واقتصادية جديدة وتغيرات كثرة في موازين القوى والتأثيرات الجيوسياسية في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط..
في المقابل، تحاول تونس الحفاظ على علاقاتها مع شركائها التقليديين (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، وتسعى في نفس الوقت إلى الانفتاح على روسيا، والصين، وقوى أخرى تربطها بها علاقات تاريخية، وذلك بهدف إيجاد فرص تعاون اقتصادي وتجاري جديدة خاصة في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد التونسي متأثرا بفترة انتشار الكوفيد 19 وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.. وهو أمر حرصت تونس على توضيحه من خلال تصريحات وزير الخارجية نبيل عمار في أكثر من مناسبة.
رفيق بن عبد الله
تونس- الصباح
كانت العلاقات بين البلدين والقضايا الدولية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، محور اللقاء الذي جمع أول أمس كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج منير بن رجيبة، مع نائب مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى والمكلف بشمال إفريقيا جوشوا هاريس، الذي أدى زيارة إلى تونس. وفق ما أعنت عنه وزارة الشؤون الخارجية في بلاغ لها.
وباستثناء ما ورد في بلاغ الوزارة، لم يصدر عن السفارة الأمريكية بتونس أو وزارة الخارجية الأمريكية تفاصيل إضافية عن محتوى اللقاء والهدف الأساسي من الزيارة. لكن من الواضح أن المحور الرئيسي للزيارة تركز على تطورات ملف القضية الفلسطينية في ظل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في إقليم غزة المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
علما أن وزارة الشؤون الخارجية قالت في بلاغها إن اللقاء "مثّل فرصة للتطرق إلى العلاقات بين البلدين وإلى السبل الكفيلة بدفع التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
كما تباحث المسؤولان، وفق نفس البلاغ "حول أهم القضايا الدولية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكّد كاتب الدولة في هذا الإطار، موقف تونس الثابت من العدوان الغاشم لجيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني والذي أفضى إلى أوضاع إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر".
وأكد كاتب الدولة في هذا الإطار على "موقف تونس الثّابت من العدوان الغاشم لجيش الاحتلال على الشّعب الفلسطيني والذّي أفضى إلى أوضاع إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر" وشدّد على حرص تونس وعلى رأسها رئيس الجمهورية، على ضرورة أن تتحرك الضمائر الحية والمجتمع الدولي من أجل وقف هذا العدوان الهمجي والعمل على تحقيق سلام دائم في المنطقة يرتكز على حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف"، وفق نص البلاغ..
لم يكشف بلاغ الوزارة، عن موقف المسؤول الأمريكي من تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ورفضها لأي دعوة لوقف إطلاق النار، إلا أن توقيت زيارة هاريس لتونس له دلالات سياسية ودبلوماسية عديدة.
فإضافة إلى الموقف من القضية الفلسطينية التي قد تكون منطلقا للزيارة على اعتبار أن الولايات المتحدة تجد حرجا بالغا في تفسير موقفها من تواصل الحرب على فلسطين المحتلة واستمرارها في دعم الكيان المحتل سياسيا وبالمال والعتاد العسكري وعدم ممارسة ضغوطات كبيرة عليه لإجباره على وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة.. إلا أن القضايا الإقليمية الأخرى التي تهم دول المنطقة قد تكون أيضا محورا أساسيا للزيارة..
فقضايا مثل الملف الليبي في علاقة بتطور العملية السياسية والأمنية في الجارة ليبيا ودور تونس في هذا المجال، وقضية الصحراء الغربية التي تعتبر محور الخلاف القائم بين الجارتين الجزائر والمغرب، فضلا عن الحفاظ على المصالح الاقتصادية والإستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا خاصة على ضوء انفتاح دول المنطقة على قوى اقتصادية كبرى وازنة في العالم مثل الصين وروسيا، وتوجه تونس والجزائر مؤخرا شرقا لبحث فرص تعاون اقتصادي وتجاري..
علما أنه، وقبل وصول هاريس إلى تونس، كان له جولة في المنطقة أبرزها الجزائر يوم 6 ديسمبر الماضي، ثم المغرب يوم 6 جانفي الجاري.. وذلك في "مهمة لإجراء سلسلة مشاورات لتعزيز السلام الإقليمي ودفع العملية السياسية الأممية في الصحراء الغربية من أجل إلى حل دائم.."، وفق ما أعنته السفارة الأميركية في الجزائر في بلاغ لها..
الملفت للانتباه، أن زيارة هاريس لتونس، جاء بعد وقت قصير من زيارتين مهمتين من الوزن الثقيل لتونس، الأولى لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم 20 ديسمبر الماضي، والثانية لوزير الخارجية الصيني في 15 جانفي الجاري.. ما يعكس ربما محاولة لإيصال رسائل غير مباشرة تعكس تواصل الاهتمام الأمريكي بما يجري من تطورات في تونس وعدم استعدادها للتخلي عن مصالحها في المنطقة، علما أن تونس دائما ما اعتبرت حليفا مميزا للولايات المتحدة أو في ما يتعلق بموقع تونس في حلف الناتو..
وتأتي زيارة لافروف إلى تونس تتويجا لتطورات ايجابية تشهدها العلاقات التونسية الروسية منذ فترة غير قليلة وتكثف الزيارات الرسمية المتبادلة، خاصة بعد إطلاق الرئيس قيس سعيد لمسار 25 جويلية 2021، علما أنه وزير الخارجية الروسي كان قد أبدى في لقائه بالرئيس قيس سعيد استعداد بلاده التام لتعزيز علاقاتها مع تونس في عدّة مجالات مثل الحبوب والطاقة والصحة والتعليم العالي والتبادل الثقافي والتكنولوجيات الحديثة والفضاء..
كما ساهمت زيارة وزير الشؤون الخارجية الصيني "وانغ يي''، في 15 جانفي الجاري في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وإعطائها زخما دبلوماسيا وسياسيا ايجابيا في انتظار انعكاس الزيارة على مستوى التعاون التجاري والاقتصادي الذي يظل محدودا، علما أن رئيس الجمهورية قيس سعيد استقبل الوزير الصيني، ورافقه في تدشين مقرّ الأكاديمية الدبلوماسية الدوليّة بالعاصمة والمموّلة من قبل الحكومة الصينية..
لا يمكن أن تتغاضى الولايات المتحدة عن مستوى تطور العلاقات التونسية الروسية والتونسية الصينية، خاصة في ظرف دولي يشهد نشأة تكتلات سياسية واقتصادية جديدة وتغيرات كثرة في موازين القوى والتأثيرات الجيوسياسية في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط..
في المقابل، تحاول تونس الحفاظ على علاقاتها مع شركائها التقليديين (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، وتسعى في نفس الوقت إلى الانفتاح على روسيا، والصين، وقوى أخرى تربطها بها علاقات تاريخية، وذلك بهدف إيجاد فرص تعاون اقتصادي وتجاري جديدة خاصة في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد التونسي متأثرا بفترة انتشار الكوفيد 19 وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.. وهو أمر حرصت تونس على توضيحه من خلال تصريحات وزير الخارجية نبيل عمار في أكثر من مناسبة.