إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. التحليق خارج السرب..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    لا داعي أن تشرب ماء البحر كلّه حتى تكتشف أنه مالح.

من يخطئ مرّة، لا تستغرب إن أخطأ ألف مرة أخرى.

  السياسي العظيم هو الذي لا يتردد وهو يقترف إغراء الموقف الشجاع والجريء في التوغل إلى أقصى الحالات خطورة في مجاهل الفعل السياسي.

هو الذي هو لا غير، الذي يتسلح بقوته وجرأته من حيث يرقد مارده الجبار.هو الذي لا يتكئ على عكاز بقدر ما يعتمد على سند شعبه وثقته بنفسه وبه.

  سافر إلى سويسرا تحديدا منتدى "دافوس" كأي مواطن عادي، على متن طائرة تجارية بتذكرة سياحية في إطار خطته التقشفية ومراعاة ظروف بلاده. تكلّم كما لم يتكلّم أحد قبله.

يوم سافر رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي صحبة وفد قيل أنه من أكبر الوفود المشاركة في فعاليات المنتدى يومها، وكان ضمنه صهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام اعتبرت النهضة وقواعدها هذا الحضور في فعاليات المنتدى والمشاركة فيه حدثا جللا عظيما، باعتبار السفر إلى "دافوس" حلم كلّ قائد وسياسي ورجل أعمال وخبير..

أعود لهذا الذي هو لا غير، الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الذي ألقى خطابا حادا كان موضوعا ثريا في قاعات تحرير كل وسائل الإعلام العالمية.

   تحدث الرئيس الأرجنتيني مباشرة إلى قادة العالم والأعمال المجتمعين في دافوس، حثهم على عدم الخوف.وهتف:“أنتم الأبطال الحقيقيون. الدولة ليست الحل، بل هي المشكلة”. فاجأ خطابه، الذي اختتم بعبارة "تحيا الحرية باسم الله!"، جزءًا من الجمهور، على الرغم من أنهم جاؤوا خصيصًا لحضور العرض.

 وصف بعض الحاضرين خطابه بـ"المنشار" الذي يعمل بأقصى سرعة وهو الذي اعتاد التلويح به في نهاية اجتماعاته العامة ببلاده الأرجنتين لتوضيح ما ينوي فعله باللوائح والإنفاق العام، في دولة تعاني من التضخم الذي وصل إلى 145%، والمحسوبية والفساد، وهي على وشك التخلف عن السداد.

     لم يكد يمر أسبوعان على وصوله إلى السلطة، حتى وقع هذا المشاغب الأرجنتيني على مشروع يضم ما لا يقل عن 664 مرسوم مادة بعنوان "قانون الأسس والمنطلقات لحرية الأرجنتينيين" بما يمهد الطريق لخصخصة 41 شركة عامة، بما في ذلك شركة النفط العملاقة، وشركة الطيران الوطنية، وشركة السكك الحديدية، والبريد، والبنوك وشركات التعدين، وفي مرحلة لاحقة الطرقات.

لا يزال هذا الرئيس يذهل بغرابة أطواره بقدر ما يقلق من سياساته، يرى البعض أنه مزيج بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والبرازيلي غايير بولسونارو.

اشتهر بمشاركاته في الحوارات التلفزيونية وشغفه بالغناء في فرق "الروك".

   على المستوى الشخصي، ليس لديه أطفال قام باستنساخ كلبه الذي توفي عام 2017 أربع مرات، كما يؤكد بنفسه.

   اشتهر في حملته الانتخابية بجملة:"لم آت إلى هنا لأقود القطيع، بل لإيقاظ الأسود".

  قرر المقامرة براتبه كنائب منتخب كل شهر في اليانصيب.

اعتقد انه رئيس بعيد تماما من أن يتقمص معاطف الآخرين، بقدر ما يقطع مع أوهام قديمة في التخطيط والإصلاح ويرغب أن يكون سيدا لمشروع بناء وطنه من جديد.

 إنّ عظمة أي انجاز تقاس بمدى مناعة الحصون التي يفتحها.

أليست العظمة في نهاية الأمر إلاّ لأولئك الذين نعتقد أنهم اختاروا لنا طريقا تؤدي بنا إلى المجهول في حين هي حقيقة مفتاح خلاصنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

حكاياتهم..   التحليق خارج السرب..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    لا داعي أن تشرب ماء البحر كلّه حتى تكتشف أنه مالح.

