والضعف في اللغة العربية نكبة على البلاد لأنّها هي اللغة التي يعتمد عليها جمهور الأمة في ثقافتهم وتكوّن عقليّتهم
بقلم: محيي الدين المراكشي(*)
استفحل ضعف التلاميذ والطلاب في اللغات وعلى الأخص في اللغة العربية ولا شكّ أنّها مسألة لا يصحّ السكوت عليها وأن تمرّ دون أن نتناولها بالشرح والتحليل ونقلّبها على وجوهها المختلفة حتى نصل إلى علاج حاسم إذ أننا ضعاف جدا في العربية فأمر لا يحتاج إلى برهان والضعف في اللغة العربية نكبة على البلاد لأنّها هي اللغة التي يعتمد عليها جمهور الأمة في ثقافتهم وتكوّن عقليّتهم والضعف في العربية ضعف في الوسيلة والنتيجة معا ولهذا أعتقد أن المعلم في المدارس على اختلاف أنواعها عليه أكبر واجب وأخطر تبعة ولمقدار قوّته وضعفه تتكوّن إلى حدّ كبير عقليّه الأمّة.
والأسباب التي نشأ عنها هذا الضعف ترجع إلى أمور ثلاث كيفيّة تدريس اللغة العربية والمعلم الذي يعلمها والمكتبة العربية "نوع وقيمة كتب المطالعة وكيفية التّعامل مع نصوص القراءة"
I- كيف يجب أن تدرّس اللغة العربية ؟
يحتاج الإصلاح خاصة في المدارس الابتدائية إلى إعادة تبسيط المصطلحات وحذف الأدوات العتيقة والمفاهيم المبهمة ويقتصر فيها على ما يُنتج استقامة اللسان والعلم.
* إنّ اللغة العربية لغة معربة تتحاور أواخرها الحركات من رفع ونصب وجرّ وجزم حسب العوامل المختلفة أضف إلى ذلك نظام العدد والمعدود فإنه معقد جدا.
الضمّة تخص الاسم النواة في الجملة على اختلاف نوعيها ففي الجملة الفعلية يكون الفاعل مرفوعا باعتباره نواة الجملة وكذلك توابعه : النعت والبدل والاسم المعطوف وفي الجملة الاسمية المبتدأ والخبر لا يمكن الاستغناء على أحدهما فيكونان مرفوعين.
الفتحة تخصّ بقية الأسماء في الجملة الفعلية وهي المفعول به وتوابعه وكذلك بقية المفاعيل: المفعول المطلق والمفعول لأجله والمفعول فيه للزمان والمكان والحال والتمييز وكذلك خبر كان وأخواتها واسم إنّ وأخواتها.
الكسرة وتشمل الاسم المضاف وكذلك الاسم المجرور بحرف الجرّ
توضیح
1- كلام الإنسان بالإضافة إلى العناصر الأساسية في الجملة فنحن في الغالب نعبر عن الحالة التي نكون عليها فالجملة الاسمية هي جملة حالية بمفهومها.
وأمّا إذا دخلت عليها كان وأخواتها يصبح المبتدأ فاعلا مرفوعا لها والخبر حالا منصوبا.
وإذا دخلت عليها إنّ أو إحدى أخواتها فهي متعلقة بالخبر فترفعه على اعتباره هو النواة ويصبح المبتدأ منصوبا على أنّه مفعول به لها والأداة " أن أو إحدى أخواتها " هي التي تعبّر عن الحالة.
أمّا الجملة الفعلية تصبح تعبر عن الحالة عندما نضيف لها حالا منصوبا أو مفعولا مطلقا فهو حال منصوب مؤكدا أو مبيّن للنوع وكذلك المفعول لأجله فهو حال منصوب مبيّن للسّبب وكذلك التمييز...
2-الاسم المثنى يعرب بالحروف نضيف إليه ألفا ونونا في حالة الرفع وياء ساكنة ونونا في حالتي النصب والجر.
وكذلك جمع المذكر السالم يكون مرفوعا بالواو والنون ومنصوبا ومجرورا بياء المدّ والنون في حالتي النصب والجر .