من يخطئ مرّة، لا تستغرب إن أخطأ ألف مرة أخرى.

  السياسي العظيم هو الذي لا يتردد وهو يقترف إغراء الموقف الشجاع والجريء في التوغل إلى أقصى الحالات خطورة في مجاهل الفعل السياسي.

هو الذي هو لا غير، الذي يتسلح بقوته وجرأته من حيث يرقد مارده الجبار.هو الذي لا يتكئ على عكاز بقدر ما يعتمد على سند شعبه وثقته بنفسه وبه.

  سافر إلى سويسرا تحديدا منتدى "دافوس" كأي مواطن عادي، على متن طائرة تجارية بتذكرة سياحية في إطار خطته التقشفية ومراعاة ظروف بلاده. تكلّم كما لم يتكلّم أحد قبله.

يوم سافر رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي صحبة وفد قيل أنه من أكبر الوفود المشاركة في فعاليات المنتدى يومها، وكان ضمنه صهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام اعتبرت النهضة وقواعدها هذا الحضور في فعاليات المنتدى والمشاركة فيه حدثا جللا عظيما، باعتبار السفر إلى "دافوس" حلم كلّ قائد وسياسي ورجل أعمال وخبير..

أعود لهذا الذي هو لا غير، الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الذي ألقى خطابا حادا كان موضوعا ثريا في قاعات تحرير كل وسائل الإعلام العالمية.

   تحدث الرئيس الأرجنتيني مباشرة إلى قادة العالم والأعمال المجتمعين في دافوس، حثهم على عدم الخوف.وهتف:“أنتم الأبطال الحقيقيون. الدولة ليست الحل، بل هي المشكلة”. فاجأ خطابه، الذي اختتم بعبارة "تحيا الحرية باسم الله!"، جزءًا من الجمهور، على الرغم من أنهم جاؤوا خصيصًا لحضور العرض.

 وصف بعض الحاضرين خطابه بـ"المنشار" الذي يعمل بأقصى سرعة وهو الذي اعتاد التلويح به في نهاية اجتماعاته العامة ببلاده الأرجنتين لتوضيح ما ينوي فعله باللوائح والإنفاق العام، في دولة تعاني من التضخم الذي وصل إلى 145%، والمحسوبية والفساد، وهي على وشك التخلف عن السداد.

     لم يكد يمر أسبوعان على وصوله إلى السلطة، حتى وقع هذا المشاغب الأرجنتيني على مشروع يضم ما لا يقل عن 664 مرسوم مادة بعنوان "قانون الأسس والمنطلقات لحرية الأرجنتينيين" بما يمهد الطريق لخصخصة 41 شركة عامة، بما في ذلك شركة النفط العملاقة، وشركة الطيران الوطنية، وشركة السكك الحديدية، والبريد، والبنوك وشركات التعدين، وفي مرحلة لاحقة الطرقات.

لا يزال هذا الرئيس يذهل بغرابة أطواره بقدر ما يقلق من سياساته، يرى البعض أنه مزيج بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والبرازيلي غايير بولسونارو.

اشتهر بمشاركاته في الحوارات التلفزيونية وشغفه بالغناء في فرق "الروك".

   على المستوى الشخصي، ليس لديه أطفال قام باستنساخ كلبه الذي توفي عام 2017 أربع مرات، كما يؤكد بنفسه.

   اشتهر في حملته الانتخابية بجملة:"لم آت إلى هنا لأقود القطيع، بل لإيقاظ الأسود".

  قرر المقامرة براتبه كنائب منتخب كل شهر في اليانصيب.

اعتقد انه رئيس بعيد تماما من أن يتقمص معاطف الآخرين، بقدر ما يقطع مع أوهام قديمة في التخطيط والإصلاح ويرغب أن يكون سيدا لمشروع بناء وطنه من جديد.

 إنّ عظمة أي انجاز تقاس بمدى مناعة الحصون التي يفتحها.

أليست العظمة في نهاية الأمر إلاّ لأولئك الذين نعتقد أنهم اختاروا لنا طريقا تؤدي بنا إلى المجهول في حين هي حقيقة مفتاح خلاصنا.