3- كذلك لا معنى لاستعمال كلمة نائب فاعل وإنما هو في الحقيقة فاعل مرفوع باعتبار أنّ الأفعال تدل على عمل أو حدث. غير أنّ بعض الأفعال المتعديّة إلى مفعول به والتي تدل على عمل يمكن أن نحوّلها إلى أفعال تدلّ على حدث فمثلا قَتل المجرم الرجل (الفعل قتل يدل على عمل) ومات الرجل الفعل مات يدلّ على حدث إذن الرجل فاعل وفي قولنا قُتِل الرجل أصبح الفعل قُتل يدل على حدث إذن الرجل في هاته الحالة فاعل أيضا مثل مات الرجل وبذلك نتجنّب دراسة الفعل المبني للمجهول ونتخلّص من كلمة نائب الفاعل (لا معنى لها ).
4- وأيضا لا معنى لاستعمال عبارة - جار ومجرور - لأن الاسم المضاف إليه يكون مجرورا بالكسرة وكذلك الاسم المسبوق بحرف الجرّ يمكن اعتباره مضافا إليه "إلى حرف الجر الذي يسبقه" وهو مجرور بالكسرة . فقولنا العصفور على الشجرة هو نفس التركيب العصفور فوق الشجرة . فعلينا جميعا أن نهتم أكثر بمعاني حروف الجرّ ونعطيها اسما يليق بدورها في الجملة إذ لا معنى (لحرف جرّ واسم مجرور).
5- العدد والمعدود يدرّسان بطريقة عشوائية باعتماد التلقين والتحفيظ لا التحليل المنطقي الذي تستوجبه دراسة اللغة العربية وإبراز جماليّتها
أ) بعد الواحد والاثنين يكون المعدود تابعا للعدد وتكون لهما نفس حركة الحرف الأخير وذلك حسب وظيفة المعدود في الجملة ( وذلك باستعمال الحركات في المفرد والحروف في المثنى)
ب) إذا كان العدد كلمة مفردة (ثلاثة ... تسعة ) يكون المعدود مضافا إليه مجرورا بالكسرة .
ج) بعد الأعداد : عشرون ... تسعون والتي تعرب إعراب جمع المذكر السالم والاسم المثنى يكون المعدود بعدها منصوبا لتعذر الإضافة التي تقتضى حذف النون.
د) إذا كان العدد مركبا يسبق عشرة يكون العدد بجزئيه والمعدود في حالة النصب.
6- تأثير مخارج الحروف على اللغة العربية
جميع اللغات قائمة على الشفوي لا الكتابي لأن الأصل في اللغات الاستعمال الشفوي وجميع اللغات تقدر قيمة النطق عند الاستماع إليها أثناء الخطاب والحوار إذن فلا داعي لفكرة أن اللغة العربية مليئة بالشّواذ حتى أصبحت تعرف بالمقولة عند نقّادها "الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه".
ممّا جعلنا نعتبر أن الأسماء الخمسة تعرب بالحروف عوض الحركات رغم أن الضمة موجودة في قولنا جاء أبُوك والفتحة موجودة في قولنا : شكر أحمد أباك وكذلك الكسرة موجودة في قولنا : سلمت على أبيك وإنّما وجد حرف المدّ (الواو والألف والياء) لتسهيل عمليّة النطق (وذلك لاختلاف مخارج الحروف).
إذ أننا ننطق الباء المضمومة من الشفتين أما النطق بحرف الكاف يكون من داخل الفم ولقطع المسافة بينهما نستعمل حروف المدّ والنتيجة تكون الأسماء الخمسة مرفوعة بالضمّة ومنصوبة بالفتحة ومجرورة بالكسرة وكذلك الشأن بالنسبة لجمع المؤنث السالم يكون منصوبا بالكسرة لثقل النطق بالفتحة وكذلك الأسماء الممنوعة من الصرف فهي عندما تكون نكرة تجرّ بالفتحة النائبة عن الكسرة لنفس السبب وبين جميع الحالات السابقة تتبين أن عملية النطق ومخارج الحروف من داخل الفم هي التي تتحكم في جمالية النطق في اللغة العربية .(يتبع)
* معلم متقاعد
والضعف في اللغة العربية نكبة على البلاد لأنّها هي اللغة التي يعتمد عليها جمهور الأمة في ثقافتهم وتكوّن عقليّتهم
بقلم: محيي الدين المراكشي(*)
استفحل ضعف التلاميذ والطلاب في اللغات وعلى الأخص في اللغة العربية ولا شكّ أنّها مسألة لا يصحّ السكوت عليها وأن تمرّ دون أن نتناولها بالشرح والتحليل ونقلّبها على وجوهها المختلفة حتى نصل إلى علاج حاسم إذ أننا ضعاف جدا في العربية فأمر لا يحتاج إلى برهان والضعف في اللغة العربية نكبة على البلاد لأنّها هي اللغة التي يعتمد عليها جمهور الأمة في ثقافتهم وتكوّن عقليّتهم والضعف في العربية ضعف في الوسيلة والنتيجة معا ولهذا أعتقد أن المعلم في المدارس على اختلاف أنواعها عليه أكبر واجب وأخطر تبعة ولمقدار قوّته وضعفه تتكوّن إلى حدّ كبير عقليّه الأمّة.
والأسباب التي نشأ عنها هذا الضعف ترجع إلى أمور ثلاث كيفيّة تدريس اللغة العربية والمعلم الذي يعلمها والمكتبة العربية "نوع وقيمة كتب المطالعة وكيفية التّعامل مع نصوص القراءة"
I- كيف يجب أن تدرّس اللغة العربية ؟
يحتاج الإصلاح خاصة في المدارس الابتدائية إلى إعادة تبسيط المصطلحات وحذف الأدوات العتيقة والمفاهيم المبهمة ويقتصر فيها على ما يُنتج استقامة اللسان والعلم.
* إنّ اللغة العربية لغة معربة تتحاور أواخرها الحركات من رفع ونصب وجرّ وجزم حسب العوامل المختلفة أضف إلى ذلك نظام العدد والمعدود فإنه معقد جدا.
الضمّة تخص الاسم النواة في الجملة على اختلاف نوعيها ففي الجملة الفعلية يكون الفاعل مرفوعا باعتباره نواة الجملة وكذلك توابعه : النعت والبدل والاسم المعطوف وفي الجملة الاسمية المبتدأ والخبر لا يمكن الاستغناء على أحدهما فيكونان مرفوعين.
الفتحة تخصّ بقية الأسماء في الجملة الفعلية وهي المفعول به وتوابعه وكذلك بقية المفاعيل: المفعول المطلق والمفعول لأجله والمفعول فيه للزمان والمكان والحال والتمييز وكذلك خبر كان وأخواتها واسم إنّ وأخواتها.
الكسرة وتشمل الاسم المضاف وكذلك الاسم المجرور بحرف الجرّ
توضیح
1- كلام الإنسان بالإضافة إلى العناصر الأساسية في الجملة فنحن في الغالب نعبر عن الحالة التي نكون عليها فالجملة الاسمية هي جملة حالية بمفهومها.
وأمّا إذا دخلت عليها كان وأخواتها يصبح المبتدأ فاعلا مرفوعا لها والخبر حالا منصوبا.
وإذا دخلت عليها إنّ أو إحدى أخواتها فهي متعلقة بالخبر فترفعه على اعتباره هو النواة ويصبح المبتدأ منصوبا على أنّه مفعول به لها والأداة " أن أو إحدى أخواتها " هي التي تعبّر عن الحالة.
أمّا الجملة الفعلية تصبح تعبر عن الحالة عندما نضيف لها حالا منصوبا أو مفعولا مطلقا فهو حال منصوب مؤكدا أو مبيّن للنوع وكذلك المفعول لأجله فهو حال منصوب مبيّن للسّبب وكذلك التمييز...
2-الاسم المثنى يعرب بالحروف نضيف إليه ألفا ونونا في حالة الرفع وياء ساكنة ونونا في حالتي النصب والجر.
وكذلك جمع المذكر السالم يكون مرفوعا بالواو والنون ومنصوبا ومجرورا بياء المدّ والنون في حالتي النصب والجر .
3- كذلك لا معنى لاستعمال كلمة نائب فاعل وإنما هو في الحقيقة فاعل مرفوع باعتبار أنّ الأفعال تدل على عمل أو حدث. غير أنّ بعض الأفعال المتعديّة إلى مفعول به والتي تدل على عمل يمكن أن نحوّلها إلى أفعال تدلّ على حدث فمثلا قَتل المجرم الرجل (الفعل قتل يدل على عمل) ومات الرجل الفعل مات يدلّ على حدث إذن الرجل فاعل وفي قولنا قُتِل الرجل أصبح الفعل قُتل يدل على حدث إذن الرجل في هاته الحالة فاعل أيضا مثل مات الرجل وبذلك نتجنّب دراسة الفعل المبني للمجهول ونتخلّص من كلمة نائب الفاعل (لا معنى لها ).
4- وأيضا لا معنى لاستعمال عبارة - جار ومجرور - لأن الاسم المضاف إليه يكون مجرورا بالكسرة وكذلك الاسم المسبوق بحرف الجرّ يمكن اعتباره مضافا إليه "إلى حرف الجر الذي يسبقه" وهو مجرور بالكسرة . فقولنا العصفور على الشجرة هو نفس التركيب العصفور فوق الشجرة . فعلينا جميعا أن نهتم أكثر بمعاني حروف الجرّ ونعطيها اسما يليق بدورها في الجملة إذ لا معنى (لحرف جرّ واسم مجرور).
5- العدد والمعدود يدرّسان بطريقة عشوائية باعتماد التلقين والتحفيظ لا التحليل المنطقي الذي تستوجبه دراسة اللغة العربية وإبراز جماليّتها
أ) بعد الواحد والاثنين يكون المعدود تابعا للعدد وتكون لهما نفس حركة الحرف الأخير وذلك حسب وظيفة المعدود في الجملة ( وذلك باستعمال الحركات في المفرد والحروف في المثنى)
ب) إذا كان العدد كلمة مفردة (ثلاثة ... تسعة ) يكون المعدود مضافا إليه مجرورا بالكسرة .
ج) بعد الأعداد : عشرون ... تسعون والتي تعرب إعراب جمع المذكر السالم والاسم المثنى يكون المعدود بعدها منصوبا لتعذر الإضافة التي تقتضى حذف النون.
د) إذا كان العدد مركبا يسبق عشرة يكون العدد بجزئيه والمعدود في حالة النصب.
6- تأثير مخارج الحروف على اللغة العربية
جميع اللغات قائمة على الشفوي لا الكتابي لأن الأصل في اللغات الاستعمال الشفوي وجميع اللغات تقدر قيمة النطق عند الاستماع إليها أثناء الخطاب والحوار إذن فلا داعي لفكرة أن اللغة العربية مليئة بالشّواذ حتى أصبحت تعرف بالمقولة عند نقّادها "الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه".
ممّا جعلنا نعتبر أن الأسماء الخمسة تعرب بالحروف عوض الحركات رغم أن الضمة موجودة في قولنا جاء أبُوك والفتحة موجودة في قولنا : شكر أحمد أباك وكذلك الكسرة موجودة في قولنا : سلمت على أبيك وإنّما وجد حرف المدّ (الواو والألف والياء) لتسهيل عمليّة النطق (وذلك لاختلاف مخارج الحروف).
إذ أننا ننطق الباء المضمومة من الشفتين أما النطق بحرف الكاف يكون من داخل الفم ولقطع المسافة بينهما نستعمل حروف المدّ والنتيجة تكون الأسماء الخمسة مرفوعة بالضمّة ومنصوبة بالفتحة ومجرورة بالكسرة وكذلك الشأن بالنسبة لجمع المؤنث السالم يكون منصوبا بالكسرة لثقل النطق بالفتحة وكذلك الأسماء الممنوعة من الصرف فهي عندما تكون نكرة تجرّ بالفتحة النائبة عن الكسرة لنفس السبب وبين جميع الحالات السابقة تتبين أن عملية النطق ومخارج الحروف من داخل الفم هي التي تتحكم في جمالية النطق في اللغة العربية .(يتبع)